صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-27-2016, 02:40 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي ومضات - برود المعاني


من:الأخ / أديب سعيد
ومضات - برود المعاني

قال الشيخ محمد الحمد حفظه الله :

قبل سنوات زارني طبيب من إحدى البلاد العربية ,
وكان يعمل في أحد المستشفيات ,
وقد كان على النصرانية ودخل في الإسلام حديثاً ,
وكان عمره آنذاك يزيد على الأربعين سنه .

ولا حظت فيه فرحاً , ورقةً , واستشعاراً لعظمة الإسلام ,
وقناعة تامة بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .

وكانت لديه مشكلة في علم والديه الكبيرين , وأصحابه الذين يعرفونه ,
فكان يخشى أن يتكدر والداه إذا علما بإسلامه ,
لذا صار متردداً في إخبارهم بذلك , فكان يخفي إسلامه .
وترتب عليه أن هويته نصرانية ,
وكان يرغب في أن تعدل إلى الإسلام , كل ذلك من أجل أن يدخل مكة ,
ويؤدي الحج والعمرة .

وقد دار بيني وبينه حديث طويل حول هذا الشأن ,

فكان إذا جاء ذكر مكة , والكعبة فاضت عيناه بالدمع ,
وصار يردد :


هل يعقل أنني سأذهب إلى مكة ؟
وهل أتصور أنني سأرى الكعبة وأطوف حولها ؟
هل سيتم ذلك لي ؟


حتى إن وجهه ليحمر من شدة ما يعتصره من حرقة ,
ويحدوه من أمل .
تعجبت من هذا الشعور , وكيف كانت معاني الإسلام ,
والمشاعر المقدسة حارة فوارة في حسه في الوقت التي بردت فيه
تلك المعاني عند كثير من المسلمين .

وبعدها بسنوات قابلت بعض المسلمين من فرنسا , وألمانيا ,
ورأيت عندهم ما يزيد على ما عند صاحبنا الأول من حرارة الأشواق ,
وصدق المشاعر , وحضور معاني الإسلام , وقوة الاعتزاز به .

بل لقد قابلت قبل تلك المواقف بسنوات
في شهر رمضان 1411 هـ في الحرم المكي رجلاً أمريكياً
يقول إنه يعمل في إحدى وكالات الأنباء العالمية

قابلته في صحن الحرم , وكان الوقت بعد العصر ,
ودار الحديث معه في جمع من الإخوة ,
وكان لا يركز كثيراً في الحديث , بل كان بصره مشدوداً إلى الكعبة
لا يكاد يلتفت عنها يمنة أو يسرة .

فلما قال له أحد الحاضرين :

ماذا تصنع ؟
مالذي يشدك إلى الكعبة ؟


قال :

لا أستطيع وصف هذا الشعور ,
ولو أن الأمريكان جاؤوا إلى هذا المكان , ورأوا الكعبة مباشرة ,
وما يكسوها من الجلال والروعة - لربما أسلموا دون دعوة .


والأمثلة على ما ذكر كثيرة جداً ,
وعند غيري خصوصاً ممن يمارسون دعوة غير المسلمين
الشيء الكثير من ذلك القبيل .

والشاهد مما مضى حضور معاني القدسية , واستشعار عظمة الله ,
وحرارة العواطف تجاه الإسلام عند هؤلاء , تلد المعاني والمشاعر ,
والعواطف التي بردت في حس أكثر المسلمين ,
وصارت أشبه بالأمور العادية جداً ولعل سبب ذلك
أن كثرة الإمساس تقلل الإحساس .
لذا فإن الحاجة شديدة لاستحضار تلك المعاني ,
وتجديدها في القلوب .

ولعل من أعظم أسباب ذلك :

التدبر في الآيات التي تدعو إلى تعظيم شعائر الله ,
وإستدعاء الذكريات التي تبعث الأشواق , وتجدد معاني الإيمان ,

* فإذا استشعر المسلم مثلاً فرضية الصلاة ,
وأنها فرضت في السماء ليلة عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم
وأنها صلة بين العبد وربه , وأن قدر الإسلام عنده كقدر الصلاة في قلبه
إلى غير ذلك من معاني التي تدور في هذا الفلك
كان ذلك داعياً إلى إحيائها في قلبه وشعوره ,
وإعطائها حقها من التكميل والخشوع .


* وقل مثل ذلك في الحج , بحيث يستشعر أن بطاح مكة
كانت موطئ أقدام الأنبياء , وأنها أشرف الأماكن , وأحبها إلى الله ,
وأنه إذا سار فيها متعبداً لله صار امتداداَ لتلك السلسلة المباركة ,
والركب الميمون من خاصة عباد الله من الأنبياء ,
والصديقين , والصالحين .

* وقل مثل ذلك في شأن كثير من العبادات التي تنطوي على الحكم
والأسرار , وكذلك الحال بالنسبة لكثير من الأعمال التطوعية
التي يبرد إحساس بعض القائمين بها من جراء طول العهد ,
فلا يكاد يستشعر عظم ما يقوم به , ولا الأجور المترتبة على ذلك .

فما أحوجنا إلى تجديد تلك المعاني , وتحريك تلك المشاعر ,
وألا يكون طول الأمد سبباً لبرود مشاعرنا , وتبلد إحساساتنا ,
وقسوة قلوبنا , لعلنا بذلك ننبعث إلى زيادة الإيمان ,
وقوة الإقبال على الله -عز وجل- .

ولعل من أسرار تكرار بعض العبادات يومياً كالصلاة , أو أسبوعياً كالجمعة ,
أو سنوياً كصيام رمضان , أو عمرياً كالحج ,
أن يكون المؤمن على ذكر من هذا المعنى , ألا وهو تجديد الإيمان ,
وإقامة ذكر الله , وإحياء تلك المعاني في النفوس , لتبقى فوارة حية ,
فإذا كان الأمر كذلك فإنه يعني حياة القلوب .
وإذا كانت الأخرى فإن ذلك يعني خمودها أو موتها .

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات