صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-01-2020, 02:31 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي درس اليوم 4872

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله التواب (10)

فيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ أَنْ يَعَلَمَ أَنْ لَا تَوَّابَ عَلَى الإِطلاَقِ إِلَّا اللهُ تَعَالَى، وَأَنْ
التَّوْبَةَ الوَاقِعَةَ مِنَ العَبدِ لَيْسَتْ بِمُجَردِ كَسبِهِ دُونَ فِعلِ اللهِ، بَلِ العَبدُ تَابِعٌ فِي
ذَلِكَ الفِعْلِ لِقَضَاءِ الرَّبِّ وَفِعْلِهِ الجَارِي عَلَيهِ بِقُدْرَةِ رَبِّهِ، وَلِذلِكَ قَالَ تَعَالَى:
{ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا } [التوبة: 118]، فَجَعَلَ سَبَبَ تَوبَةَ العبدِ تَوبَةُ اللهِ
عَلَيهِ أَوَّلًا، فَالَّذِي يُرْجِعُهُ اللهُ مِنْ طَرِيقِ المَعْصِيَةِ إِلَى الطَّاعَةِ لَا يَسْتَبِدُّ
هُوَ بِالرُّجُوعِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَيهِ.

والتَّوْبَةُ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسلِمٍ مِنْ غَيرِ خِلَافٍ بَيْنَ المُسلِمِينَ فِي كُلِّ حِينٍ،
كَالإِيمَانِ، قَالَ اللُه العَظِيمُ:

{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور: 31]،

وَإِذَا كَانَ سَيِّدُ البشرِ يَتُوبُ إِلَى اللهِ فِي اليَوْمِ مِائةَ مَرَّةٍ، فَكَيفَ بِأَهْلِ الغَفْلَةِ؟!
وَإِذَا قِيلَ لَهُ ولصَحْبِهِ الَّذِينَ هُمْ خِيَارُ خَلقِهِ:

{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ } [التوبة: 117]،
فَجَرَتْ عَلَيهِم هَذِهِ الصِّفَةُ وَهُمْ أَهْلُ الصَّفْوَةِ وَالمَعرِفَةِ، فَكَيفَ بغَيْرِهم الَّذِينَ
لاَ يُشَابِهُونَهُم فِي خَيرِهِم؟! فَكَلُّ عَبدٍ مُكَلَّفٍ مفتَقِرٌ إِلَى التَّوْبَةِ؛ لأَنَّهُ لاَ يَخْلُو
مِنْ هَفْوَةٍ مَا وَحَوْبَةٍ،

{ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
[الحجرات: 11]،
وَكَمَا أَنَّ الإيمَانَ يَجُبُّ مَا قَبلَهُ مِنَ الآثَامِ، فَكَذَلِكَ التَّوْبَةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا
مِنَ الذُّنُوبِ.

وَفِي التَّائِبِينَ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }
[الفرقان: 70]، وَكِلَاهُمَا عَمَلُ القَلبِ، فَكَمَا أَنَّ الإِيمَانَ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِالإِسلَامِ،
فَكَذَلِكَ التَّوْبَةُ؛ لأَنَّ التَّوْبَةَ إِيمَانٌ، فَلَا بُدَّ لَهَا مِنْ عَمَلِ الظَّاهِرِ والبَاطِنِ كَمَا قَالَ:

{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ }
[التوبة: 11]،

وَإِنَّمَا ذَكَرَ الَصَّلَاةَ والزَّكَاةَ؛ لأَنَّهُمَا أَعْظَمُ أَركَانِ الدِّينِ، وإِنَّمَا الوَاجِبُ عَلَيهِم
امتِثَالُ جَمِيعِ الأوَامِرِ واجتِنَابِ جَمِيعِ النَّوَاهِي، وَهَذَا حُكْمُ الكَافِرِ إِذَا تَابَ،
وَأَمَّا المؤمنُ إذا تابَ فَعَلَيهِ أَنْ يَتَلَافَى مَا كَانَ فَرطَ مِنهُ مِنْ عَمَلٍ بِظَاهِرِهِ
وبَاطِنِهِ، فَعَمَلُ البَاطِنِ النَّدَمُ والخَوفُ والعَزمُ عَلَى أَلَّا يَعُودَ، وَعَمَلُ الظَّاهِرِ
يختَلِفُ باخْتِلَافِ الذُّنُوبِ، وذَلِكَ مُعَتَبرٌ بِالأوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَمَا يُمْكِنُ تَلافِيهِ
فِعْلًا أَوْ قَولًا، وَمَا لَا يُمْكِنُ ذَلِكَ فِيهِ إِلَّا بِالعَزْمِ.

وَسَواءٌ صَدَرَ ذَلِكَ مِنهُ جَهْلًا أَوْ عَمْدًا أَوْ سَهْوًا، والتَّوْبَةُ لَازِمَةٌ فَعَلَيهِ
فِي السَّهْوِ رَدُّ مَا أَتلَفَ وَقَضَاءُ مَا فَرطَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:

{ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ
الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ
وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الأنعام: 54]،

وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ: { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَة
ٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }
[النحل: 119]، وَكِلَاهُمَا مَكِيٌّ وَتَكَرَّرَ هَذَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ
وتَعَالَى: { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ
مِنْ قَرِيبٍ } [النساء: 17]، وَهَذِهِ الآيَةُ مَدَنِيَّةٌ بِاتِفَاقٍ، وَدَخَلَتْ كَلِمَةُ إِنَّمَا
فِي أَوَّلِهَا للِحَصْرِ وَدَخَلَتِ الأَلِفُ واللَّامُ للِحَصْرِ فِيمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ بِمَكةَ، فَضَمِنَ
اللهُ فِي الآيَاتِ كُلِّهَا تَوبَةَ مَنْ عَمِلَ السُوءَ بجَهَالَةٍ، وَلَاسِيَّمَا إِذَا وَقَعَت
بِشرُوطِهَا، فَإِنَّهَا تَعقُبُ المَغْفِرةَ بِطَرِيقِ الفَضْلِ مِنَ اللهِ لَا بِطَرِيقِ الوُجُوبِ
عَلَيهِ، إِذْ لَا يَجِبُ للمَخلُوقِ عَلَى الخَالِقِ شَيءٌ، ثُمَّ تَعَلَمُ أَنَّ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ تَصِحُّ
التَّوْبَةُ وَيَرجِعُ العَبدُ المُذْنِبُ كَمَنْ لَا ذَنبَ لَهُ، وَوَقَعَ التَعرِيضُ بِإبلِيسَ وَمَنْ كَفَرَ
كُفرَهُ، وَسَلَكَ مِثلَ سَبيلِهِ مِنْ أحبَارِ اليَهُودِ والنَّصَارَى، الذِين تَعَمَّدُوا التَّكْذِيبَ،
واسْتَمرُّوا عَلَيهِ بِمَا أَتَوهُ مِنْ ذَلِكَ، وَبَقِيَ مَنْ تَعمَّدَ وَلَمْ يُكَذَّبْ فِي المَشِيئَةِ،
وَنَصَّ فِي (النِّسَاءِ) عَلَى أَنَّ آخِرَ أَمَدِ قَبُولِ التَّوْبَةِ المَوتُ وَهُوَ عِندَ المُعَايَنَةِ
وَحُضُورِ اليَقِينِ للمُحْتَضِرِ بِأنَّهُ يَمُوتُ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ بِقَولِهِ الحَقَّ:

{ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ *
فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } [غافر: 84، 85]،

وَالقُربُ فِي حَقِّ كُلِّ مُكَلَّفٍ مَا لم يُحْتَضَرْ، وَفِي حَقِّ الجَمِيعِ ظُهُورُ الآيَاتِ الَّتِي
أَخبَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بظُهَورِهَا، وَعَرَّضَ القُرْآنُ بِهَا، مِنهَا
مَا خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ تَابَ قَبلَ أَنْ تَطلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيهِ.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات