المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
جملة وجوه إعجاز القرآن
الأخت/ المــلــــكة نــــــــور جملة وجوه إعجاز القرآن نقلا عن كتاب إعجاز القرآن للإمام الباقلاني ذكر أصحابنا وغيرهم في ذلك ثلاثة أوجه من الإعجاز : أحدها : يتضمن الإخبار عن الغيوب ، وذلك مما لا يقدر عليه البشر ولا سبيل لهم إليه . فمن ذلك ما وعد الله تعالى نبيه عليه السلام ، أنه سيظهر دينه على الأديان ، يقوله عز وجل : { هُوَالَّذِيأَرْسَلَرَسُولَهُبِالْهُدَىوَدِينِالْحَقِّ لِيُظْهِرَهُعَلَىالدِّينِكُلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [ سورة التوبة : 33 ] وكان أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه إذا أغزى جيوشه عرَّفهم ما وعدهم الله ، من إظهار دينه ، ليثقوا بالنصر ويستيقنوا بالنجاح . و كان عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه يفعل كذلك في أيامه ، حتى وقف أصحاب جيوشه عليه ، فكان سعد بن أبي وقاص ، رحمه الله ، وغيره من أمراء الجيوش ، من جهته، يذكر ذلك لأصحابه ، وبحرِّصهم به ، ويوثق لهم ، وكانوا يُلقَّون الظفر في متوجَّهاتهم ، حتى فُتح في أيامه مرو الشاهجان ، و مرو الرُّوذ ، ومنعهم من العبور على جيحون ، وكذلك فُتح في أيامه فارس كسرى ، و كل ما كان يملكه ملوك فارس ، بين البحرين من الفرات إلى جيحون ، و أزال ملك الفرس ، فلم يعد إلى اليوم ولا يعود أبداً ، إن شاء الله تعالى ، ثم إلى حدود إرمينية ، وإلى باب الأبواب . وفتح أيضاً ناحية الشام ، والأردن وفلسطين، وفسطاط مصر ، و أزال ملك قيصر عنها، وذلك من الفرات إلى بحر مصر، وهو ملك قيصر. وغزت الخيول في أيامه على عمّورية ، فأخذ الضواحي كلها ، ولم يبق منها إلا ما حجز دونه بحر، أو حال عنه جبل منيع ، أو أرض خشنة ، أو بادية غير مسلوكة . و قال الله عز و جل : {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَوَبِئْسَ الْمِهَادُ} [ آل عمران : 12 ] ، فصدق فيه . و قال في أهل بدر: { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ } [ الأنفال : 7 ] و وفى لهم بما وعد . وجميع الآيات التي يتضمنها القرآن ، من الإخبار عن الغيوب ، يكثر جداً ، وإنما أردنا أن ننبه بالبعض على الكل . والوجه الثاني : أنه كان معلوماً من حال النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان أمياً لا يكتب ولا يحسن أن يقرأ . وكذلك كان معروفاً من حاله أنه لم يكن يعرف شيئاً من كتب المتقدمين ، وقاصيصهم وأنبائهم وسيرهم . ثم أتى بجمل ما وقع وحدث ، من عظيمات الأمور ومهمات السير ، من حين خلق الله آدم عليه السلام ، إلى حين مبعثه ، فذكر في الكتاب ، الذي جاء به معجزة له : قصة آدم عليه السلام ، وابتداء خلقه ، وما صار أمره إليه من الخروج من الجنة ، ثم جملاً من أمر ولده و أحواله وتوبته ، ثم ذكر قصة نوح عليه السلام ، وما كان بينه و بين قومه ، و ما انتهى إليه أمرهم ، وكذلك أمر إبراهيم عليه السلام ، إلى ذكر سائر الأنبياء المذكورين في القرآن ، والملوك والفراعنة الذين كانوا في أيام الأنبياء ، صلوات الله عليهم . ونحن نعلم ضرورة أن هذا مما لا سبيل إليه ، إلا عن تعلم ، وإذ كان معروفاً أنه لم يكن ملابساً لأهل الآثار و حملة الأخبار ، ولا متردداً إلى التعلم منهم ، ولا كان ممن يقرأ فيجوز أن يقع إليه كتاب فيأخذ منه ، علم أنه لا يصل إلى علم ذلك إلا بتأييد من جهة الوحي . ولذلك قال عزَّ وجل { وَمَا كُنْت تَتْلُومِنْقَبْلهمِنْكِتَاب وَلَا تَخُطّهُ بِيَمِينِك إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } [ العنكبوت : 48 ] و قال : { وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَات وَلِيَقُولُوا دَرَسْت } [ الأنعام : 105 ] وقد بينا أن من كان يختلف إلى تعلم علم ، ويشتغل بملابسة أهل صنعة ، لم يخف على الناس أمره ، ولم يشتبه عندهم مذهبه ، وقد كان يعرف فيهم من يحسن هذا العلم ، وإن كان نادراً ، وكذلك كان يعرف من يختلف إليه للتَّعلُم ، وليس يخفى في العرف عالم كل صنعة و متعلمها ، فلو كان منهم لم يخف أمره . والوجه الثالث : أنه بديع النظم ، عجيب التأليف ، متناهٍٍ في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه . والذي أطلقه العلماء هو على هذه الجملة ، ونحن نفصل ذلك بعض التفصيل ونكشف الجملة التي أطلقوا. |
|
|