[adnan]

( الحلقة رقم : 572)

{ الموضوع الرابع عشر الفقرة 02 }

( أحكــام الظهار )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ

إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ

وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ

وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا

فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ }

[ المجادلة 2 : 4 ]

روى الترمذى وأبو داود والنسائى عن ابن عباس رضى الله عنه :

(‏ أنَّ رجلًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدْ ظاهَرَ مِن امرأتِهِ

فوقَعَ عليْها فقال يا رسولَ اللهِ إِنَّي قَدْ ظاهرْتُ مِنْ زوجتِي

فوَقَعْتُ عليْها قبلَ أنْ أكَفِّرَ

فقال : وما حمَلَكَ علَى ذلِكَ ، يَرْحَمُكَ اللهُ ؟

قال : رأيتُ خُلخالَها في ضوءِ القمرِ

قال : فلا تقربْها حتى تفعلَ ما أمركَ اللهُ )

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن : ترتيب الكفارة و بيان أحكامها

فلنبدأ على بركة الله

قال تعالى :

{ وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا

فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ }

[ المجادلة 3 : 4 ]

أخى المسلم

يفهم من سياق الآية إنه يجب على المظاهر أن يكفر بعتق رقبة

فإن لم يجد صام شهرين متتابعين

بمعنى أنه لو افطر فيهما يوماً بلا عذر ابتدأ صومه من جديد

فإن لم يقدر على الصوم أطعم ستين مسكيناً من غالب قوت البلد

وذلك على ما تقدم بيانه فى كفارة الصيام

لكل مسكين مد من تمر أو قمح أو شعير

المد يساوى نصف قدح بالكيل المصرى

ويجوز ان يصنع لهم طعاماً فيغديهم ويعشيهم

سواء مجتمعين أو متفرقين

قال ابن القيم

ان الله سبحانه وتعالى أطلق إطعام المساكين ولم يقيده بقدر ولا تتابع

وذلك يقتضى أنه لو أطعمهم فغداهم وعشاهم

من غير تمليم حب او تمر جاز وكان ممتثلا لأمر الله

وهذا قول الجمهور ومالك وأبى حنيفة واحمد رحمهم الله

وسواء أطعمهم جمله أو متفرقين وقال أيضا :

أنه لابد من استيفاء عدد الستين

فلم أطعم واحداً ستين يوماً لم يجزئه إلا عن واحد

هذا قول الجمهور ومالك والشافعى واحمد رحمه الله

فى احدى الروايات عنه .

والثانية

إن الواجب إطعام ستين مسكينا ولو واحد

وهو مذهب أبو حنيفة رحمه الله

والثالثة

إن وجد غيره لم يجز، وإلا أجزأه

وهو ظاهر مذهبه وهى أصح الأقوال

وقال ايضاً :

ولا يجزئه دفع الكفارة إلا إلى المساكين

ويدخل فيهم الفقراء كما يدخل المساكين

فى لفظ الفقراء عند الإطلاق .

هذا وقد جوز أبو حنيفة وأصحابه

دفع القيمة إن كان فى ذلك نفع للمساكين

والله اعلم

أخى المسلم

هل الظهار مختص بالأم ؟

وما هى الحكمة فى تغليظ العقوبة ؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .

حكمة وعظة اليوم

لا تحزن إذا لم يتذكرك الناس

إلا وقت الحاجة بل ابتسم

لأنك كالشمعة ما إن أظلمت حياتهم أسرعوا إليك .