صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2018, 05:18 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي درس اليوم 4216

من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

فضائل الحج والعمرة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه وخاتم رسله
محمد الأمين، وعلى آله وصحبه ومن آمن برسالته إلى يوم الدين
، أما بعد:

فإن الله جل وعلا أراد لهذه الأمة أن تكون واحدة في عقيدتها، وفي أداء
شعائرها تؤمن بعقيدة واحدة شرعاً ومنهاجاً كما جاءت من عند الله على
لسان نبيه وخاتم رسله، وتلتزم بسلوك واحد تأتمر فيه بما أُمِرَتْ به
وتنتهي عما نُهيَتْ عنه. ولهذه الوحدة صورتان:

الأولى: وحدة روحية هي إفراد العبادة لله وحده لا شريك له، في ربوبيته
وألوهيته وأسمائه وصفاته كما قال -عز وجل-:

{ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }[1].

الثانية: وحدة عضوية تقوم على التكافل والتراحم وقد بيّنها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقوله:

(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)[2].

وقد تجلَّت وحدة العقيدة، ووحدة الأمة في كل أركان الإسلام وشعائره،
فللشهادتين أساس واحد هو الإقرار المطلق باطناً وظاهراً بأن الله هو
الواحد الأحد، وأن نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم - خاتم رسله إلى
خلقه إلى أن تقوم الساعة. وفي الصلاة يتجلى مظهر الوحدة حين يجتمع
المصلون في مكان واحد يسودهم الانتظام والخشوع، ويُوحِّدُ بينهم هدف
واحد ابتغاء رضاء رب العالمين. وفي الزكاة تتجلىوحدة الأمة
العضوية ومظهر التكافل والتكامل:

{ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ }[4].

وفي الصيام تبرز وحدة الطاعة، ويتحد الالتزام في شهر واحد ووقت
واحد. أما في الحج فإن صور الوحدة تتم في أعلى مظاهرها؛ فالمسلمون
يجتمعون في صعيد واحد، ليؤدوا ركناً من أركان الإسلام بعد أن وحَّدت
بينهم روابط العقيدة، وجمعتهم مشاعر الانتماء لها فانتفت عنهم بذلك
فوارق الجنس، واللون، واللسان، وتباين الأحوال. وعلى هذا الصعيد
يشهد المسلم منافع الدنيا والآخرة كما قال الله –عز وجل- :

{ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ
عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ }[5].

وهذه المنافع اسم جامع فمنها- ما يشهده الحاج بعينه، ومنها-
ما يستشعره في نفسه من حقيقة الوحدة ومظاهرها في الإحرام،
والميقات، والطواف، والسعي، والخروج إلى منى، والوقوف بعرفات،
ورمي الجمرات، وفي كل مرحلة من مراحل الحج وشعائره.
ولهذه الوحدة دلالات حسية كثيرة ينتج منها الكثير من المنافع
المحسوسة، وفي مقدمتها شعور المسلم في أثناء حجه بأنه جزء
من كيان واحد ينعدم فيه التميز وتنتفي فيه الفوارق وإنه من خلال هذا
الكيان يستطيع بناء قوته، ونشر حضارته، وبسط رسالته في كل مكان
حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

وأهم هذه المنافع كلها ما يدخره الله له من جزاء على أدائه لهذا الركن
من أركان الإسلام، وما يبذله فيه من جهد ومشقة، وما يتصف به هذا
الجهد من إخلاص النية لله -عز وجل-
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور
ليس له جزاء إلا الجنة)[6].

إن فريضة الحج ستظل كما أرادها الله ملتقى دينياً للمسلمين يجتمعون فيه
كل عام لتأكيد وحدتهم، وتجديد صلاتهم، واستشعار منافعهم وفوق كل
ذلك تأكيد إيمانهم واستجابتهم لنداء الله رب العالمين ونداء رسوله الأمين .
كما ستظل هذه الفريضة ملتقى للتربية الروحية وتهذيباً للنفوس وتنقية
لها من الشوائب وتدريباً لها على المحبة، ودعوة لها للوحدة، ولهذا نزَّه
الله الحج عن الخصام والجدال لما فيهما من دواعي الفرقة وأسباب
الانقسام فقال سبحانه:

{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ
وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } [7].


المراجع

[1] - سورة الانبياء الآية : 92.

[2] - أخرجه مسلم 16/140 .

[4] - سورة المؤمنون الآية : 4.

[5] - سورة الحج من الآية : 28 .

[6] - متفق عليه ، البخاري 2/198 ومسلم 9/117.

[7] - سورة البقرة الآية 197.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات