المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حساب الجُمَّل .. ماله و ما عليه ( 08 - 38 ) / عبد الدائم الكحيل / إعجاز
الأخ المهندس / عبدالدائمالكحيل حساب الجُمَّل .. ماله و ما عليه انتشر حساب الجُمَّل بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فما هي حقيقة هذا الحساب، وهل يجوز إقحامه في كتاب الله تعالى؟لنقرأ.... لقد تأملتُ هذا الحساب طويلاً وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً وكنتُ دائماً أتوجه بسؤال منذ المرة الأولى التي تعرفتُ فيها على هذا الحساب: ما هو الأساس العلمي لهذا الحساب، بعبارة أخرى من أين جاء هذا الترقيم للأحرف العربية؟ الحقيقة حتى هذه اللحظة لم أجد جواباً على ذلك إلا قولهم بأنه حساب قديم ومنهم من يعتقد أنه ذو أصول إلهية! تاريخ هذا العلم هو حساب قديم ناتج عن حاجة البشر إلى التعبير عن الحروف بالأرقام، فكانوا يعطون لكل حرف من حروف اللغة رقماً خاصاُ به، ويختلف هذا الرقم من حضارة لأخرى. فحرف الألف رقمه 1 وحرف الباء رقمه 2 وحرف الجيم رقمه 3 وحرف الدال رقمه 4 وهكذا. وقد كان هذا الحساب مستخدماً من قبل اليهود بكثرة، ثم من قبل العرب في التأريخ لبعض الأحداث بدلاً من كتابة التاريخ يكتبون كلمات لو أبدلنا كل حرف بقيمته وجدنا ذلك التاريخ.ولكن الخطير في هذا الحساب هو محاولة بعض الباحثين إقحامه في القرآن الكريم، حتى يبدو وكأن الله تعالى رتب كلمات كتابه وحروفه وآياته وسوره بناء على هذا الحساب، وهذا منهج خاطئ في التفكير. والحقيقة أنني لم أقدم على كتابة هذه المقالة إلا بعد أن تأكدتُ مئة بالمئة أن هذا الحساب لا أساس له، وأن الأمثلة الغزيرة التي يقدمها بعض الباحثين في هذا الحساب وهي تعد بعشرات الآلاف جميعها جاءت بالمصادفة!! وسوف نثبت ذلك إن شاء الله في السطور الآتية. دعوة لعدم تضييع الوقت لقد اطلعتُ على مئات الأمثلة التي يحاول أصحابها إثبات وجود بعض أنواع التراميز القديمة مثل ما يسمى بحساب الجمل، وأقول من جديد إن هذا الحساب لا يستند إلى أي أساس علمي أو شرعي، بل هو موجود قبل القرآن بمئات السنين ويختلف من حضارة لأخرى، ولذلك لا يجوز لنا أن نقحم في كتاب الله تعالى حسابات من اصطلاح البشر لأن هذه الاصطلاحات تختلف من شعب لآخر. ولكنني أدعو جميع الإخوة الباحثين لاستنباط الأعداد الصحيحة من القرآن لآن القرآن هو الأصل وله السبق في كل شيء. أهم عيوب أبحاث حساب الجُمَّل 1- إن أهم عيوب أبحاث حساب الجمّل أنه لا يوجد منهج ثابت في أي بحث حتى الآن، وهذا الأمر طبيعي لأن الباحث لو حاول اتباع منهج ثابت وعلمي في حساب الجمل، ببساطة فإنه لن يحصل على شيء! لأن هذا الحساب لا يقوم على شيء! وجميع النتائج التي وصل إليها الباحثون في هذا النوع من أنواع الحساب مضطربة وغير مضطردة، أي لا توجد قاعدة علمية ثابتة. فتجد أحدهم يسوق مئة مثال ولا تكاد تجد مثالين متطابقين من حيث المنهج، فهو يجمع الحروف في المرة الأولى، وفي المثال الثاني يجمع أرقام السور، وفي المثال الثالث يجمع أرقام الآيات مثلاً، وفي الرابع يعدّ الكلمات وفي الخامس يعد السور أو الآيات وفي السادس يجمع أرقام السور مع أرقام الآيات وفي السابع يحصي ترتيب الكلمات وهكذا... والسؤال: لماذا لا يجمع أرقام السور دائماً؟ لماذا لا يجمع أرقام الآيات دائماً؟ ولماذا لا يتبع منهجاً ثابتاً؟ إن هذا الاضطراب في المنهج وعدم الثبات هو أكبر دليل على أن هذا الحساب خاطئ، والله تعالى أعلم. 2- هنالك خلل في هذا الحساب وهو أنه لا توجد له قاعدة للترقيم، فلماذا يأتي حرف الألف ومن ثم حرف الباء ومن ثم حرف الجيم وفق قاعدة أبجد هوّز؟ يجب أن يكون لدينا إجابات منطقية، لأن الهدف من الإعجاز الرقمي هو إقناع الملحدين بصدق القرآن، فكيف نقنعهم بشيء لا أساس له؟ 3- حتى الآن وعلى الرغم من ملايين المحاولات في حساب الجمل لا توجد نتيجة واحدة إعجازية أو يمكن قبولها على أنها تمثل معجزة للقرآن. مع العلم أن بعض الباحثين صنع برنامجاً يمكن من خلاله إدخال أي كلمة أو جملة أو نص قرآني ويقوم هذا البرنامج بحساب قيمة هذا النص أو الكلمة وفقاً لحساب الجمل، ومع هذا العمل الحاسوبي يقوم كل باحث بآلاف التجارب، وإذا قدرنا عدد الباحثين في العالم بألف باحث على الأقل فإنه يكون لدينا ملايين التجارب، وهنا أتساءل: ملايين التجارب يتم القيام بها ولا توجد نتيجة واحدة صحيحة أو إعجازية، فهل نبقى متمسكين بهذا الحساب!! حديث ضعيف يحتج أصحاب حساب الجمل بحديث ضعيف ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما نقول حديثاً ضعيفاً فهذا يعني أنه يغلب عليه أنه غير صحيح، مع احتمال أن يكون صحيحاً، ولذلك سنناقش هذا الحديث لنحدد مدى ترجيح صحة هذا الحديث، لأن الله تعالى كما أودع في كتابه براهين مادية تثبت أن القرآن كلام الله، كذلك أودع في كلام حبيبه صلى الله عليه وسلم براهين علمية ومنطقية تثبت صدق كلام النبي، وإذا وجدنا الحديث متناقضاً فهذا يعني أنه غير صحيح. لأن النبي لا ينطق عن الهوى بل كل كلمة نطق بها هي وحي من الله تعالى، وقد حدد لنا الله المنهج الصحيح في التفريق بين المصدر الإلهي والمصدر البشري بقوله: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء: 82]. يقول الإمام الكبير ابن كثير رحمه الله في تفسيره للحروف المقطعة (الم): "وأما من زعم أنها - أي الحروف المقطعة- دالة على معرفة المُدد وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم فقد ادعى ما ليس له وطار في غير مطاره، وقد ورد حديث ضعيف وهو مع ذلك أدلّ على بطلان هذا المسلك من التمسك به على صحته، وهو ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار". وملخص هذا الحديث الضعيف أن اليهود سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يتلو قوله تعالى في بداية سورة البقرة { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة: 1-2] فقالوا له إن مدة هذا الدين هي 71 سنة لأن الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون 0وهذه قيم الحروف "الم" في حساب الجمل)، وقالوا كيف تدخلون في دين مدته 71 سنة؟ فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم هل مع هذا غيره قال نعم: (المص)، فحسبوها على حساب الجمل فكانت 131 سنة، فقالوا هل مع هذا غيره فقال: (الر) فقالوا هذا أكبر فهذه الحروف تساوي في حساب الجمل 231 .... ثم قالوا لقد تشابه علينا أمره. |
|
|