صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-14-2018, 09:48 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان : مظاهِرُ عداوة الشيطان للإنسان

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم - حفظه الله –
خطبة الجمعة بعنوان:
مظاهِرُ عداوة الشيطان للإنسان ،

والتي تحدَّث فيها عن عداوةِ الشيطانِ لبنِي آدم، مع بيانِ طُرُقِه ووسائلِهِ
وحبائِلِه في إغواءِ الخلقِ، وكيف يتجنَّبُ العبدُ وساوِسَهُ، ويبتعِدَ عن خُطواتِه.

الخطبة الأولى
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفُسِنا
ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له،
وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه
ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتَّقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوَى، وراقِبُوه في السرِّ والنجوَى.
أيُّها المسلمون:
الدُّنيا دارُ ابتِلاءٍ وامتِحان، وأعظمُ البلاءِ ما قطَعَ العبدَ عن ربِّه ودينِه،
ومِن الفِطنةِ والعقلِ سعيُ العبدِ لمعرفةِ العدوِّ مِن الصدِيق، وقد أبانَ
الله لنا عدُوًّا مُبينًا لا فِتنةَ على الخلق أشدُّ مِنه؛ فهو العدوُّ الأولُ
والأكبرُ، ومنشَأُ جميع الرَّزايا مِنه وإليه.
عداوتُه لبنِي آدم شديدةٌ بيِّنة، لا كان ولا يكونُ في الأعداء أظهَرث مِنه،
قال - سبحانه -:
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ }
[يوسف: 5].
عدوٌّ لا يفتُرُ ولا ينقطِع، ولا ينفَعُ معه مُداراةٌ أو لِينٌ، أقسَمَ على عداوةِ
جميعِ بنِي آدم وإغوائِهم بكل وسِيلةٍ،
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ
مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ
أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }

[الأعراف: 16، 17].
سببُ عداوتِه لآدم وذريَّتِه: أن الله شرَّفَ آدم وفضَّلَه، فخلقَه بيدَيه
وأسكنَه جنَّتَه، وعلَّمَه الأسماءَ، وأسجَدَ له ملائكتَه، وكرَّمَ ذريَّتَه مِن بعدِه،
فحسَدَه إبليسُ على هذه النِّعَم، وانطوَت سريرتُه على الكِبرِ
رأسِ كل داءٍ وشرٍّ، فامتنَعَ عن السُّجُود لآدم وقال:
{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }
[الأعراف: 12].
وبطَردِه مِن الجنَّة أعلَنَ العداوةَ وأظهَرَها،
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
[ص: 82].
فكادَ لآدم وحوَّاء وزيَّن لهما المعصِيةَ حتى أُخرِجَا مِن الجنَّة، ولا يزالُ
على حالِهِ وكيدِه يُؤذِي النَّاسَ حِسًّا ومعنًى، يتسلَّطُ على عقائِدِهم
الصافِية، وعباداتِهم، وأجسادِهم وأرواحِهم، وأموالِهم وأولادِهم، ومأكلهم
ومشرَبهم ونومِهم، وقِيامِهم وصحَّتهم وسَقَمهم، وعلى كل أحوالِهم.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إنَّ الشيطانَ يحضُرُ أحدَكم عند كل شيءٍ مِن شأنِه )؛
رواه مسلم.
ففي العقيدةِ الصَّافِيةِ غايتُه إفسادُها، قال تعالى:
{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }
[يس: 60].
قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( إذا أصبَحَ إبليسُ بثَّ جُنودَه، فيقول: مَن أضَلَّ اليومَ مُسلِمًا ألبَستُه التَّاجَ )
؛ رواه ابن حبَّان.
وفِطرةُ التوحيدِ التي هي أغلَى ما يملِكُ الإنسانُ يسعَى لتدنِيسِها.
قال تعالى في الحديثِ القُدسيِّ:
( خلَقتُ عبادِي حُنَفَاءَ كلَّهم، وإنَّهم أتَتهم الشياطِينُ فاجتَالَتْهم عن دينِهم،
وحرَّمَت عليهم ما أحلَلتُ لهم، وأمَرَتهم أن يُشرِكُوا ما لم أُنزِّل به سُلطانًا ).
وكلُّ عابِدٍ لغَيرِ الله فإنما يدعُو الشيطانَ ويعبُدُه، قال - سبحانه -:
{ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا }
[النساء: 117].
ومِن إفسادِه للعقيدةِ: تعليمُ السِّحر؛ ليكفُرَ فاعِلثه، وكذا مَن أتَى إلى
ساحِرٍ ليسحَرَ له، قال - عزَّ وجل -:
{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ }
[البقرة: 102].
وفي آخرِ الزمانِ يخرُجُ الدجَّالُ ويقولُ: أنا ربُّكُم.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( ويبعَثُ الله معه شياطِين تُكلِّمُ الناسَ )؛
رواه أحمد.
ولا تقومُ السَّاعةُ إلا على شِرارِ الخلقِ، فيأمُرُهم الشيطانُ بعبادةِ الأوثان.
قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( فيبقَى شِرارُ الناسِ في خِفَّةِ وأحلامِ السِّباعِ، لا يعرِفُون معرُوفًا،
ولا يُنكِرُون مُنكَرًا، فيتمثَّلُ لهم الشيطانُ فيقُولُ: ألا تستَجِيبُون؟
فيقُولُون: فما تأمُرُنا؟ فيأمُرُهم بِعبادةِ الأوثان )؛
رواه مسلم.
وأما كَيدُه في العباداتِ، فلا يزالُ بصاحِبِها حتى يُفسِدَها عليه؛
فيُشكِّكُ العبدَ في طهارتِه.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إذا جاءَ أحدَكم الشيطانُ فقال: إنَّك قد أحدَثتَ، فليقُل: كذَبتَ )؛
رواه أحمد.
والخُشُوعُ في الصلاةِ لذَّةٌ مع الله، وإذا قامَ المُسلِم لصلاتِه حالَ بينَه
وبينَها بوساوِسِه.
قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( إنَّ أحدَكم إذا قامَ يُصلِّي، جاءَه الشيطانُ فلَبَسَ عليه حتى لا يدرِي
كم صلَّى )؛
متفق عليه.
وإذا وجَدَ خلَلًا في الصُّفُوفِ دخَلَ فيها.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( سُدُّوا الخَلَلَ؛ فإنَّ الشيطانَ يدخُلُ بينَكم )؛
رواه أحمد.
والله قِبَلَ وجهِ كلِّ مُصَلٍّ، والالتِفاتُ في الصلاةِ مِن كَيدِه.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( هو اختِلاسٌ يختَلِسُه الشيطانُ مِن صَلاةِ العبدِ )؛
رواه مسلم.
وحِرصُه على قَطعِ الصلاةِ شديدٌ.
( إذا صلَّى أحدُكم فليُصَلِّ إلى سُترةٍ، وليَدنُ مِنها؛ لا يقطَعُ الشيطانُ
عليه صَلاتَه )؛
رواه الحاكم.
و( ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بَدوٍ لا تُقامُ فيهم الصلاةُ إلا قد استَحوَذَ
عليهم الشيطانُ )؛

رواه أبو داود.
وعداوةُ الشيطان لا حدَّ لها؛ فيُشارِكُ الناسَ في مطاعِمِهم
ومشارِبِهم ومناكِحِهم، قال - سبحانه -:
{ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ }
[الإسراء: 64].
فيُنازِعُ ابنَ آدم في طعامِه، ويأكُلُ معه إن لم يذكُرِ اسمَ الله عليه،
بل يأكُلُ ما تساقَطَ مِن طعامِه.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إذا سقَطَت مِن أحدِكم اللُّقمةُ، فليُمِط ما كان بها مِن أذًى، ثم
ليأكُلها ولا يدَعْها للشيطان )؛

رواه مسلم.
وإذا أتَى الرَّجُلُ أهلَه، يخشَى الشيطانُ أن يكون بينَهما ولدٌ صالِحٌ،
فيسعَى لإنسائِه ذِكرَ الله.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( لو أنَّ أحدَكم إذا أتَى أهلَه قال: بِسمِ الله، جنِّبنَا الشيطانَ وجنِّبِ
الشيطانَ ما رزَقتَنا؛ فإنَّه إن يُقدَّر بينَهما ولَدٌ في ذلك لم يضُرُّه
شيطانٌ أبدًا )؛

متفق عليه.
ويُنازِعُه في مسكَنِه إن لم يذكُر اسمَ الله فيه.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إذا دخَلَ الرَّجُلُ بيتَه فذكَرَ اللهَ عند دخُولِه وعند طعامِه، قال الشَّيطانُ:
لا مَبيتَ لكم ولا عشاء، وإذا دخَلَ فلم يذكُرِ اللهَ عند دخُولِه، قال الشيطانُ:
أدرَكتُم المَبِيتَ، وإذا لم يذكُرِ اللهَ عند طعامِه، قال: أدرَكتُم المَبِيتَ والعشاءَ )

؛ رواه مسلم.
وإذا كان أولُ الليل انتشَرَت الشياطينُ لإيذاءِ العبادِ.
قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( إذا كان جُنحُ الليلِ أو أمسَيتُم، فكُفُّوا صِبيانَكم؛ فإنَّ الشياطين
تنتشِرُ حينئذٍ )؛

رواه البخاري.
والنومُ راحةٌ للإنسان؛ ليَستَعِيدَ قوَّتَه ونشاطَه، والشيطانُ يعقِدُ
على قافِيةِ رأسِ النائِمِ ثلاثَ عُقَدٍ، يضرِبُ كلَّ عُقدةٍ
(عليك ليلٌ طويلٌ فارقُد )؛
ليستيقِظَ وهو خبِيثُ النَّفسِ كسلَان، فيحُلُّ الله تلك العُقَدَ إذا ذكَرَ العبدُ
ربَّه إذا استيقَظَ وتوضَّأَ وصلَّى؛ متفق عليه.
وإذا نامَ العبدُ عن الصلاةِ، بالَ الشيطانُ في أُذُنِه؛ إهانةً له واحتِقارًا.
ذُكِرَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رجُلٌ نامَ ليلةً حتى أصبَحَ،
فقال:
( ذاك رجُلٌ بالَ الشيطانُ في أُذُنَيه، أو قال: فِي أُذُنِه )؛
رواه مسلم.
ويَبِيتُ في خَيشُوم النائِم.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
(إذا استيقَظَ أحدُكُم مِن منامِه فتوضَّأَ، فليستنثِر ثلاثًا؛ فإن الشيطان
َ يَبِيتُ على خيشُومِه )؛

متفق عليه.
والنومُ راحةٌ للإنسان وسُكُون، والشَّيطانُ يتخبَّطُه في منامِه ويُفزِعُه
في أحلامِه.
قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( الرُّؤيَا مِن الله، والحُلمُ مِن الشيطان )؛
متفق عليه.
والأُلفةُ والمودَّةُ صلاحٌ للنَّفسِ والمُجتمعِ، والشَّيطانُ دَأبُه الفُرقةُ
بين الناسِ والإفسادُ بينَهم.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( إنَّ الشيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المُصلُّون في جزيرةِ العربِ،
ولكن في التحريشِ بينَهم )؛

رواه مسلم.
لم يسلَم مِن شرِّه أحدٌ؛ فأولُ ما يخرُجُ المولُودُ مِن بطنِ أمِّه يطعَنُ في جنبَيه.
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( ما مِن مَولُودٍ يُولَدُ إلا والشيطانُ يمَسُّه حين يُولَد، فيستَهِلُّ صارِخًا مِن
مَسِّ الشيطانِ إيَّاه، إلا مريمَ وابنَها )؛

متفق عليه.
ويسلُكُ كلَّ سبيلٍ للغِواية؛ فيجرِي مِن ابنِ آدم مجرَى الدمِ،
( وما مِنكُم مِن أحدٍ إلا وقد وُكِّلَ به قرِينُه مِن الجنِّ )؛
رواه مسلم.
ويتلبَّسُ بالأبدانِ، فيتخبَّطُ الإنسان، قال - سبحانه -:
{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ
مِنَ الْمَسِّ }

[البقرة: 275].
ويسعَى لإضلالِ بنِي آدم حتى وهو في سكَرَات الموتِ.
وقد علَّمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمَّتَه دُعاءً بقولِه:
( وأعُوذُ بك أن يتخبَّطَني الشيطانُ عند المَوتِ )؛
رواه النسائي.
وله في كَيدِه لابنِ آدم وسائِلُ عديدة؛ فيُزيّشنُ المعصِيةَ للعاصِي ويُحسِّنُها
له؛ ففي يومِ بدرٍ زيَّن للمُشرِكين صنِيعَهم، وغرَّهم بقوَّتِهم وكثرتِهم، قال –
عزَّ وجل -:
{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ
النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ }

[الأنفال: 48].
ومِن تزيِينِه: تسميةُ المعاصِي بغير اسمِها، كما قال لآدم:
{ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى }
[طه: 120].
ومِن كيدِه:
أنه يدخُلُ على النَّفسِ مِن البابِ الذي تُحبُّه وتهوَاه، ويُظهِرُ النُّصحَ في
ذلك، فقال لآدم وحوَّاء:
{ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا
مِنَ الْخَالِدِينَ }

[الأعراف: 20]، بل ويُقسِمُ على ذلك، قال - سبحانه -:
{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }
[الأعراف: 21].
ويَعِدُ ويُمنِّي وهو مُخادِعٌ، قال - سبحانه -:
{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}
[النساء: 120].
ويخدَعُ العِبادَ بأمانِيِّه الكاذِبة، قال - سبحانه -:
{ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
[فاطر: 5] أي: الشيطان.
ويُخوِّفُ المُؤمنين بجُنُودِه الضُّعفاء،
{ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ }
[آل عمران: 175].
ويمنَعُهم مِن الإنفاقِ في مرضاةِ الله، ويُوسوِسُ لهم بأنه يجلِبُ الفقرَ،
قال تعالى:
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ }
[البقرة: 268].
ويجلِبُ الأحزانَ للعِباد، ويفتَحُ عليهم التحسُّرَ على ما فاتَ ومضَى،
كقَولِ:
( لو فعَلتُ كذا لكان كذا )،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( فإنَّ لَو تفتَحُ عملَ الشيطان )؛
رواه مسلم.
وعلى جسر الشَّهوات يصِلُ الشيطانُ لمُرادِه، فـ
( ما خلَا رجُلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطانُ ثالِثَهما )؛
رواه الترمذي.
ويدعُو لنزعِ الحياءِ، ونَبذِ السِّتر والعَفافِ مِن الرِّجال والنِّساء، وإذا
ظهَرَت العَورةُ حلَّت العُقُوبة، قال - سبحانه -:
{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا }
[الأعراف: 20].
ويستخِفُّ الشيطانُ العِبادَ بالأصواتِ المُحرّضمةِ مِن المعازِفِ ونحوِها،
قال تعالى:
{ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ }
[الإسراء: 64].
وخطواتُه هي الشِّراكُ الأعظَمُ لإغواءِ الخلقِ، والظَّفَرِ بمُرادِه مِنهم،
قال تعالى:
{ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }
[البقرة: 168]، وغيرِها.
وله في كل ذلك جُنودٌ وأعوَان، قال - سبحانه -:
{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ }
[الأنعام: 121].
وللشيطانِ في مكرِه وعداوتِه غاياتُ سُوءٍ يسعَى لتحقيقِها، ورأسُ
تلك الغاياتِ الصدُّ عن طاعةِ الله وإضلالُ الخلقِ

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات