المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى الجمعة 167 بعنوان : النظافة من الإيمان
الحمد لله المحمود بكل لسان ، واسع الفضل و الإحسان ، أحمده سبحانه و أشكره حمداً و شكراً تنال به مواهب الرضوان . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث للثقلين الإنس و الجان ، بلغ الرسالة و أوضح المحجة حتى علا منار الحق و أستبان . صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي التقى و الإيمان ، و التابعين و من تبعهم بإحسان . فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز و جل ، فالسعيد من تدبر أمره ، و أخذ حذره و أستعد ليوم لا تنفع فيه عبرة . أيها المسلمون ، الإسلام دين الفطرة ، تصلح له و تصلح به كل الأزمنة و كل الأمكنة . فهو دين العقيدة و الشريعة ، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف عند عصرٍ بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، و تفتي في كل شأن ، و تقضي في كل أمر . دينٌ يجمع البشاشة في حياء ، و حسن الخلق في ابتسامة ، دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية ، و حظوظ نفسية ، و طبائع إنسانية . لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور و فرح ، و لباس و زينة ، محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها و نقاءها ، و بالسرور غايته بعيداً عن الخنا و الحرام ، و الظلم و العدوان ، و الغل و إيغال الصدور . و متطلبات الفطرة هذه جاءت في دين الإسلام مصاحبة و مرتبطة و ملازمة للعناية بإصلاح المعتقد و سلامة الباطن : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } [ المدثر:1-5 ] . فتطهير العقيدة و تنقيتها من شوائب الشرك و البدع و المعاصي مقرونة بتطهير الظاهر في بدن الإنسان و ثوبه و بقعته ليجمع المسلم بين النظافتين ، و يحافظ على الطهارتين . فحين يجمّل الدين بواطنهم بالهداية إلى لصراط المستقيم ، فإنه يجمّل ظواهرهم في أحسن تقويم . إذا كان ذلك كذلك ـ أيها الإخوة ـ فإن الأخذ بالزينة ، و القصد إلى التجمل ، و العناية بالمظهر، و الحرص على التنظف و التطهر من أصول الإصلاح الدينية و المدنية التي جاء بها ديننا و تميّز بها أتباعه . إن حب الزينة و التزين من أقوى غرائز البشر الدافعة لهم إلى إظهار سنن الله في الخليقة . و لقد امتن الله على بني آدم كلهم بلبس الزينة حين قال عز شأنه : { يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف: 26 ] . و في خبر نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : ( خمس من الفطرة : الإستحداد ، و الختان ، و قص الشارب ، و نتف الإبط ، و تقليم الأظافر ) ، إنها الفطرة و سنن المرسلين ؛ أتفقت عليه الشرائع و دعت إليها الديانات . و ترك ذلك و إهماله مزرٍ بالجسم ، و تشبه بالوحوش و السباع ، بل تشبه بالكفار المبتعدين عن صحيح الفطرة و هدي المرسلين . و من أجل هذا أيها الإخوة فإن الإسلام حريص على أخذ أبنائه بنظافة الحس مع نظافة النفس ، و صفاء القلب مع نقاء البدن ، و سلامة الصدر مع سلامة الجسد ، فالله يحب المطهرين و يحب المتطهرين . أيها الإخوة ، المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا حيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم . إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوش في جزائر البحار ، و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ، كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء . و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ، و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية . و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ، و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ، |
|
|