صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2016, 03:37 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في السِّلم والحرب


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في السِّلم والحرب


والتي تحدَّث فيها عن نعمةِ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - للخلق كافَّة،
وأنها أفضلُ النِّعم، لما اشتملَت عليه من الرحمةِ في كل مناحِي الحياة
ومع كل أطيافِ المُجتمع، ثم بيَّن جانبًا من جوانب هذه الرحمة مُتمثِّلاً في أخلاقِ
النبي - صلى الله عليه وسلم - في حالتَي السِّلم والحربِ،
وكيف كان حريصًا على الأنفُس من أن تُسفَك، والأموال أن تُسلَب بغير حقٍّ،
وكذا أصحابُه - رضي الله عنهم - ومن تبِعَهم بإحسانٍ.

الحمد لله الذي أكرمَ الأمةَ بدين الإسلام، أحمده - سبحانه -
وأشكرُه على آلائِه الجليلة، ونِعَمه العِظام،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولا نِدَّ ولا مثيلَ له في الأنام،
وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله عبدُ الله ورسولُه،
وخيرتُه من خلقِه، شهِدَت على صدقِ نبوَّته الدلائِلُ والأعلام،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ،
وعلى آله وصحبه صلاةً وسلامًا دائمَين ما تعاقبَت الشهورُ والسنُون والليالي والأيام .

فيا عباد الله :

اتقوا الله؛ فتقوى الله خيرُ ما تزوَّد به العبدُ في سَيره إلى الله،
وأفضلُ ما اعتدَّ به المرءُ في قطع أشواط الحياة بمنأًى عن العِثار،
ومنجاةٍ من الأوضار والأوزار.

أيها المسلمون:

لئن تتابعَت النِّعم، وترادفَت المِنَن، وتكاثَرَت الآلاء، فكانت غيثًا مِدرارًا لا ينقطعُ هُطولُه،
وفيضًا غامرًا لا يتوقَّفُ تدفُّقه، عطاءً كريمًا من ربِّنا الكريم المنَّان،
وتفضُّلاً منه - سبحانه - على عباده.

فإن النعمَةَ الكُبرى التي لا تعدِلُها نعمة، والمنَّة العُظمى التي لا تفضُلُها منَّة،
هي: بعثةُ هذا النبي الكريم - صلواتُ الله وسلامُه عليه - بالهُدى ودين الحقِّ،
ليُخرِج الناسَ برسالته من الظلمات إلى النور، ويهدِيهم به سُبُل السلام،
ويضعُ عنهم الآصارَ والأغلالَ التي كانت على من قبلَهم،
ويسمُو بهم إلى ذُرى الخير والفضيلة، وينأَى بهم عن مهابِط الشرِّ وحمئَاتِ الرَّذيلة،
ويسلُكُ بهم كلَّ سبيلٍ يُبلِّغُهم أسبابَ السعادة في العاجِلة،
والفوزَ والفلاحَ والنجاةَ في الآجِلة.

ولذا كانت بعثتُه - صلواتُ الله وسلامُه عليه - رحمةً للخلق كافَّةً
ونعمةً على البشر قاطبةً، كما أخبرَ بذلك - سبحانه - بقوله:

{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
[ الأنبياء: 107 ].

فكانت رسالتُه - صلواتُ الله وسلامُه عليه - رحمةً للخلق جميعًا، عربيِّهم وأعجميِّهم،
أسودِهم وأبيضِهم، ذكرهم وأُنثاهم، إنسِهم وجانِّهم؛
إذ جاءهم - كما قال بعضُ أهل العلم -:
[ جاءَهم بهذا الإيمان الواسِع العميق،
والتعليم النبوي المُتقَن، وبهذه التربية الحكيمة الدقيقة، وبشخصيَّته الفذَّة،
وبفضل هذا الكتاب السماوي المُعجِز الذي لا تنقضِي عجائِبُه، ولا تخلَقُ جِدَّتُه ]


فبعثَ - عليه الصلاة والسلام - في الإنسانيَّة المُتحضِّرة حياةً جديدةً،
حين عمدَ إلى الذخائِر البشريَّة وهي أكداسٌ من المواد الخام لا يعرفُ أحدٌ غناءَها،
ولا يعرفُ محلَّها، وقد أضاعَتها الجاهليَّةُ والكفرُ والإخلادُ إلى الأرض،
فأوجدَ فيها - بإذن الله - الإيمانَ والعقيدةَ، وبثَّ فيها الروحَ الجديدة، وأثارَ من دفائِنها،
وأشعلَ مواهبَها، ثم وضعَ كلَّ واحدٍ في محلِّه .

فكأنما كان جمادًا فتحوَّل جسمًا ناميًا، وإنسانًا مُتصرِّفًا،
وكأنما كان ميتًا لا يتحرَّك عادَ حيًّا،
وكأنما كان أعمَى لا يُبصرُ الطريقَ فأصبحَ قائدًا بصيرًا يقودُ الأُمم،

{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[ الأنعام: 122 ].

عباد الله:

وإن جوانبَ هذه الرحمة العامَّة الشامِلة في رسالة هذا
النبي الكريم - صلواتُ الله وسلامُه عليه - لتجِلُّ عن الحصر، وتربُو على العدِّ،
غيرَ أن من أظهر تلك الجوانِب وأعظمها دلالةً على هذا المعنى، وتصديقًا له،
وبُرهانًا عليه: ما جاءَت به هذه الرسالةُ من عنايةٍ ظاهرةٍ لا نظيرَ لها بحفظِ الأرواح،
وصيانةِ الدماءِ، وعصمةِ الأنفُس.
تلك العنايةُ التي لم تكُن مقصورةً على أهل الإسلام فحسبُ؛
بل شمِلَت أيضًا غيرَهم من أهل المِلَل .

وإن من أوضح الدلائِل على هذه العناية: ذلك المنهاجُ النبويُّ الفذُّ المُتفرِّدُ
الذي رسمَه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمَّته، وأمرَها بالأخذ به،
ونهاها عن المُخالفة عنه وتعدِّي حُدوده، في وقت السِّلم والحربِ على حدٍّ سواء.

أما في السِّلم: فقد ثبتَ عنه - عليه الصلاة والسلام - الترهيبُ الشديدُ،
والوعيدُ الصارِخُ لمن قتلَ المُعاهَد، وهو الرجلُ من دار الحربِ يدخلُ دارَ الإسلام
بأمانٍ من المُسلمين،
وذلك فيما أخرجه البخاري في "صحيحه":
عن عبد الله بن عمرو بن العاصِ - رضي الله عنه :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( من قتلَ مُعاهَدًا لم يرَحْ رائحةَ الجنة،
وإن ريحَها يوجدُ من مسيرة أربعين عامًا )


وإنه لوعيدٌ - يا عباد - مُرعبٌ مُرهِب، تقَضُّ له مضاجِعُ أُولِي النُّهى،
وتفرَقُ منه نفوسُ أُولِي الألباب.
وأما في حالِ الحربِ: فإن في وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - لقادَة جيوشِه،
وأوامره لهم عند عقدِ الألوِية ما لا يحتاجُ إلى بيان، ولا يفتقِرُ إلى بُرهان؛
إذ هو يُقيمُ الشواهِد على أن للدماء حُرمتها، وللأنفُس والأموال قيمتها.
فلا يصِحُّ أن تُترَك نهبًا للاجتهادات المُبتناة على الآراء والظُّنُون والتأويلات
التي لا يُسنِدُها علمٌ ولا هُدًى ولا كتابٌ مُنير.

من ذلك: ما أخرجه مُسلمٌ في "الصحيح":
عن بُريدة - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

( اغزُوا في سبيل الله، وقاتِلوا من كفرَ بالله، اغزُوا ولا تغُلُّوا،
ولا تغدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتُلوا وليدًا .. )

الحديث.

ومن ذلك: ما أخرجه الشيخان في "صحيحيهما":
عن ابن عُمر - رضي الله عنهما -، أنه قال:

( وُجِدَت امرأةٌ مقتولةً في بعضِ مغازِي النبي - صلى الله عليه وسلم -،
فنهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتلِ النساء والصِّبيان )


وفي روايةٍ لأحمد في "مسنده"، وأبي داود في "سننه":
لما رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - امرأةً مقتولةً قال:

( ما كانت هذه لتُقاتِل ثم قال لأحدِهم: الحَق خالدًا فقُل له:
لا تقتُلوا ذُرِّيَّةً ولا عسِيفًا يعني: أجيرًا )


وقد استمسَك بهذا الهدي النبوي، ومضَى على هذا النَّهج المُحمديِّ
خُلفاءُ النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعده، وأُمراءُ المُؤمنين على تعاقُب العُصور.
يبدُو ذلك بيِّنًا جليًّا في وصاياهم لقُوَّاد جُيوشِهم، عند بعثِهم لمُصاولَة الأعداء.

فمن ذلك: أن الخليفةَ الراشِد أبا بكرٍ الصدِّيق - رضي الله عنه -،
أوصَى يزيدَ بن أبي سُفيان - أحدَ قُوَّاده الذين بعثَهم إلى الشام -، فقال له:
[ إني مُوصِيكَ بعشر خِلال: لا تقتُل امرأةً ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هرِمًا،
ولا تقطَع شجرًا مُثمِرًا، ولا تُخرِّب عامرًا، ولا تعقِرَنَّ شاةً ولا بعيرًا إلا لمأكلَة
أي: لطعام -، ولا تعقِرنَّ نخلاً ولا تُحرِّقه، ولا تغلُل ]

أخرجه الإمام مالكٌ في "الموطأ".

ومن ذلك: ما أوصَى به أميرُ المُؤمنين عُمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه
قُوَّاد جيوشِه عند عقد الألوِية لهم؛ إذ كان يقولُ لهم:
[ بسمِ الله، وعلى عَون الله، سِيرُوا بتأييد الله، وما النصرُ إلا من عند الله،
ولُزوم الحقِّ والصبر، فقاتِلوا في سبيل الله من كفرَ بالله،
ولا تعتدُوا إن الله لا يُحبُّ المُعتَدين، ولا تجبُنوا عند اللِّقاء، ولا تُمثِّلوا عند القُدرة،
ولا تُسرِفُوا عند الظُّهور، ولا تقتُلوا هرِمًا ولا امرأةً ولا وليدًا،
واجتنِبُوا قتلَهم إذا التقَى الصفَّان، وعند شنِّ الغارات ]


وما من أميرٍ من أُمراء المُؤمنين - يا عباد الله - إلا وقد نُقِل عنه من الوصايا لقُوَّاده
مثلُ هذه الوصايا الجليلة المُضيئة المُشرِقة، المُسفِرة عن وجهِ جمالِ هذا الدين وجلالِه،
وعدالتِه ورحمتِه وكمالِه، والتي تُعبِّر بحقٍّ، وتُصوِّرُ بصدقٍ،
وتعكِسُ التطبيقَ الحيَّ الفاعلَ لمدلُول قولِه - سبحانه -:

{ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
[ البقرة: 190 ].

إنه قتالٌ لله، وفي سبيل الله، لا للاستِكبار والعلُوِّ في الأرض وإصابَة المغانِم،
*1س وحيازَة الموارِد، وبَسطِ السُّلطان، ولا لاستِغلال الأنفُس والتحكُّم في رِقابِ العباد

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات