[adnan]

( الحلقة رقم : 560)

{ الموضوع الثانى عشر الفقرة 03 }

( أحكــام الخلع )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الثانى عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ

وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ

وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ

فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا

وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا

فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }

[ النساء 19 - 20 ]

عن ابن عباس رضى الله عنه قال :

جاءت إمراة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فقالتْ : يا رسولَ اللهِ ، ثابتُ بنُ قيسٍ ،

مَا أعْتِبُ عليهِ فِي خُلُقٍ ولا دينٍ ، ولكنِّي أكرَهُ الكفْرَ في الإسلامِ ،

فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أَتَرُدِّينَ عليهِ حَدِيقَتَهُ

قالتْ : نعمْ ،

قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اقْبَلِ الحديقةَ وطلِّقْهَا تَطْلِيَقةً )

رواه البخارى ، والنسائى وغيرهم

أخى المسلم

هل يجوز الخلع من غير ضرورة ؟

فلنبدأ على بركة الله

هل يجوز الخلع من غير ضرورة ؟

يحرم الخلع من غير ضرورة وإنما الخلع يجوز لمقتضى يقتضيه

أما من غير داع ولا عله فلا يجوز عند أكثر أهل العلم

إن الله عز وجل إنما أباح للمرأة أن تفتدى من زوجها

إن خافت ألا تقيم حدود الله فتقصر فى حق زوجها أو تسئ عشرته

ولا يجوز لزوجها أن يقبل منها شيئا

إلا إذا علم أنها تبغضه ولا تستطيع أن تقوم بواجباتها

فيكون ذلك سبباً فى ضربها وإيذائها .

قال تعالى :

{ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا

إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ

فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ }

هذا ما يفهم من قوله تعالى فى الآيه السابقة

وأن إمرأة ثابت بن قيس ماطلبت الإختلاع من زوجها

إلا لخوفها من أن يحملها بغضها له على مخالفة أمره

وخيانته فى ماله والتقصير فى حق من حقوقه بوجه عام

واعتبرت ذلك كفراً فى الاسلام أى كفر نعمة لا كفراً بالله .

روى أحمد

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمينَ )

وجاء فى الحديث الصحيح :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إنكُنَّتُكثِرنَ اللعنَ وتَكفُرنَالعشيرَ )

أى الزوج

وهذا يقوى القول بعدم جواز طلب المرأة مفارقة زوجها من غير ضرورة

روى أبو داود فى سننه عن ثوبان رضى الله عنه :

أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :

( أيُّما امرأةٍ سألتْ زوجَها الطلاقَ، منْ غيرِ ما بأسٍ،

فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ )

روى أحمد فى مسنده عن أبى هريرة رضى الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(المختلعاتُ هنَّ المنافقاتُ )

ماذا قال إبن قدامة ؟

يدل على تحريم المخالعة لغير حاجة لأنه إضرار بها وبزوجها

وازالة لمصالح النكاح من غير حاجة

فقد حرم صلى الله عليه وسلم فى قوله :

( لا ضرر ولا ضرار )

فإذا طلبت المرأة من زوجها الخلع من غير سبب معقول

ولا مبرر مقبول فقيل ذلك صح الخلع مع الحرمة .

انتهى

أخى المسلم

هل يجوز الخلع بتراضى الزوجين ؟

وهل يجوز الزيادة على المهر فى طلب الخلع ؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

إنتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .

حكمة وعظة اليوم

تحبنى أو تكرهنى جميعها مضلة لدى

إذا كنت تحبنى سوف أكون دائماً فى قلبك

وإذا كنت تكرهنى سوف أكون دائماً فى عقلك .

شكسبير

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود