المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ، و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ، و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل . و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ . إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم في أبدانهم و بيوتهم و طرقهم و مدنهم . و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون وجوههم شطر نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ، يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى { صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً } [ البقرة : 138 ] . أيها الإخوة : و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة في توجيهات الإسلام ، و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان . و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ، و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ، مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة كالجنازة و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك . إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ، وضؤها ينظف الظاهر ؛ ( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات أيبقى من درنه شيء ) . و غسل الجمعة واجب على كل محتلم أى بالغ الرشد . ( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) . بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ، فقد جاء في الخبر مرفوعاً : ( طهروا الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً ) . رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما . و في خبر آخر عند أبي داود : ( ما من مسلم يبيت طاهراً : فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه ) . و أمة محمد عليه الصلاة و السلام تعرف يوم القيامة بين الأمم بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء . و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ، و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب . و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام : ( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ ) . و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط ، و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها . و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما . و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون للطاعة و ذكر الله و الصلاة ، و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ، و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟ و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟ و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر و قلة الذوق و إيذاء الجليس و سرور الشيطان . و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ، و نبيكم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يحب الطيب و يكثر من التطيب . و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ، و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه . و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه . و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض |
|
|