صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2016, 03:39 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,743
افتراضي خطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الحقوق الواجبة على العباد


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتورعلي بن عبد الرحمن الحذيفي- يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى بالمدينة المنورة بعنوان :
الحقوق الواجبة على العباد


والتي تحدَّث فيها عن الحقوق التي أوجبَها الشرعُ على العباد؛ من حقوقٍ لله تعالى،
وحقوقٍ للوالدَين، وغير ذلك، وأفاضَ في ذكر حقوق الوالدَين على الأبناء،
مُبيِّنًا عِظَم حقِّهما في الكتاب والسنة.

الحمد لله الذي تفضَّل على عباده، وفصَّل لهم الحقوق والواجبات،
ورضِيَ لهم الأعمال الصالِحات، وكرِهَ لهم السيئات، ووعدَ الصالحين بالخيرات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مُجيبُ الدعوات،
وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُؤيَّدُ بالمُعجِزات،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آله وصحبه الناصِرين لدين الله بالجهاد والحُجَج والبيِّنات .


فاتقوا الله فلا تُضيِّعوا فرائِضَه، ولا تعتَدوا على حُدوده؛ فقد فازَ من اتَّقى،
وخابَ من اتَّبعَ الهوى.

عباد الله:

اعلموا أن أعمال العباد لهم أو عليهم، لا ينفعُ اللهَ طاعةٌ، ولا تضُرُّه معصيةٌ،
قال الله تعالى:

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ }
[ الجاثية: 15 ]
وقال تعالى:

{ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا
وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }

[ غافر: 40 ].

وقال - عز وجل - في الحديث القُدسي:

( يا عبادي! إنكم لن تبلغُوا ضرِّي فتضرُّوني، ولن تبلغُوا نفعِي فتنفَعوني .
يا عبادي! إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، ثم أُوفِّيكم إياها؛
فمن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه )

رواه مسلم من حديث أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -.

وأداءُ الحقوق الواجبة على العبد نفعُها في آخر الأمر وأوله
يعودُ إلى المُكلَّف بالثواب في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:

{ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ }
[ الأنبياء: 94 ]
وقال تعالى:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا }
[ الكهف: 30 ].

والتقصيرُ في بعض الحقوق الواجِبة على المُكلَّف، أو تضييعُها وتركُها بالكلية،
يعودُ ضررُه وعقوبتُه على الإنسان المُضيِّع للحقوق المشروعة في الدين؛
لأنه إن ضيَّع حقوقَ ربَّ العالمين فما ضرَّ إلا نفسَه في الدنيا والآخرة،
فالله غنيٌّ عن العالمين.
قال الله تعالى:

{ إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ
وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }

[ الزمر: 7 ]
وقال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
[ فاطر: 15 ]
وقال - عز وجل -:

{ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ }

[ محمد: 38 ]
وقال تعالى:

{ وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }
[ النساء: 111 ].

وحقُّ الربِّ الذي يجبُ حفظُه هو التوحيد، وقد وعدَ الله عليه أعظمَ الثواب،
قال تعالى:

{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ }
[ ق: 31، 32 ].

ومن ضيَّع حقَّ الله - عز وجل - بالشرك به،
واتخاذ وسائط من دون الله يعبُدهم ويتوكَّل عليهم، ويدعُوهم لكشف الضُّرِّ والكُربات،
وقضاء الحاجات، فقد خابَ وخسِرَ وأشركَ، وضلَّ سعيُه، لا يقبلُ الله منه عدلاً ولا فِدية،
ويُقال له: ادخل النار مع الداخلين، إلا أن يتوبَ من الشرك.

وفي الحديث:

( يُقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: لو أن لك ما على الأرض من شيءٍ
أكنتَ مُفتديًا به من النار؟
فيقول: نعم.
فيُقال له: قد أُمِرتَ بما هو أيسرُ من ذلك:
ألا تُشرِك بالله شيئًا، فأبيتَ إلا أن تُشرِكَ باللهِ )

رواه البخاري ومسلم من حديث أنسٍ - رضي الله عنه -.

وجميعُ الفرائض والواجِبات لله تعالى بعد التوحيد تابعةٌ له، مُلحقةٌ مقبولةٌ به؛
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قلتُ: يا رسولَ الله ! من أسعَدُ الناسِ بشفاعتِك ؟
قال: من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبِه )

رواه البخاري.

وإن ضيَّع المُكلَّفُ وتركَ حقوقَ الخلق الواجِبةَ،
فقد حرمَ نفسَه من الثواب في الدنيا والآخرة، وإن قصَّر في بعضِها
فقد حُرِم من الخير بقدرِ ما نقصَ من القيام بحقوق الخلقِ.
والحياةُ تمضِي بما يلقَى الإنسانُ من شدَّة ورخاء، وحِرمان وعطاء،
ولا تتوقَّفُ الحياةُ على نَيل الإنسان حقوقَه الواجِبة له، وعند الله تجتمِعُ الخُصوم،
فيُعطِي اللهُ المظلومَ حقَّه ممن ظلمَه وضيَّع حقَّه.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه :
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( لتُؤدُّن الحقوقَ إلى أهلها يوم القيامة،
حتى يُقاد للشاة الجَلحاء من الشاة القَرناء )

رواه مسلم.

وأعظمُ الحقوق بعد حقِّ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:
حقوقُ الوالدَين، ولعِظَم حقِّهما قرنَ الله حقَّه بحقِّهما، فقال تعالى:

{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا
وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }

[ الإسراء: 23، 24 ]
وقال تعالى:

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }

[ لقمان: 14 ].

وعظَّم الله حقَّ الوالدَين؛ لأنه أوجدَك وخلقَك بهما،
والأمُّ وجدَت في مراحل الحمل أعظمَ المشقَّات، وأشرفَت في الوضعِ على الهلاك،
قال تعالى:

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }
[ الأحقاف: 15 ].

ورَضاعُ المولود آيةٌ من آياتِ الله، والأبُ يرعَى ويُربِّي، ويسعَى لرزقِ الولد،
ويُعالِجان من الأمراض، ويسهرَ الوالِدان لينام الولد، ويتعبَان ليستريح،
ويُضيِّقان على أنفسهما ليُوسِّعَا عليه، ويتحمَّلان قذَارَة الولد ليسعَد،
ويُعلِّمانه ليكمُل ويستقيم، ويُحبَّان أن يكون أحسنَ منهما.

فلا تعجَب - أيها الولد - من كثرة الوصيَّة بالوالدَين،
ولا تعجَب من كثرة الوعيد في عقوقهما.
ولن يبلغَ ولدٌ كمال البرِّ بالوالد مهما اجتهَدَ وبذَلَ إلا في حالةٍ واحدةٍ؛
عن أبي هريرة - رضي الله عنه :
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

( لن يجزِيَ ولدٌ والدَه إلا أن يجِدَه مملوكًا فيشترِيَه فيُعتِقَه )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

والوالِدان بابان من أبواب الجنة؛ من برَّهما دخلها

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات