صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-23-2014, 09:40 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : خواطر عن الصحبة الصالحة


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير - حفظه الله

خطبتي الجمعة من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بعنوان :



خواطر عن الصحبة الصالحة



والتي تحدَّث فيها عن الصحبة وضرورة انتقاء الأصحاب؛

لأن المرء على دين صاحبِه،

وقد ذكر الكثير من الوصايا المأثورة عن السلف الصالح عن الصحبة الصالحة والسيئة.





الحمد لله، الحمد لله الهادي من استهداه، الواقِي من اتَّقاه،

الكافِي من تحرَّى رِضاه، حمدًا بالِغًا أمدَ التمام ومُنتهاه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً نرجُو بها الفوز والنجاة،

وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه ونبيُّه وصفيُّه

ونجِيُّه ووليُّه ورضِيُّه ومُجتباه،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِهِ ما رجَا راجٍ عفوَ ربِّه ورُحماه.





فيا أيها المسلمون:



اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

[ آل عمران: 102 ].



أيها المسلمون :



الناسُ معادن مختلفة، وأصنافٌ مُتعدِّدة، وطبائِع مُتفاوتة، وغرائزُ متغايِرة،

كلٌّ يميلُ إلى من يُوافِقُه، ويصبُو إلى من يُشاكِلُه، ويحِنُّ إلى من يُماثِلُه.



الأضداد لا تتفق، والأشكال لا تفترق

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه :

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:



( الأرواح جنودٌ مُجنَّدة، ما تعارفَ منها ائتلَف، وما تناكَر منها اختلَف )

أخرجه مسلم.

والجُودُ بالمودَّة من كريمِ البذل، والبَوح بالمحبَّة من جميل الفضل،

وقصرُها على أهل التقوى دليلُ العقل.



والعاقلُ الحصيفُ من يُخالِطُ الأفاضِل، ويُعاشِر الأماثِل،

لا يُصافِي غريبًا حتى يسبُر أحوالَه، ولا يُؤاخِي مستورًا حتى يكشِف أفعالَه؛

لأن المرء موسومٌ بسِيماءِ من قارَب، موصوفٌ بأفعالِ من صاحَب؛

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:



( الرجلُ على دين خليلِه، فلينظُر أحدُكم من يُخالِل )

أخرجه أبو داود والترمذي.



والمعنى: فليتأمَّل وليتدبَّر أحدُكم من يُخالِط؛ فإن رضِيَ دينَه وخُلُقَه خالـله،

وإلا صارمَه وبايَنَه، فإن الطباعَ تُعدِي، وصُحبةَ السُّوء تُغوِي.



ومن جميل ما نُظِم:



ابــــلُ الــرجـــالَ إذا أردتَ إخــاءَهـــم

وتــوسَّــمَـــنْ أمـــورَهــــم وتــفـــقَّـــدِ



فـإذا ظـفِـرتَ بـذِي الأمـانـة والـتُّـقَـى

فـبِـه الـيـديـن قـريــرَ عـيــنٍ فـاشــدُدِ



ويقول القرافي:

[ ما كلُّ أحدٍ يستحقُّ أن يُعاشَر ويًاحَبَ ويُسارَر ]



عـاشِـر أخـا الـدِّيـن كـي تـحـظَـى بـصُـحـبَـتـهِ

فـالـطـبــعُ مُـكـتـسَــبٌ مــن كـــل مـصــحــوبِ



كـــالـــرِّيـــحِ آخِـــــــذةٌ مـــــــا تــــمــــرُّ بــــــــه

نـتـنًـى مـن الـنَّـتــنِ أو طـيـبًــا مــن الـطِّـيــبِ



ولا تـــجـــلِـــس إلـــــــى أهــــــــل الـــدنـــايــــا

فـــــــإن خــــلائِــــقَ الــسُّــفـــهـــاء تُــــعــــدِي



وصـاحِـب خـيــارَ الـنــاس تـنـجُــو مُـسـلَّـمًــا

وصـاحِــب شِــرارَ الـنــاس يــومًــا فـتـنــدَمَــا



قال أبو حاتم:

[ ومن يصحَب صاحبَ السوء لا يسلَم، كما أن من يدخل مداخِل السوء يُتَّهَم ]



وقال أعرابيٌّ:

[ مُخالطةُ الأنذال والسِّفلة تحُطُّ الهيبة، وتضع المنزِلة، وتكِلُّ اللسان، وتُزرِي الإنسان ]



وقال شريكُ بن عبد الله:

[ كان يُقال: لا تُسافر مع فاسِقٍ؛ فإنه يبيعُك بأكلةٍ وشربةٍ ]



ووعظَ الخطَّابُ بن المُعلَّى ابنَه فقال:

[ إياك وإخوانَ السوء؛ فإنهم يخونون من رافقَهم، ويُحزِنون من صادقَهم،

وقُربُهم أعدَى من الجرَب، ورفضُهم من استِكمال الأدب ]



وقيل:

[ الجليسُ الصالِح كالسِّراج اللائِح، والجليسُ الطالِح كالجرَب الجائِح ]



وعن أبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه :

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:



( إنما مثلُ الجليس الصالِح وجليس السوء كحامِل المِسك ونافِخ الكِير؛

فحامِلُ المِسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجِد منه رِيحًا طيبة،

ونافِخُ الكِير إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجِد منه ريحًا مُنتِنة )

متفق عليه.



فزايِل أهلَ الرِّيَب، وانأَ عن أهل الفسوق، وصارِم أهل الفجور،

وأعرِض عن أهل السَّفَه والتفريط؛ فكم جلبَت خِلطتُهم من نقمة،

ورفعَت من نعمة، وأحلَّت من رزِيَّة، وأوقعَت في بليَّة،



{ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا }

[ النساء: 38 ].



ومن يكُن الغــــــرابُ له دليلاً

يــــــمُرُّ به على جِيَفِ الكلابِ





وطلبَ رجلٌ من أعمَى أن يقودَه، فقال له:



أعـــــمَى يقودُ بصيرًا لا أبا لكُمُ

قد ضلَّ من كانت العُميان تهدِيه

ومن قادَه أهلُ الزَّيغ والفِسق والعمَى عضَّ على يديه تحسُّرًا وتأسُّفًا وتندُّمًا



{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)

يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)

لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }

[ الفرقان: 27- 29 ].



فيا فوزَ من وعَى، ويا سعادة من إلى ربِّه سعَى!





الحمد لله على نعمائِه، والشكرُ له على جزيل عطائِه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تُنجِي من العذاب،

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه الشافعُ المُشفَّع يوم الحساب،

صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِهِ إلى يوم الدين.





فيا أيها المسلمون:



اتقوا الله وراقِبُوه، وأطيعُوه ولا تعصُوه



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

[ الأحزاب: 70، 71 ].



أيها المسلمون:



نِعم الذخيرة والحُلَّة عقيلة الصُّحبة والخُلَّة.

لعمرُك ما مالُ الفتى بذخيرةٍ ولكنَّ إخوانَ الثقاتِ الذخائِرُ



قيل لابن السمَّاك: أيُّ الإخوان أحقُّ ببقاء المودَّة؟

قال: الوافِرُ دينُه، الوافِي عقلُه، الذي لا يملَّك على القُرب،

ولا ينساكَ على البُعد، إن دنوتَ منه أدناك، وإن بعُدتَ عنه راعاك،

وإن استعضضتَه عضَضَك، وإن احتجتَ إليه رفدَك.



وقال علقمةُ بن لَبيدٍ في وصيَّته لابنه:

[ يا بُنيَّ ! إن نزعَتك إلى صُحبة الرجال حاجة، فاصحَب من إذا صحِبتَه زانَك،

وإن خدمتَه صانَك، وإن أصابَتك خصاصةٌ أعانَك، وإن رأى منك حسنةً عدَّها،

وإن بدَت منك ثُلمةٌ سدَّها ]



أيها المسلمون:



وخيرُ الجُلساء والأخلاَّء: من تُذكِّرُ بالله رؤيتُه، وتنفعُ في الحياة حكمتُه،

وتُعين على الطاعةِ نصيحتُه وسيرتُه،



{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ

وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا

وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }

[ الكهف: 28 ].



وتذكَّروا قولَ المولى العظيم في كتابه المُبين:



{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }

[ الزخرف: 67 ].



وصلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛

فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.



للخلقِ أُرسِلَ رحمةً ورحيمًا

صــلُّوا عليه وسلِّموا تسليمًا



اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة،

أصحاب السنة المُتَّبعة، وعن سائر آلِه وصحبِه أجمعين،

ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،

وعنَّا معهم بمنِّك وجُودِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.



اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمُشركين،

ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا، سخاءً رخاءً،

وسائر بلاد المسلمين،

وسائر بلاد المسلمين،

وسائر بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين.



اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى،

وخُذ بناصِيته للبرِّ والتقوى، وأصلِح له بِطانتَه يا كريم،

اللهم وفِّقه ووليَّ عهده لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.



اللهم ادفَع عنَّا الغلا والوبا والرِّبا والزِّنا والزلازِل والمِحَن،

وسُوءَ الفِتن ما ظهر منها وما بطَن،

عن بلدِنا هذا خاصَّةً وعن سائر بلاد المسلمين عامَّةً يا رب العالمين.



اللهم إنا نعوذُ بك من الطَّعن والطاعون،

والوباء وهجوم البلاء في النفس والأهل والمال والولد.



اللهم كُن لإخواننا في فلسطين، وفي سوريا،

وفي بُورما ناصرًا ومُعينًا، ومُؤيِّدًا وظهيرًا يا رب العالمين.



اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا،

وانصُرنا على من عادانا يا رب العالمين.



اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا، اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا،

اللهم اجعل دعاءَنا مسموعًا، ونداءَنا مرفوعًا يا سميع يا قريبُ يا مُجيب.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات