[adnan]

( الحلقة رقم : 581 )

{ الموضوع الخامس عشر الفقرة 08 }

( أحكــام اللعان )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى

{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ

فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)

وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (7)

وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (8)

وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) }

[ النور 6 : 9 ]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(‏أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى اللّه عليه وسلم

بشريك بن سحماء فقال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم‏:‏

البينة أو حد في ظهرك فقال‏:‏

يا رسول اللّه إذا رأى أحدنا على امرأته رجل ينطلق يلتمس البينة

فجعل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول‏:‏

البينة وإلا حد في ظهرك فقال هلال‏:‏

والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن اللّه ما يبرئ ظهري من الحد )

فنزلت الآيات المذكورة

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن :

1- هل الفرقة طلاق أم فسخ ؟

2- هل يلحق الولد بأمه ؟

فلنبدأ على بركة الله

1- هل الفرقة طلاق أم فسخ ؟

يرى جمهور العلماء أن الفرقة الحاصلة باللعان فسخ

يرى أبو حنيفة

إنها طلاق بائن لأن سببها من جانب الرجل

ولا يتصور أن تكون من جانب المرأة

وكل فرقه كانت كذلك تكون طلاقاً لا فسخ

فالفرقة هنا مثل فرقة العنين إذا كانت بحكم الحاكم

وأما الذين ذهبوا إلى الرأى الأول

فدليلهم تأبيد التحريم فأشبه ذات المحرم

وهؤلاء يرون إن الفسخ باللعان يمنع المرأة

من استحقاقها النفقة فى مدة العدة وكذلك السكنى

لأن النفقة والسكنى إنما يستحقان فى عدة الطلاق لا فى عدة الفسخ

ويؤيد هذا ما رواه ابن عباس رضى الله عنهما فى قصة الملاعنة

أن النبى صلى الله عليه وسلم قضى ألا قوت لها ولا سكنى

من اجل إنهما يتصرفان من غير طلاق ولا متوفى عنها

رواه أحمد وأبو داود

إلحاق الولد بأمه

إذا نفى الرجل ابنه وتم اللعان بنفيه له

انتفى نسبه من أبيه وسقطت نفقته عنه وانتفى التوارث بينهما

ولحق بأمه فهى ترثه وهو يرثها .

روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :

[ قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ولد المتلاعنين

أنه يرث أمه وترثه أمه ومن رماها به جلد ثمانين ]

أخرجه احمد

ويؤيد هذا الحديث الأدلة على أن الولد للفراش

ولا فراش هنا لنفى الزوج إياه .

وإما من رماها به اعتبر قاذفا وجلد ثمانين جلده

لان الملاعنة داخله فى المحصنات ولم يثبت عليها ما يخالف ذلك

فيجب على من رماها بإبنها حد القذف

ومن قذف ولدها يجب حده كمن قذف أمه سواء بسواء

وهذا بالنسبة للأحكام التى تلزمه .

فما هى الأحكام التى شرعها الله للكافة ؟

فإنه يعامل كأنه ابنه من باب الإحتياط فلا يعطيه زكاة ماله

ولو قتله لا قصاص عليه وتثبت المحرمية بينه وبين أولاده

ولا تجوز شهادة كل منهما الآخر

ولا يعد مجهول النسب فلا يصح أن يدعيه غيره

وإن كذب نفسه ثبت نسب الولد منه ويزول كل أثر للعان بالنسبة للولد .

انتهى

أخى المسلم

بفضل الله وبحمده انتهينا من موضوع

أحكام اللعان

وانتظرونا إن شاء الله تعالى مع :

أحكام فسخ النكاح

ولا تنسونا من صالح الدعوات .

حكمة وعظة اليوم

يارب يا كريم

علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي

وعلمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس

وعلمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة

وأن حب الإنتقام هو أول مظاهر الضعف .

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود