المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :صوم المتقين
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين ألقى فضيلة الشيخ صلاح البدير - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: صوم المتقين ، والتي تحدَّث فيها عن صيام شهر رمضان وما يشُوبُه عند بعضِ الناسِ مِن تفريطٍ وتساهُلٍ، بل وارتِكابٍ للمُحرَّمات، وحثَّ فيها المُسلمين إلى ضرورةِ تصفِية الصيامِ مِن هذه الشوائِبِ؛ من أكلِ المال الحرام، والزُّور، والمعاصِي بشتَّى صُورها. الخطبة الأولى الحمدُ لله حمدًا يُوافِي نعمَه وعطاياه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ولا معبُودَ بحقٍّ سِواه، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه ونبيُّه وصفِيُّه ونجِيُّه ووليُّه ورضِيُّه ومُجتباه، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه صلاةً دائمةً ما انفَلَقَ صُبحٌ وأشرَقَ ضِياه. أما بعدُ .. فيا أيها الصائِمُون: اتَّقوا الله بالسعيِ إلى مراضِيه، واجتِنابِ معاصِيه، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]. أيها الصائِمُون: لقد مضَت مِن رمضان غُرَرُه، وحلَّت بنا عُشَرُه؛ فالسَّرَع السَّرَع، والوَحَى الوَحَى، والجِدَّ الجِدَّ. سابِقُوا مُهَل شهرِكم قبل أن تُطوَى أيامُه، وتُقوَّضَ خِيامُه. أيها الصائِمُون: عجَبًا ممَّن يُدرِكُ رمضان فلا يُصلِحُه صِيامُه، ولا يهزُّه قِيامُه، ولا تُغيِّرُه أيامُه! عجَبًا ممَّن يُدرِكُ رمضان وهو يطمَعُ في الجنَّة والمغفِرة، ثم يُضيِّعُه في المُلهِيات والمنهيَّات والمُحرَّمات! ويا ضَيعةَ مَن فاتَه خَيرُ رمضان، ويا شِقوةَ مَن أضاعَ شهرَ رمضان! عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: ( رغِمَ أنفُ رجُلٍ ذُكِرتُ عندَه فلم يُصلِّ عليَّ، ورغِمَ أنفُ رجُلٍ دخَلَ عليه رمضان ثم انسَلَخَ قبل أن يُغفَرَ له، ورغِمَ أنفُ رجُلٍ أدرَكَ عنده أبَوَاه الكِبَرَ فلم يُدخِلاه الجنَّة )؛ أخرجه الترمذي. يا مَن تسألُ عن غُبار الطريق، وغَربَلة الدقيق، وابتِلاع الرِّيق هل تُفسِدُ الصومَ أم لا! يا مَن تحتَرِزُ عن هذه الأمور اليَسِيرة، وتُفرِّطُ في الأمور الجَلِيلة! احتَرِز مِن كبائِرِ الفواحِشِ والآثام، احتَرِز مِن أكل مالِ أخِيك المُسلم، وفَرْيِ عِرضِه، وغِشِّه وظُلمِه وخديعَتِه والاحتِيالِ عليه. وهل صامَ مَن كفَّ عن الأكلِ والشُّربِ في نهارِ رمضان، ولم يكُفَّ عن إهمالِ أولادِه وتَركِهم عند مُطلَّقتِه بلا إحسانٍ ولا شفَقَة، ولا سُؤالٍ ولا نفَقَة؟! وهل صامَت مَن حرَمَت أولادَها رُؤيةَ والِدِهم مُطلِّقِها وزيارتَه، وشجَّعَتهم على العُقوق والفُسُوق؟! وهل صامَ مَن حرَمَ أولادَه رُؤيةَ أمِّهم مُطلَّقَتِه التي لا هناءَ لحياتِهم إلا بشَمِّ رِيحِها وعَبِيرِها، ورُؤيةِ وجهِها والاستِدفاءِ بحَنانِها؟! وهل صامَ مَن هجَرَ زوجتَه، وتركَها مظلُومةً مُعلَّقة، لا هي زوجةٌ ولا مُطلَّقة؟! وهل صامَ مَن عقَّ والِدَيه وهجَرَهما، وتعالَى عليهما، وضَجِرَ مِن خِدمتِهما، إن سُئِلَ بَخِل، وإن عُوتِبَ جَهِل، وإن رُجِيَ خَيَّب، وإن طُلِبَ تغيَّب، لا يُجيبُ إلا عُنفًا، ولا يُعطِي إلا خوفًا، ولا يعرِفُ إلا سوفَ ؟! وهل صامَ مَن نامَ عن الفريضَة، وأخرَجَ الصلاةَ عن وقتِها، ولم يُصلِّ الظُّهرَ والعصرَ إلا بعد خُروجِ أوانِها وزمانِها، واعتادَ ذلك في أيامِ رمضان كلِّها؟! هل صامَ مَن أكلَ مِيراثِ إخوانِه وأخَواتِه، وغصَبَ حقَّ الضُّعفاء واليتامَى والمساكِين، واستَولَى على غلَّة الأوقافِ وحرَمَ المُستحِقِّين؟! نعم، لقد صامَ صِيامًا مُجزِئًا ومُسقِطًا للواجِب، ولكنَّه صومٌ مُتلبِّسٌ بالزُّور والإثمِ والظُّلم، مُصاحِبٌ للكبائِر والعظائِم، وقد لا يقومُ ثوابُ صِيامِه في مُوازنة إثمِ ظُلمِه وإجرامِه. فاتَّقُوا اللهَ يا مَن أمسَكتُم عن المُفطِّرات والمُفسِدات أثناءَ الصيام، وفعَلتُم ما يجِبُ على المُسلم اجتِنابُه، ويحرُمُ عليه ارتِكابُه على الدوامِ. يا ذا الذي صامَ عن الطُّعمِ ليتَكَ قد صُمتَ عن الظُّلمِ هل ينفَعُ الصَّومُ امرَءًا ظالِمًا أحشاؤُهُ مَلأَى مِن الإِثمِ؟! عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: ( مَن لم يَدَع قولَ الزُّور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه ). وعن جابرِ بن عبد الله الأنصاريِّ - رضي الله عنه - قال: إذا صُمتَ فليَصُم سَمعُك وبصَرُك ولِسانُك عن الكذِبِ والمحارِم، ودَع أذَى الخادِم، وليكُن عليك وَقارٌ وسَكِينةٌ يَومَ صِيامِك، ولا تجعَل يَومَ فِطرِك وصَومِك سَواء . عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: ( رُبَّ صَائِمٍ حظُّه مِن صِيامِه الجُوعُ والعَطَش، ورُبَّ قائِمٍ حظُّه مِن قِيامِه السَّهر )؛ رواه أحمد. جعَلَنِي الله وإيَّاكُم ممَّن صامَ رمضان وصانَه، ولم يُكدِّر بالذنوبِ عملَه وإحسانَه. أقولُ ما تسمَعُون، وأستغفِرُ اللهَ فاستغفِرُوه، إنه كان للأوابِين غفُورًا. الخطبة الثانية الحمدُ لله آوَى مَن إلى لُطفِه أوَى، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له دَاوَى بإنعامِه مَن يئِسَ مِن أسقامِه الدوَا، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً تبقَى، وسلامًا يَترَى. أما بعدُ .. فيا أيها المسلمون: اتَّقُوا الله وراقِبُوه، وأطيعُوه ولا تَعصُوه، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119]. أيها المُسلمون: هذا زمنُ الإياب، هذا مُغتسَلٌ بارِدٌ وشراب، هذا شهرٌ يُفكُّ فيه العانِي، ويُعتَقُ فيه الجانِي، ويُطلَقُ فيه العاصِي. يا مَن ألِفَ الذنوبَ وأجرَمَا .. يا مَن غدَا على زلَّاتِه مُتندِّمًا .. تُبْ فدُونَك المُنَى والمَغنَمَا .. واللهُ يُحبُّ أن يجُودَ ويرحَمَا .. ويُنيلَ التائِبِين عفوَه تفضُّلًا وتكرُّمًا. فطُوبَى لمَن غسَلَ في رمضان دَرَنَ الذنوبِ بتوبةٍ .. ورَجَعَ عن خطاياه قبل فَوتِ الأَوبَة. وصلُّوا على أحمدَ الهادِي شفيعِ الورَى طُرًّا؛ فمَن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن الآلِ والأصحابِ، وعنَّا معهم يا كريمُ يا وهَّاب. اللهم أعِزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّر أعداءَ الدين، واجعَل بلادَ المُسلمين آمنةً مُطمئنَّةً مُستقِرَّةً يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمَين الشريفَين لما تُحبُّ وترضَى، وخُذ بناصِيتِه للبرِّ والتقوَى، اللهم وفِّقه وولِيَّ عهدِه لِما فيه عِزُّ الإسلام وصلاحُ المُسلمين يا رب العالمين. اللهم انصُر جُنودَنا المُرابِطِين على ثُغورِنا وحُدودِنا يا رب العالمين، اللهم احفَظ رِجالَ أمنِنا، اللهم احفَظ رِجالَ أمنِنا، واجزِهم خيرَ الجزاءِ وأوفاه يا رب العالمين. اللهم اقبَل صِيامَنا وقِيامَنا، ولا ترُدَّ دُعاءَنا يا رب العالمين. اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وارحَم موتانا، وفُكَّ أسرانا، وانصُرنا على مَن عادانا. اللهم اجعَل دعاءَنا مسمُوعًا، ونداءَنا مرفوعًا يا كريمُ يا عظيمُ يا رحيمُ.
|
|
|