صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-23-2017, 11:34 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :إصلاحُ البيوت وخطورة الطلاق

ِ
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد النبوي الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله –
خطبة الجمعة بعنوان:
إصلاحُ البيوت وخطورة الطلاق ،

والتي تحدَّث فيها عن الحقوق بين الزوجَين، وما يجبُ على كلٍّ منهما
تجاه الآخر، وما ينبغي أن يقوم بينهما من الحبِّ والوُدِّ والحِفاظ على
البيتِ مِن الانهِدام والانحِراف والضياع، كما نبَّه إلى خُطورة وقوع
الطلاق على الزوج والزوجة والأولاد والمُجتمع كلِّه، مُبيِّنًا بعضَ
الأحكام المُتعلِّقة بذلك.

الخطبة الأولى

الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي خلقَ الأزواجَ كلَّها مما تُنبِتُ الأرضُ ومِن
أنفُسِهم ومما لا يعلَمون، أمرَ - عزَّ وجل - بالصلاح والإصلاح، ونهى
عن الفساد بقولِه:
{ وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }
[الأعراف: 142]،
وشرع - تبارك وتعالى - التشريعَ للمصالح والمنافع، ودرءِ المفاسد والمضارِّ في
حقِّ المُكلَّفين، أحمدُ ربِّي وأشكُرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهدُ أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له الغنيُّ عن العالمين، وأشهدُ
أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا مُحمدًا عبدُه ورسولُه الصادقُ الأمين، اللهم صلِّ
وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك مُحمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.

أما بعد:

فاتَّقُوا اللهَ في السرِّ والعلانية؛ فما فازَ أحدٌ في حياتِه وبعد مماتِه
إلا بالتقوَى، وما خابَ أحدٌ وخسِرَ إلا باتباع الهوَى.

أيها الناس:

اذكروا مبدأَ خلقِكم، وكثرةَ رِجالكم ونسائِكم مِن نفسٍ واحدةٍ، خلقَ الله
منها زوجَها، قال - سبحانه -:
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا
زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً }
[النساء: 1]،
وقال تعالى:
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }
[الأعراف: 189].

ثم جرَت سنَّةُ الله تعالى وشريعتُه أن يقترِنَ الرجلُ بالمرأة بعقد النِّكاح
الشرعيِّ، ليَبنِيَا بيتَ الزوجيَّةِ؛ تلبيةً واستِجابةً لمطالِبِ الفِطرة
والغريزَة البشريَّة، من طريقِ النِّكاح لا من طريقِ السِّفاح.

فطريقُ الزواجِ هو:
العفافُ، والبركةُ، والنماءُ، والطُّهرُ، والرِّزقُ، وصحَّةُ القلوب، وامتِدادُ
العُمر بالذريَّة الصالِحة.

وطريقُ السِّفاح والزِّنا هو:
الخُبثُ، وأمراضُ القلوب، وفسادُ الرَّجُل والمرأة، وذلُّ المعصِية،
وآفاتُ الحياة، والذَّهابُ ببركتِها، والخلَلُ في الأجيال، والعذابُ في الآخرة.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
فيما رأى ليلةَ الإسراء والمعراجِ من العجائِب:
( ثم أتَى على قومٍ تُرضَخُ رُؤُوسُهم بالصَّخر، كلَّما رُضِخَت عادَت كما
كانت، ولا يُفتَّرُ عنهم من ذلك شيءٌ، فقال: ما هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء الذين تتثاقَلُ رُؤوسُهم عن الصلاةِ المكتُوبة.
ثم أتَى على قومٍ على أقبالِهم رِقاع، وعلى أدبارِهم رِقاع، يسرَحون
كما تسرَحُ الإبلُ والنَّعَم، ويأكلُون الضَّريع والزَّقُّوم ورَضْفَ جهنَّم
وحِجارتَها، قال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يُؤدُّون
صدقاتِ أموالِهم، وما ظلمَهم الله شيئًا. ثم أتَى على قومٍ بين أيدِيهم
لحمٌ نضِيجٌ في قِدر، ولحمٌ آخرُ نَيِّئ في قِدرٍ خبيثٍ، فجعلَوا يأكلُون
من النيِّئ الخبيثِ، ويدَعُون النَّضيجَ الطيِّبَ، فقال: ما هؤلاء يا جبريل؟
فقال: هذا الرجلُ من أمَّتك تكونُ عنده المرأةُ الحلالُ الطيِّبُ، فيأتي امرأةً خبيثةً
فيبيتُ عندها حتى يُصبِح، والمرأةُ تقوم من عند زوجِها حلالًا طيبًا،
فتأتي رجلًا خبيثًا فتبتُ معه حتى تُصبِح )؛
رواه ابن جريرٍ في تفسيره .

وفي حديث سعدِ بن سِنان الخُدريِّ - رضي الله عنه -، عن النبي –
صلى الله عليه وسلم - في الإسراء والمِعراج قال:

( ثم مضَت هُنيَّةٌ، فإذا أنا بأَخْوِنَة عليها لَحمٌ مُشرَّحٌ ليس يقرَبُها أحد،
وإذا أنا بأَخْوِنَة عليها لحمٌ قد أَنتَنَ وأروَحَ عندها أُناسٌ يأكلُون منها
، قلتُ: يا جبريل! مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء مِن أمَّتك يترُكون الحلالَ
ويأتُون الحرام.
قال: ثم مضَى هُنيَّةٌ، فإذا أنا بأقوامٍ بُطونُهم كالبُيوت، كلما نهضَ أحدُهم
خرَّ يقول: ربِّ لا تُقِم الساعة، قال: وهم على سابِلَةِ آل فِرعون،
قال: فتجِيءُ السابِلةُ فتَطَؤُهم، قال: فسمِعتُهم يضِجُّون إلى الله تعالى،
قال: قلتُ: يا جبريل! مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء مِن أمَّتك أكَلَةُ الرِّبا،
{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ
مِنَ الْمَسِّ }
[البقرة: 275] )؛
رواه البيهقي في الدلائل .

والزوجيَّةُ بيتٌ يحتَضِنُ الذريَّة، ويَحنُو عليهم ويَرعاهم ويُعلِّمُهم، وأبُوَّةٌ
وأُمومةٌ تُعِدُّ الأجيالَ للقيامِ بأعباءِ الحياة، ونفعِ المُجتمع ولرُقِيِّه في كل
شأنٍ، وتُوجِّهُ إلى كلِّ خُلُقٍ كريمٍ، وتمنعُ من كلِّ خُلُقٍ ذَميمٍ،
وتُربِّي على الصالِحات للدار الآخرة والحياةِ الأبديَّة.

ويقتدِي الصغيرُ بما يرى، فيتأثَّرُ بما يُشاهِدُ ويسمَع؛ حيث لا قُدرةَ
له على قراءة التاريخ، وأخذ العِبَر منه والقُدوة.

وعقدُ الزواج ميثاقٌ عظيم، ورِباطُ قوي، وصِلةٌ شديدةٌ،
قال الله تعالى:
{ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَ
ا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ
وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا }
[النساء: 20، 21].

قال المُفسِّرون: هو عقدُ النّكاح .

وهذا العقدُ اشتملَ على مصالِح ومنافِع للزوجَين، ومنافِع ومصالِح
للأولاد، ومصالِح ومنافِع لأقرباءِ الزَّوجَين، ومنافِع ومصالِح للمُجتمع،
ومنافِع ومصالِح للدُّنيا والآخرة، لا تُعدُّ هذا المنافِعُ ولا تُحصَى.

ونقضُ هذا العقد، وإبطالُ هذا الميثاق، وقطعُ حبل الزوجيَّة بالطلاقِ
يهدِمُ تلك المصالِح والمنافِع كلَّها، ويقعُ الزوجُ في فتنٍ عظيمةٍ تضرُّه
في دينه ودُنياه وصحَّته، وتقعُ المرأةُ بالطلاقِ في الفتن بأشدَّ مما وقعَ
فيه الزوجُ، ولا تقدِرُ أن تُعيدَ حياتَها كما كانت، وتعيشُ في ندامةٍ،
لا سيَّما في هذا الزمان الذي قلَّ فيه المُوافِقُ لحالِها.

ويتشرَّدُ الأولادُ، ويُواجِهون حياةً شديدةَ الوطأَة تختلفُ عما كانت
عليه وهُم في ظلِّ اجتماع الأبوَين، فيفقِدون كلَّ سعادةٍ تبتهِجُ بها
الحياة، ويكونون مُعرَّضين للانحِرافِ بأنواعه المُختلفة، ومُعرَّضين
لأمراضٍ مُختلفة، ويتضرَّرُ المُجتمعُ بالآثار الضارَّة التي تكون
بعد الطلاق، وتستَحكِمُ القطيعةُ للأرحام.
ومهما أُحصِيَ من مفاسِد الطلاق فهي أكثرُ من ذلك.

ولتعلَمَ مفاسِدَ الطلاقِ وكثرةَ أضراره الخاصَّة والعامَّة، تأمَّل في حديثِ
جابرٍ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إن إبليسَ يضعُ عرشَه على الماء، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه
منزلةً أعظمُهم فتنةً، يجِيءُ أحدُهم فيقول: فعَلتُ كذا وكذا،
فيقول: ما صنَعتَ شيئًا، ثم يجِيءُ أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقتُ
بينه وبين امرأته، فيُدنِيه منه ويقول: نِعْمَ أنت، فيتلزِمُه )؛
رواه مسلم.

وقد استخفَّ بعضُ الناس بالطلاقِ، فاستسهلَ أمرَه، ووقعَ في أمور
ٍ خطيرةٍ، وشُرورٍ كثيرةٍ، وأوقعَ غيرَه فيما وقعَ فيه.

وقد كثُر الطلاقُ في هذا الزمان لأسبابٍ واهيَةٍ، ولعللٍ واهِمةٍ، وأسبابُ
الطلاق في هذا الزمان كثيرة،
ومن أكبرِها: الجهلُ بأحكام الطلاق في الشريعة، وعدمُ التقيُّد
بالقرآن والسنَّة.

وقد أحاطَت الشريعةُ الإسلاميَّةُ عقدَ الزواجِ بكل رعايةٍ وعنايةٍ،
وحفِظَته بسِياجٍ من المُحافَظةِ عليه؛ لئلا يتصدَّع وينهدِم، ويتزعزَعَ
أمام عواصِف الأهواء؛ لأن سببَ الطلاق قد يكونُ من الزوج، وقد يكونُ من الزوجةِ،
وقد يكونُ منهما، وقد يكونُ من بعضِ أقاربِهما. فعالَجَت الشريعةُ كلَّ
حالةٍ قد تكونُ سببًا في الطلاقِ.

فأمرَ الله في كتابِه الزَّوجَ أن يُعظِّم عقدَ الزَّواج،
قال تعالى:
{ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا
آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا }
[البقرة: 231]،
وقال:
{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ }
[البقرة: 228].

قال المُفسِّرون:
( للمرأة على الرجلِ مثلُ ما للرجلِ على المرأة في حُسن العِشرة،
ويفضُلُها في القَوامَة ).

وعلى الرجلِ العِشرةُ بالمعروف والإحسان، وإذا كرِهَها صبَرَ عليها،
لعلَّ اللهَ يُحدِثُ بعد ذلك أمرًا، ولعلَّ الحالَ تتبدَّل إلى أحسنَ منها،
أو لعلَّه يُرزقُ منها بأولادٍ صالحين، ويُؤجَرُ على صَبرِه عليها،
قال الله تعالى:
{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }
[النساء: 19].

وعلى الزوجِ والزوجةِ أن يُصلِحَا أمورَ الخلاف في بدايتها؛ لئلا تزدادَ
خلافًا، وعلى الزَّوجَين أن يعرِفَ كلٌّ منهما صاحِبَه، فيأتي كلٌّ منهما ما
هو أرضَى لصاحبِه، ويجتنِبُ كلٌّ منهما ما لا يحبُّ الآخر، فهذا ميسورٌ لا يخفَى.

ومن أسباب بقاءِ الزوجيَّة:
الإصلاحُ بين الزَّوجَين من أهل الخير المُصلِحين من الأهل وغيرهم،
حتى يتحقَّق لكلٍّ منهما حقُّه الواجِبُ له على صاحبِه،
قال الله تعالى:
{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا
إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا }
[النساء: 35].

ومن أسباب دوامِ الزَّواج وسعادته: الصبرُ والتسامُح؛ فمرارةُ صبرٍ
قليل يعقبُه حلاوةُ دهرٍ طويل، وما استُقبِلَت المكروهاتُ بمثلِ الصبرِ،
قال الله تعالى:
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
[الزمر: 10].

والتسامُحُ والعفوُ تَزِينُ به الحياة، ويكسُوها البَهجَة والسُّرور والجمال،
وتندَمِلُ به جِراحُ العِشرة. والتسامُحُ والعفوُ أمرٌ ضروريٌّ للحياة،
ولا سيَّما بين الزوجَين، وإذا كان في أمورٍ كماليَّة، أو في أمورٍ قابلةٍ
للتأخير، فالتسامُحُ هنا خيرٌ للزوجَين.

وفي هذا الزمان أُرهِقَ كثيرٌ مِن الأزواجِ بمطالِبِ الحياةِ وإنجازِها، حتى
وإن كانت كماليَّة، واستِقصاءُ كلِّ الحُقوق، وعدمُ التسامُح والعفوِ في
بعضِها يُورِثُ النُّفرةَ والتباغُضَ بين الزوجَين.

والزواجُ رُوحُه التعاوُن والرحمةُ، قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[التغابن: 14].

والعداوةُ هنا هي:
التثبيطُ عن الخير، أو عدمُ الإعانةِ عليه، أو هي المنعُ منه.

وقال تعالى:
{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
[الأعراف: 199].

ومن أسبابِ دوامِ الزواج:
القيامُ بالحقوق، وتقويمُ الزوجِ ما اعوَجَّ من أخلاقِ المرأة بما أباحَه
الشرعُ وأذِنَ فيه،
قال الله تعالى:
{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِن
ْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا }
[النساء: 34].

وعلى القُضاةِ:
الإصلاحُ بين الزوجَين فيما يُرفَعُ إليهم من القضايا، حتى يتمَّ الاتفاقُ، وينتفِيَ الطلاقُ.

وحقُّ المرأة على الزوجِ:
عِشرتُها بالمعروف، وسكَنُها الذي يصلُحُ لمثلِها، والنفقةُ والكِسوةُ،
وبذلُ الخير، وكفُّ الأذى والضرر عنها.

وقد يكونُ السببُ في الطلاقِ من المرأةِ لبَذاءَة لسانِها، وسُوءِ خُلُقها، وجَهلِها.
فعليها أن تُقوِّم أخلاقَها، وتُطيعَ زوجَها، وتبذُل جهدَها في تربيةِ
أولادِها التربية الصحيحة، وأن تُوافِقَ الزوجَ فيما يُحبُّ إلا فيما يُغضِبُ اللهَ.

عن عبد الرحمن بن عوفٍ - رضي الله عنه -،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( إذا صلَّت المرأةُ خَمسَها، وصامَت شَهرَها، وحفِظَت فَرْجَها،
وأطاعَت زَوجَها، قيل لها: ادخُلي الجنةَ من أيِّ أبوابِ الجنةِ شِئتِ )؛
رواه أحمد، وهو حديثٌ حسنٌ.

وعلى المرأةِ أن تخدِم زوجَها بالمعروف؛ تأسِّيًا بالصحابيات - رضي الله عنهن -،
وما أحسنَ أن تكون مُشارَكةُ المرأة لزوجِها في سُروره أو
حُزنِه، وأن تكون عَونًا له على طاعةِ الله - عزَّ وجل -.

ومن أسبابِ الطلاقِ:
تدخُّل أقرِباء أحدِ الزوجَين بينهما، أو أقرِباء كلٍّ منهما.
فليتَّقُوا اللهَ وليقُولوا قولًا سديدًا،
وفي الحديث:
( لَعَنَ الله من خَبَّبَ امرأةً على زوجِها - أي: أفسَدَها عليه -،
أو زوجًا على زوجتِه ).

وعلى المرأةِ أن تقومَ بحقِّ أقرِباء الزوجِ، ولا سيَّما الوالدَين.
وعلى الزوجِ أن يقومَ بحقِّ أقرِباء الزوجةِ، فكثيرًا ما يكونُ التقصيرُ


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات