المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
رسائل بيت عطاء الخير لنشر رسائل اسلامية تهدف الى إعادة الأخلاق الأسلامية للاسرة |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل تسجن الأرواح؟
هل تسجن الأرواح؟ كنت أسبح في أنهار "آل عمران" فتفجرت ينابيع حب لله وفي الله لم أذق مثل روائها من قبل، ولما وصلت إلى شاطيء " وَسَارِعُوا" سبقني قلبي إلى رحاب " مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ "، ولكنه ظل يبحث عن منزل أعلى، فحرك سفنه المثقلة بالآلام والآمال حتى وصل إلى المرسَى الأجل، والمقام الأرقى " وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "، فجمع شتاته، وأرخى حبله، وحط رحله، واستراح قلبه، وانشرح صدره وهمس إلى عقله وقلبه " لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ " حتى يصل إلى " وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" فطارد الوهم، وأزاح الحزن أملاً في " وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ". نعم الأعلون رغم " إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ" ولا قرح يوازي الحرمان من " يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ" و" سِيرُوا فِي الْأَرْضِ" و" الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ" و" يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ " و" يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ" وهنا استفاق العقل هل تسجن الأرواح؟ ألست تحلق بها حول العرش مع " وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩"، وتعانق أرواح من " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ" وترى في كل منام " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ " في صحبة الأخيار الأبرار، وتتنتظر أن تكون معهم كما وعد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "المتحابون في الله على منابر من نور" ومع هذا الإقناع للعقل وصل القلب إلى شاطيء " وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا "، نعم فجر قادم بين أنياب ظلام الليل بعد تمحيص لـ" الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ" و " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" وينالوا غضبر رب العالمين " وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، و كان لابد أن تتحرك سفينة القلب إلى شاطيء آخر " الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " حتى لو كان هنا من " يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ" لابد أن نتعلق بأهداب " سَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ " فليكن هدفا واضحا " يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا " ومن أمواج الصبر والشكر نُلقى في بوتقة " قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا" كل هذا تلمسا لنسمات الحب الرباني " وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " فيرفع يديه، ويتضرع قلبه، ويتوسل لسانه " رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" وقلبه يعيش تمام اليقين، أن وعد الله كائن رغم أنف الظالمين والمنافقين والمشركين " فَآتَاهُمُ اللَّـهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ" ويكفيه من الدنيا ثوابا " وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي " وأن يرى " كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا" وأن يرى أمته " شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" وكتاب الله تعالى " وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" هاهنا فليرحل قلبا وقالبا: رب قد طال شوقي إليك فعجل مجييء إليك فيسمع بقلبه نداء تنطق به ذرات الكون أسرع فإنك فزت بمقام " وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" فينادي: رباه إن لنا أهلين أنقياء أتقياء، ولا راحة بغيرهم، ولا قرار بدونهم فيقال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " " ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ" وانتظروا الجائزة الكبرى " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ". أ.د. صلاح_سلطان فك الله اسره هيفولا التعديل الأخير تم بواسطة هيفولا ; 02-17-2016 الساعة 09:32 PM |
|
|