المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
188 خـطبتى عيد الفطر المبارك
188 خطبتى عيد الفطر بعنوان : ألقاها فضيلة الأخ الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ما صام صائم و أفطر ، و الله أكبر ما طائف و اعتمر ، و الله أكبر ماسال دمع و انهمر . الحمد لله بارِئ البريّات و عالم الخفِيَّات ، المطَّلِع على الضّمائر و النيات، أحمده سبحانه و أشكره وسِع كلَّ شيء رحمة و علمًا ، و قهر كلَّ مخلوق عِزةً و حُكما ، { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } [110 طه] ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً خالصة مخلَصة أرجو بها الفوزَ بالجنات ، و أشهد أنَّ سيِّدنا و نبيَّنا محمَّدًا عبد الله و رسوله المؤيَّد بالمعجزات و البراهين الواضحات ،صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آلِه السادات و أصحابه ذوي الفَضل و المكرُمات ، و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ ما دامت الأرض و السّموات، و سلَّم تسليماً كثيراً . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله . و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد . الله أكبر ما أشرقَت شمسُ هذا اليومِ الأغرّ ، و الله أكبر ما تعاقب العيدان : عيدُ الفطر و يومُ الحجّ الأكبر . فأوصيكم أيها الناس و نفسي بتقوى الله عزّ و جلّ ، فاتقوا الله رحمكم الله ، فتقوى الله خير زاد ليوم المعاد ، اتّقوه فيما أمر ، و اتّقوه فيما نهى عنه و زجَر ، زيِّنوا بواطنكم بالتّقوى و الإخلاص كما زيّنتم أبدانَكم بجميلِ المظهر و اللّباس ، و تذكَّروا باجتماعِكم هذا يومَ العرضِ الأكبر ، { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } [18: الحاقة] . جعلني اللهُ و إياكم ممن ذكِّر فتذكَّر ، و غفر الله لنا ذنوبَنا ما تقدَّم منها و ما تأخّر ؛ فهو الكريم الجواد ، يقبل التوبةَ عن عبادِه و يغفِر لمن استَغفَر . أيّها المسلمون ، هذا عيدُكم ، فابتهِجوا و افرَحوا و تزاوَروا ، و انشُروا المحبّةَ و الألفةَ ، و ثِّقُوا روابِطَكم ، تبادلوا التهاني و الدّعوات بعُمرٍ مَديد و عملٍ صالحٍ سَديد ، افرَحوا بيوم فِطركم كما تفرَحون بيومِ صومكم ، فَرحةَ القيام بالواجب و امتثالِ الأمر ، و فرحةَ حُسن الظنّ بالله الكريمِ المنّان و الثّقة بحسنِ جزائه ، للصائِم فرحتان : إذا أفطر فرِح لفطره ، و إذا لقيَ ربَّه فرح لصومه . إنه يومُ الجوائز ، و هل يُفرَح إلاّ بالجوائز ؟! أدّيتم فرضَكم، و أطَعتُم ربَّكم ، صمتم و قمتم ، و قرأتم و تصدقتم ، فهنيئًا لكم . عيدٌ سَعيد يستَقبِلُه المسلِمون بالتّكبير ، و تجمعُهُم فيه صلاةٌ جامعة ، يحمَدون اللهَ و يسبّحونه ، و يهلِّلونه ويكبِّرونه ، المسلمون في أعيادهم يتَّصلون بربهم و يتواصَلون مع إخوانهم ، أرأيتم أعظمَ و أجملَ من هذا المنهَج في الاجتماع و الاحتفال الجامِع بين صلاحِ الدّين و الدنيا ؟! الله أكبر ما تنزّلت الرحماتُ من العليّ الكبير ، و الله أكبر ما صلى الأنام على سيِّد الأنام سيدنا و نبينا محمّد عليه الصلاة و السلام ، الله أكبر و لله الحمد . معاشرَ الإخوة ، و في غَمرةِ البهجةِ و الابتهاجِ و الفَرح و الاستبشار يجمل الحديث عن حسن الخلق . و الحديثُ عن حُسن الخلُق حَديثٌ واسِع و مَوطِئ أَنيس ، و من العَسيرِ الإحاطةُ بهِ في كَلِمة أو حَصرُه في مَقامٍ ، غَيرَ أنَّ ثمّةَ صِفةً عظيمةً ، جامِعة لمكارِم الأخلاقِ ، ضابطةً لحسن السّلوك حاكمةً للتصرفات ، صِفةً طالما تحدَّث الناس عنها ، و استحسنتها نفوسهم ، و امتدحتها منتدياتهم ، و لكنّها مع كل أسف ، السلوكُ الغائب و الخلُق المفقود لدى كثير من الناس ، بل إنها غائبةٌ عند بعض الناس حتى في أنفسهم ، ناهيكم بمن حولهم من الأهل و الأقربين . صفةٌ كريمة و خلُق جميل ، فيه سَلامةُ العِرض و راحةُ الجسَد و اجتلابُ المحامد ، خلُقٌ من أشهَر ثمارِ حُسن الخلق و أشهاها ، و من أظهر مظاهِر جميل التعاملات و أبهاها ، خلُقٌ يقول فيه نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه و آله و سلم : ( مَا كَانَ في شيءٍ إلا زَانَه ، وَ مَا نُزِعَ مِنْ شيءٍ إلا شَانَه ) رواه مسلم ، إنه الرّفقُ رحمكم الله . فالرفق تحكُّمٌ في هوى النفس و رغباتها ، و حَملٌ لها على الصبرِ و التحمُّل و التجمُّل ، و كفٌّ لها عن العنف و التعجُّل ، و كظمٌ عظيم لما قد يلقَاه من تطاوُل في قولٍ أو فعل أو تعامل . الله أكبر ما تعالَت الأصواتُ بالتّكبير ، و الله أكبر ما تصافَح المسلمون و تصافَوا في هذا اليومِ الكبير ، و الله أكبر كبيرًا ، و الحمد لله كثيرًا ، و سبحان الله بكرةً و أصيلا . الرفقحفظكم الله لين الجانب و لطافةُ الفعل و الأخذُ بالأيسر و الأسهل ، فيه سلامةُ العِرض و صفاءُ الصدر و راحةُ البدن و استجلاب الفوائِد و جميلِ العوائد و وسيلةُ التواصل و التوادّ و بلوغ المراد . إنه مظهرٌ عجيبٌ من مظاهر الرشد ، بل هو ثمرةٌ كبرى من ثمار التديُّن الصحيح . الرفق يلين سَورَة عناد المعاندين و يقهَر عريكةَ ذوي الطغيان ، و في حديث جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن الله عزّ و جلّ لَيعطِي على الرِّفقِ ما لا يعطي على الْخَرَق – أي : الْحُمقِ -، و إذا أحبَّ الله عبدًا أعطاه الرفق ، و ما كانَ أهلُ بيتٍ يُحرَمونَ الرفق إلا حُرِمُوا الخيرَ كلَّه ) ، و في حديث أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة رضي الله عنها و عن أبيها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : ( إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ، و يعطِي على الرفقِ ما لا يُعطي على العُنف و ما لا يعطي على سواه ) رواه مسلم ، و عنها رضي الله عنها و أبيها و أرضاهما أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم : ( يا عائشة، ارفقِي ؛ فإن الله إذا أرادَ بأهلِ بيتٍ خيرًا دَلَّهُم على باب الرِّفق ) . |
|
|