[حور العين]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق
( الحلقة رقم : 861 )
{ الموضوع الخامس والعشرون الفقرة 02 }
( أحكــام منع الحمل )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الخامس والعشرون من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين

و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى :

{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

[ الروم 21 ]

روى البخارى ومسلم

عن جابر رضى الله عنه قال :

[ كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

والقرآن ينزل ]

وزاد مسلم قال سفيان :

[ لو كان شيئا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن ]

أخى المسلم :

حديثنا اليوم عن : حجة الجمهور فى جواز العزل

فلنبدأ على بركة الله

حجة الجمهور فى جواز العزل

وحجة الجمهور فى جواز العزل

بشرط إذن الزوجة مع الكراهة التنزيهية أو مع عدمها

ما رواه البخارى ومسلم

عن جابر رضى الله عنه قال :

[ كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

والقرآن ينزل ]

وزاد مسلم قال سفيان :

[ لو كان شيئا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن ]

وما رواه مسلم فى صحيحه عن جابر أيضا :

( جاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ :

إنَّ لي جاريةً أطوفُ عليها وأنا أكرَه أن تحملَ

فقالَ : اعزل عنها إن شئتَ فإنَّهُ سيأتيها ما قدِّرَ لَها

قالَ فلبثَ الرَّجلُ ثمَّ أتاهُ فقالَ إنَّ الجاريةَ قد حملت

قالَ قد أخبرتُك أنَّهُ سيأتيها ما قدِّرَ لَها )

وروى الترمذى عن جابر قال :

( قلنا يا رسولَ اللَّهِ إنَّا كنَّا نعزلُ

فزعمتِ اليَهودُ أنَّها الموءودةُ الصُّغرى.

فقالَ: كذبتِ اليَهودُ إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ أن يخلقَهُ لم يمنعْهُ )

وروى مسلم فى صحيحه عن جابر قال :

[ كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فبلغ ذلك نبى الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا ]

وروى مسلم عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :

( غزونا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غزوةَ بالمصطلقِ .

فسبَيْنا كرائمَ العربِ . فطالت علينا العزبةُ ورغبنا في الفِداءِ .

فأردنا أن نستمتِعَ ونعزِلَ .

فقلنا : نفعل ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين أظهرنا لا نسألُه !

فسألْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : لا عليكم أن لاتفعلوا

ما كتب اللهُ خلق نسمةٍ هي كائنةٌ إلى يومِ القيامةِ ، إلا ستكونُ )

وروى مسلم أيضا عن ابى سعيد الخدرى قال :

( ذُكِرَ العزلُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

فقال : ولِمَ يفعلُ ذلك أحدكم ؟ ولم يقل : فلا يفعلُ ذلك أحدكم

فإنه ليست نفسٌ مخلوقةٌ إلا اللهُ خالقُها )

هذا ما احتج به المجوزون للعزل وهى أدلة صريحة فى جوازه مع الكراهة

لأن فى بعضها رائحة الإنكار من رسول الله صلى الله عليه وسلم

على من كان يعزل بتذكيرهم أن عزلهم لن يمنع القدر

وان الله قد قدر النسب قبل ان يبرأ السموات والأرض

فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه فمن كان يعلم ذلك

فلا يليق به أن يعزل تأدبا مع الله تعالى لذا كان القول بالجواز مع الكراهة

هو الراجح من أقوال الفقهاء على اختلاف مذاهبهم

وقد قالوا بالجواز لعدم ورود النهى الصريح عنه

وحكم الكراهة لما فى بعض الأحاديث مما ذكرناه

والقارئ يستطيع أن يستنبط منها هذا الحكم

ويستشف منها كراهة النبى صلى الله عليه وسلم

للعزل مع السماح به أخذا بالأسباب وتوجيههم إلى قاعدة قدرية مهمة

وهى أن الحذر لا يرد القدر فتدبر ذلك ولاتكن من الغافلين .

انتهى

أخى المسلم

ما يقاس على العزل

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات