صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-30-2022, 06:15 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي قطار.. ونحن المسافرون


من : الأخت / الملكة نور
قطار.. ونحن المسافرون

أتيـتُ القبــور فناديتُـــها فأيـن المُعظَّــم والمُحتقــــر
وأيــن المُــدلُّ بسلطــانه وأيـن العظيــم إذا مـا افتخـر
تنـادوا جميعــاً فلا مخبــر ومـاتـوا جميـعاً وأضحـوا عِبر
--------------
أصبحتُ وأنا أشعر بالكآبة.. وسِمةُ الحزن ترتسم على محياي
لا أعرف سبباً مباشراً لذلك..
ولكن.. لعله بعد حديث المساء..
فقد اجتمعنا زملاء الدراسة وأصدقاء الطفولة
تحدثنا عن حياتنا.. عن أعمالنا
خرجت بانطباع عام
الغالبية لديهم المال..
ينفقون كما يحلو لهم.. وكما يشاءون
فلانٌ مثله.. أو يزد
وأنا.. أقل الجميع
لعلي شعرت بالحزن.. وأصبحت الكآبة رفيقتي..
• موعدي بعد صلاة العصر مع عبد الرحمن
شابٌ في مقتبل العمر دمث الأخلاق.. حلو المعشر
حاضر النكتة.. من خيرة الشباب
لعل في زيارته تخفيفاً لما أشعرُ به
وكما توقعت..
ما إن أحس أن هناك شيئاً في داخلي
حتى تلاحقت أسئلته
ما بك..؟
ه هناك ما يكدر صفو أيامك..؟
احمد الله على ما أنت فيه من نعمة
ثم أضاف بنبرة فيها عتاب
والله إنك في نعم لا تُحصى ولا تعُد
وأولها.. نعمة الإسلام..
تمهّل في الحديث.. وأكمل
أنت حالك كحال رجل جاء إلى أحد الصالحين..
فشكا إليه ضيقاً في حاله ومعاشه واغتماماً بذلك
فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف..؟
قال: لا..
قال.. فبسمعك..؟
قال: لا..
قال له: أرى لك مئين ألوفاً وأنت تشكو الحاجة..
سكت برهة.. ثم أجبته بصوت ضعيف..
الحمد الله..
جاءت كلماته الصادقة.. وهو نعم الصديق..
هل بقي شيءٌ من الدر وضيق الصدر..؟
تذكّر أمراً.. عندما رفع صوته وسألني بحدة..
كيف جعلت للضيق في صدرك مكاناً..؟
يومٌ كامل يصول ويجول الكدر والهم في قلبك..؟
أين أنت عن الصلاة وقراءة القرآن؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فرِع إلى الصلاة..
كل يومٍ لا تفوتك فيه قراءة الصحف والمجلات..
أين قراءة صحف ربك..؟
أين أنت من القرآن..؟
على أي حال تريد أن تُزيل كل شيء في خاطرك.. وتستعيد صفاءك
رفعت رأسي.. وأجبت..
نعم قال.. هيا..
إلى أين..؟
لا تسأل أين..
بعد أن أغلقت باب السيارة..
من النعم وسائل النقل المريحة..
تذهب متى تشاء براحة وطمأنينة
هل حمدت الله أنك تعيش في دار الإسلام وبين المسلمين
تسمع النداء كل يوم خمس مرات
تُربي أبنائك على التوحيد الخالص..
• في الشارع العام..
هدأ من سرعة السيارة
ثم سار في اتجاه اليمين
إلى أين يا عبد الرحمن..؟
هذه المقبرة..!!
أعرف أن هذا طريق المقبرة..
وأن هذه التي أمامنا مقبرة..
تمهل ولا تستعجل الأمور..
لماذا تخاف..؟
دعنا ندخلها بأقدامنا.. قبل أن يُدخَلَ بنا محمولين..
هذه دارنا الثانية.. دعنا نزورها..
السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم اللاحقون، يرحم الله المتقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية.. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم..
واغفر لنا ولهم..
بعد السلام على أهل القبور
تركت عينيّ تتجول في مساحة المقبرة
أرضٌ جرداء..
سكونٌ مخيف..
صمتٌ متواصل..
لا تسمع حديثاً رغم كثرة الساكنين
قبورٌ متراصة.. وجيرةٌ متباعدون.. لا يعرف بعضهم بعضاً
تضُم الطفل الرضيع
والأمير والوضيع
الشيخ الكبير هنا قبره
والعروس التي وسدت الثرى ليلة زفافها هنا مرقدها
هنا من كان منعماً في الدور والقصور
أما هناك..
قبر الشاب المكتمل الصحة.. والقوة..
من سقط فجأة.. ودفن فجأة..
وهذه القبور المحفورة تنتظر الساكن الجديد
تنتظر الجنازة القادمة..
ربما أنا..؟!
وربما أنت..؟!
قطع تفكيري..
ما رأيك في هذا القبر..
وهذا اللحد..
ماذا تقول فيه..؟ هذا صندوق العمل
هذه دارك الثانية..
يا عبد الله..
انزل في هذا القبر..
أجبته بسرعة.. وبصدق.. لا أستطيع
ومع إجابتي تراجعت قليلاً وابتعدت عن حافة القبر.. خَوف أن أسقط..
أما عبد الرحمن فقد تقدم.. ونزل في القبر..
بسم الله.. ووضع جنبه في اللحد..
ما أحقر الدنيا.. هذه داري بعد الموت.. اللهم اجعل قبري روضة
من رياض الجنة
بعد برهةٍ.. قفز من القبر.. وأسمعني صوته..
(أفحسبْتُمْ أنما خلقناكمْ عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجَعون..)
بل سنُرجع.. بلى.. سنُرجع
التفت إليّ وهو يزيل التراب.. انزل يا عبد الله لتزول همومك
أصابتني قشعريرة.. تمالكت نفسي.. ولما رأيت إصراره..
نزلت ما أضيف القبر ولحده.. موحشٌ ومظلم..
حتى الحركة لا تستطيع
أن تتحرك
يا عبد الله.. صوتٌ من أعلى يناديني..
قدّر لنفسك أنك مت.. ودُفنت
ما العمل الصالح الذي قدمت..؟
أجلت طرفي يمنة ويسرة داخل القبر
تفكرت في أمرين
هوان الدنيا.. وطول الأمل..
سنرحل جميعاً ونترك كل شيء..
إلا العمل الصالح..



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات