صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-13-2014, 10:57 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : متاع الدنيا قليل

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير يحفظه الله



خطبتي الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :


متاع الدنيا قليل


والتي تحدَّث فيها عن الدنيا وأنها فانية، ولذَّاتُها ذاهِبة،

وحثَّ فيها على وجوبِ الاستِعداد للآخرة، وتذكُّر الموت، والمُثابرةُ على فعلِ الخيرات.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله، الحمد لله أكرم من يُرجَى وأعظم من يُنيلُ نوالاً،

خلقَ الخلقَ تُمسِي وتُصبِحُ ترنُو البقاءَ وتُؤمِّلُ الآمالا،

والحادِثاتُ تنعَى المُنَى وتُقرِّبُ الآجالا،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا شيءَ أعظمُ منه ولا أجلُّ جلالاً،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه ماتَ

ولم يُورِّث دينَارًا ولا دِرهمًا ولا أموالاً، ولا شيَّد القصورَ لوا أطالا،

ولا نافَسَ في الحُطام ولا غَالَى، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابِه

صلاةً تدومُ وتمتدُّ وتتوالَى .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا أيها المسلمون :


لازِمُوا التقوى تسعَدوا؛ فبها يُنالُ جسيمُ الخير والفضل أجمعُ،

وبها تزولُ الشُّرورُ عن العبدِ وتُدفَعُ


{ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }

[ الزمر: 61 ].


أيها المسلمون :


الدنيا دنِيَّةُ فانِية، والآخرةُ شريفةٌ باقية. تُذكِّرُنا بذلك الآياتُ الكريماتُ المُبارَكات.

فطُوبَى لمن أنصتَ للعِظاتِ النوافِع، وأصغَى للمواعِظ البوالِغ، فعقلَها بقلبِه،

وتفهَّمَها بلُبِّه، واستجابَ لها بقولِه وفعلِه،

قال - جل في عُلاه -:


{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }

[ الأنعام: 32 ]


{ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا

وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ }

[ القصص: 60 ]


{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا }

[ النساء: 77 ]


{ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ }

[ الرعد: 26 ]


{ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ }

[ التوبة: 38 ]


{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }

[ الأعلى: 16، 17 ].


الدنيا تنطوِي وتنقَضِي وتنتَهِي، ونعيمُ الآخرة أبديٌّ سرمديٌّ.

الدنيا متاعٌ قصيرٌ حقيرٌ مصيرُه الزوالُ والفناء، والجنةُ نعيمٌ دائمٌ لا آخرَ له ولا انقِضاء.


وعن المُستورِد بن شدَّاد - رضي الله عنه -، قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:


( واللهِ ما الدنيا في الآخرة إلا مثلُ ما يجعلُ أحدُكم إصبعَه في اليمِّ،

فلينظُر أحدُكم بمَ ترجِع )

أخرجه مسلم.


الدنيا كالماء الذي علِقَ بإصبَعِ غامِسِها في البحر الزخَّار،

والآخرةُ هي سائرُ البحر الخِضَمِّ الذي طغَت أمواجُه، وعلا هِياجُه.

أفلا يعقِلُ حقيقةَ الدنيا من يُقدِّمُ نزْرَها وقليلَها الذي ينفَد على خطيرِ الآخرة

وحظِّها الأسعَد؟!


عـجِـبـتُ لـمُـعـجَـبٍ بـنـعـيـمِ دُنـيـا

ومـــغـــبـــونٍ بــــأيـــــامٍ لِــــــــذاذِ


ومُـؤثِــرٍ الـمُـقــامَ بــأرضِ قَــفــرٍ

عــلــى بــلــدٍ خَـصــيــبٍ ذِي رَذَاذِ


ودُنـيــاكَ الــتــي غــرَّتْــكَ فـيــهــا

زخـارِفُـهـا تـصـيـرُ إلــى انـجِــذاذِ


يا عبدَ الله .. يا عبدَ الله !

هَبْ الدنيا في يدَيك، ومثلُها قد ضُمَّ إليك .. فماذا يبقَى منها عند الموتِ لدَيك؟!


ألا يـــا ســاكِــنَ الـبــيــتِ الـمُــوشَّــى

سـتُـسـكِـنُـك الـمـنِـيَّـةُ بـطـنَ رَمـسِـي


رأيــتُـــك تــذكُـــرُ الــدنــيــا كــثــيـــرًا

وكـثــرةُ ذِكـرِهــا لـلـقــلــبِ تُـقــسِــي


كــأنَّــك لا تـــرى بـالـخــلــقِ نــقــصٍ

وأنــت تــراه كــلَّ شُــروقِ شـمـسِــي


ومـــــا أدري وإن أمَّـــلــــتُ رُشــــــدًا

لـعـلِّـي حـيـن أُصـبِـحُ لـسـتُ أُمـسِـي


يا عبدَ الله! في كل يومٍ عِبرةٌ بعد عِبرة .. وفي الموتِ ناهٍ لو كنتَ ممن ينتهِي ..

فحتَّى متى حتَّى متى وإلى متى .. لا ترعوِي لا تتَّقِي؟!

أبعدَ الدنيا دارُ مُعتمَل .. أم إلى غيرِ الآخرةِ مُنتقَل؟!

هيهَات هيهَات .. ولكن صُمَّت الآذانُ عن الآيات، وذهَلَت القلوبُ عن العِظات.


فـــــاذكُــــــر ســـــاعــــــةَ الأجــــــــــل

وكُــــــن مــنـــهـــا عـــلــــى وجَـــــــل


وابـــــكِ عـــلـــى ذنـــــوبٍ ســلَــفَـــت

أدرِك الــــنــــفــــسَ وإلا تــــلِــــفَـــــت


أقبِل على مولاك .. وأقلِع عن خطاياك .. وتُب مما جنَتْه يدَاك.


إلــى كــم تـمــادَى فــي غُــرورٍ وغـفـلَـتِــي

وكــم هـكــذا نـــومٌ مــتــى يـــومُ يـقـظَــتِــي


لـقـد ضـاعَ عُـمـرٌ سـاعـةٌ مـنـهـا تُـشـتـرَى

بــمِــلءِ الـســمَــا والأرضِ أيَّـــةَ ضــيــعَــةِ


أفــــــانٍ بـــبــــاقٍ تــشــتَــريـــهِ ســفـــاهـــةً

وسُــخــطًــا بــرِضـــوانٍ ونـــــارًا بــجــنَّـــةِ


أأنــــــتَ صـــديــــقٌ أم عــــــدُوٌّ لــنــفــسِـــه

فـــإنـــك تــرمِــيــهـــا بـــكــــل مُــصــيــبـــةِ


لـقــد بِـعـتَـهــا حُـزنِــي عـلـيــك رخـيــصــةً

وكــانــت بــهــذا مــنــكَ غــيـــرُ حـقــيــقــةِ


فيا خيبةَ من باعَ نعيمَ الجِنان بالأماني الكواذِب، والملاهِي الجواذِب،

والشهواتِ والقبائِح والمعايِب!


يا خيبةَ من أغضَبُوا الجبَّار .. وضيَّعُوا الأعمار .. في اللهو والمعاصِي والأوزار،


{ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }

[ الزمر: 15 ].


إيـــاكَ أعــنِـــي يــــا ابــــنَ آدم فـاســتــمِــع

ودعِ الــركــونَ إلـــى الـحــيــاةِ فـتـنــتــفِــع


لـــو كـــان عُــمــرُك ألـــفَ حــــولٍ كــامـــلٍ

لــــم تــذهَـــبِ الأيـــــامُ حـــتـــى تــنــقــطِــع


يــــا أيــهـــا الــمـــرءُ الـمُــضــيِّــعُ ديـــنَـــه

إحـــرازُ ديــنِــك خــيــرُ شـــيءٍ تـصـطــنِــع


فـامـهَــد لـنـفـسِــك صـالِـحًــا تُــجــزَى بـــهِ

وانـــظُـــر لــنــفــسِــك أيَّ أمــــــرٍ تــتَّـــبِـــع


واعــلَـــم بـــــأنَّ جــمــيـــعَ مـــــا قــدَّمــتَـــه

عــنـــد الإلــــهِ مُــوفَّـــرٌ لــــك لــــم يــضِـــع


{ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا

وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

[ المزمل: 20 ].


اللهم أجزِل لنا الهِباتِ والعطايا .. واغفِر لنا الذنوبَ والخطايا ..

يا كريمُ يا عظيمُ يا وهَّابُ .. يا رحيمُ يا غفورُ يا توَّاب.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله حمدًا بالِغًا أمَدَ التمام ومُنتهَاه، حمدًا يقتَضِي رِضاه، ويُوجِبُ المزيدَ من زُلفَاه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجُو بها عفوَ ربِّنا ورُحماه،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنَا محمدًا عبدُه ورسولُه،

ونبيُّه وصفِيُّه ونجِيُّه ووليُّه ورضِيُّه ومُجتَبَاه،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، ومن استَنَّ بسُنَّتِه واهتدَى بهُداه.



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا أيها المسلمون:


اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب،


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }

[ آل عمران: 102 ].


أيها المسلمون:


شقِيَ مَن كلَّما جدَّد الله له نعمةً وامتِنانًا كلَّما جدَّد إثمًا وفُجورًا وعِصيانًا،

وتعِسَ مَن كلَّما ازدادَ غِنًى وثراءً ومالاً ازدادَ إسرافًا وانحِرافًا وضلالاً،

وخابَ مَن كلَّما ازدادَ أثاثًا ورِيًّا ازدادَ بُعدًا وغيًّا.


تتابَعَت عليه نِعَمُ الله وأعاطِيه، ومِنَنُه وأحاظِيه .. طعامٌ يُقوِّيه .. وماءُ يُروِيه ..

وثوبٌ يُوارِيه .. ودارٌ تُؤوِيه .. وزوجٌ تحُوطُه وتُراعِيه .. وأمنٌ وافِرٌ يُظِلُّه ويَحمِيه ..

وهو مُصِرٌّ على مخازِيه .. مُستمِرٌّ على مسَاوِيه .. مُسترسِلٌ في معاصِيه.

وقد يكونُ العطاءُ والنَّعماءُ والسرَّاءُ ضربٌ من الاستِدراجِ والإنظَارِ والإملاءِ،


{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ

إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }

[ آل عمران: 178 ].


وعن عُقبةَ بن عامرٍ - رضي الله عنه -، قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:


( إذا رأيتَ اللهَ يُعطِي العبدَ من الدنيا على معاصِيه ما يُحبُّ، فإنما هو استِدراج )

أخرجه أحمد.

اللهم وفِّقنا لمراضِيك، اللهم وفِّقنا لمراضِيك، وباعِد بينَنا وبين معاصِيك،

واجعَلنا ممن يخشَاك ويتَّقِيك يا رب العالمين.

وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛

فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.


اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،

وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعة، أصحابِ السُّنَّةِ المُتَّبَعة:

أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمانَ، وعليٍّ، وعن سائرِ الآلِ والصحابةِ أجمعين،

وعنَّا معهم برحمتِك يا كريم.


اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمُشركين،

واحمِ حوزَةَ الدين، ودمِّر الطُّغاةَ المُعتَدين يا رب العالمين.

اللهم أدِم على بلادِنا المملكةِ العربيةِ السعوديةِ أمنَها ورخاءَها وعزَّها واستِقرارَها.


اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى،

وخُذ بناصِيته للبرِّ والتقوى،

اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وإخوانَه وأعوانَه لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين

يا رب العالمين.


اللهم مُنَّ على جميعِ أوطانِ المُسلمين بالأمنِ والرخاءِ والاستِقرارِ يا رب العالمين،

اللهم أبعِد عنهم الشُّرورَ والحروبَ والنِّزاعات والصِّراعات والفتن يا رب العالمين.


اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا،

وارحم موتانا، وانصُرنا على من عادانا يا رب العالمين.


اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا، ونداءَنا مرفوعًا يا كريمُ يا عظيمُ يا رحيمُ.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات