صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-24-2016, 04:22 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,604
افتراضي خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان الاستعداد لمفارقة الحياة

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوي
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله -
خطبة الجمعة بعنوان:
الاستعداد لمفارقة الحياة


والتي تحدَّث فيها عن وجوب الاستِعداد للموتِ، مُبيِّنًا كيف يكونُ الاستِعداد
بالتقرُّب إلى الله تعالى بالطاعات، واجتِناب المعاصِي والمُحرَّمات،
كما ذكرَ بعضًا من أسباب حُسن الخاتمة وسُوئِها.

الحمدُ لله، الحمدُ لله الحي القيوم الذي لا يمُوت، ذِي المُلكِ والملكُوت،
والعزَّة والجبَروت، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القاهرُ فوقَ عباده،
يفعلُ ما يشاءُ ويحكُمُ ما يُريد،
وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ المُجتبَى،
وعلى آله وصحبِه الحُنفاء.

فاتَّقُوا الله تعالى بطلبِ رِضوانه، والبُعد عن عِصيانِه؛ فتقوَى اللهِ صلاحُ أحوالِكم
في حياتكم، والعُدَّةُ لما أمامَكم مما تخافُون وما تحذَرون، هي الحِصنُ من المُهلِكات،
وبها وعدَ اللهُ الجنات.

عبادَ الله :

كلٌّ يسعَى في هذه الحياةِ الدنيا لمنافعِه، وإصلاحِ أمورِه، ومطالبِ معاشِه؛
فمنهم من يُصلِح دينَه مع إصلاحِ دُنياه، وهؤلاء هم الذين آتاهم الله في الدنيا حَسَنة،
وفي الآخرةِ حَسَنة، ووقَاهم عذابَ النار.

ومنهم من يسعَى للدنيا، ويُضيِّعُ نصيبَه في الآخرة،
وأولئك الذين يتمتَّعُون ويأكلُون كما تأكلُ الأنعامُ والنارُ مثوًى لهم.

وكلُّ همٍّ وعملٍ له أجلٌ ينتهِي إليه،


قال الله تعالى :

{ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى }
[ النجم : 42 ]


فسُبحان الربِّ الذي جعلَ في كلِّ قلبٍ شُغلاً، وأودعَ في كلِّ قلبٍ همًّا،
وخلقَ لكل أحدٍ إرادةً وعزمًا، يفعلُ إذا شاءَ، ويترُكُ إذا أراد.

وإرادةُ الله ومشيئتُه فوقَ كل إرادةٍ وفوق كلِّ مشيئةٍ،


قال الله تعالى :

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[ التكوير : 29 ]


فما شاءَ الله كان، وما لم يشَأ لم يكُن.

والموتُ غايةُ كل مخلُوقٍ على الأرض، والموتُ نهايةُ كل حيٍّ في هذه الدنيا،
وقد كتبَه الله حتى على الملائكة: جبريلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ - عليهم الصلاة والسلام -،
وملَكُ الموتِ يمُوتُ، والملائكةُ يموتون،

قال اللهُ تعالى :

{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }
[ الرحمن : 26، 27 ] .


والموتُ آخرُ الحياةِ الدنيا، وأولُ الدارِ الآخرة؛ إذْ به ينقطِعُ متاعُ الحياة الدنيا،
ويرَى الميتُ بعد موتِه إمَّا النعيمَ العظيمَ، أو العذابَ الأليمَ.

والموتُ آيةٌ من آياتِ الله الدالَّة على قُدرةِ الله - عز وجل - وقَهرِه لمخلُوقاته،

قال الله تعالى :

{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ }

[ الأنعام : 61 ]

والموتُ عدلٌ من الله - سبُحانه -، تستوِي المخلُوقات فيه،


قال الله تعالى :

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }
[ العنكبوت : 57 ]


والموتُ يقطعُ اللذَّات، ويُنهِي من البدَنِ الحركات، ويُفرِّقُ الجماعات،
ويحُولُ دونَ المألُوفاتِ والملذَّات، تفرَّد الله به مع الحياة،


قال الله تعالى :

{ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
[ المؤمنون : 80 ]

الموتُ لا يمنعُه بوَّاب، ولا يدفعُه حُجَّاب، ولا يُغنِي عنه مالٌ ولا ولدٌ ولا أصحاب.
لا ينجُو منه صغيرٌ ولا كبيرٌ، ولا غنيٌّ ولا فقيرٌ، ولا حقيرٌ ولا خطيرٌ،


قال الله تعالى :

{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ }
[ النساء : 78 ]


وقال تعالى :

{ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ
ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

[ الجمعة : 8 ]


والموتُ يأتي بغتةً بأجلٍ،


قال الله تعالى :

{ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
[ المنافقون : 11 ]


ولا يستأذِنُ على أحدٍ إلا الأنبياء؛ فإنه استأذنَ لكرامتِهم على الله -عليهم الصلاة والسلام
فاستأذنَ على كلِّ أحدٍ منهم.

وفي الحديث:

( ما من نبيٍّ إلا خيَّرَه الله بين الخلُود في الدنيا ثم الجنة أو الموت،
فيختارُ الموتَ )



وشاءَ الله تعالى أن يخرُجَ ابنُ آدم من الدنيا بالموت، ليقطعَ علائِقَه منها،
فلا تحِنُّ شعرةٌ منه إليها إذا كان مُؤمنًا.


عن أنسٍ - رضي الله عنه -،
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :

( ما أحدٌ له عند الله منزلة يُحبُّ أن يرجِع إلى الدنيا
وله ما على الأرض من شيءٍ، إلا الشهيد يتمنَّى أن يرجِعَ إلى الدنيا
فيُقتلَ عشرَ مراتٍ؛ لما يرى من الكرامة )

رواه البخاري ومسلم.


والموتُ مُصيبةٌ لا بُدَّ منها، وألمٌ عظيم، وألمُ الموت لا يقدِرُ أحدٌ أن يصِفَه لشدَّته؛
فالروحُ تُنزعُ به من العُروق واللَّحم والعصَب، وكلُّ ألمٍ شديدٍ فهو دون الموتِ.


عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت :

( رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالموت عنده قدَحٌ فيه ماء،
وهو يُدخِلُ يدَه في القدَح ثم يمسَحُ وجهَه بالماء، ثم يقول:
اللهم أعِنِّي على غمَرات الموت وسكَرات الموت )

رواه الترمذي.


وفي بعضِ الروايات :

( إن للموتِ لسكَرات )


قال رجلٌ لأبيهِ في الاحتِضَار - وهو عاقِلٌ -:
صِف لي ألمَ الموت للعِبرة.

فقالَ:
يا بُنيَّ !
كأنَّ شوكًا معقُوفًا يَجري في جوفِي، وكأنَّما أتنفَّسُ من ثُقبِ إبرة

وقيل لمُحتضَرٍ آخر:
كيف تجِدُ ؟

قال :
كأنَّ الخناجِرَ تختلِفُ في جَوفِي

وقيل لآخر:
كيف ألمُ الموت ؟

فقال:
كأنَّ نارًا تشتعِلُ في جوفِي


ومن أراد ذكرَ الموت رقَّ قلبُه، وصلُح عملُه وحالُه، ولم يتجرَّأ على المعاصِي،
ولم يُضيِّع الفرائِض، ولم تغُرَّه الدنيا بزُخرفها، واشتاقَ إلى ربِّه وإلى جناتِ النعيم،
ومن نسِيَ الموتَ قسَا قلبُه، وركَنَ إلى الدنيا، وساءَ عملُه، وطالَ أملُه؛
فتذكُّرُ الموت أعظمُ المواعِظ.


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( أكثِروا ذِكرَ هاذِمِ اللذَّات الموت )
رواه الترمذي والنسائي، وصحَّحه ابنُ حبَّان.


ومعنى الحديث : قاطعُ اللذَّات ومُزيلُها.


وعن أُبيِّ بن كعبٍ - رضي الله عنه - قال :
كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهبَ ثُلُثُ الليل قامَ فقال :


( يا أيها الناس! اذكُروا الله، جاءَت الراجِفة تتبَعُها الرادِفة،
جاءَ الموتُ بما فيه )

رواه الترمذي، وقال : "حديثٌ حسن".


وعن أبي الدرداء قال :

كفَى بالموتِ واعِظًا، وكفَى بالدهرِ مُفرِّقًا ،
اليومَ في الدُّور وغدًا في القُبُور
رواه ابن عساكر.

والسعادةُ كلُّ السعادة، والتوفيقُ كلُّ التوفيق،
والفوزُ كلُّ الفوز في الاستِعداد للموت؛ فالموتُ أولُ بابٍ للجنة،
أو أولُ بابٍ للنار

والاستِعدادُ للموت بتحقيقِ التوحيدِ لله رب العالمين؛
بعبادةِ الله وحده لا يُشركُ به شيئًا، ومُجانبَة الشركِ كلِّه.


عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال :
سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

( قال الله تعالى : يا ابنَ آدم! إنك لو أتيتَني بقُرابِ الأرضِ خطايَا،
ثم لقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتيتُك بقُرابِها مغفرةً )

رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسن".


الاستِعدادُ للموت بحفظِ الحُدود والفرائِض،


قال تعالى :

{ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ }
[ الأحزاب : 35 ]


وقال تعالى :

{ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
[ التوبة : 112 ]

والاستِعدادُ للموت باجتِناب كبائِر الذنوبِ والآثام،


قال الله تعالى :

{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا }

[ النساء : 31 ]

والاستِعدادُ للموت بأداء حقوقِ الخلق، وعدم تضييعها أو المُماطلَة بها؛
فحقُّ الله قد يعفُو عمَّا دون الشركِ فيه، وأما حقوقُ الخلق فلا يعفُو الله عنها
إلا بأخذِها من الظالِم وإعطاءِ المظلُومِ حقَّه.

والاستِعدادُ للموت بكتابة الوصيَّة، وألا يُفرِّطَ في ذلك.

والاستِعدادُ للموت بأن يكون مُتأهِّبًا لنُزولِه في كل وقتٍ، لما يحذرُ الإنسانُ منه.


لما نزلَ قولُ الله تعالى :

{ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
[ الأنعام : 125 ]


قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

( نورٌ يقذِفُه الله في القلب ،
قالوا: ما علامةُ ذلك يا رسولَ الله؟
قال : الإنابةُ إلى دار الخلُود، والتجافِي عن دار الغُرور،
والاستِعدادُ للموت قبل نُزولِه )


والسعادةُ العظمى، والفوزُ الأكبر: أن يُختمَ للميت بخيرٍ؛

ففي الحديث:

( الأعمالُ بالخواتِيم )

عن مُعاذٍ - رضي الله عنه - قال :
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( من كان آخرُ كلامِه من الدُّنيا : لا إله إلا الله، دخلَ الجنة )
رواه أبو داود والحاكمُ بإسنادٍ صحيح.


ومما يَتأكَّدُ العملُ به: تلقينُ المُحتضَرِ الشهادةَ برفقٍ ولُطفٍ؛
بأن يذكُرَ الشهادةَ عنده، ليتذكَّرَها، ولا يُضجِرَه فإنه في كربٍ شديد.


عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه قال:
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( لقِّنُوا موتاكم : لا إله إلا الله )
رواه مسلم.


والشقاوةُ هي الذُّهولُ عن الموتِ ونسيانُه، وتركُ الاستِعدادِ له،
والجُرأةُ على المعاصِي والذنوب، وتضييعُ توحيدِ الربِّ - جل وعلا -،
والعُدوانُ والظلمُ بسَفكِ الدمِ الحرام وأخذِ المالِ الحرام، وتضييعُ حقوق الخلقِ،
والانغِماسُ في الشهواتِ والملذَّاتِ المُحرَّمات، حتى ينزلَ الموتُ بغتة، فلا ينفعُ الندم،
ولا يتأخَّرُ الأجَل.


قال اللهُ تعالى :

{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا
وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

[ المؤمنون : 99، 100 ]


ويومَ القيامةِ تعظُمُ الحسرةُ والندامةُ،

قال الله تعالى :

{ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً
وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ *
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ *
بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }

[ الزمر : 55- 59 ]

باركَ الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ
والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهديِ سيِّد المُرسَلين وقولِه القَويم،
أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه.

الحمدُ لله رب العالمين، الملكِ الحقِّ المُبين، له الحكمةُ التامَّة والحُجَّةُ البالِغة،
فلو شاءَ لهدَى الناسَ أجمعين، أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له القويُّ المتين،
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه صادقُ الوعد الأمين،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آلهِ وصحبِه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


فاتَّقُوا الله حقَّ التقوى؛ فما فازَ إلا المُتَّقون، وما خسِرَ إلا المُفرِّطون المُبطِلون.

أيها المسلمون :

حافِظوا على أسبابِ حُسن الخاتمة؛ بإقامةِ أركانِ الإسلامِ الخمسة،
واجتِنابِ المآثِمِ والمظالِم.

ومن أعظمِ أسبابِ حُسنِ الخاتمة عندَ الموت: دوامُ الدعاء بحُسن الخاتمة،


وقد قال تعالى :
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

[ غافر : 60 ]


فالدعاءُ جِماعُ الخيرِ كلِّه، عن النُّعمان بن بشيرٍ - رضي الله عنهما - قال:
قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( الدعاءُ هو العبادة )
رواه أبو داود والترمذي،
وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيح".

وفي الحديث :

( من أكثَرَ من قولِ : اللهمَّ أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها،
وأجِرنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة، ماتَ قبلَ أن يُدرِكَه البلاءُ )


وأسبابُ سُوء الخاتمة عند الموت: تضييعُ حق الله وحقوق الخلق،
والإصرارُ على الكبائِر والآثام، والاستِخفافُ بعظمَةِ الله،
والرُّكونُ إلى الدنيا ونسيانُ الآخرة.

عباد الله :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب : 56 ]

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:

( من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا )

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ،
كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ،
اللهم وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ،
كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد،
وسلِّم تسليما كثيرًا.

اللهم وارضَ عن الصحابةِ أجمعين، اللهم وارضَ عن الصحابةِ أجمعين،
وعن الخلفاء الراشدين المهديِّين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليّ،
وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين،
ويا ذا الفضل العظيم.

اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذلَّ الكفرَ والكافرين،
وأذلَّ الشركَ والمشركين يا رب العالمين،
وأذِلَّ البدعَة والمُبتدِعين يا رب العالمين.

اللهم اجعَلنا من المتمسِّكين بسنَّةِ سيِّد المرسلين محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
حتى نلقاكَ وأنت راضٍ عنَّا، برحمتك يا أرحمَ الراحمين.

اللهم اغفِر لموتانا وموتى المُسلمين، اللهم اغفِر لموتانا وموتى المُسلمين،
اللهم نوِّر عليهم قبورهم، اللهم ونوِّر عليهم قبورهم،
اللهم وضاعف حسناتِهم، وتجاوز عن سيئاتِهم يا رب العالمين،
برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أحسن عاقِبتَنا في الأمورِ كلِّها، وأجرنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة،
اللهم إنَّا نسألُك حسن الخاتمة.

اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وذريتِه وشياطينه وجنوده
وأعوانه يا رب العالمين، وأتباعه، إنك على كل شيءٍ قدير،
برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِذنا من شرور أنفسنِا ومن سيئات أعمالنا،
وأعِذنا من شرِّ كلِّ دابَّةٍ أنت آخذ بناصيتها، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نسألُك أن تغفر لنا ذنوبنا،
اللهم اغفِر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلَنَّا،
وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر لا إلهَ إلا أنت.

اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعمل،
ونعوذُ بك من النار وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عمل.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها يا ذا الجلال والإكرام،
اللهم لا تكِلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

اللهم إنا نسألُك العافيةَ،
والعفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نسألُك أن تُطفِئَ الفتن التي اشتعلت في بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين،
اللهم أطفِئ الفتن التي اشتعلت في بلاد المسلمين يا رب العالمين،
بعافيةٍ للإسلام والمسلمين يا أرحم الراحمين.

اللهم أطفِئ فتنة اليمن، اللهم أطفِئ فتنة اليمن،
اللهم أطفِئ فتنة اليمن، بعافيةٍ للإسلام والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم احفظ حدودَنا، اللهم احفظ حدودَنا وبلادَنا، واحفظ جنودنا،
وسدِّدهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تنصرَ المسلمين في سوريا،
اللهم انصُر المسلمين في سوريا، الذين ظُلموا، في دينِهم،
والذين ظُلموا في أموالِهم يا رب العالمين، وفي دمائِهم،
اللهم انصُرهم على من بغَى عليهم وظلَمَهم،
واجعَل الدائرةَ على الظالمين الكافرين يا رب العالمين، إنك على كلِّ شيءٍ قدير.

اللهم وارحَم والطُف بإخواننا، اللهم الطُف بالمسلمين في العراق،
اللهم الطُف بالمسلمين وارحَمهم في كل مكانٍ يا رب العالمين،
ونجِّهم من الظلُمات إلى النورِ يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إنا نعوذُ بك والمسلمين من شرِّ السحَرة،
اللهم إنا ندرأُ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم،
اللهم إنهم طَغَوا وبَغوا وأفسَدُوا في الأرضِ،
اللهم عليك بهم،
اللهم أبطِل كيدَهم يا ذا الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم وفِّق خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضَى،
اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك،
اللهم أعِنه على كل خيرٍ يا رب العالمين،
اللهم وفِّقه لكل خيرٍ إنك على كلِّ شيءٍ قدير،
اللهم ارزُقه الصحةَ والعافيةَ، إنك أنت الله لا إله إلا أنت،
اللهم وفِّق نائبَيه لما تُحبُّ وترضَى، ولما فيه الخيرُ والصلاح للإسلام والمُسلمين.

اللهم احفظ بلادنا من كلِّ شرٍّ ومكروهٍ يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام، نسألُك يا الله أن تؤَلِّف بين قلوب المسلمين،
اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين.

اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا،
اللهم اشفِ مرضانا يا رب العالمين، ومرضَى المسلمين،
برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنَّا نعوذُ بك من سوءِ القضاء، ومن شماتةِ الأعداء،
ومن دَرَكِ الشقاء، ومن جهدِ البلاء، يا ذا الجلالِ والإكرام.

{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
[ البقرة : 201 ]

عباد الله :

{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

[ النحل : 90 ]

فاذكُروا الله العظيمَ الجليلَ يذكُركُم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم،
ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات