صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2016, 01:41 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,705
افتراضي خطبة الإستسقاء من المسجد الحرام بعنوان : من عقوبات المعاصي محق البركة


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبة الاستسقاء من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي - يحفظه الله
خطبة الاستسقاء من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
من عقوبات المعاصي: محق البركة


والتي تحدَّث فيها عن الذنوب والمعاصي وما لها من آثارٍ سيئة على العباد في الدنيا،
وما توعَّد الله به العُصاة بالوعيد الشديد على اقترافهم للمعاصي،
وبيَّن أن من أعظم عقوبات المعاصي: محق البركة من الحياة؛
فلا يشعر المرءُ ببركةٍ في ماله، ولا وقته، ولا عمله، ولا أي شيء في الدنيا.

الحمدُ لله، الحمدُ لله العليِّ الأعلى، الكريم العظيم ذي الأسماء والصفات العُلى،
خلقَ الخلقَ بلا تعبٍ ولا حاجة، ورزقَهم بلا مشقَّةٍ ولا عنا، أحمدُه - سبحانه - وأشكره،
وأُثني عليه الخيرَ كلَّه، فهو للمجدِ والثناءِ أهلٌ، وهو عالمُ السرِّ وأخفَى.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيلَ ولا نظيرَ،
كتبَ مقاديرَ الخلائِق كلِّهم قبل أن يخلُق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة،

{ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا }

[ سبأ: 2 ]
يُدبِّرُ مُلكَه بعلمِه وقُدرته وحكمتِه، يغفرُ ويرحَم، ويُعذِّبُ وينتقِم، ويُغنِي ويُفقِر،
يرفعُ من يشاءُ بفضلِه، ويخفِضُ من يشاءُ بعدلِه، يُعطِي ويمنَع،
ويُرسِلُ الرياحَ بُشرًا بين يدَي رحمتِه،
فيتنزَّلُ الغيثُ على عبادِه من بعد ما قنَطوا وينشُرُ رحمتَه وهو الوليُّ الحميد.

يُوفِّقُ ويخذُل وهو الباسطُ القابِضُ، النافعُ الضارُّ، الخافِضُ الرافِعُ، المُحيِي المُميتُ،
الجبَّارُ القهَّارُ، له الأمرُ والخلقُ، ولا مُعقِّبَ لحُكمه، ولا مُبدِّل لأمرِه، ولا رادَّ لقضائِه،
ولا نُحصِي ثناءً عليه هو كما أثنَى على نفسِه - سبحانه وتعالى -.

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أعرفُ الخلق بربِّه،
وأتقاهم وأخشاهم له - سبحانه -، خليلُ الرحمن وصفيُّه، ونبيُّه ونجِيُّه،
وعبدُه وكليمُه، صلَّى عليه الله وعلى آله وأصحابِه،
والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
إلى يومٍ يُبعَثُ فيه الخلائِقُ ويقومُ الناسُ فيه لربِّ العالمين .

فإنكم - يا عباد الله - قد خرجتُم من بيوتكم ترجُون رحمةَ الله - سبحانه وتعالى -،
وتخشَون عقابَه، خاشِعين لجلالِه، مُتذلِّلين لعظمته،
مُظهِرين الفقرَ والحاجةَ إلى غِناه ورحمتِه، وقد شكوتُم جدبَ دياركم، وتأخُّر المطر عنكم.

فأبشِروا وأمِّلوا خيرًا؛ فربُّكم - سبحانه - كريمٌ جوادٌ رحيمٌ، قد سبقَت رحمتُه غضبَه،
يفتحُ أبوابَ فضلِه ورحمتِه على عبادِه، فيُغنِيهم ويُكرِمُهم، ويسقِيهم ويُغيثُهم .

وإذا هم تابُوا وأنابُوا واستغفرُوا ربَّهم، أرسل السماءَ عليهم مِدرارًا،
وأمدَّهم بأموالٍ وبنين، وجنَّاتٍ وعيون، وزروعٍ ومقامٍ كريم.
وهو - سبحانه وتعالى - مع سعة عفوه ورحمته، شديدُ العقاب، ذو الطَّول والقوة،
يغضبُ إذا انتُهِكَت محارِمُه، ولا يقومُ لغضبِه - سبحانه وتعالى - شيء،
ويغارُ إذا ارتُكِبَت المُنكرات وضُيِّعَت الأمانات والواجِبات،

{ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }

[ الأعراف: 167 ].

ذلك لكي يعلمَ العبادُ جميعًا أن أعظمَ ما يُزيلُ النِّعم ويُحلُّ النِّقَم، ويمنعُ الخيرات والبركات،
تلبُّس العبادُ بالمعاصي والذنوبِ، ومُجاهرتُهم ربَّهم علام الغيوب،
وإعراضُهم عن التوبة والإنابة، وكراهيتُهم وبُغضُهم للناصِحين الصادِقين.

وقد توعَّد الله - سبحانه وتعالى - الذين يمكُرون السيئات أن يُعاقِبَهم في الدنيا
بواحدةٍ من عقوباتٍ أربَع، وقد يجمعُها كلَّها لهم؛
حيث قال - سبحانه وتعالى -:

{ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ

أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ

أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }


[ النحل: 45- 47 ].

فكلُّ من استمرأَ المُنكرات، ومكروا السيئات، ولم يتوبُوا إلى ربِّهم - سبحانه وتعالى -،
فهم مُتوعَّدون، إما أن يخسِفَ الله تعالى بهم الأرض،
كما فعلَ بقارُون وغيرِه من الأفراد والأُمم.

وإما أن يأتيَهم عذابُ الله في صُورٍ وأشكالٍ مُتنوِّعة، من حيث لا يشعُرون ولا يتوقَّعون.
وإما أن تأتيَهم العقوبةُ الإلهية وهم يتقلَّبون في هذه الحياة في تجاراتهم،
وفي يقظتهم ومنامهم، وإقامتهم وظَعنهم، وليسُوا بمُعجِزين الله - سبحانه وتعالى -.

وإما أن يحُلَّ عليهم سخَطُ الله وهم في حالة خوفٍ وترقُّبٍ لعذابِ الله،
أو يُصيبَهم النقصُ في عافيتهم وصحَّتهم، وأموالهم ومعايشهم وحضاراتهم،
فيشعُرون بالنقص والتأخُّر والرَّدَى يلُفُّهم من كل أطرافهم ونواحِيهم،
حتى يأتيَ عليهم أمرُ الله، فيُصبِحوا وقد خسِروا كلَّ شيءٍ.

عباد الله :

وإن من أعظم عقوبات الذنوبِ والمعاصِي: محقَ البركة من الحياة،
فلا يشعُر كثيرٌ من الناس ببركةِ حياتهم ولا أموالهم ولا أولادهم،
ويفقِدون طعمَ الإيمان وحلاوتَه، وبردَ اليقين وطلاوتَه،
وتُحيطُ بهم الهمومُ والأحزانُ والقلقُ والأنكاد، ويُمنعُ عنهم قطرُ السماء وبركةُ الأرض،
ويظهرُ الفسادُ في البرِّ والبحر، وذلك بسبب نزع البركة من أعمالهم وحياتهم وأنفُسهم.
وتلك عقوبةٌ ربَّانيَّةٌ مُعجَّلة لكل من عاندَ ربَّهم، وأصرَّ على عصيانه.

إن البركةَ في الأعمال والأرزاق والحياة فيضٌ إلهيٌّ، وفتحٌ ربَّانيٌّ كريم،
يُكرِم الله به أهلَ الإيمان والتقوى،

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }


[ الأعراف: 96 ].

نعم، يا مُسلمون :

إنها بركات يفتحها الله عليهم من السماء والأرض، بلا حسابٍ ولا قيود،
يذُوقون طعمَها، ويتنعَّمون بها من فوقِهم ومن تحت أرجُلهم،
وتكسُو نضرتها أرواحَهم ووجوههم. بركاتٌ مُتعدِّدةٌ ومُتنوِّعة لا تسَعها العبارات،
ولا تبلُغ حقيقتَها الكلمات، ولا يعرِفُها إلا من ذاقها وشعرَ بها،
وهي تترقرقُ مُنسكِبةً إليه في رزقِه وصحَّته وأهله وماله، وطُمأنينة نفسه،
وراحة بالِه، وانشراحِ خاطرِه.

إنها بركاتٌ من الله، بركاتٌ من التوفيق الإلهي في اغتِنام الأوقات والساعات،
وطِيب العيش، والرِّضا والقناعة تجعلُ حياةَ العبد هنيَّةً رضيَّةً عليَّةً مُباركةً؛
لأنه أخذ بأسباب البركة ومفاتِيحها من الإيمان والتقوى، والاستغفار والدعاء،
والصدقِ مع الله ومع الناس، واتباع السنَّة ظاهرًا وباطنًا، والرِّضا عن الله وعن أقداره،
وبرِّ الوالدَين، وصِلة الأرحام، والإحسان إلى الناس كافَّة.

وابتعدَ عن كل ما يُغضِبُ الربَّ - سبحانه وتعالى -،
ويمحَقُ البركةَ من الحياة من ذنوب القلوب، واللسان، والجوارِح، وشُحِّ النفوس،
واستِيلاء الجشَع والطَّمَع، وعقوق الوالدَين وقطيعة الأرحام، ومنع الزكاة،
وأكل الرِّبا والحرام، والتعدِّي على الناس وظُلمهم،
مما هو من أعظم أسباب محق البركات، ونزول العقوبات، وتغيُّر الأحوال،
ونقص الخيرات، وقلَّة الأمطار، وتنافُرالقلوب، وتباغُض النفوس.

عباد الله:

{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا }

[ فاطر: 10 ]

عنده - سبحانه وتعالى - بركاتُ كل شيء، وبيدِه مقالِيدُ السماوات والأرض،
ومفاتيحُ خزائنِ الخيرات، وخِتَم الجُود والكرَم،
وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقُها، يدُه - سبحانه - ملأى بالخيرات،
لا تغيضُها نفقة، سحَّاءُ الليل والنهار.
أرأيتُم ما أنفقَ - سبحانه - منذ أن خلقَ السماوات والأرض ..
هل نقصَ ذلك من مُلكِه شيء؟

فاخلَعوا من قلوبِكم عبوديةَ الخلق، وانزَعوا من نفوسِكم الرَّغبةَ والرَّهبةَ
من المخالِيق الضُّعفاء، وتوكَّلوا على الحي الذي لا يمُوت،
واسأَلوه - سبحانه -، وأنيبُوا إليه، وتوبُوا إليه، واعتصِموا بحبلِه،
وأكثِروا من الاستغفار في كل أحوالكم، يُفرِّج الله همومَكم، ويكشِف كروبَكم،
ويرزُقكم من حيث لم تحتسِبُوا.

وحسبُكم أنكم بالاستغفار قد أمسكتُم بمجادِيح السماء،
فيُوشِكُ أن يُغيثَكم الله ويسقِيَكم برحمته وكرمِه، وادعُوا الله وأنتُم مُوقِنون بالإجابة؛
فإن الله لا يتعاظَمُه شيء، ولا يُعجِزُه شيء.

فاللهم إنا نستغفرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِل السماء علينا مِدرارًا،
اللهم إنا نستغفرُك إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسِل السماء علينا مِدرارًا،
اللهم إنا نستغفرُك من جميع الذنوب والخطايا ونتوبُ إليك.

ربَّنا اغفِر لنا هزلَنا وجِدَّنا، وخطأَنا وعمدَنا، وكلُّ ذلك عندنا.

ربَّنا ظلَمنا أنفسَنا ظلمًا عظيمًا، ربَّنا إننا ظلَمنا أنفسَنا ظلمًا كبيرًا،
ولا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت، فاغفِر لنا مغفرةً من عندِك، وارحَمنا إنك أنت الغفورُ الرحيم.

اللهم إنك أنت الله لا إلا أنت، أنت الغنيُ ونحن الفقراء،
أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين،
اللهم إنك أنت الله لا إلا أنت، الأحدُ الصمد، الذي لم يلِد ولم يُولَد، ولم يكُن له كُفُوًا أحد،
أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين،
اللهم إنك أنت الله لا إلا أنت، الحيُّ القيوم بديعُ السماوات والأرض،
أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين.

اللهم غيثًا هنيئًا مريئًا، غدَقًا مُغدِقًا، مُجلِّلاً عامًّا سحًّا طبقًا،
تُغيثُ به البلاد والعباد، وتجعلُه بلاغًا للحاضِر والباد.

اللهم يا غنيُّ، يا كريم، يا جوادُ، يا ودود، يا ذا العرش المجيد،
يا فعَّالاً لما يُريد، إن بالعباد والبلاد من اللأواء والمسكَنة والحاجة ما لا يُشكَى إلا إليك،
اللهم أنزِل علينا غيثًا مُغيثًا مُرتِعًا مُربِعًا، عاجِلاً غيرَ آجل،
اللهم سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرق.

اللهم اسقِ عبادَك وبهائمَك،
اللهم اسقِ عبادَك وبهائمَك، وانشُر رحمتَك، وأحيِي بلدَك الميت،
إنك على كل شيء قدير.

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه،
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه، وفِّقه ونائبَيه لما فيه خيرُ البلاد والعباد.
وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين.

عباد الله:

إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قلبَ رداءَه في صلاة الاستسقاء،

فاقلبُوا أرديَتَكم تأسِّيًا بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتفاؤُلاً بالخير والصلاح.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات