صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 03:24 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي درس اليوم 496

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
عاطلون عن العمل.. من نوع آخر

لو سألت أحدًا عن معنى عاطل عن العمل لأجابك بداهةً - كما أجاب الصحابة
رضي الله عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن المفلس -، لقالوا بأن:
العاطل عن العمل، كما جاء في اللغة هو الذي: توقف عنه،
وبقي بلا عمل وهو قادر عليه.

إن أكبر عطالة هي ألا تعمل، ولا تكون من العاملين لآخرتك؛ كما قال تعالى:

{ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
[التوبة: 105].

والذي لا يؤدي المهمة التي خُلِق من أجلها، وخرج عن زمرة العابدين
الساجدين، ولم يسبح مع المسبحين، فذاك هو العاطل في حقيقة الأمر، حامل
للشواهد العليا في الصحة والعافية, وينعم بكل النعم، لكنه أبى أن يكون من
العاملين ورضي أن يكون مع الخوالف؛ كما قال تعالى:

{ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ *
مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }
[آل عمران: 196، 197].

إن العجز والكسل عن العمل والعبادة لله تعالى، لهو عين العطالة التي حذَّر
النبي صلى الله عليه وسلم، واستعاذ منها؛ كما دل الحديث:

"احرِص على ما ينفعك ولا تَعجِزْ..."،

وكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من العجز والكسل، وهما من مثبِّطات
الهِمم التي تجعل المرءُ سلبيًّا لا يعمل لآخرته، تراه صحيحًا سالِمًا معافى،
لكنه مشلول فكريًّا وإراديًّا، مريضُ العزيمة خائرُ القوى العقلية، لا يستطيع
نيلَ المطالب العالية، عاجز عن الصعود في مدارج السالكين إلى رب
العالمين، ولقد صدق فيهم المتنبي ظنه حين قال:

ولم أر في عيوب الناس عيبًا *** كنقص القادرين على التمام

رجال ونساء يهتمون ببناء الأجساد أكلًا وشربًا ولباسًا وتزيينًا وترييضًا، لكن
الجانب الروحي لديهم منهار، لذا فهم في ضيق دائم - إلا مَن رحِم ربي –
علماء بالدنيا جهلاء بالآخرة؛ كما قال تعالى:

{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
[الروم: 7]،

لذا فهم يعيشون دمارًا نفسيًّا، ويخربون أجسادهم بالمخدرات
والمهلكات، ومنهم مَن همَّ بالانتحار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًّا أتى النبي عليه الصلاة والسلام،
فقال:

"يا رسول الله، دُلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال:
تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم
رمضان"، قال: "والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا"،

فلما ولَّى قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا"؛
متفق عليه.

هذا يسأل عن عمل الآخرة، وذاك المغبون يسأل عن عمل الدنيا وعن
المستقبل فقط، فيكد ويشقى ليل نهار، ويعمل لدنياه بإلحاح وإصرار دون أن
يُعير أي اهتمام للروح التي تسكن جوانحه مطالبها طعامها
دواءها سعادتها الحقيقية.

إن الذي يعمل لدنياه كأنه سيعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه سيموت غدًا، فهو
الموفق المغبوط، الكيِّس الفطن؛ لأنه يعلم بأن الآخرة هي الحياة الحقيقية
السرمدية الدائمة؛ كما قال تعالى:

{ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
[العنكبوت: 64].

وهناك مَن يكرِّسون هذا الأمر من جيل لجيل، فينفقون الغالي والنفيس على
مستقبل أولادهم الدنيوي، ويغفلون أبسط مطالب الروح؛ من صلاة وصيام
وحسن خلق، فإياك يا صاح أن تكون عاطلًا عن العمل لآخرتك، عاملًا للدار
الفانية فقط، حتى إذا وقفت بين يدي رب العالمين، وأصبح بصرك حديدًا،
قلت: يا ليتني، ولات حين مندم.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات