صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-19-2017, 06:40 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,804
افتراضي درس اليوم 3738

من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم
[ الحال والمآل في قصة موسى -عليه السلام- ]

يقول ابن الجوزي- رحمه الله تعالي- :
(من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها، ونجا
من شرها ، ومن لم ير العواقب غلب عليه الحسُّ فعاد عليه بالألم ما طلب
منه السلامة وبالنصب ما رجا منه الراحة ).

يتلخص كلام ابن الجوزي - رحمه الله- في كلمتين الحال والمآل .الحال:
هي الحَالَةِ الحَاله التي يعيشها الإنسان والمآل: هو ما ينتهي إليه حاله
.فربما كانت الحالة مُرَه فانقلبت على غير ما يريد والعكس

ولا تنظر نقص البدايات ولكن أنظر إلى كمال النهايات ،
وضربنا مثلاً بذلك بقصة يوسف- عليه السلام- .

نَضْرِبُ مَثَلا بِقِصَّةٍ مُوْسَىْ- عَلَيْهِ الْسَّلَامُ-:وأنتم تعلمون كما في مطلع
سورة القصص أن الله- تبارك وتعالي- أمر أم موسى أن تلقي موسى
في اليم كل هذا لينجو من فرعون، تمام القصة تعرفونها .

لكن الذي أرجو أن أقف عليه وهو ملتقط كلام بالحال والمآل قوله تعالى:

{ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا
إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ *
وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }

(القصص:9،8) .

الشاهد من الآية: الكلام فيه تقديم وتأخير، :

{ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُم}

لَهُمْ قرة عين أم يكون لهم

{ عَدُوًّا وَحَزَنًا }

ليكون لهم قرة عين, لأنهم لو علموا أنه سيكون لهم عدوًا
وحزنًا ما التقطوه .

فيكون الكلام فيه تقديم وتأخير

{ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }


أنه يكون لهم عَدُوًّا وَحَزَنًا ، لما التقطوه أرادوا أن يكون قرة عين
لكن الله- عز وجل- أراد أن يكون عَدُوًّا وَحَزَنًا لما تنظر إلى الحال ،
حال موسى وأم موسى ، ألقته في اليم وأصبح فؤادها فارغًا .

بعض أهل التفسير: قال في تفسير قوله تعالىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفارغًا) أصبح فؤادها خاليًا
هادئًا (وهذا الكلام خطأ) ،لأن سياق الآيات ينكره , (إنما فارغًا): أي:
طار فؤادها ولبها ، كما قال تعالي:

{ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ }
(إبراهيم:43) ،

الإنسان إذا وقف يوم القيامة طار لبه وطار فؤاده لا يكون عنده قلب
من شدة الهول والرعب ، فهي أم ألقت بولدها في اليم،كما يقول العلماء
كان من المفترض فإذا خفت عليه

فضعيه في حرزٍ أمين ، أو في حرزٍ مكين
وليس إذا خفت عليه أن ترميه في البحر ، لا .

ومع ذلك فعلت لأنها أُمرت بهذا ، لأن الله – عز وجل- قال:

{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى }
(القصص:7) ،

فهذا فيه أمر، الوحي هنا بمعنى الأمر ، أمرت أن تلقيه ،
وغُلِبت على أن تلقيه، فألقته في اليم ، فأخذه فرعون عدوه ؟

فعندنا أمران : 1-ترميه في البحر 2-، ويلتقطه فرعون عدوه ، الذي
من أجل أن ينجوا منه ألقته في البحر ,فيكون فؤادها فارغًا ، أي طار
قلبها وطار لبها ، ولذلك قال الله- عز وجل-:

{ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي به }
(القصص:10)

من شدة خوفها ورعبها والهول التي تشعر به كادت أن تقول:
هذا ابني وأنا رميته لكي أهربه من فرعون ، من كثرة الرعب ، لماذا؟ .
الانتظار أم الموت، لما يكون ولد تائه وبحثوا عنه في المستشفيات
وأقسام الشرطة وبحثوا عنه في الأرض فلم يجدوه ، فيقولون لو مات
ودفناه وعرفنا مثواه لاسترحنا ، لكن لا نعرف أين هو ،
وأين ذهب ؟ هل هو حي أم ميت ؟ يأكل يشرب ،
معذب أم غير معذب ، فهذا هو العذاب الأليم .
لولا أن الله- عز وجل- ربط على قلبها لأفشت هذا الذي فعلته ,
(فهذه الحال حال أم موسى وحال موسى)- عليه السلام- ،
(وانظر إلى مآل موسى)- عليه السلام-

{ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }
(القصص:7) ،

مآله في النهاية كان مآلاً حميدًا .

وَلَاحَظَ الْفِرَقَ مَا بَيْنَ مَا امْتَنَّ بِهِ الْلَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- عَلَىَ يُوَسُفَ-
عَلَيْهِ الْسَّلَامُ- وَمَا امْتَنّ بِهِ عَلَىَ مُوْسَىْ- عَلَيْهِ الْسَّلَامُ-
قال في حق يوسف- عليه السلام-

{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }
(يوسف:22) .

وقال في حق موسى:

{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ واستوي آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }

(القصص:14) ،

الذي زاد على موسى عليه السلام (واستوي )، لماذا ؟
لأن يوسف- عليه السلام- لم يرسل إلى جبار عنيد ولم يناظر أحدًا.
المناظرة التي أقامها يوسف- عليه السلام- كانت في السجن ،

{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
(يوسف:39)

أقام دعوة التوحيد ودعا إلى الله -عز وجل- في السجن وهذا كان في حال
حاجة الناس إليه إنما موسى- عليه السلام- أرسل إلى أعتى جبار عرفته
الأرض ، لم يدعي أحد الإلوهية وجحد الصانع إلا فرعون ، هو الوحيد
الذي قال: وما رب العالمين ، لم يقولها أحدًا غيره .

الكفار كانوا يعتقدون ربوبية الله- عز وجل- ، أنما الذي يجحد ربوبية الله
لم تحدث إلا في فرعون أو من تمذهب بمذهبه من الدهرية,جرى بين
موسى- عليه السلام -وبين فرعون جولات في المناظرة ، ولأجل هذا
لا ترى نبيًا جرى على لسانه ذكر الخوف أكثر من موسى- عليه السلام- ،
في كل خطوة يقول أنا خائف:

{ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى }
(طه:67)

{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ }
(القصص:21)

حياته كلها خوف حتى لما وقف في موقف المناظرة
ورأى الهالة الكبيرة ،.

وفي بعض الآثار الإسرائيلية أن موسى- عليه السلام- لما وقف في موقف
المناظرة مع فرعون فرأى ما هاله من شكل فرعون والوزراء والناس
كلها يقفون لكي يشاهدوا على هذه المناظرة فخاف

{ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى }
(طه:68،67).

في هذا الأثر الإسرائيلي قال الله- عز وجل- لموسى- عليه السلام-
وهارون: ( لا تنظرا إلى لباسه فإن قلبه بيدي )والمسألة كلها مربوطة
بقوة القلب ، أي إنسان شجاع هذا لشجاعة قلبه ،

جبان لخفة قلبه ، والجوارح إنما هي تبع ، العضلات وغير ذلك كلها ليس
لها أي قيمة إذا كان القلب ضعيفًاـ القوة في الحقيقة هي قوة القلب ،
وليست قوة الجوارح أو غير ذلك .


إِذَا قَوِيَّ الْقَلْبِ أَعْطَىَ لِلْجَوَارِحِ قوة ، إِذَا ضَعُفَ الْقَلْبِ أَخَذَ قُوَّةً الْجَوَارِحِ :
وموسى -عليه السلام -ناظر فرعون المناظرة الشهيرة التي هي في مطلع
سورة الشعراء ، وكان موفقًا مسددًا بتسديد الله-

عز وجل- إياه في إقامة الحجة على فرعون ، لذلك ربنا- عز وجل- قال:

{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ واستوي }.

استوي في أن يقف في مواجهة فرعون فعندنا الحال والمآل
في قصة موسى وفرعون .

اللهم ياحي ياقيوم نسألك أن تصلح شأننا كله عاجله
وآجله ظاهره وخفيه اللهم آمين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات