صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2017, 04:55 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي درس اليوم 3823

من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

نعمة الصيام

رمضان نعمة لا يستشعرها إلا العابدون، ولا يشتم عبقها إلا المخبتون،

ولا يعايش أجواءها إلا التائبون الأوابون، وهو هبة الله لهذه الأمة،

وعطيته لأهل الملة .. والصوم درة رمضان، وشعار

أهل الفضل والإحسان.

يقول ابن القيم رحمه الله عن الصوم: "هو لجام المتقين، وجُنَّة

المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لربّ العالمين من بين سائر

الأعمال، فإن الصائم لا يفعل شيئًا، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه

من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها، إيثارًا لمحبة الله

ومرضاته، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة،

وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع

عليه بشر، وتلك حقيقة الصوم، وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح

الظاهرة، والقوى الباطنة وحمايتها من التخليط الجالب لها

المواد الفاسدة".

اختزال الصوم:

لكن من الغبن أن نختزل الصوم في مظهر الجوع والعطش، ونبتر فضائل

هذا الشهر بسكين التقاليد الخاطئة والعادات الجافية، قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}


[البقرة:183]

ولم يقل عز وجل تتخمون أو تسهرون أو تلهون أو تسيئون.

وقال صلى الله عليه وسلم:


( الصوم جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرفُث ولا يَفسُق،

فإن سابّه أحدٌ أو شاتَمَه فليقُل إني صائم )


(البخاري).

فهل الجُنة إلا التحامي من الوقوع في سوء الخُلق مع الخَلق، والتجافي

عن سوء الأدب مع الخالق، فمتى كان تكديس الطعام وكأننا قادمون على

مجاعة من لزوميات هذا الشهر الفضيل؟! ومتى كان نوم النهار وسهر

الليل من الشرع المأمور به في أي وقت وحين، فضلًا عن هذه الأيام

المباركات؟! ومتى كان صرف الأوقات في الألعاب المسلية والأحاديث

الحميمية والخيام والليالي الرمضانية هو السبيل للتغافل عن منغصات

الجوع والعطش، واستهلاك ظلمة الليل حتى قبيل السحر؟!

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك

ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينه

يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواء".

وكان السلف أذا انقضى رمضان يقولون: "رمضان سوق قام ثم انفض،

ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر".

حقًا لا يشبع من رمضان إلا أهل الإيمان، وصدق الرحيم الرحمن:

{إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}

[الليل:4].

أي إن عملكم أيها الناس لمختلف؛ منه الحسنة الموروثة للجنة، ومنه

السيئة الموجبة للنار، منهم ساع في فكاك نفسه، وساع في عطبها.

ومجمل المعنى:

وحق الليل إذا يغشى النهار فيستر ضياءه، وحق النهار إذا تجلى وأسفر

وأزال الليل وظلامه، وحق الخالق العظيم القادر الذى أوجد الذكور

والإِناث، وحق كل ذلك، إن أعمالكم ومساعيكم -أيها الناس- فى هذه

الحياة، لهي ألوان شتى، وأنواع متفرقة، منها الهدى ومنها الضلال،

ومنها الخير ومنها الشر، ومنها الطاعة ومنها المعصية، وسيجازى

سبحانه كل إنسان على حسب عمله.

[التفسير الوسيط].

ويواكب هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:

( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )

(أحمد والنسائي).


وقال صلى الله عليه وسلم:

( كم من صائمٍ ليس لهُ من صَومه إلا الجوعَ والعطش،

وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب )


قال ابن رجب رحمه الله: "وسر هذا أن التقرب إلى الله تعالى بترك

المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب

المحرمات، ثم تقرب بترك المباحات، كان بمثابة من يترك

الفرائض ويتقرب بالنوافل".

وقال صلى الله عليه وسلم:

( من لم يدع قول الزور والعمل به

فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )


(البخاري).

زاد البخاري في الأدب المفرد «.. والجهل ..».

قال البيضاوي: "فنفى السبب وأراد المسبب، وإلا فهو سبحانه لا يحتاج

إلى شيء، وذلك لأن الغرض من إيجاب الصوم ليس نفس الجوع والظمأ

بل ما يتبعه من كسر الشهوة وإطفاء ثائرة الغضب وقمع النفس الأمارة

وتطويعها للنفس المطمئنة فوجوده بدون ذلك كعدمه".

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات