صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-22-2022, 08:10 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,437
افتراضي درس اليوم 5657

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم

الإيمان حبل متين له طرفان

اعلم - أعزك الله - أن الإيمان حبل متين له طرفان، طرف في السماء وآخر
في الأرض، أما طرف السماء فهو الإيمان بالله وحده، لا شريك له،
وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقدره خيره وشرّه، ثم بحبه سبحانه،
وحب ما يقربك إليه، ومعرفة أسمائه وصفاته الحسنى، وطاعة أوامره وحبها
واجتناب معصيته ونواهيه وبغضها، وحب شريعته، وفعل كلّ ما هو خاصّ
به وحده، لا شريك له فيه، كالصلاة، والحج، والصوم، وقراءة القرآن،
والذكر وكل عبادة ثبتت في الكتاب والسنة إنما هي له وحده سبحانه،
ثم اجتناب أن تدخل معه شريكًا فيما خصّ به نفسه جلّ وعلا، كالدعاء،
والاستعانة، والتوكل، وحب غيره أكثر منه، وحب طاعة غيره على حب
طاعته هو، إن تعارضت مع طاعته سبحانه.

وكذلك طاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم فهي من طاعة الله، وحبه من حب
الله جلّ في علاه؛
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]،
وقال سبحانه:
﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾
[النساء: 80]،
فطاعته وحبه وحب سنته من الإيمان بالله وحده سبحانه أيضا.

وهذا الطرف، هو أمتن الطرفين، وينبغي أن تنظر دومًا في قلبك وتفتش عنه
هل قصرت فيه أو لا، ثم تنظفه مما قد يعلق به من ران يحجب عنه نور
الإيمان، فتجدده وتنظفه دوما، بالذكر والطاعة، واليقين بالله، والتوكل عليه،
والرضى به وعنه وحده جلّ في علاه، هذا واجب عليك كلّ ساعة
في عمرك بلا مبالغة.

وأما الطرف الآخر، فهو طرف للخلق، وضعه الله عزَّ وجلَّ في الأرض، وبيّن
لك تفاصيله رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لا لشيء إلا للحفاظ على
نسيج المجتمع الإيماني وترابطه وقوته، فيصير مجتمعًا واحدًا قائمًا على
الإيمان بالله وحده، فوحدة المجتمع وقوة نسيجه هي السبيل القويم للمحافظة
على الإسلام والإيمان. فالأمم القوية إنما تقوم على الترابط والوحدة،
ولا تقوم على التشرذم والفرقة، ومن أمثلة هذا الطرف، الصلاة في
الجماعة، وتسوية الصفوف، وأن تحب أخيك في الله لطاعته إياه، وتُعلمه
ذلك، وتبغضه في الله لمعصيته الإله، فإن تاب وعاد، أحببته، وأن تحب له
ما تحب لنفسك، وأن تكره له ما تكره لنفسك، ومنها، إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وكفّ الأذى عن المسلمين باليد واللسان، وإماطة الأذى عن الطريق،
وحسن العهد والوفاء من الإيمان، والحياء من الإيمان، وعيادة المسلم إذا
مرض، واتباع جنازته، واجابة دعواه، وتشميته اذا عطس، والستر عليه،
ونصحه في الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وهذه الخصال، وغيرها، قد تهاون بها الناس، في وقت انهارت
فيه منظومة الأخلاق، لم تشهد الأمة مثله قط!.

وهذه الأسباب وإن كان ظاهرها البساطة، كإفشاء السلام وتشميت العاطس،
لكنها عظيمة الأثر في القلوب، ويعرف قدر ذلك من داوم عليها، فهي
الجزيئات والحبيبات المكونة للرابطة الإيمانية بين المسلمين، من استكملها
فقد استكمل الإيمان، وأحكم الرباط بينه وبين إخوانه، ولما قصّرنا فيها، انتشرت فينا الأكلة حتى كادت تأتي على نسيج المجتمع المسلم،
وتلاشت روابط الإيمان.

تأمل قوله صلّى الله عليه وسلّم:
« لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى
شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ »، كيف جعل سبب دخول
الجنة الحب في الله، وسبب هذا الحب إفشاء السلام!.

سبحان الله، إفشاء السلام، الذي صار لا يكون إلا للشخص الذي تعرفه، أو
تكون مضطرًا له، كما جاء في الحديث عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
« بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوُّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا
عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعُ الأَرْحَامِ، وَفُشُوُّ الْقَلَمِ، وَظُهُورُ الشَّهَادَةِ بِالزُّورِ، وَكِتْمَانُ
شَهَادَةِ الْحَقِّ »؛ رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وهو صحيح الإسناد.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات