المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#3
|
|||
|
|||
و قال عليه الصلاة و السلام : ( إن له دسماً ). و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛ { وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } [ الحج : 26 ] . { فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ } [ النور : 36 ] . ( و إماطة الأذى عن الطريق صدقة ) . أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد . عن الأحوص الجشمي قال : رآني النبي صلى الله عليه و سلم و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ فقال الصادق الأمين عليه صلوات ربى و سلامه : ( هل لك من مال ؟ قلت : نعم ، قال : و من أي المال ؟ قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء، قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده ) . و كما قال عليه الصلاة و السلام : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛ فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛ فقال عليه الصلاة و السلام : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس ) . و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ، فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله : و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ، قال : و قد كان رسول الله عليه الصلاة و السلام أنظف الناس و أطيب الناس ، و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة . فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق . بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ، و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ، و هذا جهل و خروج عن الجادة . إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب . أيها الإخوة ، و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس و طهارة النفس و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً . نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس . فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها . من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ، و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري . و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة و لكنها فطرة الله التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها . و بعد أيها الإخوة ، فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر جزء من عنايته بقوة المسلم . إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ، و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ، فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ، و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ، و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها و أصلب في كيانها من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف :31 ] . بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم و نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم و بهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ، و أقول قولي هَذا ، و أستَغفر الله لي و لَكم و لجميع المسلمين فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم . |
|
|