صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2016, 03:50 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : العمل التطوُّعيُّ وآثارُه في المُجتمع


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
العمل التطوُّعيُّ وآثارُه في المُجتمع


والتي تحدَّث فيها عن العمل التطوُّعيِّ وفوائِده وأهميَّته وآثاره العظيمة
في النُّهوض بالمُجتمع المُسلم، مُبيِّنًا الفرق بينَه وبين العمل الخيريِّ،
كما ذكرَ أن هناك مُشكلةً في توضِيح آثارِه لعُموم المُسلمين،
مما أدَّى إلى وقوعِ خلَلٍ مُقارنةً بالعمل التطوُّعيِّ في دول الغربِ.

الحمدُ لله الكبير المُتعال، ذي العزَّة والكمال والجلال،
بيدِه مقالِيدُ السماوات والأرض يفعلُ ما يشاءُ، ويحكمُ ما يُريد، وإليه المرَدُّ والمآل،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له،
وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه عظيمُ السَّجايا كريمُ الخِصال،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى أزواجِه وصحبِه والآل،
ومن تبِعَهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

فإن الوصيَّةَ المبذُولةَ لي ولكم - أيها الناس - هي تقوَى الله - سبحانه -؛
فما خابَ من عضَّ عليها بالنواجِذ، واتَّقَى ربَّه في منشَطِه ومكرَهِه، وغضبِه ورِضَاه،
هي النُّورُ في الظُّلَم، والحادِي في الغُربةِ والمُضِلاَّت،

{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }
[ النور: 52 ].

أيها الناس:

إن من أهم سِماتِ المُجتمع الناجِح المُتكامِل:
أن يكون في بُنيانِه مُتماسِكًا تجمعُه لبِناتٌ مرصُوصَة، تُمثِّلُ حقيقةَ أفرادِه وبَنِيه،
لا تختلِفُ فيه لبِنَةٌ عن أُخرى، ولا فرقَ فيها بين ما يكون منها أسفلَ البناءِ أو أعلاه؛
لأن البناءَ لن يكون راسِيًا يسنُدُ بعضُه بعضًا إلا بهذا المجمُوع.
ومتى كان التصدُّع أو الإهمالُ لأي لبِنَةٍ من لبِناتِه، فإنه التفكُّك والانفِطار ما منه بُدٌّ،
فضلاً عن أن هذا بدايةُ تفكُّك لبِناتِه وتساقُطها شيئًا فشيئًا.
وهذه هي حالُ كل مُجتمعٍ وواقِعُه.

نعم، إنه إذا لم يكُن المُجتمع بهذه الصُّورة، فإنه يأذَنُ لنفسِه بالنُّفرَة والتفرُّق،
ويُمهِّدُ الطريقَ لمعاوِلِ الأنانيَّة والأثَرَة، وعدم الاكتِراثِ بالآخرين.
وما قيمةُ مُجتمعٍ الهَدمُ فيه أكثرُ من البِناء؟!
إنه مهما بلغَت الدُّول من العظَمَة، والثرَوات، والتقدُّم الاقتصاديِّ،
فلن يكون ذلكم وحدَه كافِيًا في تلبِيَة جميع رغَبَات أفرادِها،
وتحقُّق جميع تطلُّعاتِهم لحظةَ الاحتِياج، فضلاً عن تحقيقِها على الدوام.

وهنا يأتي دورُ المُجتمع المُترابِط المُتماسِك حينما تُذكَى بين جنَبَاتِه رُوحُ العمل التطوُّعيِّ
الذي يُعدُّ رُكنًا أساسًا من أركانِ رَأبِ الصَّدع الشُّعوب، المادِّي، والاجتِماعي،
والغِذائي، والأمنِي، والفِكرِي، وغير ذلكم من الضرورات، والحاجِيَّات، والتحسينيَّات.
إنه حينما يعُمُّ العملُ التطوُّعيُّ جنَبَات المُجتمع،
ويفرِضُ نفسَه شُعورًا سامِيًا لذَوِيه وبنِي مُجتمعه، ليقضِيَنَّ على الأثَرَة، والشُّحِّ،
والاحتِكار، والمسكَنَة، شريطةَ ألا تغتالَ صفاءَه أبعادٌ مصلحيَّةٌ، أو حِزبيَّةٌ،
أو إقليميَّةٌ؛ إذ ليس هناك حدٌّ لمن يحِقُّ له أن يستفيدَ من العمل التطوُّعيِّ.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقولُ:

( في كل كبِدٍ رَطبَةٍ أجرٌ )
رواه البخاري ومسلم.

العملُ التطوُّعيُّ - عباد الله - لا يُحدُّ بحَدٍّ، ولا ينتَهِي بزمنٍ، وانتِهاءُ حدِّه بامتِداد طبيعَتِه.
فكلُّ عملٍ احتِسابيٍّ لا نظرَ فيه للأُجرة والمِنَّة فهو تطوعيٌّ إذا كان في وجهِ خيرٍ،
وهو مُمتدٌّ ومُتَّسِعٌ بامتِدادِ واتِّساعِ كلمةِ "خير".
وهو هنا يختلِفُ بعضَ الشيءِ عن العملِ الخيريِّ؛
لأن العملَ التطوعيَّ يكونُ عادةً بالمُبادَرَة قبل الطلَبِ، بخِلافِ العملِ الخيريِّ؛
فإنه - في العادَة - لا يكونُ إلا بعد الطلَبِ، وكِلا العملَين وجهَان لعُملةٍ واحدة،
مُحصِّلتُهما: بَذلُ المعروف للناسِ دون أُجرةٍ أو مِنَّة، وإنما يكونُ احتِسابًا لما عند الله،

{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا }
[ الإنسان: 9 ].

إن كل عاقلٍ يُدرِكُ أن قيمةَ المُجتمعات في نهُوضِها،
والحِفاظِ على نفسِها من التهالُك والتصدُّع،
ويُدرِكُ أيضًا أن العملَ التطوعيَّ مطلَبٌ منشُودٌ في جميعِ الشرائِعِ السماويَّة والوضعِيَّة،
في الإسلام وقبل الإسلام.
وهو علامةٌ بارِزةٌ على صفاءِ معدن صاحبِه ونخوَتِه وعاطِفتِه ولُطفِه؛
لأن هذه صفاتُ من خلقَهم الله حُنفَاء، فما اجتالَتْهم شياطينُ الأنانيَّة وحبِّ الذَّات.

ولا أدلَّ على ذلِكم من قَولِ خديجَةَ رضي الله عنها تصِفُ حالَ
النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل البِعثَة،
حينما جاءَها من غارِ حِراء يرتجِفُ بعد أن رأَى جبريلَ - عليه السلام -، فقال لها:

( لقد خشِيتُ على نفسي
فقالت له: "كلا، أبشِر، فوالله لا يُخزِيكَ الله أبدًا؛ والله إن لتصِلُ الرَّحِم،
وتصدُقُ الحديثَ، وتحمِلُ الكَلَّ، وتكسِبُ المعدُوم،
وتَقرِي الضَّيفَ، وتُعينُ على نوائِبِ الحقِّ )

رواه البخاري ومسلم.

وإن مما يُؤكِّدُ أن العملَ التطوعيَّ فِطرةٌ سوِيَّةٌ في الإسلام وقبل الإسلام:
ما ذكَرَه حكيمُ بن حزامٍ - رضي الله عنه - لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛
حيث قال له:

( يا رسولَ الله! أرأيتَ أمورًا كنتُ أتحنَّثُ بها في الجاهليَّة؛ من صدقةٍ،
أو عَتاقَةٍ، او صِلَةِ رَحِمٍ، أفيها أجرٌ؟
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أسلَمتَ على ما أسلَفتَ من خيرٍ )

رواه مسلم.

هذه هي سَعةُ الإسلام وسماحتُه ورحمتُه ..
إنه الحثُّ على البِرِّ والتعاوُن عليه، وتلمُّس احتِياجات الناس.
والعملُ التطوعيُّ إنما هو ترجُمانٌ لصُورةٍ من صُور الإسلام الراشِدة الخالِدة،
التي تتَّصِفُ بالشمُوليَّة وتنوُّع مجالات العمل التطوُّعيِّ، لتشملَ الأهدافَ التنمويَّة.
ففي المجال الاقتصاديِّ: يُمثِّلُ العملَ التطوعيَّ: الاهتِمامَ الدقيقَ من خلال بَذلِ الأوقاف،
وتفعيلِ الوعي للأنشِطة الوقفِيَّة؛ لأن لها أثَرًا بالِغًا في تنمِيَة الاقتِصاد؛
حيث تتَّسِعُ الحركةُ الماليَّة، مع حِفظِ الأصول المُثمِرة من الاندِثار.

وقُولُوا مثلَ ذلكم في المجال الفكريِّ، والاجتماعيِّ، والدعويِّ، وما شابَه،
شريطةَ أن يخرُج عن إطار الرَّتابَة والبُرُود إلى دائِرةِ المُواكَبَة، ومُسابقَة الزمَن،
واستِقطابِ الكفاءَات، وإنشاء مراكِز الدراسات والبُحُوث التي تُعنَى بحاجاتِ المُجتمع
وحُلُولها، وتطرَحُ الدراسات العلاجيَّةَ والوِقائيَّةَ من خلال توعِيَة المُجتمع بقِيمة العمل
التطوُّعيِّ، وأثَره في التقارُب الاجتِماعيِّ والمعيشيِّ، والإحساسِ الدينيِّ.
ولو نظَرنا نظرَةً خاطِفةً إلى مجالٍ واحدٍ من مجالات العمل التطوُّعيِّ،
وهو: سَدُّ العَوزَة والفقر، وإكساب المعدُومين،
لوَجدنا أن الذي يُنفِقُه المُوسِرُون على الترفُّه والتحسِينات،
ربما سَدَّ حاجةَ فُقراء بلدةٍ بأكملِها.

ولو نظَرنا إلى كُلفةِ فرَحٍ من أفراح الأغنِياء، لأدرَكنا أن نصفَها
لو كان لإطعام يتيمٍ ذي مقرَبةٍ، أو مِسكينٍ ذِي مترَبةٍ،
لكان في ذلك من البركَة والزوجَين، وجَبْر كسر قلوبِ الفقراء، واتِّقاءً للعَين والحسَد،
والعقوبَةِ على السَّرف والبَذخ،

{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا }

[ الإسراء: 26، 27 ].

هذا هو دينُنا، وهكذا علَّمَنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -،
إنه يُريدُ منَّا جميعًا أن نكون أيادِيَ خيرٍ وبناءٍ وسدادٍ،
نعملُ ولا نقعُد، ونشعُرُ بالآخر ولا نصُمُّ عنه ونعمَى؛
فقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( على كل مُسلمٍ صدقةٌ
قيل: أرأيتَ إن لم يجِد؟
قال: يعملُ بيدَيه، فينفَعُ نفسَه ويتصدَّق
قيل: أرأيتَ إن لم يستطِع؟
قال: يُعينُ ذا الحاجةِ الملهُوف
قيل له: أرأيتَ إن لم يستطِع؟
قال: يأمُرُ بالمعروف - أو الخير
قال: أرأيتَ إن لم يفعَل؟
قال: يُمسِكُ عن الشرِّ؛ فإنها صدقةٌ )

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات