صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-05-2013, 10:09 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : أخلاقنا في الحروب


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله - خطبتي الجمعة بعنوان:


أخلاقنا في الحروب


والتي تحدَّث فيها عن الأحداث التي يمرُّ بها العالم وما يكتنِفها من قسوةٍ وغِلظَةٍ،

ثم عرَّج على أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين بعده في الحروب

والمعارِك، وأن دينَنا لا يتشفَّى بالقتل؛ بل نهى عن التمثيل بالجُثث.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله تباركَ ربُّنا وتعالى، لا إله إلا هو قدَّر المقاديرَ على الخلائِق إدبارًا وإقبالاً،

وانتقالاً وارتِحالاً، أحمده - سبحانه - على ما أنعم،

وأشكرُه على ما والَى كرمًا منه وجُودًا وإفضالاً،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

شهادةً خالصةً ذُخرًا لقائِلِها عاجلاً وآجلاً، وحالاً ومآلاً،

وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه فتحَ به أعيُنًا عُميًا،

وقلوبًا غُلفًا، وآذانًا صُمًّا، وهدَى به ضُلاَّلاً،

صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين،

وأصحابِه الغُرِّ الميامين الصالحين أعمالاً، والصادقين أقوالاً،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا يتوالَى .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله

من عرفَ الدنيا لم يفرَح فيها برخاءٍ، ولم يحزَن فيها على بلاء،

ومن تعاقبَ عليه الليلُ والنهارُ أردَيَاه، ومن وُكِّل به الموتُ أفناه.


العمرُ تنقصُه الساعاتُ والصحةُ تعرِضُ لها الآفات،

والعبدُ لا يستقبلُ يومًا إلا بفِراقِ آخر، وأعظمُ المصائبِ انقِطاعُ الرَّجاء.


فاستعدُّوا - رحمكم الله - ليومٍ تُرجَعون فيه إلى الله؛ فإنه لا ملجَأَ من الله إلا إليه،

فلله درُّ عيونٍ ذرَفَت بعد ما عرفَت،


{ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }

[ آل عمران: 185 ].


أيها المسلمون حُجَّاج بيت الله :


بشريَّةٌ مُنهَكة رغم ما توفَّر لها من وسائل الرَّاحة،

وشعوبٌ تعِسَة رغم ما بين يدَيها من تِقَنيَّات الدلالات،

ودولٌ مُتناحِرة رغم ما تملِك من عوامِل الالتِقاء وأسباب الاجتِماع.


البشريَّةُ اليوم في حاجةٍ مُلِحَّة، ومدعوَّةٌ بإلحاحٍ وإشفاقٍ إلى أن تسلُك طريقَ المحبَّة

والتراحُم والتسامُح.

إن عالَمَ اليوم يُعانِي من فُقدان الرَّحمة في مُعظم تعامُلاته ومسالِكِه وسياساته.

العنفُ والقسوةُ والظلمُ سِماتٌ ظاهرةٌ من سِمات الحياة المُعاصِرة.


أيها الإخوة في الله :


ولئن كانت مُعضِلةً حقيقيَّةً، ومُشكلةً ظاهرةً عند كثيرٍ من أساطِين السياسَة،

ورجالات الاقتِصاد، وقادَة الحُروب وغيرهم في تشعُّبات الحياة ومسارَاتها،

لئن كان مُعضِلةً عند هؤلاء أن يضبِطوا تعامُلاتهم بأُطُرٍ أخلاقيَّة، وضوابِط إنسانيَّة،

لكنَّ ذلك - والتاريخُ خيرُ شاهدٍ - لم يكُن مُعضِلةً في دينِنا، ولا مُشكِلةً في إسلامِنا؛

بل إن جوهرَ دينِنا وأصلَه وغايتَه :


{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }

[ الأنبياء: 107 ]


{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ }

[ آل عمران: 159 ]


{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }

[ الأعراف: 156 ].


لقد تعاملَ دينُنا مع كلِّ الأحداث التي واجهَتْه عبرَ التاريخ بطريقةٍ فذَّة،

وقُدوةٍ مُشرِّفة، وسيرةٍ حسنَة، ومسيرةٍ طاهرةٍ،

أخرجَت كنوزًا هائِلة من فُنون التعامُل وآداب العلاقات، اعترفَ بها العدوُّ قبل الصديق،

حتى لا يخلُو موقفٌ ولا حدثٌ ولا فعلٌ ولا ردُّ فعلٍ من بُرُوز هذه الفُنون العالِية

والآداب الرَّاقِية، حتى في أمور الحرب والسياسة، والتعامُل مع الظالمين

والفاسِقين والمُحارِبين، ناهِيكم بالتعامُل مع النِّساء والوِلدان وسائرِ المدنيِّين.


إخوتي في الله، ضُيوفَ الرحمن :


والحديثُ ذو شُعَبٍ وذو شُجُونٍ، ولكن هذا توقُّفٌ عند الرحمة والعفو والتسامُح في دينِنا،

وتعامُلنا في أحوال الحُروب، والعلاقات المُتوتِّرة والصِّراع المُسلَّح.


الرحمةُ - رحمكم الله - أساسُ سعادة الأمم، واستِقرار النُّفوس، وأمان الدنيا.

والرحمةُ في دينِنا ليست محدودةً بمكانٍ أو زمانٍ، ولا بدينٍ ؛

بل هي لكلِّ العالمين منذ البِعثة المُحمديَّة إلى يوم الدين،


{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات