صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-31-2013, 10:48 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة 182 بعنوان : الأجازة و احترام الوقت و النفس

الحمد لله أولى من حُمِد، وأحبِّ من ذُكِر، وأحقِّ من شُكِر،

وأكرمِ من تَفَضّل، وأرحمِ من قُصِد، أحمده سبحانه وأشكره،

تَعَرّف إلى خلقه بالدلائل الباهرة والحجج القاهرة،

وأنعم عليهم بالنعم الباطنة والظاهرة، والآلاء الوافرة المُتَكاثِرَة.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

مَدَّ الأرضَ فأوسعها بقُدْرِته، وقَدَّر فيها أَقْوَاتها بحكمته،

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله،

رفع ربُّهُ ذِكرَه فأعلاه وأجَلّه، وفي أعلا المنازل أكرمه وأحَلّه ،

صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه،

أعِزّة على الكفّار وعلى المؤمنين أَذِلّة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان،

بدعوتهم وطريقتهم تَتّحِد الكلمة، وترتفع أركان المِلّة، وسلّم تسليمًا كثيرًا.





فأوصيكم أيها الناس



ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فالدنيا غير مأمونة،

و مَن عَزَمَ على السفر والرحيل تَزَوّد بالمؤونة، ومن صَحّت نيّتُه،

وأخذ بالأسباب جاءته من ربه المعونة، من عَلِم شَرَف المطلوب جَدّ وعَزَم،

والاجتهادُ على قَدْر الهِمَم، والنفسُ إذا أُطْمِعَت طَمِعَت، وإذا أُقْنِعَت باليسير قَنِعَت،

وإذا فُطِمَت انْفَطَمَت، اهتمّ بالخلاص أهل التُّقى والإخلاص،

وفرّط المفرّطون فندموا ولاتَ حينَ مَنَاص،



{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ }



[ فصلت : 46 ] .



أيها المسلمون



قوّة الأمّة وتقدّمها وحُسن تديُّنها مَقِيسٌ بقوة إيمانها، وجودةِ عملها،

ودقّةِ تنظيمها، ومِقدَارِ إنتاجها، وحُسنِ تدبيرها،



بسم الله الرحمن الرحيم :



{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ *

إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }



[ سورة العصر ] .



عباد الله



ومع هبوب رياح الصيف وحلول مواسم الإجازات في كثير من البقاع والديار،

وارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل والبطالة وإضاعة الوقت وقتله؛

يحسن الوقوف وقفة نظر وتأمّل في العمل والإنتاج وساعات العمل

وحفظ الوقت وضبط ساعات العُمُر وأوقات الراحة.



تأمّلوا ـ رحمكم الله



هذه الآيات من كتاب الله فيما امتنّ الله على عباده

من تهيئة أسباب المَعَاش من أجل حُسن المَعِيشَة،



يقول عزّ شأنه



{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ }



[ الأعراف : 10 ] ،



و يقول عزّ من قائل :



{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }



[ الملك : 15 ] ،



و قال جلّ و علا :



{ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ

وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون }



[ الجمعة : 10 ] .



ثم تأمّلوا التنبيهَ على أوقات العمل وساعاته والراحة ومواعيدها،



يقول سبحانه



{ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا }



[ النبأ : 9-11 ]،



و يقول جلّ في عُلاه:



{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ

وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ }



[ الإسراء : 12 ] ،



و يقول جلّ و علا:



{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا }



[ الفرقان : 47 ] ،



و يقول سبحانه و تعالى في حقّ نبيّه محمد صلى الله عليه و سلم :



{ إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً }



[ المزمل : 7 ] .



أيها المسلمون



هذه هي آيات الله، وتلك هي سُننه في الليل وفي النهار وفي البشر،

ولكنّ المتابع لمسالك بعض الناس ـ

وبخاصّة في منطقتنا ومحيطنا في كثير ٍمن أفراد مجتمعنا ـ

ليَدْهَشُ ويأسَى مما يلْفِتُ نظرَه من الغفلة عن هذه السُّنّة الإلهية والآية الربّانية،

حين ينقلب عندهم الحال،

فيجعلون نهارَهم سُبَاتًا، وليلَهم مَعَاشًا، بل لهوًا وعَبَثًا،

إنه انتكاسة وانقلاب، بل فوضى واضطراب،

وآثاره على الحياة والأحياء خطيرة في الإنتاج

والصلاح والإصلاح، صحّية وبيئيّة وأمنيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وغيرها.



نعم أيها الإخوة الأحبّة



إن مما يأْسَى له الناظرُ أن ترى أُسَرًا بأكملها، أو مُدنًا بكلّ أهلها،

صغارِها وكبارِها، رجالِها ونسائِها؛ قد قلبوا حياتهم،

وانقلبوا في مَعَاشهم، فيسهرون ليلَهم، ثم يصبحون في نهارهم

غير قادرين على العمل والعطاء، سواءً أكانوا طُلابًا أم موظّفين،

وسواءً أكانوا في أعمال خاصّة أم عامّة،

فهم ضعفاء في الإنتاج، ضعفاء في المشاركة،

مُقَصّرين في الأداء، مُفَرّطين في المسؤولية،

لا ترى إلا ذُبُولَ الحاجِبَين، واحمرارَ العينين، قد أخذ منهم النُّعَاسُ والكسلُ كلَّ مَأخَذ،

ضَعْفٌ في الجسم، ووَهَنٌ في القُوى، وقلّة في التركيز والأداء.

إن ظاهرة عكس السُّنن وتحويل وظائف النهار إلى الليل دليلٌ على التَسَيُّب والفوضى

وضياع الضابط في الناس، بل قد تكون دلالةً من دلالات التَّرَهُّلِ المُهْلِك،

والاتِّكاليّة المُدَمِّرة،

وكأنّه لا هَمَّ لهم إلا تلبية أهوائهم ومُشْتَهَيَاتِهم، مُنْصَرِفين أو مُتَعَامِين عن حقيقة وجودهم،

وطبيعةِ رسالتهم، وعظيمِ مسؤوليتهم، والجدِّ في مسالكهم.

ويكفي المُخْلِصَ الصادقَ الناصحَ لأمته أن يُجِيل نظرَه في مجموعة

من هذا الشباب التائه الضائع الذي يعيش على هامش الحياة،

بل على هامش الزمن، في الليل مستيقظٌ بلا عمل والأمم الحيّة العاملة نائمة،

ويكون نائمًا والأمم الحيّة العاملة مستيقظةٌ ساعَيِةٌ كادَّةٌ جادَّةٌ.

ومع الأسف فإن الناظر المتأمّل لا يكاد يجد ناصحًا أو منكرًا لهذه المسالك التي لا تُحْمَد عُقْبَاها،

بل إن عاقبتها خُسْرٌ في الأبدان والأموال والثمرات؛

مما يستدعي قرارًا حازمًا يردّ الناس إلى الصواب؛

ليكون الليل سَكَنًا وسُبَاتًا، ويكون النهار عملاً ومعاشًا.

ثم ماذا إذا صار الليلُ حركةً وعملاً لا نومًا ولا سُبَاتًا ولا سَكَنًا؟

سوف يزداد الصَّرْف والاستهلاك في كل المرافق،

في مائها وإضاءاتها وطرقها وصيانة ذلك كله ونظافته،

بل إن الأجهزة سوف تعمل فوق طاقتها ليلاً ونهارًا،

مما يتولّد عنه الضعفُ والتَّسَيُّبُ والعَجْزُ والضَّجَرُ،

ومن ثَمّ المشكلات الأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وغيرها.



معاشر المسلمين



إنّ أول مَدَارِج الإصلاح ـ

والأمة تبتغي الإصلاح والانتظام في صفوف الأمم القويّة العاملة الجادّة ـ

إنّ أول ذلك القدرة على ضبط أنفسنا وأبنائنا، والتحكّم الدقيق في ساعات عملنا.

إن هذه الانتكاسة التي شملت الموظّفَ والمسؤولَ والطالبَ والمعلّمَ والرجلَ والمرأةَ

تحتاج إلى وقفة صادقة جادّة، وقرارٍ حاسمٍ يعيد الناس إلى الجادَّة،

بل يعيدهم ليكونوا أسوياء يعملون كما يعمل الناس في كل بلاد الدنيا.

ولا مُسَوّغ البتَّةَ للاحتجاج بالظروف الاجتماعية أو المناخية؛

لأنّ سُنن الله في الليل والنهار عامّة،

تَنْتَظِم البشرَ كلَّهم في مجتمعاتهم ومَنَاخَاتهم وقارّاتهم،

فربُّنا جعل الليلَ سَكَنًا، وجعل النهارَ مَعَاشًا،

ومحا آيةَ الليل، وجعل آية النهار مُبْصِرَة؛

لابتغاء فضله سبحانه، وذلك لأهل الأرض كلهم، بل جاء الخطاب



في قوله سبحانه بعد أداء صلاة الجمعة



{ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ }



[ الجمعة : 10 ] ،

وهذا لا يكون إلا بعد الظهر وفي شدّة حرارة الشمس في الصيف،

وهو خطاب تَنَزّل أول ما تَنَزّل على العرب في جزيرتهم.

أيها المسلمون، إن أول ما يجب التطلّع إليه أن تكون الأمةُ أمةَ بُكُور،

في بُكُور الصباح تغدو مخلوقاتُ الله وأممُ الأرض كلُّها تبتغي فضل الله،

إن يومكم الإسلامي ـ أيها المسلمون، أيها الشباب ـ يبدأ من طلوع الفجر،

وينتهي بعد صلاة العشاء، قال بعض السلف:

" عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يُرزق ؟ " ،

وأصدق من ذلك وأبلغ

قول نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح الذي رواه



أبو هريرة و ابن عمر و صَخْر بن وَدَاعَة رضي الله عنهم

في قوله صلى الله عليه و سلم :



( اللهم بارك لأمتي في بُكُورها )



رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه،



و لفظ أبي هريرة



( بُورِك لأمتي في بُكُورها )



حرارة الشمس في الصيف،

وهو خطاب تَنَزّل أول ما تَنَزّل على العرب في جزيرتهم.



أيها المسلمون



إن أول ما يجب التطلّع إليه أن تكون الأمةُ أمةَ بُكُور،

في بُكُور الصباح تغدو مخلوقاتُ الله وأممُ الأرض كلُّها تبتغي فضل الله،



إن يومكم الإسلامي أيها المسلمون أيها الشباب



ـ يبدأ من طلوع الفجر، وينتهي بعد صلاة العشاء،



قال بعض السلف



" عجبت لمن يصلي الصبح بعد طلوع الشمس كيف يُرزق ؟ "



و كان صَخْر راوِ الحديث لا يبعث غلمانه إلا من أول النهار،



فكَثُر مالُه حتى كان لا يدري أين يضعه



يومكم الإسلامي ـ يا أهل الإسلام ـ مُرتَبِطٌ ومُفْتَتَحٌ بصلاة الصبح،



و فيها قرآن الفجر



{ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }



[ الإسراء : 78 ] .



يستقبل بها المسلمُ يومَه، ويستفتح بها نهارَه وعملَه، دعاه داع الفلاح،

فالصلاة خير من النوم .

استشعر عبودية ربّه والإيمان والعمل الصالح،

يرجو البركة ونشاط العمل وطِيب النفس،

نعم طِيب النفس ونشاط البدن مِصْداقًا للحديث المتّفق عليه،



إذ يقول صلى الله عليه و سلم :



( يَعْقِدُ الشيطانُ على قافِيَة رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد ،

و يَضْرِبُ على مكان كل عُقْدَة :

عليك ليلٌ طويلٌ فارْقُد ، فإن استيقظ و ذكر الله انحلّت عُقْدَةٌ ،

فإن توضّأ انحلّت عُقْدَةٌ ، فإن صلّى انحلّت عُقْدَةٌ ،

فأصبح نشيطًا طَيّب النفس، و إلا أصبح خبيثَ النفسِ كَسْلانَ )



ومن صلّى الصُّبْح فهو في ذمّة الله.



ولقد ذُكِر عند النبي صلى الله عليه و سلم رجلٌ فقيل:

ما زال نائمًا حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة !



فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :



( ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه )



أخرجه البخاري .



أهل البُكُور قوم موفّقُون، وجوههم مُسْفِرَة، ونَوَاصِيهم مُشْرِقة،

وأوقاتُهم مُباركة، أهل جِدّ وعمل وسعي،

يأخذون بالأسباب مُفَوّضين أمرهم إلى ربّهم، متوكّلين عليه،

فهم أكثر عملاً، وأعظم رضًا، وأشدّ قناعة، وأرسخ إيمانًا،

والبركات فُيُوضٌ من الله وفُتُوحٌ،

فتحنا عليهم بركات من السماء والأرض،

لا تقع تحت حَصْر لا في عمل ولا في عَدَد ولا في صورة ولا مكان

ولا زمان ولا أشخاص، بركات من السماء والأرض،

بركات بكل أنواعها وألوانها وصورها، مما يَعْهُدُ الناسُ ومما لا يعهدونه.



فاستقيموا أخوانى في الله و لن تُحْصُوا



{ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ }



[ المزمل : 20 ]



عباد الله



و حين يترك الناس البُكُور، ويُهْمِلون الساعات المباركة؛

تصبح أوقاتهم ضيّقة، وصدورهم حَرِجَة، وأعمالهم مُضْطَرِبة.

وبعد، فهذا هو ديننا، وهذا هو نهجنا، وهذه هي إرشادات نبيّنا،



فلماذا يسبقنا الآخرون ؟!



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :



{ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ *

وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ *

وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ }



[ الحجر : 19-21 ] .





بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم و نَفَعني الله وإيَّاكم بالقرآنِ العظيم

وبهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ،

وأقول قولي هَذا، وأستَغفر الله لي ولَكم و لجميع المسلمين

فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم





الحمد لله المُتَفَرِّد بالقُدْرة، أحمده سبحانه لا تُقَدِّرُ الخلائقُ قَدْرَه،

وأشكره على نعمٍ لا تُحصى، ولا يُطيقُ العبادُ شُكْرَه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، جَلّ صفةً، وعزّ اسمًا،

وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله علا شرفًا و إلى ذُرَا الأخلاق سَمَا،

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه كانوا على الحق أعلامًا،

وعلى الهُدَى أنْجُمًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليمًا.

أما بعد: أيها المسلمون، البُكُور استقامة مع الفطرة في المخلوقات والأشياء،

والتبكير دليل قوّة العَزْم وشدّة التّشْمِير، ومن أراد علمًا أو عملاً فليُبَادر بالبُكُور،

فذلكم علامة اليقظة والنّباهة والجدّ والحَزْم والبُعْد عن الغفلة والإهمال والفوضى،





فقد روى مسلم يرحمه الله في صحيحه

أن رجلين جاءا إلى عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يزورانه بعد الفجر،

فأذنت لهم الجارية بالدخول فترَدّدَا،



فقال لهما عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه :



[ ادخلا، أتظنان بابن أمّ عَبْدٍ الغفلةَ ؟!

في البُكُور صفاء الذهن، وجودة القَرِيحَة، وحضور القلب،

ونَقَاء النفس، ونور الفكر،

فيه استجماع القُوى، واستحضار المَلَكَة، وانبعاث الفُتُوّة.

في البكور الهواء أنقى، والعبد أتقى، والنفس أطيب، والروح أزكى.

نسائم الصباح لها تأثيرها اللطيف على النفس والقلب والبدن والأعصاب،

والجسم يكون في أفضل حالاته وأكمل قواه ] .



ومن غريب ما قالوا:

إن أصحاب الأعمار الطويلة هم من القوم الذين يستيقظون مُبَكّرين.

بل قالوا: إن الولادات الطبيعية في النساء تقع في ساعات النهار الأولى الباكرة.

بل إن بعض الباحثين يُرْجِع الاكتئاب والأمراض النفسيّة إلى ترك البُكُور ونوم الضُّحَى.



و بعد فتأمّلوا رحمكم الله



حين يجتمع للعبد العاملِ الجادِّ البُكُور والبركة،



بركة المال، وبركة العمل، وبركة الوقت،



فينتفع بماله، ويُفْسَحُ له في وقته، ويُقْبِل على عمله،

فينجز في الدقائق والساعات ما لا ينجزه غيره ممن لم يُبارَك له في أيام وليالي،

يُبارَك له فيكون الانشراح والإقدام والإقبال والرضا والإنجاز.





ألا فاتقوا الله رحمكم الله



والزموا سُنَنَ الله، وخذوا بالجدّ من أعمالكم، والحَزْم من أموركم،

و خذوا من دنياكم لأخرتكم و من صحتكم لمرضكم و /ن إستيقاظكم لغفلتكم

يُكتَب لكم الفلاح في الدنيا والآخرة،

فحيّ على الفلاح، فالصلاة خير من النوم.





ألا فاتَّقوا الله و صلوا و أكثروا يرحمكم الله



من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله

كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ،

و هو خير البرية و أزكى البشرية

محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،

فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،

و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون



فقال جلَّ من قائل عليما :



{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }



[ الأحزاب : 56 ]



اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك

سيدنا و نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،

و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،



و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،

وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .



و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :



( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .



فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،

و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،

و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،

يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .



اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،

و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .



اللّهمّ اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا

من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .



اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،

و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين



اللّهمّ أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم



اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم



اللّهمّ آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم

و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين

اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم

و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم



اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين

اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين

اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين



اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت

و لا تنسونا من صالح دعاءكم

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات