المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان : فضائل شهر رمضان
خُطَبّ الحرمين الشريفين [/COLOR]
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين ألقى فضيلة الشيخ/ عبد المحسن بن محمد القاسم حفظه الله خطبة الجمعة بعنوان: فضائل شهر رمضان والَّتِي تحدث فيها عن فضل شهر رمضان وأَنَّهُ تضاعف فيه الأعمال وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وقد ذكر الكثير من الأحاديث النبوية الَّتِي تبين فضل صوم شهر رمضان، وكذلك صلة الرحم وبر الوالدين. الخطبة الأولى إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، من يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعَلَى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا. أَمَّا بعد: ... فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، أَيُّهَا المسلمون تذهب الأيام والليالي سراعًا والعام يطوي شهوره تباعًا، والعباد في ذلك إِلَى الله سائرون، وعما قريب لأعمالهم ملاقون، ومن فضل الله وكرمه أن اختار لهم من الأزمان مواسم للطاعات واصطفى أيامًا وليالي وساعات لتعظم فيها الرغبة ويزداد التشمير ويتنافس المتنافسون. وكلما لاح هلال لرمضان أعاد للمسلمين نفحاتٍ مباركات، فيستقبلونه وله في نفوسهم بهجة وسرور، كيف لا وهو موسم عظيم خصه الله بالتشريف والتكريم. ففيه بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل فيه كتابه وفرض صيامه ساعاته مباركةٌ ولحظاته بالخير معمورة، تتوالى فيها الخيرات وتعم فيه البركات، موسم الإحسان والصدقات وزمن المغفرة وتكفير السيئات، نهاره صيامٌ وليله فيه قيام، عامرٌ بالصلاة والْقُرْآن، تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه الشياطين، وفيه ليلة خيرٌ من ألف شهر من حرم خيرها فَهُوَ المحروم. رمضان ميدان فسيح للتسابق في الطاعات ومنحة لتزكية النفوس من الدرن والآفات، شهرٌ كريم تضاعف فيه الأعمال وتكفر فيه الخطايا والأوزار. قال عليه الصلاة والسلام: ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ ) رواه مسلم . فيه يؤدي المسلمون ركنًا من أركان الإسلام، وهو مظهر عملي لعظمة هذا الدين وجمعه لكلمة المسلمين، فيه يتجلى قوله تعالى: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون } [الأنبياء/92]. واغتنام مواسم الخيرات فتحٌ من الله لمن أحب من عباده، وفي رمضان يجتمع للمسلمين أصول العبادات وأكبرها، فالصلاة صلةٌ بين العبد وربه لا تفارق المسلم في جميع حياته، وصلاة الرجل في الجماعة فرضٌ وهي تعدل صلاته في بيته وسوقه سبعًا وعشرين درجة. وحريٌ بالمسلم أن يستعين بصومه عَلَى صلاته وأن يكون له في الليل أكبر الحظ من الصَّلَاة ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) متفق عليه . ( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي . والزَّكَاة والصدقة طهرةٌ للمال ونماء وغنًى للنفس وزكاة، فأثرها ظاهر عَلَى النفس والمال والولد، دافعةٌ للبلاء جالبةٌ للرخاء، ومن جاد عَلَى عباد الله جاد الله عليه. قال عليه الصلاة والسلام: ( قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ) متفق عليه . وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة فتصدق ولو بالقليل وطب بها نفسها وواسي بها محرومًا، من فطر صائمًا كان له مثل أجره، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام النفقة والجود، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، إن أنفق أجزل وإن منح أغدق، لا يرد سائلاً وما سُئِل شيئًا إِلَّا أعطاه، وكان عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في رمضان، فلهو فيه أجود من الريح المرسلة. والصيام أخص شعيرة في رمضان، يتزود المسلمون فيه من التقوى، قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون } [البقرة/183]. ثوابه بلا عد ولا حصر، قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) متفقٌ عليه . ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) متفقٌ عليه . والصوم يحول بين أهله وبين الشرور والآثام، قال عليه الصلاة والسلام: ( الصَّوْمُ جُنَّةٌ ) رواه الترمذي . والعمرة في رمضان من الأعمال الصالحة الَّتِي تُغتَنَم، قال عليه الصلاة والسلام: ( فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ ) متفق عليه . والْقُرْآن الكريم كلام الله وحجته عَلَى خلقه، وهو ينبوع الحكمة وآيته الرسالة، لا طريق إِلَى الله سواه ولا نجاة لنا بغيره، نور البصائر والأبصار، من قرب منه شرف، ومن أخذ به عز، تلاوته أجرٌ وهداية، ومدارسته علمٌ وثبات، والعلم به حصنٌ وأمان، وتعليمه والدعوة إليه تاجٌ عَلَى رؤوس الأبرار، وفي رمضان نزل الْقُرْآن فيتأكد الإكثار منه قراءةً وتدبرًا وتعلمًا وتعليمًا وعملاً وامتثالًا، قال عز وجل: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة/185]. وكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارس نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم الْقُرْآن فيه مرةً في كل عام، وفي العام الَّذِي مات فيه عليه الصلاة والسلام دارسه مرتين. والدعاء عبادة وقربة مغنمٌ بلا عناء وجالبٌ للرخاء وهو عدوٌ لكل بلاء، ولن يهلك مع الدعاء أحد، به يصل العبد لمناه ويدرك مطلوبه، فكم قرب من بعيد ويسر من عسير! ومظنة زمن إجابة الدعاء ما كان في جوف الليل الآخر، وإذا انكسر العبد بين يدي ربه أجاب الله سؤله، والصائم لا ترد دعوته. قال ابن رجب رحمه الله: (الصائم في ليله ونهاره في عباده ويستجاب دعائه في صيامه وعند فطره فَهُوَ في نهاره صائمٌ صابرٌ وفي ليله طاعمٌ شاكر). والموفق من أكثر قرع باب السَّمَاء وجعل لنفسه من الدعاء في هذه الأيام والليالي مدخرًا، وذكر الله عبادةٌ عظيمةٌ ميسورة، ومن ذكر الله ذكره، والعبد إن لم يشتغل لسانه بالذكر شغله بفضول الكلام ومعاصيه، والدين المعاملة وأولى الخلق بإحسانك من قرن الله حقهم بحقه، فالوالدان جنتك ونارك، وهما أحق النَّاس بحسن صحبتك. قال عليه الصلاة والسلام: ( رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم . ( الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ ) رواه مسلم . ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) متفقٌ عليه . ومن كمال الطاعة حفظها من كل ما ينقصها وينقضها، والنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حث الصائم عَلَى حفظ صيامه من خوارقه ومفسداته، فقال: ( وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ) متفقٌ عليه . وكان من هدي السلف رحمهم الله إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا: نحفظ صيامنا ولا نغتاب أحدًا. قال الإمام أحمد رحمه الله: (ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه ولا يماري). وبعد أَيُّهَا المسلمون فالعمل الصالح يتقبله الله إن كان بمحبةٍ لله تحدو بصاحبها إِلَى الإخلاص لله فيه، وبصدق يبعث عَلَى حسن المتابعة، والبر قربةٌ إن كان الباعث عليه الإيمان لا العادة والهوى والسمعة والرياء. وإذا اجتمع الإيمان والعمل تحقق القبول والغفران، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين } [آل عمران/133]. بارك الله لي ولكم في الْقُرْآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله عَلَى إحسانه والشكر له عَلَى توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إِلَّا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نَبِيّنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعَلَى آله وأصحابه وسلم تسليمًا مزيدًا. أَيُّهَا المسلمون ستنقضي الدنيا بأفراحها وأحزانها، وتنتهي الأعمال بطولها وقصرها، ويلقى الجميع ربه وحينها لا ينفع مالٌ ولا بنون، إِلَّا من أتى الله بقلب سليم، فاستقبلوا شهركم بتوبة صادقة، واعقدوا العزم عَلَى اغتنامه وعمارة أوقاته بالطاعة، فما الحياة إِلَّا أنفاس معدودة وآجال محدودة، واغتنموا شريف الأوقات والمغبون من أدرك رمضان ولم يغفر له. قال عليه الصلاة والسلام: ( وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ) رواه الترمذي . وقال عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ ) أي الكذب ( وَالعَمَلَ بِهِ ) أي من الفواحش ( وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) متفقٌ عليه . ومن أعظم ما يصلح القلب ذكر الله وملازمة الْقُرْآن وقيام الليل ومجالس الصالحين، ثُمَّ اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام عَلَى نبيه فقال في محكم التنزيل: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب/56]. اللَّهُمَّ صل وسلم وبارك عَلَى نَبِيّنا محمد، وارض الله عن خلفائه الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصَّحَابَة أجمعين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين. اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل اللَّهُمَّ هذا البلد آمنًا مطمئنًا رخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللَّهُمَّ وفق إمامنا وولي عهده لما تحبه وترضاه، وخذ بناصيتهما للبر والتقوى، وانفع بهما الإسلام والمسلمين يا رب العالمين، وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار } [البقرة/201]. اللَّهُمَّ بلغنا رمضان وأتمه علينا بالطاعات وتقبل منا ما عملناه من الصالحات بكرمك و فضلك يا أكرم الأكرمين { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين } [الأعراف/23]. عباد الله { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون } [النحل/90]. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرك، واشكروه عَلَى آلائه ونعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. |
|
|