المستشار نبيل جلهوم | ||
المهندس عبدالدائم الكحيل | الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى | بطاقات عطاء الخير |
دروس اليوم | أحاديث اليوم | بطاقات لفلي سمايل |
|
تسجيل دخول اداري فقط |
انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
و إذا تحرَّكتِ المرأة الطاهرةُ و الرجلُ الطاهر في البِيئة الطاهرة وفقَ ما رسمَه الله من أحكامٍ بعيدًا عن الشّبُهات و الملوِّثات فلا سبيلَ لجرثومةٍ أن تنفذَ . أيّها المسلمون ، و حيثَّ إن أعظمَ أبوابِ الشّرّ و أوّلَ مدخلٍ للشيطان هو إطلاقُ البَصَر و الاختلاط لذا صارت أحكامُ الحجابِ و القَرار في البيوت و الأمر بغَضِّ البصر للرجال و النساء ، قال الحقّ سبحانه : { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [النور:30، 31] ، بل حتى في الحديثِ العابِر بين الرّجل و المرأة الأجنبيّة عنه : { إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا } [الأحزاب:32] . إنّه سدٌّ لمنافِذِ الشيطان كما في قولِ الله سبحانه : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب:53] . أيّها المسلمون ، إنَّ الحياةَ الطاهِرة تحتاج إلى عزائِمِ الأخيارِ ، و أمّا عيشةُ الرذيلة فطريقُها سهلُ الانحدار ، و البيوتُ التي تظِلّها العفّةُ و الحِشمة تورِق بالعزِّ و الكرامة ، أمّا البيوتُ التي يملؤهَا الفحشاء و المنكرُ فلن تنبُتَ إلاّ بالذّلِّ و المهانة ، و إذا أمَر الله تعالى بوقايةِ النفس و الأهل من النارِ التي وقودُها الناس و الحجارة و أخبر النبيُّ صلى الله عليه و سلم ( أنَّ كلَّ راعٍ مسؤول عن رعيّته ) فإنَّ المسلِمَ يجب أن تكونَ له وقفةٌ للهِ لتجنيبِ نفسِه و من يَليه ما جلبته وسائلُ الاتِّصال و البَثِّ مِن ذبحٍ للفضيلة و نشرٍ للرذيلة وإماتةٍ للغيرة ، و كيف يستسيغُ مسلمٌ هذا الغثاءَ المدمِّر ؟! أين الحياء ؟! أين المروءةُ ؟! أين الحِفظُ و الصِّيانة مِن بيوتٍ هيَّأت لناشِئَتها أجواءَ الفتنة و جلَبت لها محرِّضاتِ المنكَر ؛ تجرُّها إلى مستنقَعات الفُحش جرًّا و تَدُعُّها إلى الخطيئةِ دَعًّا ؟! و مع أنَّ شهوةَ الجِنس كشهوةِ الطّعام قد تمتلِئ المعِدة فتفتُر وقتًا عن طلَبها إلاّ أنَّ الذين يحِبّون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لم يَفتروا ، بل ملَؤوا الفضاءَ بكلِّ أنواع المثيراتِ و المغرِيات ، و تفنَّنوا في إثارةِ الشّهَوات و إيقادِ لهيبِ الغرائزِ في سُعارٍ أذهل الشيطان . عباد الله : إذا طغتِ الشهواتُ و اختلطَتِ النيات ، فسدَتِ الأوضاع و اضطَرَبت الأحوال و حقَّ العذاب ، و إن تُرِك الحبلُ على الغارِب ، يعيش الناسُ بشَهَواتهم و يعبَثون بأخلاقِهم متجاوِزين حدودَ الله بلا وازعٍ و لا ضابطٍ و بلا رادِعِ و لا زاجر ، فإن وعد الله حق ، و سنة الله لا تحابي أحداً ، { فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ } [هود:116] . و مع كل ذلك التحذير ، فإنَّ التحصين من الداخلِ و التربيةَ الذاتية و زرعَ المراقبةِ لله في السّرِّ و العلَن مسؤولية الجميع ، { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } [هود:117] . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعنا بسنة سيد المرسلين ، أقول قولي هذا ، و أستغفر الله تعالى لي و لكم ولسائر المسلمين و المسلمات من كلّ ذنب ، فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم . الحمد لله ربِّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، أحمده تعالى و أشكره ، و أثني عليه و أستغفره ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده و رسوله ، صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين . أمّــا بــعــد : أيّها المسلمون ، إنَّ الغريزةَ الجنسيّةَ مطبوعةٌ في دمِ الإنسان ، و الله تعالى هو الذي خلَقَها بأمرِه و عِلمِه و حِكمتِه و ابتلائِه لخَلقِه ، و جعلها وسيلةَ البقاء البشريّ ، و هو سبحانه أعلَمُ بما يُصلِحها ، { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك:14] . إنَّ الإسلامَ لم يتجاهَل هذه الغريزةَ ، و لم يقتُلها بالرّهبانيّة ، و لا أطغاهَا بالإباحيّة ، بل جَعَل لها شاطئًا آمنًا تسبَح إلى بحره ، و تطهُر في مائِه و تحيَا ببقائِه ، إنّه الزواج ، أنبلُ صِفةٍ عرَفَتها الإنسانيّة لتكوينِ الأسرةِ و تربيةِ الأولاد و نشرِ الألفةِ و الرّحمة و سكينةِ النفس في جوٍّ زّكيٍّ طهور ، مع ضبطِ المشاعر و ترشيدِها نحوَ مكانها الصّحيحِ بدلاً من ضَياعِها و تيهِها في العَبَث و الفساد . و المسلمُ مأمورٌ ببلوغ هذا المدَى حتى يتحصَّنَ بالحلال : { وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النور:33] . و قد كان مِن دعاءِ عباد الرحمن في القران : { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان:74] . و حتى بعدَ الزواج فينبغِي تنميةُ جانبِ العفّة و الصيانة ، و مِنه ما يُشرَع للمرأة مِنَ التحبُّب لزوجِها و التودُّد و حُسن التبعُّل و قصرِ عينه لئلاَّ يتطلَّع لغيرها . و كذلك الزوجُ ، يكفِي زوجتَه ، و يشبِع عاطفتَها بالكَلِمة الطيّبة و العِشرة الحسنة و جبرِ الخواطر و سدِّ مداخل الشيطان و أداءِ أمانة القِوامة في الأهل و الأولادِ و القيام بأمرِ الله في كل شؤون الحياة . و المؤمنُ أسيرٌ في الدنيا يسعَى في فكاكِ رقبته ، لا يأمن نفسَه حتى يلقَى الله عزّ و جلّ ، يعلَم أنّه مأخوذٌ عليه في سمعِه و بصرِه و لسانِه و جوارحِه ، و من يستعفِف يعفّه الله ، و في الحديث : ( احفَظِ اللهَ يحفَظك ) و مَن كرُم عند الله فلن يخزيَه و لن يسوؤَه . أسأل الله تعالى لي و لكم الهدى و التّقَى و العفافَ و الغنى . هذا و أعلموا عباد الله أن الله قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنى بملائكته ثم أمركم به ، فصلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل فقال جلّ مِن قائل سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:56] . اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين . و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه : ( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) . فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ، و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ، و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء . اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ، و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين . اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ، و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ، و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ... ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم . أنتهت |
|
|