[adnan]

( الحلقة رقم : 573)

{ الموضوع الرابع عشر الفقرة 03 }

( أحكــام الظهار )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ

إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ

وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ

وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا

فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا

فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ }

[ المجادلة 2 : 4 ]

روى الترمذى وأبو داود والنسائى عن ابن عباس رضى الله عنه :

(‏ أنَّ رجلًا أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدْ ظاهَرَ مِن امرأتِهِ

فوقَعَ عليْها فقال يا رسولَ اللهِ إِنَّي قَدْ ظاهرْتُ مِنْ زوجتِي

فوَقَعْتُ عليْها قبلَ أنْ أكَفِّرَ

فقال : وما حمَلَكَ علَى ذلِكَ ، يَرْحَمُكَ اللهُ ؟

قال : رأيتُ خُلخالَها في ضوءِ القمرِ

قال : فلا تقربْها حتى تفعلَ ما أمركَ اللهُ )

<img alt="untitled" height="88" width="484">

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن :

هل الظهار مختص بالأم ؟

وما هى الحكمة فى تغليظ العقوبة ؟

فلنبدأ على بركة الله

هل الظهار مختص بالأم ؟

يرى أبو حنيفة وأصحابه وكثير من فقهاء الشافعية

إن الظهار ليس مختصا بالأم وإنما يقاس عليه

الأخت والعمة والخالة وسائر المحرمات

فمن قال لزوجته :

أنتِ على كظهر أختى أو عمتى أو خالتى

كان مظاهراً لأن قصده أن يجعل امرأته شبيهه

بواحدة من المحارم فى تحريمها عليه على سبيل التأييد

ويرى جمهور الفقهاء

إن الظهار مختص بالأم كما ورد فى القرآن والسنة

هذا ومن قال لإمرأته إنها أختى أو أمى

على سبيل الكرامة والتوقير فإنه لا يكون مظاهراً

روى أبو داود :

( أنَّ رجلًا قال لامرأتِه : يا أخيَّةُ ،

فقال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أختُك هيَ ؟ !

فَكرِهَ ذلِك ونَهى عنه )

فهذا إنكار ولكن لم يحرمها عليه بمجرد ذلك لأنه لم يقصده

ولو قصده لحرمت عليه لأنه لا فرق على الصحيح بين الأم وغيرها

من سائر المحارم من آخت وعمه وخاله وما أشبه ذلك

ماهى الحكمة فى تغليظ العقوبة

جعل الله عز وجل كفارة الظهار على النحو المذكور

فى الآيه السابقة لمن يتلفظ بهذا القول المنكر

ويأتى بما كانت تأتيه الجاهلية

حتى يصون للعلاقة الزوجية حرمتها ويحفظ لأمه كرامتها

فلا يشبه امرأته بها فيجعل ظهرها كظهرها

لما فى ذلك تزوير للحقائق وقلب للأوضاع

ولا يقدم على ذلك إلا سيئ الطباع من الرجال

لهذا كان العقاب أوجع والتأديب أردع

انتهى

أخى المسلم

إنتهت بفضل الله حلقات أحكام الظهار
فماذا تعرفون عن أحكام اللعان ؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .

<img alt="17%20%~1" height="89" width="408" border="0">

حكمة وعظة اليوم

قد لا أكون الأجمل وقد لا أكون الأروع

وقد لا أكون الأذكى وقد لا أكون الأبرع

ولكنى

إذا جائنى المهموم أسمع

وإذا نادانى صاحبى الحاجة أنفع

وحتى إذا حصدت شوكا فسأظل للورد أزرع

وإذا ما كان الكون واسعاً فإن قلبى أوسع .

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود