صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-24-2016, 05:45 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,730
افتراضي طبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : نعم الله تعالى ووجوب شكرها


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
نعم الله تعالى ووجوب شكرها


والتي تحدَّث فيها عن نعم الله تعالى على عباده ووجوب شُكرها،

وخصَّ بذلك الحديثَ عن نعمة الأمن والاستقرار التي ينعمُ به أهلُ المملكة،

مُحذِّرًا لهم من كُفران النعم والذي إن حدثَ يُفضِي إلى زوالها وحلول النِّقَم .

الحمدُ لله، الحمدُ لله العليِّ في قَدره، المُتوحِّد في قَهره، المُتفرِّد في أمره،

أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه،

وأسألُه الإعانةَ على حُسن عبادته وذكرِه وشُكرِه،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

مؤمنًا بقضائِه وقدَره، خيرِه وشرِّه، وحُلوه ومُرِّه،

وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه أعزَّه بجُنده، وأيَّدَه بنصرِه،

صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه،

وعلى آله وأصحابِه جاهَدوا في الله حقَّ جهاده،

ونشروا أعلامَ الدين وراياته في برِّه وبحرِه،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما لاحَ برقٌ في وَمضِه وما جادَ سحابٌ بقَطره،

وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا دائمًا إلى آخر دهرِه .

فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -،

واخشَوا يومًا تُرجَعون فيه إلى الله؛ فالمُؤمن بين مخافتَين:

بين أجلٍ قد مضَى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وأجلٍ قد بقِي لا يدري ما الله مُقدِّرٌ فيه.

والعاقلُ الحازِم من تزوَّد من دٌنياه لآخرته، وفي شبابِه قبل هرَمه،

وفي صحَّته قبل سقَمه، وفي فراغه قبل شُغله، وحرِص على تقارُب القلوب؛

فليس كل غيبةٍ جفَوة، وليس كل لقاءٍ مودَّة، والتسامُح والاعتذارُ من أخلاق الكِبار.

زكاءٌ في القلوب، ونقاءٌ في السَّرائر، وسمُوٌّ في النفوس. التواضُع يرفعُ الرجال،

والصمتُ يقِي من الزَّلَل، والحياءُ من الإيمان، والأشجارُ تُعرفُ من ثِمارها،

{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }


[ فصلت: 34- 36 ]

معاشر الإخوة:

لقد ضربَ الله من الأمثال ما فيه مُزدَجر، وساقَ من الأنبياء ما فيه مُعتبَر

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ

فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }


[ النحل: 112 ].

أيها المسلمون:

التوفيقُ طريقُ التقوى، والشكرُ سبيلُ الهُدى،

ومن غفلَ عن نعم ربِّه أو استقلَّها أو جحدَها وكفرَها وكلَه الله إلى نفسه،

فيستدرِجَه بهذه النِّعم حتى يُهلِكَه بها، أو يسلُبَها منه، أو يُغيِّرَها عليه بضدِّها،

ولقد قال - عزَّ شأنُه - في أقوامٍ:

{ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ }

[ سبأ: 15 ]

ثم قال فيهم بعدَها:

{ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ }

[ سبأ: 16 ].

عباد الله:

إن نعمَ الله ما حُفِظ موجودُها بمثلِ عبادته، وما استُجلِبَ مفقودُها،

وطُلِب مزيدُها بمثل شُكره وطاعته، يقول - عزَّ شأنُه - في قاعدةٍ ربَّانيةٍ لا تتخلَّف:

{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

[ إبراهيم: 7 ].

قاعدةٌ هي صمَّام الأمان لبقاء النِّعم، وهي السبيلُ المُقيم لزيادتِها وبركتِها.

فحذارِ ثم حذارِ - يرحمُكم الله - من التنكُّر والجُحود والغفلَة

{ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ }

احذَروا التبرُّم الممزوجَ بالمقت والتسخُّط:

{ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ }

يُقال ذلك - يا عباد الله - والمُتأمِّل والمُتابِعُ لما يُدوَّنُ في مواقع التواصُل الاجتماعيِّ،

وما تطفَحُ به وسائلُ الإعلام من عبارات التندُّر وصور الاستِهانة والغفلة،

وكتابةً وصوتًا وصورةً، ومما يُلاحَظ من مسالِك بعضِ الناس من صُور البطَر

ومظاهر الإسراف، والمُباهاة والتفاخُر، قد يكون ذلك كلُّه مُؤشِّرًا على كُفران النِّعم،

واستيلاء الغفلة.

في عباراتٍ وتدويناتٍ وتعليقاتٍ وتجاوُزاتٍ، في تكبيرٍ للصغير، وتصغيرٍ للكبير،

يتتبَّعون النقائِص، ويتصيَّدون الأخطاء، وقد يكذِبون مئات الكذِبات،

ويُثيرُون ألوانَ الإثارات، وبخاصَّةٍ إذا كان مثلُ هذه الإثارات والتعليقات

تتعلَّقُ بهذا البلد المُبارَك، وهذا المُجتمع الطيب.

عباد الله:

إن المسؤولية والشُّكر والخوف والحذَر كلُّها تقتضِي النظرَ والتفكير والتدبُّر،

لا تقتُلوا أنفسَكم، ولا تُمزِّقُوا مُجتمعَكم، ولا تكفُروا نعمَ ربِّكم،

ولا تهزُّوا استقرارَ وطنِكم بانفِعالاتٍ وتغريداتٍ مُهلِكة .

حافِظوا على اتِّزانِكم، والتزِموا براقيات المباد~ئ، وشامِخات القِيَم،

بل في مثل هذه الظروف يجبُ أن يُشرِق نورُ التلاحُم، وتتلاشَى ظُلُمات المُشاحنَات،

وتتجلَّى مظاهرُ الشُّكر، والإحسانُ في الصَّرف، والترشيدُ في الإنفاق.

معاشر الأحبَّة:

كم هو جميلٌ أن يعود المُجتمع على نفسِه بالنقد والمُحاسَبة.

فكما تُنقدُ الدول والحكومات تُنتقَدُ الشعوبُ والمُجتمعات،

ومع الأسَف فإن الثقافة المُعاصِرة جعلَت نقدَها الحُكومات هو الأسهل،

وتعجزُ وتضعُفُ أن تنتقِد نفسَها أو مُجتمعها، أو تُراجِع مسالِكَها وتصرُّفاتها.

معاشر الإخوة:

وفي ميدان الشُّكر والمُحاسَبة تأمَّلوا هذا الحديثَ العجيبَ،

الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلمٌ - رحمهما الله

من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:

( ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم الله يوم القيامة، ولا يُزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليم .. )

وذكرَ منهم:

( رجلٌ بايَعَ إمامًا لا يُبايِعُه إلا لدُنياه، إن أعطاه ما يُريدُ وفَى له،

وإلا لم يفِ له ).


أيُّ وعيدٍ شديدٍ يتضمَّنُه هذا الحديثُ العظيم لمن يربِطُ ولاءَه وطاعتَه

ورِضاه عن وُلاة أمره بالمصالِح الماديَّة؟!

فإذا كان هذا الوعيد في حقِّ من سخِط، فكيف بمن ضمَّ إلى سخَطه الإثارة،

والسعيَ في إشعال الفتن، والتنكُّر للنِّعم؟!

وإذا كان الوعيدُ على هذه القضية الفردية، فكيف إذا ارتقَت إلى ما هو أكبرُ منها؟!

معاشر الأحبَّة:

إن أيَّة دعوةٍ أو كلمةٍ أو تعليقٍ أو تدوينٍ يُولِّدُ حقدًا، أو يبعثُ على فُرقة،

أو يُورِثُ نَعرَة، فهو دعوةٌ جاهليَّة.

وإن من واجبِ الشُّكر والاعتراف بالنِّعم أن يستشعِر الجميعُ الحفاظَ على هيبَة الدولة.

هذه الدولةُ المَهيبة التي تُريدُ بكل جديَّة وحزمٍ وصرامةٍ فرضَ الأمن

والاستقرار ومُحاربةَ الإرهاب، وكل من تُسوِّلُ له نفسُه زعزعةَ الأمن

أو تكديرَ صفو عيش الناس.

كم هو جميلٌ لدى العاقل المُتبصِّر الذي يشكُر النِّعَم،

ويخشَى حُلُولَ النِّقَم أن يُقارِن بين ما تبذُلُه الدولةُ في سبيل عزَّة الأمة وقوَّتها

والدفاع عنها وعن دينها ومُقدَّساتها، ومُحاولات النَّيل من مكانتها وقوَّتها،

وبين بعض مظاهر الإسراف في بعض الناس في مآكلِهم ومشاربِهم

وملابسِهم ومراكبِهم، في صُورٍ من البطَر والمُبالغَات والمُفاخرَات.

يُخشَى - والله - منها زوالُ النعمة، وتحوُّل العافية، وفُجاءةُ النِّقمة، وحلُول السَّخَط.

ناهِيكم بهذا الأمن الوارِف الذي يعيشُه أهلُ هذه البلاد والمُقيمون فيها

في أنفسهم وأهلِيهم وبيوتهم وأسواقهم، في كل أرجاء البلاد،

حاضِرَتها وباديَتها، مُواطنِيها ومُقيميها.

إن من الديانة والعقل والحكمة والشُّكر: إظهارَ مزيدٍ من الالتِفاف حول القيادة،

والمزيدَ من صُور الرِّضا والطاعة والشُّكر،

والتضرُّع إلى الله بدوامِ التسديد والتوفيق والثبات والنصر لجُنودنا في كل رُتَبهم،

وفي القوات كافَّة على الحدود وداخل الحدود.

أمة الإسلام:

ولعلَّه قد أدركَ المُتابِع أن عواصِف الحزم ورايات الأمل

هي التي تُجسِّدُ مصالِح الأمة الحقيقية.

إن "عاصفة الحزم" دلَّلت على أن هذه الدولة خلالَ عقودٍ - ولله الحمد

قد بنَت قُدراتٍ بشريَّة، وكفاءاتٍ وطنيَّة، ورِجالاتٍ أشاوِس

في مُختلَف القِطاعات والتخصُّصات.

إنه مشروعُ بناء دولةٍ قويَّة ضارِبة الجُذور، تقِفُ دون أطماع الطامِعين،

وأحلام الحالِمين، وتحولُ دون من يُخطِّطُ من أجل تمزيق هذا الكِيان إلى دُويلاتٍ مُتفرِّقةٍ

مُتناحِرة، كما يفعَلون في بعضِ دُول الجِوار.

معاشر الإخوة:

هذه الدولةُ المُبارَك دولةٌ كبيرةٌ غنيَّةٌ - بفضل الله -، قادرةٌ - بإذن الله

على حماية نفسِها والمُقيمين على أرضِها

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات