صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-16-2016, 01:31 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,309
افتراضي ثم دخلت سنة أربع وتسعين وثلاثمائة


من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة أربع وتسعين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها‏:‏
ولى بهاء الدولة الشريف أبا أحمد الحسين بن أحمد بن موسى
الموسوي، قضاء القضاة والحج والمظالم، ونقابة الطالبيبن، ولقب
بالطاهر الأوحد، ذوي المناقب، وكان التقليد له بسيراج، فلما وصل الكتاب
إلى بغداد لم يأذن له الخليفة القادر في قضاء القضاة، فتوقف حاله
بسبب ذلك‏.‏

وفيها‏:‏
ملك أبو العباس بن واصل بلاد البطيحة، وأخرج منها مهذب الدولة
فقصده زعيم الجيوش ليأخذها منه، فهزمه ابن واصل ونهب أمواله
وحواصله، وكان في جملة ما أصاب في خيمة الخزانة ثلاثون ألف دينار،
وخمسون ألف درهم‏.‏

وفيها‏:‏
خرج الركب العراقي إلى الحجاز في جحفل عظيم كبير وتجمل كثير،
فاعترضهم الأصيفر أمير الأعراب، فبعثوا إليه بشابين قارئين مجيدين كانا
معهم، يقال لهما‏:‏ أبو الحسن الرفا وأبو عبد الله بن الزجاجي، وكانا من
أحسن الناس قراءة، ليكلماه في شيء يأخذه من الحجيج، ويطلق سراحهم
ليدركوا الحج‏.‏

فلما جلسا بين يديه قرآ جميعاً عشراً بأصوات هائلة مطربة مطبوعة،
فأدهشه ذلك وأعجبه جداً، وقال لهما‏:‏ كيف عيشكما ببغداد‏؟‏

فقالا‏:‏ بخير لا يزال الناس يكرموننا ويبعثون إلينا بالذهب والفضة
والتحف‏.‏

فقال لهما‏:‏ هل أطلق لكما أحد منهم بألف ألف دينار في يوم واحد‏؟‏

فقالا‏:‏ لا، ولا ألف درهم في يوم واحد‏.‏

قال‏:‏ فإني أطلق لكما ألف ألف دينار في هذه اللحظة، أطلق لكما الحجيج
كله، ولولاكما لما قنعت منهم بألف ألف دينار‏.‏

فأطلق الحجيج كله بسببهما فلم يتعرض أحد من الأعراب لهم، وذهب
الناس إلى الحج سالمون شاكرون لذينك الرجلين المقرئين‏.‏

ولما وقف الناس بعرفات قرأ هذان الرجلان قراءة عظيمة على جبل
الرحمة، فضج الناس بالبكاء من سائر الركوب لقراءتهما، وقالوا لأهل
العراق‏:‏ ما كان ينبغي لكم أن تخرجوا معكم بهذين الرجلين في سفرة
واحدة، لاحتمال أن يصابا جميعاً، بل كان ينبغي أن تخرجوا بأحدهما
وتدعوا الآخر، فإذا أصيب سلم الآخر‏.‏

وكانت الحجة والخطبة للمصرييين كما هي لهم من سنين متقدمة‏.‏

وقد كان أمير العراق عزم على العود سريعاً إلى بغداد على طريقهم التي
جاؤوا منها، وأن لا يسيروا إلى المدينة النبوية خوفاً من الأعراب، وكثرة
الخفارات، فشق ذلك على الناس، فوقف هذان الرجلان القارئان على جادة
الطريق التي منها يعدل إلى المدينة النبوية، وقرآ‏:‏ ‏

{ ‏مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ
أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ‏ }‏

الآيات ‏[‏التوبة‏:‏ 120‏]‏‏.‏

فضج الناس بالبكاء، وأمالت النوق أعناقها نحوهما، فمال الناس بأجمعهم
والأمير إلى المدينة النبوية فزاروا وعادوا سالمين إلى بلادهم
ولله الحمد والمنة‏.‏

ولما رجع هذان القارئان رتبهما ولي الأمر مع أبي بكر بن البهلول -وكان
مقرئاً مجيداً أيضاً - ليصلوا بالناس صلاة التراويح في رمضان، فكثر
الجمع وراءهم لحسن تلاوتهم وكانوا يطيلون الصلاة جداً ويتناوبون في
الإمامة، يقرؤون في كل ركعة بقدر ثلاثين آية، والناس لا ينصرفون من
التراويح إلا في الثلث الأول من الليل، أو قريب النصف منه‏.‏

وقد قرأ ابن البهلول يوماً في جامع المنصور قوله تعالى‏:‏

{ ‏أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ‏ }‏
[‏الحديد‏:‏ 16‏]‏

فنهض إليه رجل صوفي وهو يتمايل فقال‏:‏ كيف قلت‏؟‏

فأعاد الآية، فقال الصوفي‏:‏ بلى والله، وسقط ميتاً رحمه الله‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وكذلك وقع لأبي الحسن بن الخشاب شيخ ابن الرفا،
وكان تلميذاً لأبي بكر بن الأدمي المتقدم ذكره، وكان جيد القراءة حسن
الصوت أيضاً، قرأ ابن الخشاب هذا في جامع الرصافة في الأحياء هذه
الآية‏:‏

{ ‏أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ‏}‏
‏[‏الحديد‏:‏ 16‏]‏

فتواجد رجل صوفي وقال‏:‏ بلى والله قد آن، وجلس وبكى بكاء طويلاً، ثم
سكت سكتة فإذا هو ميت رحمه الله‏.‏

وممن توفي فيها من الأعيان‏:‏
أبو علي الإسكافي

ويلقب بالموفق، وكان مقدماً عند بهاء الدولة، فولاه بغداد فأخذ أموالاً
كثيرة من اليهود ثم هرب إلى البطيحة، فأقام بها سنتين ثم قدم بغداد فولاه
بهاء الدولة الوزارة، وكان شهماً منصوراً في الحرب ثم عاقبه بعد ذلك
وقتله في هذه السنة، عن تسع وأربعين سنة‏.‏

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات