صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-13-2018, 08:27 AM
حور العين حور العين متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 4238

من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم
خطورة الافتراش على سلامة الحجاج

تعتبر ظاهرة افتراش كثير من الحجاج للشوارع والطرقات ومواقع
الجسور ونحوها، غريبة عن البيئة الإسلامية ومجتمع الحج عند
المسلمين، وهي في الحقيقة تدل على سلوك غير سويٍّ ولا حضاري،
وتشير إلى جهلِ فاعليها بالأحكام الشرعية، وعدم معرفتهم بالآداب
الإسلامية، فضلاً عما في ذلك من خروجهم على الذوق العام،
وعدم إحاطتهم بأحكام فريضة الحج، وتعاليمها، وآدابها بوجه خاص.

إنه لا ينبغي أن يخفى على أي مسلم، أن افتراش الطرقات في مواسم
الحج خصوصاً، وفي غيرها عموماً، يتعارض كلياً مع أحكام الإسلام
وآدابه وتوجيهاته، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم يقول النبي
- صلى الله عليه وسلم - :

( إياكم والجلوسَ في الطرقات ... )
(متفق عليه).

ولا شك أن هذا يشمل جلوس بعض الحجاج في الطرقات، والشوارع،
وممرات الناس، وتحت الجسور ونحوها، والإقامة والأكل فيها،
أو افتراشها، أو النوم فيها...

كما لا يخفى أيضاً ما في الإقامة في الشوارع والطرقات، أو افتراشها،
أو النوم فيها، من ارتكابٍ للعديد من المحظورات الشرعية، التي منها:
إعاقة حركة المواصلات، والتأثير على حركة المارَّة من الحجيج وغيرهم،
وعدم تمكينهم من عبورِ الطرقات والشوارع، وربما التسبُّب في تزاحمهم،
ووقوع بعضهم فوق بعض، وتعريضهم للكسور والإصابات والتشوهات،
وربما الموت، نتيجة لذلك...

كما لا يخفى أن من أضرار ظاهرة افتراش الشوارع: رمي الفضلات
والمخلَّفات في الطرقات، والتسبب في نشر الروائح الكريهة، وحدوث
الأمراض والأوبئة.

ومن المحظورات الشرعية، والأضرار والمفاسد العامة، المترتبة على
افتراش بعض الحجاج للطرقات والشوارع: التأثير السلبي على ما تقوم
به الأجهزة الحكومية ونحوها ـ مشكورة مبرورة ـ من خدمات إرشادية،
ومرورية، وإسعافية، ودفاع مدني، وتدخُّل في حالات الطوارئ، التي قد
يترتب على التأخر في الوصول إليها وفاة أشخاص، أو احتراق بيوت،
أو دمار أسواق، أو تفشِّي أمراض، أو حدوث كوارث ونكبات، كان
بالإمكان السيطرة عليها ومحاصرتها، لو لا وجود هؤلاء الرجال والنساء،
الذين افترشوا الشوارع، وأعاقوا حركة المرور، وأخَّروا تقديم الخدمات
الإسعافية للمحتاجين إليها...

إنه لا ينبغي لمن يفترشـون الشوارع والطرقات ـ ممن يؤمنـون بالله
واليوم الآخر ـ أن يفعلوا ذلك، وهم يعلمون ويقرؤون قول الله تعالى:

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}
الأحزاب: ٥٨

هذا، ومن المحظورات الشرعية في افتراش الطرقات والشوارع، انكشاف
عورات الرجال والنساء الذين يفترشون الشوارع، وظهورها أمام
بعضهم، وأمام المارة من الناس، والتسبب في وقوع الجميع في معصية
الله تعالى، ونزول سخطه وغضبه وعقابه.

إنه ينبغي أن لا يغيب عن بال الإنسان المنصف، أن افتراش بعض الحجاج
للطرقات والشوارع، يعرِّض الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة المملكة،
والأموال الكثيرة التي تنفقها، والأوقات النفيسة التي تغتنمها ـ لتقديم
أفضل الرعاية والخدمات للحجاج ـ إلى التشتُّت والهدر، وذلك مما لا يجوز
لأيِّ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يرضاه ويتسبَّب فيه.

هذا، وفضلاً عما تقدم ذكره، فإن افتراش الحجاج للطرقات والشوارع
ونحوها، يتعارض مع شروط الحج وتعاليم الإسلام وتوجيهاته بخصوص
هذه الفريضة المقدسة ذاتها، لأن من الأمور المسلَّمة في الإسلام، والتي
لا تغيب عن أي مسلم ومسلمة، أن الحج فرض على المستطيع فقط،
وذلك مرة واحدة في العمر كله، قال الله تعالى:

{...وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ...}
آل عمران: ٩٧.

وبناء على هذا، فإنه لا يحلُّ في شرع الله تعالى، لأيِّ واحدٍ بحال من
الأحوال، سواء كان رجلاً أو امرأة، أن يأتي إلى الحج، ويفترش الشوارع
والطرقات، أو ينام فيها؛ لأنه لا يملك مالاً يبذله في سكن يأوي إليه،
ويستر فيه عورته عن أعين الناس، ويصون فيه كرامته
التي منحه الله إياها!.

إنه من العجيب حقاً أن يُقدِم مسلمٌ على فعل ذلك، وهو يزعم أنه يطيع الله،
ويتعبَّدُه، ويتقرب إليه، في الوقت الذي يعصيه ويخالف أمره، ويحسب أنه
يُحسن صنعاً، مع أنه أساء إلى نفسه أوَّلاً، وإلى الآخرين ثانياً،
وإلى مصالح ومرافق المجتمع الإسلامي الذي ينتمي إليه ثالثاً،
وكل ذلك مما اشتمل عليه وتضمَّنه وحَّذر منه قول الله تعالى:

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
الكهف: ١٠٣ -١٠٤

إن من علامات الحج المبرور المقبول، أن لا يُعرِّض الحاج نفسَه لسخط
الله، أو يتسبَّب في إيذاء الناس، والإساءة إليهم، أو سبِّهـم أو لعنهم إياه،
وفي الحديث الشريف يقول رسول الله :- صلى الله عليه وسلم –

(" اتقوا الَّلعَّانَيْن. قالوا: وما اللعانان؟
قال: الذي يتخلَّى في طريق الناس أو في ظِلِّهم ")(رواه مسلم ).

ولا يخفى أن المقصود العام بهذا الحديث: تحذير المسلم من إيذاء غيره،
ودعوته إلى اجتناب أيِّ تصرفٍ يتسبَّب في لعن الناس له، وسبِّهم إياه،
بسبب ما يقدم عليه من إساءة إليهم في طرقاتهم، وإيذاء لهم
في مرافقهم ومصالحهم ...

إن ما سبق بيانه يدعو إلى القول: بأنه يتوجب على الجهات الدينية
والإعلامية والاجتماعية، في عموم الأقطار الإسلامية، القيام بحملات
دعوية إرشادية مكثفة، للعمل على تعديل عادات وسلوكيات بعض
الحجاج، وإرشادهم وتوعيتهم وتبصيرهم، وتحذيرهم من مخاطر وأضرار
افتراش الطرقات والشوارع، وآثاره السيئة على كافة الأصعدة الصحية،
والأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، فضلاً عما في ذلك من مخالفات
شرعية، وتعرُّض للإصابات، أو السرقات، أو إثارة للنزاعات مع الآخرين.

وإن ما سبق يدعو أيضاً إلى القول: بأن من حق السلطات السعودية
المختصة، اتخاذ الإجراءات الشرعية الرادعة، لكل من يخالف التعاليم
الشرعية، والتوجيهات الإسلامية السابقة، ويفترش الطرقات والشوارع
ونحوها، ويعيق حركة المرور، ويعرض الآخرين للأخطار والأضرار
والكوارث والأمراض.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات