صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2016, 11:36 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي درس اليوم 29.06.1437


من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ذكر أمثلة من الشرك الأصغر
في العبادات القولية
المثال الثالث: الاستسقاء بالأنواء ]


الاستسقاء في اللغة: من سقى، يسقي، والمصدر: سقيا، بفتح السين
وتسكين القاف، والاسم: السقيا، والمراد: إنزال الغيث ، والسين
والتاء في ((الاستسقاء)) تدل على الطلب، أي السقيا، كالاستغفار، فهو
طلب المغفرة، فمادة (استفعل) تدل على الطلب غالباً .

والأنواء: جمع نوء، وهو النجم، وفي السنة الشمسية ثمانية
وعشرون نجماً، كنجم الثريا، ونجم الحوت.

فالاستسقاء بالأنواء: أن يطلب من النجم أن ينزل الغيث، ويدخل فيه أن
يُنسب الغيث إلى النجم، كما كان أهل الجاهلية يزعمون، فكانوا إذا نزل
مطر في وقت نجم معين نسبوا المطر إلى ذلك النجم، فيقولون: مطرنا
بنوء كذا، أو هذا مطر الوسمي، أو هذا مطر الثريا، ويزعمون أن النجم
هو الذي أنزل هذا الغيث .

والاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: أن ينسب المطر إلى النجم معتقداً أنه هو المنزل للغيث
بدون مشيئة الله وفعله جل وعلا، فهذا شرك أكبر بالإجماع.

القسم الثاني: أن ينسب المطر إلى النوء معتقداً أن الله جعل هذا النجم
سبباً في نزول هذا الغيث، فهذا من الشرك الأصغر؛ لأنه جعل ما ليس
بسبب سبباً، فالله تعالى لم يجعل شيئاً من النجوم سبباً في نزول الأمطار،
ولا صلة للنجوم بنزولها بأي وجه، وإنما أجرى الله العادة بنزول بعض
الأمطار في وقت بعض النجوم.

وقد وردت أدلة كثيرة تدل على تحريم الاستسقاء بالأنواء، ومنها:

1- ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال:
مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم:

( أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر. قالوا: هذه رحمة الله،
وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا )


. قال: فنزلت هذه الآية:

{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ }

[الواقعة: 75] حتى بلغ:

{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }

ومعنى الآية الأخيرة: أنكم تجعلون شكر ما أنعم الله به عليكم من الغيث
أنكم تكذبون بذلك، وذلك بنسبة إنزال الغيث إلى غير الله تعالى .

2- ما رواه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر
سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال:

( هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:
( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل
الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا
بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب )


. وهذا الحديث يشمل على الصحيح النوعين السابقين، فهذا القول كفر،
لكن إن نسب الغيث إلى النجم من دون الله فهو كفر وشرك أكبر، وإن
نسبه إليه نسبة تسبب فهو كفر نعمة وشرك أصغر.

3- ما رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً:

( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في
الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة ) .


هذا وإذا قال المسلم: (مطرنا بنوء كذا وكذا) ومقصده أن الله أنزل المطر
في وقت هذا النجم، معتقداً أنه ليس للنجم أدنى تأثير لا استقلالاً ولا تسبباً
فقد اختلف أهل العلم في حكم هذا اللفظ: فقيل: هو محرم .

وقيل: مكروه . وقيل: مباح ، ولا شك أن هذا اللفظ ينبغي تركه،
واستبداله بالألفاظ الأخرى التي لا إيهام فيها، فإما أن يقول:
(مطرنا بفضل الله ورحمته)، أو يقول: (هذه رحمة الله)، وهذا هو الذي
ورد الثناء على من قاله، كما سبق في النصوص، فهو أولى من غيره،
وإما أن يقول: (هذا مطر أنزله الله في وقت نجم كذا)، أو يقول: (مطرنا
في نوء كذا)، ونحو ذلك من العبارات الصريحة التي لا لبس ولا إشكال
فيها، فقول (مطرنا بنوء كذا) أقل أحواله الكراهة الشديدة، والقول
بالتحريم قول قوي، لما يلي:

1- أنه قد جاء الحديث القدسي مطلقاً بعيب قائلي هذا اللفظ، وباعتبار
قولهم كفراً بالله تعالى، وإيماناً بالكوكب.

2- أن هذا القول ذريعة إلى الوقوع في الاعتقاد الشركي، فاعتياد الناس
عليه في عصر قد يؤدي بجهالهم أو بمن يأتي بعدهم إلى الوقوع
في الاستسقاء الشركي بالأنواء.

3- أنه لفظ موهم لاعتقاد فاسد.

4- أن فيه استبدالاً للفظ المندوب إليه شرعاً في هذه الحال، وهو قول:
(مطرنا بفضل الله ورحمته) بلفظ من ألفاظ المشركين، ففي هذا ترك للسنة
وتشبه بالمشركين، وقد نهينا عن التشبه بهم.

قريب من لفظ (مطرنا بنوء كذا وكذا) ما يشبهه من الألفاظ الموهمة،
كلفظ (هذا مطر الوسمي)، ونحو ذلك.

هذا وهناك أمثلة أخرى كثيرة للشرك الأصغر تركتها خشية الإطالة، ومن
ذلك التسمي بالأسماء التي فيها تعظيم لا يليق إلا بالله تعالى، كملك
الملوك، وقاضي القضاة ونحوهما، ومنها التسمي بأسماء الله تعالى،
ومنها التسمي باسم فيه تعبيد لغير الله تعالى، كعبد الرسول،
وعبد الحسين، ونحوهما، ومنها بعض صور التبرك البدعي، ومنها
التصوير لذوات الأرواح إذا كان فيه نوع تعظيم، ومنها سب الدهر،
ومنها الحكم بغير ما أنزل الله، وبالأخص إذا كان في قضية واحدة.

الاستسقاء: طلب السقيا، كالاستغفار: طلب المغفرة والاستعانة: طلب
المعونة، والاستعاذة: طلب العوذ، والاستهداء: طلب الهداية، لأن مادة
استفعل في الغالب تدل على الطلب، وقد لا تدل على الطلب، بل تدل على
المبالغة في الفعل، مثل: استكبر، أي: بلغ في الكبر غايته، وليس المعنى
طلب الكبر، والاستسقاء بالأنواء، أي: أن تطلب منها أن تسقيك.

والاستسقاء بالأنواء، أي: أن تطلب منها أن تسقيك.

والاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: شرك أكبر، وله صورتان:

الأولى: أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول: يا نوء كذا ! اسقنا أو أغثنا،
وما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر، لأنه دعا غير الله، ودعاء غير الله من
الشرك الأكبر، قال تعالى:

{ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ
فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }

[المؤمنون: 17]،

وقال تعالى:

{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }
[الجن: 18]

وقال تعالى

{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ
فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ }

[يونس: 106].

إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على النهي عن دعاء غير الله،
وأنه من الشرك الأكبر.

الثانية: أن ينسب حصول الأمطار إلى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة
بنفسها دون الله ولو لم يدعها، فهذا شرك أكبر في الربوبية، والأول في
العبادة، لأن الدعاء من العبادة، وهو متضمن للشرك في الربوبية، لأنه
لم يدعها إلا وهو يعتقد أنها تفعل وتقضي الحاجة.

القسم الثاني

شرك أصغر، وهو أن يجعل هذه الأنواء سبباً مع اعتقاده أن الله هو
الخالق الفاعل، لأن كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوجه
ولا بقدرة، فهو مشرك شركاً أصغر.
وقال الله تعالى

{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }
[الواقعة: 82].

قوله تعالى: وتجعلون. أي: تصيرون، وهى تنصب مفعولين: الأول:
رزق، والثاني أن، وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول ثان، والتقدير:
وتجعلون رزقكم كونكم تكذبون أو تكذيبكم.

والمعنى: تكذبون أنه من عند الله، حيث تضيفون حصوله إلى غيره.
قوله: رزقكم. الرزق هو العطاء، والمراد به هنا: ما هو أعم من المطر،
فيشمل معنيين:

الأول: أن المراد به رزق العلم، لأن الله قال:

{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }

[الواقعة: 75-83]،

أي: تخافونهم فتداهنونهم، وتجعلون شكر ما رزقكم الله به من العلم
والوحي أنكم تكذبون به، وهذا هو ظاهر سياق الآية.

الثاني: أن المراد بالرزق المطر، وقد روي في ذلك حديث عن النبي
صلى الله عليه وسلم لكنه ضعيف، إلا أنه صح عن ابن عباس
رضي الله عنهما في تفسير الآية: أن المراد بالرزق المطر، وأن التكذيب
به نسبته إلى الأنواء ، وعليه يكون ما ساق المؤلف الآية من أجله
مناسباً للباب تماماً. والقاعدة في التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل
المعنيين جميعاً بدون منافاة تحمل عليهما جميعاً، وإن حصل بينهما
منافاة طلب المرجح.

ومعنى الآية: أن الله يوبخ هؤلاء الذين يجعلون شكر الرزق التكذيب
والاستكبار والبعد، لأن شكر الرزق يكون بالتصديق والقبول والعمل
بطاعة المنعم، والفطرة كذلك لا تقبل أن تكفر بمن ينعم عليها، فالفطرة
والعقل والشرع كل منها يوجب أن تشكر من ينعم عليك، سواء قلنا:
المراد بالرزق المطر الذي به حياة الأرض، أو قلنا: إن به القرآن الذي به
حياة القلوب، فإن هذا من أعظم الرزق، فكيف يليق بالإنسان أن يقابل
هذه النعمة بالتكذيب؟!

واعلم أن التكذيب نوعان:
أحدهما: التكذيب بلسان المقال، بأن يقول هذا كذب،
أو المطر من النوء ونحو ذلك.

والثاني: التكذيب بلسان الحال، بأن يعظم الأنواء والنجوم معتقداً أنها
السبب، ولهذا وعظ عمر بن عبد العزيز الناس يوماً، فقال: (أيها الناس!
إن كنتم مصدقين، فأنتم حمقى، وإن كنتم مكذبين، فأنتم هلكى ) .
وهذا صحيح، فالذي يصدق ولا يعمل أحمق، والمكذب هالك، فكل إنسان
عاص نقول له الآن: أنت بين أمرين: إما أنك مصدق بما رتب على
هذه المعصية، أو مكذب، فإن كنت مصدقاً، فأنت أحمق، كيف لا تخاف
فتستقيم؟‍! وإن كنت غير مصدق، فالبلاء أكبر، فأنت هالك كافر.

وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر
في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم،
والنياحة ) .


قوله في حديث أبي مالك: (أربع في أمتي). الفائدة من قوله: (أربع) ليس
الحصر، لأن هناك أشياء تشاركها في المعنى، وإنما يقول النبي
صلى الله عليه وسلم ذلك باب حصر العلوم وجمعها بالتقسيم والعدد،
لأنه يقرب الفهم، ويثبت الحفظ.

قوله: (من أمر الجاهلية). أمر هنا بمعنى شأن، أي: من شأن الجاهلية
وهو واحد الأمور، وليس واحد الأوامر، وليس الأوامر، لأن واحد الأوامر
طلب الفعل على وجه الاستعلاء.

وقوله: (من أمر الجاهلية). إضافتها إلى الجاهلية الغرض منها التقبيح
والتنفير، لأن كل إنسان يقال: فعلك فعل الجاهلية لا شك أنه يغضب، إذ إنه
لا أحد يرضى أن يوصف بالجهل، ولا بأن فعله من أفعال الجاهلية،
فالغرض من الإضافة هنا أمران:

التنفير.
بيان أن هذه الأمور كلها جهل وحمق بالإنسان، إذ ليست أهلاً بأن
يراعيها الإنسان أو يعتني بها، فالذي يعتني بها جاهل.

والمراد بالجاهلية هنا: ما قبل البعثة، لأنهم كانوا على جهل وضلال عظيم
حتى إن العرب كانوا أجهل خلق الله، ولهذا يسمون بالأميين، والأمي
هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، نسبة إلى الأم، كأن أمه ولدته الآن.

لكن لما بعث فيهم هذا النبي الكريم، قال تعالى:

{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }

[آل عمران: 164]

فهذه منة عظيمة أن بعث فيهم النبي عليه الصلاة والسلام
لهذه الأمور السامية:
يتلو عليهم آيات الله. ويزكيهم، فيطهر أخلاقهم وعبادتهم وينميها.

ويعلمهم الكتاب والحكمة.

هذه فوائد أربع عظيمة لو وزنت الدنيا بواحدة منها لوزنتها عند من
يعرف قدرها، ثم بين الحال من قبل فقال

{ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }
[عمران: 164]

و(إن هذه ليست نافية بل مؤكدة؛ فهي مخففة من الثقيلة، يعني:
وإنهم كانوا من قبل لفي ضلال مبين.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات