المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الحلقة الحادية و الخمسون
الحلقة الحادية و الخمسون منتهى سعادتى عندما أجد من يعترض أو يرسل نقد بناء بتصحيح مفهوم أو معنى يكون فى مصلحة الاخوة و الأخوات الحمد لله المنفرد بالخلق و التدبير الواحد فى الحكم و التقدير الملك الذى ليس كمثله شئ و هو السميع البصير ليس فى ملكه وزير المالك الذى لا يخرج عن ملكه كبير و لا صغير المتقدس فى كمال وصفه عن الشبيه و النظير المنزه فى كمال ذاته عن التمثيل و التصوير العليم الذى لا يخفى عليه ما فى الضمير ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) العالم الذى أحاط علمه بمبادئ الامور و نهاياتها السميع الذى لا فضل فى سمعه بين جهر الأصوات و أخفائها الرزاق و هو المنعم على الخليقة بإيصال أقواتها القيوم و هو المتكفل بها فى جميع حالاتها الواهب و هوالذى من على النفوس بوجود حياتها القدير و هو المعيد لها بعد وجود وفاتها الحسيب و هو المجازى لها يوم قدومها عليه بحسناتها و سيئاتها فسبحان من إلَه مَنّ على العباد بالجود قبل الوجود و قام لهم بأرزاقهم مع كلتا حالتيهم من إقرار و جحود و أمد كل موجود بوجود عطائه و حفظ وجوده وجود العالم بإمداد بقائه و ظهر بحكمته فى أرضه ، و بقدرته فى سمائه و أشهد أن لا إلَه إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد مفوض لقضائه مستسلم له فى حكمه و أمضائه و أشهد أن محمداً عبده و رسوله المفضل على جميع أنبيائه المخصوص بجزيل فضله و عطائه الفاتح الخاتم و ليس ذلك لسوائه الشافع فى كل العباد حين يجمعهم الحق لفصل قضائه صلى الله عليه و على سائر أنبياء الله و رُسله و على إلَه و صحبه المستمسكين بولائه و سلم تسليما كثيراً ******************** الدٌعـــــــــــــــــــاء من أدعية ختم القرآن =========== اللهم ربنا ياربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم وتب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم و أهدنى و أهدنا و وفقنا إلى الحق و إلى طريق مستقيم ببركة ختم القرآن العظيم و أعف عنا ياكريم و أعف عنا يا رحيم و أغفر لنا ذنوبنا بفضلك و كرمك يا أكرم الأكرمين و يا أرحم الراحمين اللهم زينا بزينة ختم القرآن و أكرمنا بكرامة ختم القرآن و شرفنا بشرافة ختم القرآن و ألبسنا بخلعة ختم القرآن و أدخلنا الجنة بشفاعة القرآن و عافنا من كل بلاء الدنيا و عذاب الأخرة بحرمة القرآن و أرحم جميع أمة محمد بحرمة ختم القرآن اللهم أجعل القرآن لنا فى الدنيا قرينا و فى القبر مؤنسا و فى القيامة شفيعا و على الصراط نورا و إلى الجنة رفيقا و من النار سترا و حجابا و إلى الخيرات كلها دليلا و إماما بفضلك وجودك و كرمك يا أرحم الراحمين اللهم أرزقنا بكل حرف من القرآن حلاوة و بكل كلمة كرامة و بكل أية سعادة و بكل سورة سلامة و بكل جزء جزاء و صلى الله على سيدنا محمد و على إلًه و صحبه أجمعين الطيبين الطاهرين ******************** الحلَقةَ رقم 51 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ أسم الله الأعظم اَلـصبــــــور أخى المسلم أعلم أن الصبور هو الذى لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه بل يترك الأمور بقدر معلوم و يجريهاعلى سنن معدودة و لايؤخرها عن أجلها المقدور و لا يقدمها على أوقاتها و يودع كل شئ فى أوانه على وجه ما أقتضاه من الحكمة الآلهية و كل ذلك من غير مواساة و لا زيادة و لا نقصان و هو على أقسام صبر الروح و هو المتلقى لنعيم الجنان و صبر القلب على ما أودعه الله تعالى و صبر العقل على ما يقتضيه الدليل من الأفعال و صبر الجسم على ما يقاسى من الأمراض و الأسقام و لم يكن أحد أصبر من الله تعالى إذ يُنظِر العاصين فى معاصيهم و هو قادر على أهلاكهم و لا يعذبهم بذلك فى الدنيا بل يمهلهم و هو الذى لا يعاجل بالعقوبة و لا يبادرهم بالإنتقام مع أستحقاقهم لذلك رحمة بهم و إحسانا إليهم و تفضلا عليهم قال تعالى ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) النحل 61 ................ ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا * وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) الكهف 58-59 ................ صدق الله العظيم أخى المسلم إذا ذكر المؤمن ربه عز و جلّ بأسمه الصبور و هو يعلم معناه اللائق به شعر بالخوف من عقوبته و الطمع فى رحمته و وقف مع نفسه يعاتبها تارة على سوء صنيعها مع ربها تبارك و تعالى و مقابلة إحسانه بالجحود و النكران و تارة يغريها بالأمانى الزائفة فى النجاة من عذابه العظيم بحلمه و عفوه و سعة رحمته و هو فى هذا و ذاك يتقلب بين أمرين لا يدرى أيهما أقرب له نفعا و أيهم أعظم ضرراً الأمر الاول الخوف الزائد من التمادى فى ظلمه لنفسه بكثرة المعاصى أن يعاجله الله بالعقوبه فى الدنيا أو يؤجلها إلى يوم عبوس قمطرير و ذلك لعلمه أن الله يمهل و لا يهمل و يعطى عبده الوقت الكافى للتوبة النصوح و الإقلاع عن المعاصى كبيرها و صغيرها مأستطاع إلى ذلك سبيلا و تلك سنة الله فى خلقه و هى سنة مبنية على الحكمة و العدل و الرحمة و رعاية مصالح العباد فى العاجل و الآجل و هو أرحم بهم من أنفسهم على أنفسهم و الظالم أحد رجلين إما أن يكون عاقلا بعيد النظر ، يأخذ العبرة ممن سبقه من الأمم الظالمة فينظر كيف أخذها الله بظلمها أخذ عزيز مقتدر فيرجع عن غيه قبل أن ينزل به عذاب الله و إما أن يكون سفيها أحمق ليس له قلب حى و لا أُذن واعية فيظل فى الضلاله حتى يصبحه العذاب أو يمسيه الأمر الثانى الطمع الزائد و هو الطمع الزائد عن حده فى رحمة ربه من غير عمل يقربه منها و الحال أنه يقرأ قوله تعالى ( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) الاعراف 56 ................ ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ , وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ) الحجر 49 ................ ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) فصلت 46 ................ صدق الله العظيم أخى المسلم يجب أن تعلم علم اليقين أن الخوف وحده أو الطمع وحده لا ينجى صاحبه من عذاب الله عز و جلّ بل هما معا كجناحى طائر لا غنى له عن أحدهما فالخوف من الله عز و جلّ يزجر المرء عن غيه و يكفكف من غروره و يدفعه الى مراجعة نفسه و مراقبتها فى أحوالها كلها و محاسبتها على الكبيرة و الصغيرة و ذلك حماية لها من الوقوع فى سوء المصير و الطمع فى رحمة الله تعالى يدفع عن المرء شبح اليأس من روح الله و القنوط من رحمته و يحفزه الى العمل الصالح الذى يقربه من ربه و يجعله دائما ضارعا اليه يطلب العفو و المغفره و النجاة من عذاب الدنيا و الأخرة فبالخوف و الرجاء يعتدل الميزان و يسلم القلب و يصح الإعتقاد قال الشاعر عليك بتقوى الله و الخوف و الرجىو صبرعلى الطاعات تظفر بالمنى ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها أن السفينة لا تجرى على اليبس ماذا قال الراسخون فى العلم ينبغى على العبد أن يغلب جانب الخوف على جانب الرجاء ما دام سليما معافى فاذا أحس بدنو أجله غلب جانب الرجاء على جانب الخوف و ذلك تعبيرا عن حسن ظنه بربه و ثقته بعظيم فضله و سعة رحمته و أن النجاه من عذاب الله فى الدنيا و الأخرة متوقفة على العمل الصالح و هو يقوم على خشية الله تعالى و خشيته هى الخوف منه و الطمع فى ثوابه قال الأمام الغزالى يرحمه الله أن الصبور هو الذى لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه بل ينزل الأمور بقدر معلوم و يجريها على سنن محدودة لا يؤخرها عن آجالها المقدرة لها تأخير متكاسل و لا يقدمها على أوقاتها تقديم مستعجل بل يضع كل شئ فى أوانه على الوجه إلذى يجب أن يكون كما ينبغى و كل ذلك من غير مقاساة داع على مضادة الارادة و على المسلم أن يتحلى بالصبر و يتأدب بأدبه مع الله و مع الناس فلا يعترض على شئ قدره الله عليه بلسان الحال و لا بلسان المقال فالرضاء بالقضاء و القدر ركن من أركان الإسلام لا يتم إلا به و من صبر على قضاء الله تعالى لم يشكه لأحد من خلقه فالشكوى تنافى الصبر و الرضى و تخرج بالشاكى عن حد الأدب مع خالقه و مولاه لاتشكون لغير ربك علة فهو العليم وغيره لا يعلم فاذا شكوت لغير ربك إنما تشكو رحيما للذى لا يرحم ماذا قال ابن القيم يرحمه الله لقد فرق أبن القيم بين صبر الله تعالى و صبر العباد و بين الصبر و بين الحلم فقال إن صبر الله تعالى يفارق صبر المخلوق و لايماثله من وجوه متعددة إنه سبحانه و تعالى عن قدرة تامة و منها انه لا يخاف الغوث و العبد يستعجل الخوف و الغوث و منها أنه لا يلحقه بصبره ألم و لا حزن و لا نقص بوجه ما و ظهور أسمه الصبور فى العالم مشهود بالعيان كظهور أسمه الحليم الفرق بين الصبر و الحلم أن الصبر ثمرة الحلم و موجبه فعلى قدر الحلم العبد يكون صبره فالحلم فى صفات الرب تعالى أوسع من الصبر و المخلوق عن جهل و يعفو عن عجز و الرب تعالى يحلم مع كمال علمه و يعفو مع تمام قدرته و ما أضيف شئ إلى شئ أزين من حلم إلى علم ، و من عفو إلى إقتدار ولهذا كان فى دعاء الكرب وصف سبحانه بالحلم مع العظمة وكونه حليما من لوازم ذاته سبحانه و أما صبره سبحانه فمتعلق بكفر العباد و شركهم و مسبتهم له سبحانه و أنواع معاصيهم و فجورهم فلا يزعجه ذلك كله و يدفعه إلى تعجيل العقوبة بل يصبر على عبده و يمهله و يستصلحه و يرفق به و يحلم عنه حتى إذا لم يبق فيه موضع للضيعة ، و لا يصلح على الإمهال و الرفق و الحلم و من باب البلاء و النقم أخذه أخذ عزيز مقتدر بعد غاية الأعذار إليه ، و بذل النصيحة له ، و دعائه إليه من كل باب و هذا كله من موجبات صفة حلمه و هى صفه ذاتية لا تزول
|
#2
|
|||
|
|||
و أما الصبر إذا زال متعلقه كان كسائر الأفعال التى توجد وجود الحكمة ، و تزول بزوالها و قد أشكل على كثير منهم هذا الأسم و قالوا لم يأت فى القران فأعرضوا عن الإشتغال به صفحا ، ثم اشتغلوا بالكلام فى صبر العباد و أقسامه و لو انهم أعطوا هذا الأسم حقه لعلموا أن الرب تعالى أحق به من جميع الخلق كما هو أحق بأسم العليم و الرحيم و القدير و السميع و البصير و الحى و سائر أسمائه الحسنى و أن التفاوت الذى بين صبره سبحانه و صبرهم كالتفاوت الذى بين حياتهم و حياته و علمه و علمهم و سمعه و سمعهم و كذا سائر صفاته أخى المسلم من علم ما وجب لله سبحانه من العزة و الجلال و العظمة و الكمال و الكبرياء و الجلال وعلم سبحانه على ما يشاء علم أنه الصبور على إيذاء من أذاه و أفترى عليه و علم أن صبره سبحانه ليس حبس النفس على ما يكره و علم أنه سبحانه لا يتألم بالإمهال و كل ما يؤذى به أولياؤه فهو صبور عليه ، و هذه وجوه من الأختصاص لا تصلح إلا لله تعالى و لذا يجب أن تعلم أن الناس منهم التقى و منهم الشقى و منهم العاقل و منهم السفيه فلا بد للمسلم أن يقابل الإحسان بالإحسان و أن يقابل الإساءة بالعفو و الصفح و المغفرة و هذا من قبيل الإحسان الأسمى قال سيدنا على رضى الله عنه أحسن لمن أساء إليك تكن أعبد الناس روى حاتم الأصم يرحمه الله و ذلك حين قدم على الأمام أحمد بن حنبل يرحمهما الله فقال يا حاتم أخبرنى كيف أُسالم الناس فقال سالمهم بثلاثة أمور تعطيهم من مالك و لا تاخذ من أموالهم و تقضى حقوقهم و لا تطالبهم بقضاء حقوقك عليهم و تصبر على أذاهم و لا تؤذيهم قال الأمام أحمد أن هذا لشديد قال و ليتك تسلَمَ أخى المسلم و هذا صحيح فكما قيل فأن الناس لا يعجبهم العجب و لنضرع إلى الله تبارك و تعالى أن يثبت قلوبنا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا و فى الأخرة و أن يلهمنا الرشد و السداد فى أقوالنا و أفعالنا أنه نعم المولى و نعم النصير و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ***************** اللهم ياصبور يا حليم ، يا مغنى يا مجيد ، يا فعال لما يريد أسألك من خير كل ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه و سلم و أعوذ بك من شر كل ما أستعاذك منه محمد صلى الله عليه و سلم اللهم أغننى بحلالك عن حرامك و بطاعتك عن معصيتك و بفضلك عمن سواك و أرحمنى برحمتك و لا تكلنى لنفسى طرفى عين و لا أدنى من ذلك يا قريب يا مجيب أخى المسلم نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط و نسأل الله تعالى من فضله العظيم العفو عن تقصيرنا أجمعين و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين صيغة من صيغ الصلاة على النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم إن أنت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات اللهم صلَّ على محمد و على إلَه و أصحابه و أولاده و أزواجه و ذريته و أهل بيته و أصهاره و أنصاره و أشياعه و محبيه و أمته و علينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين اللهم صلَّ على محمد عدد من صلى عليه و صلَّ على محمد عدد من لم يصلى عليه و صلَّ على محمد كما أمرتنا بالصلاة عليه و صلَّ على محمد كما يجب أن يُصلى عليه اللهم صلَّ على محمد و على آل محمد حتى لا يبقى من الصلاة شئ و أرحم محمد و آل محمد حتى لا يبقى من الرحمة شئ و بارك على محمد و على آل محمد حتى لا يبقى من البركة شئ و سلم على محمد و على آل محمد حتى لا يبقى من السلام شئ و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم |
|
|