صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

 
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-17-2018, 02:24 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان : محاسبة خطَرَات القلب وحركات اللسان

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله –
خطبة الجمعة بعنوان:
محاسبة خطَرَات القلب وحركات اللسان ،

والتي تحدَّث فيها عن محاسَبَة النفسِ ووجوبِ محاسَبَةِ ما يخطُرُ بالقلبِ
مِن خطَرَاتٍ، وما يلفِظُ به اللسانُ مِن كلماتٍ؛ فبِذلك يصلُحُ حالُ العبدِ في الدنيا، وينجُو مِن العذابِ يوم القِيامة.

الخطبة الأولى
الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي يقبَلُ التوبةَ عن عبادِه ويعفُو عن السيِّئات،
وسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا، ضاعَفَ بفضلِه الحسنات، ورفعَ لأصحابِها الدرجات،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض والسماوات، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه أيَّده
الله بنصرِه وبالمُعجِزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك
محمدٍ، وعلى آله وصحبِه السابِقين إلى الخيرات.
أما بعد:
فاتَّقُوا الله تعالى بالتقرُّب إليه بما يُرضِيه، والابتِعادِ عما يُغضِبُه ويُؤذِيه؛
فقد أفلَحَ وفازَ من اتَّقَى، وخابَ وخسِرَ من اتَّبعَ الهوَى.
عباد الله:
اعلَمُوا أن فلاحَ الإنسان وسعادتَه في التحكُّم في نفسِه، ومُحاسبتها
ومُراقبتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، في الأقوال والأفعال.
فمن حاسَبَ نفسَه وتحكَّم في أقواله وأفعاله، وخطَرَاته بما يحبُّ الله
ويرضَى فقد فازَ فوزًا عظيمًا.
قال الله تعالى:
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40)
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }

[النازعات: 40، 41]،
وقال تعالى:
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }
[الرحمن: 46]،
وقال - عزَّ وجل -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

[الحشر: 18]،
وقال - عزَّ وجل -:
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }
[الأعراف: 201]،
وقال تعالى:
{ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }
[القيامة: 2].
قال المُفسِّرون:
أقسمَ الله بالنفس التي تلومُ على التقصيرِ في الواجِبات، وتلومُ على
اقتِرافِ بعضِ المُحرَّمات، فتلومُ كثيرًا؛ حتى يستقيمَ أمرُها .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله –
صلى الله عليه وسلم -:
( مَن كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر، فليقُل خيرًا أو ليصمُت )؛
رواه البخاري ومسلم.
وهذا لا يكونُ إلا بمُحاسَبَة النفس.
وعن شدَّاد بن أوسٍ - رضي الله تعالى عنه -، عن النبي –
صلى الله عليه وسلم - قال:
( الكيِّسُ مَن دانَ نفسَه وعمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ مَن أتبَعَ نفسَه
هواها وتمنَّى على الله )؛

حديثٌ حسنٌ.
وقال عُمرُ بن الخطَّاب - رضي الله عنه -:
حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا،
وتأهَّبُوا للعرضِ الأكبر .
وقال ميمونُ بن مِهران:
المُتَّقِي أشدُّ مُحاسبةً لنفسِه مِنَ الشريكِ الشَّحيحِ لشرِيكِه .
وقال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -:
إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أن يقَعَ عليه، وإنَّ
الفاجِرَ يرَى ذنوبَه كذُبابٍ طارَ على أنفِه فقال به هكذا - أي:
أطارَه بكفِّه - ؛ رواه البخاري.
والمؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسَنِ الأحوال؛
فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العباداتِ والطاعاتِ
ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاصِ، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداعِ والرياءِ،
والعُجْب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة.
ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي –
صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزامِ بدوام العمل، واستِمراره بلا
رِدَّةٍ ولا انقِطاع.
قال الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
[العنكبوت: 69]،
وقال تعالى:
{ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
[العنكبوت: 6]،
وقال - عزَّ وجل -:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2)
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }

[الزمر: 2، 3]،
وقال تعالى:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

[آل عمران: 31].
وعن سُفيان الثوريِّ قال:
ما عالَجتُ شيئًا أشدَّ عليَّ من نيَّتي؛ لأنها تتقلَّبُ علَيَّ .
وقال الفضلُ بن زياد: سألتُ الإمامَ أحمد عن النيَّة في العمل،
قلتُ: كيف النيَّة؟ قال: يُعالِجُ نفسَه إذا أرادَ عملًا، لا يُريد به الناس .
وعن شدَّاد بن أوسٍ - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
( مَن صلَّى يُرائِي فقد أشرَكَ، ومَن صامَ يُرائِي فقد أشرَكَ، ومَن تصدَّقَ
يُرائِي فقد أشرَكَ )؛

رواه أحمد في المسند ، والحاكم، والطبراني في الكبير .
ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِقُ لِسانَه في الكلام بالباطِل
والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبانِ كلَّ ما نطَق
َ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَبُ،
قال الله تعالى:
{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
[الانفطار: 10- 12]،
وقال تعالى:
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ق: 18].
عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال:
يكتُبُ كلَّ ما تكلَّم به من خيرٍ وشرٍّ، حتى إنه ليكتُبُ قولَه: أكَلتُ،
شرِبتُ، ذهَبتُ، جِئتُ، رأَيتُ .
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
قال:
( إنَّ الرجُلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن رِضوان لا يُلقِي لها بالًا يرفعُه الله بها
درجات، وإن العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سخَط الله لا يُلقِي لها بالًا يهوِي
بها في جهنم )؛

رواه البخاري.
وقال ابن مسعودٍ:
والله الذي لا إله إلا هو؛ ما على الأرض أحقُّ بطُولِ سجنٍ من اللِّسان .
وكان أبو بكرٍ - رضي الله عنه - يأخُذُ بلِسانِه ويقول:
هذا الذي أورَدَني الموارِد .
كما يجبُ على المُسلم أيضًا أن يُحاسِبَ نفسَه ويُجاهِدَها في الخطَرَات والوارِدات على القلب، والوساوِس؛

فإن مبدأَ الخير والشرِّ من خطَرَات القلوب ووارِداتها، فإن تحكَّم المُسلمُ في الوارِدات على قلبِه، ففرِحَ
بوارِدات الخير، واطمأنَّ لها ونفَّذَها، أفلحَ وفازَ، وإن طرَدَ وساوِسَ
الشيطان ووارِداته، واستعاذَ بالله من وساوِسه، نجا وسلِم من
المُنكرات والمعاصِي.
وإن غفِلَ عن وساوِسه وتقبَّلَها أوردَه المُحرَّمات،
قال الله تعالى:
{ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
[فصلت: 36].
وأمَرَ بالاستِعاذة في سُورة الناس من هذا العدوِّ المُبين.
قال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -:
إنَّ الشيطانَ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدم، فإن ذكرَ اللهَ خنَس وتأخَّرَ،
وإن غفِلَ وسوَسَ .
وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( إنَّ الشيطانَ واضِعٌ خَطْمَه على قلبِ ابنِ آدم، فإن ذكرَ اللهَ خنَس،
وإن نسِيَ التَقَمَ قلبَه، فذلك الوسواس الخنَّاس )؛

رواه أبو يعلَى الموصِلي.
فالحِفظُ من الذنوبِ برصدِ وساوِس الشيطان أولًا، والاحتِراسِ مِن
نزَغَاته، قال الله تعالى:
{ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

[الأنعام: 151].
فمَن حاسَبَ نفسَه وجاهَدَها كثُرَت حسناتُه، وقلَّت سيئاتُه، وخرَجَ مِن
الدنيا حمِيدًا، وبُعِثَ سعِيدًا، وكان مع النبي - عليه الصلاة والسلام –
الذي أُرسِلَ شهِيدًا. ومَن اتَّبعَ هواه، وأعرضَ عن القرآن، وارتكَبَ
ما تشتَهِيه نفسُه، واستلَذَّ الشهوات، وقارَفَ الكبائِرَ، وأعطَى الشيطانَ
قِيادَه أوردَه كلَّ إثمٍ عظيمٍ، وخُلِّدَ معه في العذابِ الأليم.
قال الله تعالى:
{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }
[الكهف: 28]،
وقال تعالى:
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ
لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }

[آل عمران: 30]،
وقال تعالى:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة: 235].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ
والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقولُ قَولي هذا،
وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه إنه
هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ لله، الحمدُ لله يُحيِي بالقُرآن القلوب، ويقبَلُ الحسناتِ ويعفُو عن السيِّئات،
أحمدُ ربي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهدُ أن لا إله
إلا الله وحدَه لا شريكَ له علَّامُ الغيوب، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا
عبدُه ورسولُه الداعِي إلى الخيرات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آله وصحبِه أعلام الهُدى ومصابِيحِ الدُّجَى.
أما بعد:
فاتَّقُوا الله تعالى حقَّ التقوَى؛ فهي المُدَّخَرُ في الدنيا والأُخرى.
عباد الله:
إنَّ القلبَ الحيَّ هو الذي تسُرُّه حسنتُه، وتسوؤُه سيِّئتُه، والقلبُ الميِّتُ
هو الذي لا يتألَّمُ بالمعصِية، ولا يُحِسُّ بها، ولا يفرَحُ بحسنةٍ ولا طاعةٍ،
ولا يشعُرُ بالعُقوباتِ على الذنوبِ، فتغُرُّه الصحةُ وإقبالُ الدنيا عليه،
وقد يظُنُّ النِّعمَ كرامةً له، قال الله تعالى:
{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي
الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ }

[المؤمنون: 55، 56].
وفي الحديثِ:
( تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كما يُعرضُ الحصيرُ عُودًا عُودًا، فأيُّ قلبٍ
أنكرَها نُكِتَت فيه نُكتةٌ بيضاء، وأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَت فيه نُكتَةٌ سوداء،
حتى تصيرَ القلوبُ على قلبَين: قلبٍ أبيض كالصَّفا، لا تضُرُّه فتنةٌ
ما دامَت السماواتُ والأرضُ، وقلبٍ أسود مِربَادُّ كالكُوزِ مُجخِّيًا - أي:
منكُوسًا - لا يعرِفُ معروفًا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا إلا ما أُشرِبَ من هواه ).
وأمراضُ القلوبِ كلُّها تُمرِضُ القلب أو تُميتُه بالكلية إذا لم يُحاسِبِ
المرءُ نفسَه.
ومن الحَزمِ والخيرِ للمرءِ أن يُحاسِبَ نفسَه في اليوم والليلة والجُمعة
والشهر والسنة؛ ليعلَم مِن حيث أُتِي، ويتوبَ ويستدرِكَ ما فرَطَ منه،
عسَى أن يُحمَدَ سعيُه، ويُوفَّقَ لحُسن الخاتِمة.
والمُؤمنُ حيُّ القلب، نافِذُ البصيرة، إن أُعطِيَ شكَر، وإن أذنَبَ استغفَر،
وإن ابتُلِيَ صبَر؛ ففي قلبِ المُؤمن واعِظٌ يُوقِظُه من الغفلة، ويُحذِّرُه
من المَهلَكَة.
وفي الحديث:
خطَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا مُستقيمًا، بجانبَيه خطوطٌ،
وعلى رأسِه داعٍ وفوقَه واعِظ، فالخطُّ المُستقيمُ: صراطُ الله، والداعِي
على رأسِ الخطِّ: كتابُ الله، والذي يعِظُ فوقَه: واعِظُ الله في قلبِ كلِّ
مُؤمنٍ، والخُطوطُ عن يَمينِه وشِمالِه: طُرقُ الضلال .
عباد الله:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56].
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ،
كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم
تسليمًا كثيرًا.
اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمةِ المهديِّين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائرِ أصحابِ
نبيِّك أجمعين، وعن التابِعِين ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحَمَ الراحمين،
اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا ذا الفضل العظيم.
اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تغفِرَ لنا ذنوبَنا، اللهم اغفِر
لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا،
أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.
اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم طهِّر قلوبَنا مِن النِّفاق، وأعمالَنا مِن الرِّياء، وألسِنَتنا مِن الكذِب، وأعيُنَنا مِن الخِيانةِ يا ربَّ العالمين.
اللهم إنا نعوذُ بك مِن سُوء القضاء، ومِن شماتةِ الأعداء، ومِن درَكِ
الشَّقاء، ومِن جَهد البلاء.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه، وظاهِرَه وباطِنَه، وأوَّلَه وآخرَه
يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم نفِّس كربَ المكرُوبين مِن المُسلمين، اللهم نفِّس كربَ المكرُوبين
مِن المُسلمين، اللهم ارفَع الشدائِدَ والكُرُبات عن المُسلمين، اللهم واقضِ الدَّين عن الَدينين مِن المُسلمين، ا
للهم واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين يا رب العالمين.
اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأحسِن عاقِبتَنا يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وشياطينه وأوليائِه يا رب العالمين وجنودِه إنك على كل شيءٍ قدير،
اللهم إنا نعوذُ بك مِن شياطين الإنسِ وشياطين الجنِّ.
اللهم استعمِلنا في طاعاتِك، واحفَظنا مِن معاصِيك يا رب العالمين.
اللهم إنا نعوذُ بك مِن زوالِ نِعمتِك، وفُجاءة نِقمتِك، وتحوُّل عافِيتِك.
اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين، اللهم اغفِر لموتانا وموتَى
المُسلمين، اللهم نوِّر عليهم قبُورَهم، وضاعِف حسناتِهم، وتجاوَز
عن سيِّئاتِهم يا ذا الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك أن ترحَمَ أمةَ مُحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -،
اللهم ارفَع الكُرُبات والشدائِد التي نزلَت بالمُسلمين في الشام يا رب العالمين


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات