المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الدين الخالص وبعض مفسري هذا العصر
الأخ / أديب سعيد الدين الخالص وبعض مفسري هذا العصر الشيخ عبدالظاهر أبي السمح إمام الحرم المكي في عهد الملك عبد العزيز الدين الخالص وبعض مفسري هذا العصر رأيت بخط عريض في مجلة تسمت (الإسلام) صدرت يوم الجمعة 4 ربيع الآخر سنة 1357 تفسيراً لأحد كتابها لقول الله تعالى { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا } الآية. أتى فيه بالطوام، ولو أردنا الرد على كل ما جاء فيه لاحتجنا إلى مجلد ولكن نقتصر على الأهم من ذلك، نصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين كافة: قال الكاتب في صفحة 6 من المجلة المذكورة: الأمر الثالث (نسب الله تعالى في هذه الآية إخراج المؤمنين من الظلمات إلى النور لحضرته العلية حيث قال { يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [البقرة: 257] وفي آية أخرى نسب ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول { الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [إبراهيم: 1] وكذلك في الضد وهو إخراج الكافرين من النور إلى الظلمات نسبه الله تعالى في الآية التي معنا للطاغوت بقوله { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } [البقرة: 257] مع أن الآيات الدالة على أنه تعالى هو المستقل بذلك لا تحصى كثرة). والجواب: أن الفعل كما يصح إسناده للفاعل الحقيقي يصح أيضاً إسناده للسبب لغة وشرعاً. فيصح لك أن تقول: أنبت الماء الزرع من غير نكير؛ كما تقول: أنبت الله الزرع. وعلى هذا فالآيات التي وقع فيها التصريح بإسناد الفعل إلى الله تعالى خيرا أو ضده محمولة على حقيقتها والإسناد فيها إسناد حقيقي، وأما الآيات التي صرح فيها بالإسناد للرسل في الخير وللشياطين في الشر فهي محمولة على التأويل والمجاز اهـ المراد منه. نقول. وهذا الأصل الذي قرره الكاتب إنما هو مقلد فيه من تقدمه من المتكلمين وغيرهم. وقد بيَّن بطلانه أئمة المحققين الجامعون بين المعقول والمنقول كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض مؤلفاته. وقد كنا قديما مثل هذا الكاتب في هذا الاعتقاد ثم منَّ الله علينا بإخراجنا من هذه الظلمات إلى النور فنسأل الله أن يمن عليه كذلك. وملخص ذلك: أن ما أضافه الله تعالى من الأفعال وأسنده إلى نفسه فهو إسناد حقيقي، كقوله { يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [البقرة: 257]، وما أسنده إلى الشياطين والكافرين من الأفعال فهو حقيقي أيضا كقوله { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } [البقرة: 257] ولولا أن إسناد الفعل إلى الطاغوت حقيقي ما صح توعدهم عليه وذمهم به في قوله { أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة: 39]. وإدخال مثل هذا في المجاز غلط قبيح. وليس هو من قبيل: أنبت الله الزرع، وأنبت الماء الزرع. فإن الإنبات أُسند للماء مجازا لما كان سببا. ولكن إخراج الطاغوت أولياءه من النور إلى الظلمات ليس من هذا الباب. فإن الطواغيت تعمل، ولها عمل وسعي محسوس، ويصح صدور الفعل عنها اختيارا؛ لا كالماء يسند إليه الإنبات. فإن الماء لا عمل له بالاختيار؛ فثم فرق كبير بين ماله عمل اختياري يصدر عنه وما ليس له عمل، وإنما هو سبب فقط. والآيات التي صرح فيها بإسناد الفعل للرسل كالهداية مثلا، حيث قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى: 52] وإخراجه الناس من الظلمات إلى النور فهو إسناد حقيقي بلا ريب. ولذلك قال تعالى { لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [إبراهيم: 1] فلو كان إسناد الإخراج إلى الرسول مجازاً وهو في الحقيقة مسند إلى الله لما قال { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } [إبراهيم: 1] وإلا كان مكررا. وكان معنى الكلام لأخرجهم بإذني، وفيه من الركاكة ما لا يخفى والهداية التي أثبتها الله لرسوله في الآية وأسندها إليه مرة أخرى هي هداية الإرشاد والتعليم فقط، وذلك من مقدور الرسول وإمكانه. وأما الهداية التي نفاها عنه في قوله جل شأنه { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [القصص: 56] فهي هداية التوفيق وتوجيه القلوب وهذا أمر ليس من مقدور الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا هو الفرق بين الهدايتين. فالنبي صلى الله عليه وسلم هاد حقيقة في الباب الذي أقدره الله عليه ، وهو هداية الإرشاد وليس هاديا هداية التوفيق. فإسناد الهداية إلى الرسول في الآيات التي أسند فعلها إليه حقيقي. لأنها بمعنى الإرشاد الذي يقدر عليه. ونفي ما نفى عنه من الهداية لأنها بمعنى آخر. وهو لا يقدر عليها. وليعلم أن ما أسند إلى بني آدم من الأفعال كقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) ونحوه فهو إسناد حقيقي. ولذا يمدح عليه إن كان خيرا. ويذم عليه إن كان شرا. فلو كان ما يسند من الشر والخير إليهم مجازا - والله هو الفاعل الحقيقي - لكان المدح والذم على هذه الأفعال في غير محله. وليس راجعا إليهم. وكان ذلك هزؤا وعبثا. تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً. ولازم قول هذا الكاتب، ومن أخذ عنهم هذا الاعتقاد الفاسد: أن الله تعالى هو الذي أكل من الشجرة لا آدم، وهو الذي وسوس لآدم أيضا، وهو الذي يأكل ويشرب وينام ويعمل أعمال العباد في الحقيقة لا الفسقة العصاة. وهذا مذهب أصحاب وحدة الوجود الضالين، نعوذ بالله منهم، وتعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. وقد أوجد هذا الكاتب شبهاً كثيرة وتناقضاً بين الآيات والأحاديث بتقريره ذلك الأصل الباطل الذي بينا فساده ونقضناه بالأدلة. وليت أمثال هؤلاء يتركون الكتابة في تلك المواضيع إلى غيرها، فإنهم يفسدون كثيرا ولا يصلحون. ومن التنافر الذي أوجده بين الآيات والأحاديث قوله: وفي الحديث ( من فرج عن مؤمن كربة ) الخ، فيسند تفريج الكربة للعبد مع أن الآية الكريمة - تأمل - تقول { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ } [الأنعام: 17] فالحديث باعتبار الأسباب ومراعاة الظاهر. والآية معبرة عن الحقيقة وأمثلة هذا كثيرة. ا هـ. وهذا الذي قاله الكاتب يدل دلالة واضحة على أن الحديث خلاف الآية، الحديث بحسب الظاهر والآية بحسب الباطن. وذلك خلط شنيع، خلاف ما فطر الله الناس عليه والحق الذي لا شك فيه ولا مرية إن ما في الحديث حقيقي وما في الآية كذلك. ولا منافاة بينهما البتة. الحديث يقول: ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) فالعبد المؤمن إذا رأى أخاه في كربة مالية ومد يده إليه، فقضى عنه دينه، ووسع عليه، كان ذلك فعلا محسوسا واقعا من فاعل حقيقي، ولذا يفرج الله عنه يوم القيامة ويجزيه على فعله الجزاء الأوفى. والذي في الآية حق، وذلك أن الله تعالى يخبر أنه ما يمس عبده من ضر فلا كاشف له إلا هو. يقرر التوحيد للذين انصرفوا عنه وذهبوا يلتمسون كشف الضر من غيره من الموتى والمقبورين والنفع من سواه؛ وهم عاجزون لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً. فإخبار الله تعالى عن نفسه أنه لا يكشف الضر سواه حق، لا ينافي نسبة كشف الكربة التي في الحديث إلى المؤمن. وذلك أن الله يوفق من يشاء لكشف الكربة عن المكروب ويسوقه إلى ذلك. فهو بهذا المعنى وبأن الأمر كله راجع إليه. يقال: هو كاشف الكرب. ويسند الكشف إلى من أجرى على يده الفعل بهذا الاعتبار والإسناد بكلا الاعتبارين حقيقي لا مجاز فيه. وذلك كقول الله تعالى { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } [الأنفال: 17] فالنبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنه رمى ولكن لما كان تسديد الرمي وإصابته الهدف بإذن الله وقوته وتوفيقه، ولولا ذلك لم يكن للرمي فائدة ولا نكاية في الأعداء - صح نفي رمي النبي صلى الله عليه وسلم وإثباته لله تعالى لأنه هو الذي أوصل الرمي إليهم. وبعد هذا يقول الكاتب مبيحا دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله "فرج كربي" يا رسول الله مثلا باسم التوسل. قال: ما دام يعتقد أن الله هو الفاعل المختار. ثم قال حضرته بعد ذلك: فليتق الله تعالى في أمة محمد صلى الله عليه وسلم معشر لم يتفقهوا في الكتاب والسنة وإن زعموا أنهم أعرف الناس |
|
|