صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2017, 08:24 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بعنوان : العمل الصالح


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد النبوي
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور عبد المحسن بن محمد القاسم - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
العمل الصالح

والتي تحدَّث فيها عن مُوجِبات قَبُول الأعمال عند الله تعالى،

كما ذكرَ الأسبابَ التي تُؤدِّي إلى حبُوطِ العمل؛

لكي يعمل العبدُ على الحِفاظِ على عملِه من الحُبُوط والخُسران.



الخطبة الأولى

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفُسِنا

ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له،

وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له،

وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه،

وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.



أما بعد

فاتَّقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوَى، واستمسِكُوا مِن الإسلام بالعُروة الوُثقَى.



أيُّها المسلمون:

إفرادُ الله تعالى بالعبادة غايةُ الخَلقِ والأمر، وبِهِ عِمارةُ الأرض وسعادةُ البشَر،

قال - سبحانه -:



{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[ النحل: 97 ].



وهو - سبحانه - لا يقبَلُ إلا طيِّبًا، والعملُ الصالِحُ يرضَاه ويقبَلُه، وأصلُ قَبُول الأعمال:

الإيمانُ بالله، والسعيُ في رِضوانِه، قال - عزَّ وجل -:



{ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا }

[ الإسراء: 19 ].



وعملُ الكافرِ في الآخرة لا يُقبَلُ ولو عمِلَ أيَّ عملٍ، قال - سبحانه -:



{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }

[ الفرقان: 23 ].



وفي الدنيا يُطعَمُ بحسناتِ ما عمِل؛ قال - عليه الصلاة والسلام -:



( وأما الكافِرُ فيُطعَمُ بحسناتِ ما عمِلَ بها لله في الدنيا،

حتى إذا أفضَى إلى الآخرة لم تكُن له حسنةٌ يُجزَى بها )

رواه مسلم.



قالت عائشةُ - رضي الله عنها -:



( يا رسولَ الله! ابنُ جُدعان كان في الجاهليَّة يصِلُ الرَّحِمَ ويُطعِمُ المِسكينَ،

فهل ذاك نافِعُه؟

قال: لا ينفَعُه، إنه لم يقُل يومًا: ربِّ اغفِر لي خطيئتي يوم الدين )

رواه مسلم.



ومَن أظهرَ الإسلامَ وأبطنَ خِلافَه، لم ينتفِع بما أظهرَ وأعمالُه لا تُقبَل،

قال تعالى عن حالِ المُنافِقِين:



{ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ

وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ }

[ التوبة: 53، 54 ].



ومدارُ العِبادة على النيَّةِ والعملِ، وشرطُ قَبُولِها: إخلاصُ القَصدِ وحُسنُ العمل،

فبالإخلاصِ صِحَّةُ الإرادة، وبالمُتابعَةِ استِقامةُ العمل، قال تعالى:



{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }

[ الكهف: 110 ].



ودينُ الإسلام مبنيٌّ على أصلَين: أن يُعبَدَ الله وحدَه لا شريكَ له،

وأن نعبُدَه بما شرَع، وهو ما جاءَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -.

وهذان هما حقيقةُ الشهادتَين، والله خلقَ الخلقَ ليبتلِيَهم في تحقيقِ الإخلاصِ والمُتابعَة،

قال - سبحانه -:



{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }

[ الملك: 1، 2 ]

أي: أخلَصُه وأصوَبُه.



قال الفُضيلُ بن عِياضٍ - رحمه الله -:

"إن العملَ إذا كان خالِصًا ولم يكُن صَوابًا لم يُقبَل،

وإذا كان صَوابًا ولم يكُن خالِصًا لم يُقبَل، ولا يُقبَلُ حتى يكون خالِصًا صَوابًا".



والخالِصُ إذا كان لله، والصَّوابُ إذا كان على السُّنَّة.

وحقيقةُ الإخلاصِ: أن يقصِدَ العبدُ بطاعته وجهَ الله، قال - عزَّ وجل -:



{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ }

[ الزمر: 2 ].



وكلُّ ما يفعلُه المُسلمُ مِن الطاعات هو مأمورٌ بفعلِه خالِصًا لله رب العالمين،

لا يطلُبُ مِن مخلُوقٍ عليه جزاءً ولا شُكُورًا.

وصلاحُ القَلبِ أساسُ القَبُول، وصَلاحُ الأعمال بصلاحِ النيَّة، ومِلاكُ هذه الأعمال النيَّات،

والمرءُ قد يبلُغُ بنيَّته ما لا يبلُغُ بعملِه، ورُبَّ عملٍ صغيرٍ تُعظِّمُه النيَّة،

ورُبَّ عملٍ كبيرٍ تُصغِّرُه النيَّة.



قال يحيى بن أبي كثيرٍ - رحمه الله -:

"تعلَّمُوا النيَّةَ؛ فإنها أبلضغُ مِن العمل".



وكلُّ عبادةٍ لا تصدُرُ عن إخلاصٍ وحُسن طوِيَّةٍ لا يُعتَدُّ بها،

ولا يجتمِعُ الإخلاصُ في القَلبِ مع محبَّةِ المَدحِ والثناءِ والطمعِ فيما عند الناسِ.

ومُتابعةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - شرطٌ في قَبُولِ الطاعة؛

قال - عليه الصلاة والسلام -:



( مَن عمِلَ عملًا ليس عليه أمرُدنا فهو رَدٌّ )

متفق عليه.



قال سعيدُ بن جُبير - رحمه الله -:

"لا يُقبَلُ قَولٌ وعملٌ إلا بنيَّة، ولا يُقبَلُ قولٌ وعملٌ ونيَّةٌ إلا بمُوافقةِ السنَّة".



وتَقوَى الله في الأعمال سبَبٌ للقَبُول؛ قال - عزَّ وجل -:



{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }

[ المائدة: 27 ].



والمُسلمُ شديدُ الخَوفِ ألا يكون مِنهم، وهذا حالُ السابِقِين:

قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -:

"لأَن أستيقِنَ أن الله تقبَّل لي صلاةً واحِدةً أحبُّ إليَّ مِن الديا وما فِيها؛

لأن الله يقولُ:



{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }".



ومَن اتَّقَى اللهَ بإخلاصِ عملِه واتِّباع السنَّة، فحرِيٌّ أن يتقبَّلَه الربُّ الكريمُ.

قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -:

"وعند أهل السنَّة والجماعة يُتقبَّلُ العملُ ممَّن اتَّقَى اللهَ فيه، فعَمِلَه خالِصًا لله،

مُوافِقًا لأمرِ الله".



فمَن اتَّقاه في عملٍ تقبَّله مِنه وإن كان عاصِيًا في غيرِه،

ومَن لم يتَّقِه فِيه لم يتقبَّله مِنه وإن كان مُطيعًا في غيرِه.



والطاعةُ بعد الطاعةِ أمارةُ قَبُولِها، قال - سبحانه -:



{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }

[ محمد: 17 ].



قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -:

"إن مِن جزاءِ الحسنةِ الحسنةَ بعدها، ومِن عُقوبةِ السيئةِ السيئةَ بعدَها".



وما أحسنَ الطاعةِ بعد السيئةِ تمحُوها، وما أقبَحَ السيئةِ بعد الحسنةِ تمحَقُها،

ومَن لم يكُن في زِيادةٍ مِن الطاعة كان في نُقصانٍ.

ويُسرُ العِبادة على صاحبِها، ومحبَّةُ فِعلِ الخيرات مِن عاجلِ البُشرى،

قال - سبحانه -:



{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }

[ الليل: 5- 7 ].



والثباتُ على العمل والمُداومَة على الطاعة دليلُ خيرٍ وتوفيقٍ.

قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله -:

"لقد أجرَى الله الكريمُ عادتَه بكرمِه أن مَن عاشَ على شيءٍ ماتَ عليه،

ومَن ماتَ على شيءٍ بُعِثَ عليه يوم القِيامة".



وهَديُه - صلى الله عليه وسلم -: المُداومةُ على العملِ، وإذا عمِلَ عملًا أثبَتَه،

وكان يقولُ:



( أحبُّ الأعمالِ إلى الله أدوَمُها وإن قَلَّ )

متفق عليه.



وصَلاحُ الجوارِحِ واستِقامتُها ثَمرةُ قَبُول الطاعة ومحبَّة الله لصاحبِها؛

قال الله في الحديثِ القُدسيِّ:



( وما تقرَّبض إليَّ عبدِي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افتَرضتُه عليه،

وما يزالُ عبدِي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافِلِ حتى أُحِبَّه،

فإذا أحبَبتُه كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصَرَه الذي يُبصِرُ به،

ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشِي بها، وإن سألَني لأُعطينَّه،

ولئِن استعاذَني لأُعيذنَّه )

رواه البخاري.



وشَأنُ المُؤمن الاجتِهادُ في العِبادة، واستِصغارُ عملِه؛ فإذا فرغَ مِن طاعةٍ

وصَلَها بأُخرى غيرَ مُستكثِرٍ على ربِّه ذلك، قال تعالى:



{ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ }

[ المدثر: 6 ].

ومَن شهِدَ حقيقةَ الربوبيَّة ومعنى العبوديةَّ،

وعرَفَ ربَّه تبيَّن له أن بِضاعتَه مِن الأعمال مُزجاة، ولن يدخُل أحدٌ مِنَّا الجنةَ بعملِه،

ولكن بفضلِ الله وكرمِه ورحمتِه.



قال ابنُ أبي مُلَيكَة - رحمه الله -:

"أدرَكتُ ثلاثين مِن أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم

كلُّهم يخافُ النِّفاقَ على نفسِه".



والاستِغفارُ عقِبَ الطاعة، والاعتِرافُ بالتقصيرِ حالُ عِبادِ الله المُخلَصِين؛

قال - سبحانه -:



{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

[ الذاريات: 17، 18 ].



قال ابنُ القيِّم - رحمه الله -:

"علامةُ قَبُول عملِك احتِقارُه واستِقلالُه وصِغَرُه في قلبِك،

حتى إن العارِفَ ليستغفِرُ الله عقيبَ طاعتِه.



وقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلَّمَ مِن الصلاةِ استغفرَ الله،

وأمرَ عِبادَه بالاستِغفار عقيبَ الحجِّ، ومدَحَهم على الاستِغفار عقيبَ قِيامِ الليلِ،

وشرعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عقيبَ الطُّهور التوبةَ والاستِغفارَ.

فمَن شهِدَ واجِبَ ربِّه، ومِقدارَ عملِه، وعيبَ نفسِه لم يجِد بُدًّا مِن استِغفارِ ربِّه مِنه،

واحتِقاره إياه واستِصغارِه.



والله مدَحَ عِبادَه بقَولِه:



{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }

[ المؤمنون: 60 ].



قالت عائشةُ - رضي الله عنها -:

( يا رسولَ الله! أهم الذين يشرَبُون الخمرَ ويسرِقُون؟ قال: «لا يا بنتَ الصِّدِّيق، ولكنَّهم الذين يصُومُون ويُصلُّون ويتصدَّقُون، وهم يخافُون ألا يُتقبَّلَ مِنهم،

{ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }

[ المؤمنون: 61 ] )

رواه الترمذي.



والمُؤمنُ يجمَعُ إحسانًا وخَوفًا.



قال عبدُ العزيز بن أبي روَّادٍ - رحمه الله -:

"أدرَكتُهم - أي: التابِعِين - يجتَهِدُون في العملِ الصالِحِ،

فإذا فعَلُوه وقَعَ عليهم الهمُّ أيُقبَلُ مِنهم أم لا".



ومِن أعظم أسبابِ القَبُول ومُوجِباتِه: سُؤالُ الله ذلك؛

فإبراهيمُ وإسماعيل - عليهما السلام - يرفعَان قواعِدَ بيتِ الله الحرام وهما يدعُوَان الله:



{ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

[ البقرة: 127 ].



وامرأةُ عِمران نذَرَت ما في بطنِها لخِدمةِ المسجِدِ الأقصَى،

وكانت تدعُو قائِلةً:



{ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

[ آل عمران: 35 ].



وضحَّى نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - وقال:



( اللهم تقبَّل مِن مُحمدٍ وآلِ مُحمدٍ ومِن أمةِ مُحمدٍ )

رواه مسلم.



والشُكرُ سبيلُ القَبُول، وبابُ الزِّيادة؛ قال تعالى:



{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }

[ إبراهيم: 7 ].



والصالِحُ مِن عبادِ الله يقولُ:



{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ

وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }

[ الأحقاف: 15 ]

فوعَدَهم الله بقولِه:



{ أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ }

[ الأحقاف: 16 ].



والمُسلمُ يطمَعُ في القَبُولِ، ويسعَى لتحقيقِه وهو شديدُ الحَذَر مِن فسادِ العمل وحبُوطِه؛

إذ ليس الشأنُ في العملِ الصالِحِ فحسب، إنما الشأنُ في حِفظِه مما يُفسِدُه ويُحبِطُه،

وأعظمُ ذلك: الشِّركُ بالله، قال تعالى:



{ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[ الأنعام: 88 ].



ومِن ذلك: إرادةُ الدنيا بأعمال الآخرة؛ قال - سبحانه -:



{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ

أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[ هود: 15، 16 ].



والموتُ على الرِّدة مُحبِطٌ للاعمال، قال - عزَّ وجل -:



{ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ }

[ البقرة: 217 ].



وكراهِيةُ الدين يُحبِطُ عملَ صاحبِه؛ قال - سبحانه -:



{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }

[ محمد: 9 ].



والكفرُ بآياتِ الله ولِقائِه مُوجِبٌ لفسادِ العمل؛ قال تعالى:

{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ }

[ الأعراف: 147 ].

...




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات