[حور العين]

من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

النحر والحلق وطواف الإفاضة

إذا انتهى الحاج من رمي جمرة العقبة نحر هديه، أو ما عليه من دم،
فإن عجز عن ذلك وجب عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة
إذا رجع إلى أهله عملاً بقول الله تعالى :

{ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ
تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } [1].

وله الخيار في صيام الأيام الثلاثة قبل يوم النحر
أو صيامها أيام التشريق الثلاثة.

ولا يترتب على الحاج بالضرورة النحر في اليوم العاشر بل يباح له
تأخيره إلى آخر أيام التشريق. ويستحب له أن يستقبل القبلة عند نحر
هديه اتباعاً للسنة، ويسمي عليه ويأكل منه ويتصدق منه اتباعاً لسنة
رسول الله محمد ، وبعد نحر هديه يحلق رأسه، أو يقصِّره، والحلق أفضل
من التقصير -كما مر ذكره- وإذا رمى جمرة العقبة وحلق أو قصَّر فقد
أبيح له كل شيء كان محرماً عليه إلا النساء، وهذا هو التحلل الأول
فيستحب له عندئذ التطيب قبل الذهاب إلى مكة لحديث
عائشة رضي الله عنها -الذي سبق ذكره-

(كنت أطيب رسول الله ٹ لإحرامه قبل أن يحرم
ولحله قبل أن يطوف بالبيت).

طواف الإفاضة:

وهو من أركان الحج ولا يصح إلا به امتثالاً لقول الله تعالى:

{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }[2].

فإذا رمى، ونحر هديه، وحلق أو قصَّر، وطاف وسعى حل له
كل شيء حتى النساء وهذا هو التحلل التام.

والسعي هنا لمن هو متمتع لأن سعيه الأول لعمرته وسعيه هذا لحجه[3].
أما المفرد والقارن فليس عليهما سعياً إذا كانا قد سعيا مع طواف القدوم
فإن لم يكونا قد سعيا وجب عليهما السعي.

والترتيب المشار إليه يوم النحر هو الأفضل لأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعدما دفع من مزدلفة إلى جمرة العقبة انصرف
إلى النحر فنحر هديه ثم أفاض بالبيت فصلى بمكة الظهر[4].

وليس على الحاج من حرج إذا قدَّم في يوم النحر بعض هذه الأفعال،
أو أخَّرها كما لو قدم الحلق، أو التقصير قبل الرمي، أو قدم السعي قبل
الطواف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمن سعى قبل أن يطوف
فقال (لا حرج)[5]. وما سئل عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم
عن تقديم أو تأخير إلا قال: (افعل ولا حرج)[6].

ويجب على الحاج أن يبيت بمنى ليلتي الحادي عشر والثاني عشر
من ذي الحجة فإذا أتم ذلك فله أن يعجل، أو يتأخر فيبيت ليلة الثالث عشر
لقول الله تعالى:

{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ
فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ } [7].

المراجع


[1] - سورة البقرة الآية 196.

[2] - سورة الحج الآية 29.

[3] - خلافا لمن قال بأنه يكفي الممتع سعي واحد .

[4] - أخرجه مسلم ( شرح النووي على مسلم 5/3323)

[5] - أخرجه أبوداود في سننه 2/166

[6] - أخرجه الإمام مالك في الموطأ ص 291.

[7] - سورة البقرة من الآية 203.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين