صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2010, 05:52 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي شرح و تفسير أسماء الله الحسنى 43

شرح و تفسير أسماء الله الحسنى
================================================== ===
الحلقة الثالثة و الأربعـون
منتهى سعادتى عندما أجد من يعترض أو يرسل نقد بناء
بتصحيح مفهوم أو معنى يكون فى مصلحة الاخوة و الأخوات
و هذا إيميلى لتوجيه النقد
[email protected]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أن الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستغفره ،
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله ، و أشهد أن محمداً رسول الله
صلى الله على سيدنا محمد رسوله المصطفى و نبيه المجتبى
و على آله و عترته الطيبين و على اصحابه و أمته أجمعين

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سؤال الحلقة و المعرفة

نستكمل العبوديه فى الإسلام للأمام أحمد بن تيمية ... يرحمه الله تعالى
و نستعرض بعض من كتاب تاج العروس الحاوى لتهذيب النفوس
و ذلك فى نهاية الحلقة أدناه كالمتبع
********************
الحلَقةَ رقم 43 مِنّ أسَمَاءَ الله الحُسَنَىّ

أسم الله الأعظم
المُقـَدم = المؤخـــــر








أخى المسلم
المقدم و المؤخر هذان الاسمان الشريفين لم يرد لهم ذكر فى القران ،
و لكن وردت مادتهما الدالة عليهما فهو جل وعلا يقدم ما يشاء
و يؤخر ما يشاء كيف يشاء و متى يشاء على ما يشاء و بقدر ما يشاء
و ذلك وفق علمه المحيط بجميع الأشياء و حكمته البالغه مبلغ العدل المطلق
الذى لايكون إلا له ، و لا يقدر على تحقيقه أحد سواه

قال تعالى
{ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ }
و قال جل من قائل سبحانه
{ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }
ق27-29

أى لاتتخاصموا بين يدى هنا فما ينفعكم الخصام و الجدل
و قد سبق أن أنذرتكم على السنة الرسل بعذابى ، و حذرتكم شديد عقابى
فلم تنفعكم الآيات و النذر حتى جاء هذا اليوم الذى لامفر لكم منه و لا محيص لكم عنه
و قد علمتم من كتبى المنزلة على أنبيائى و رسلى أنه لايبدل حكمى و لا يرد قضائى
بتعذيب المجرمين وما أنا بمنسوب الى الظلم و لا الظلم ينسب إلى ،
و ماقدمته من الوعيد شاهد بذلك وقد أخرتكم إلى أجل كان كافيا
للتدبر و التذكر و الأمتثال فاليوم لا تملك نفس لنفس شيئا

قال تعالى
{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنّمَ هَلِ امْتَلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مّزِيدٍ * وَأُزْلِفَتِ الْجَنّةُ لِلْمُتّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ }
ق30-31
لقد قدم الله المتقين بعظيم فضله إلى واسع رحمته
و قد أخر المجرمين بمحض عدله إلى دار عذابه و نقمته
و قد جعل الله عز و جل الديار أربعة و قدم بعضها على بعض
الأولى : دار الجنه

قال تعالى
{ هو أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ
فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }
النجم32

الثانيه : دار الدنيا
وهى دار الإمتحان بالتكاليف الشرعيه و دار المحن و الشقاء
و لقد سماها الله عز و جل دنيا لدنوها و دناءتها و لكنها مع ذلك دار تحمد
لمن جعلها مزرعة للاخرة و لم يشغل نفسه بحطامها و هو الذى يشعر فيها بشئ
من السعادة عند كل عمل صالح يقدمه لنفسه
و يجد فى نفسه الطمأنينة كلما أكثر من ذكر ربه عز وجل
و هذا الشعور والطمأنينه نوع من الثواب الذى قدمه و جزء من الثواب الذى أخره

الدار الثالثه : الدار البرزخيه
و فيها تقديم لجزء من النعيم الأخروى للمؤمنين ،
و تقديم جزء من العذاب الأخروى للكافرين
فالقبر أما روضه من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار فسبحان المقدم والمؤخر

الدار الرابعه : دار القرار
قال تعالى
{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ{55}
هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ{56} لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ{57}
سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ{58} وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ }
يس55-59
أى أفترقوا اليوم أيها المجرمون و أعتزلوا المؤمنين و تأخروا عنهم
فهذا اليوم يومهم ، يتقدمون فيه عليكم لنيل حسن الثواب من رب العباد
فقد قدموا لأنفسهم فى حياتهم الدنيا عملا صالحا فكان هذا العمل قدم صدق عند ربهم
أما انتم فقد أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا و أستمتعتم بها ،

فأخركم الله عن ساحة رحمته فلا جزاء لكم إلا النار
وبئس القرار فسبحان المقدم و المؤخر


التعديل الأخير تم بواسطة vip_vip ; 10-21-2010 الساعة 01:33 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-21-2010, 01:34 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

اخى المسلم

من نظر فى هذا الكون العجيب بعين الأعتبار رأى فيه من الدلائل الباهرة

على حكمة الله العليا فى
التقديم والتأخير، و الخفض و الرفع ، و الأعطاء و المنع ، و الاضرار و النفع
و ما يحمله على الإيمان بوحدانيته فى الربوبيه و الألوهية

و يدعوا إلى التسليم التام بأنه جل شأنه قد أحاط بكل شئ علما
و أحصى كل شئ عددا ،و وضع كل شئ فى موضعه من غير خلل فى التقدير

أو تفاوت فى الإبداع و التكوين فهو الذى أحسن كل شئ خلقه
و هو الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى
و هو الذى يقدم ماحقه التقديم و يؤخر ماحقه التأخير و ذلك وفق علمه المحيط

و ارادته النافذة وحكمته البالغة

قال الحليمى
لايجوز الدعاء بأحدهما دون الأخر و كلاهما ظاهر المعنى و هما من صفات الأفعال
يرفع من يشاء و يخفض من يشاء و يعز من يشاء و يذل من يشاء
و يقرب من يشاء و يبعد من يشاء
فمن قدم نال المراتب العلى و من أخر فقد رد إلى السفلى
هو المعطى لعوالى المراتب ، و المؤخر هو الدافع عن عوالى الرتب ،

فقرب أنبيائه و أولياءه بتقريبه و هدايته ،و أخر أعداءه بإبعاده ،
و ضرب الحجاب بينه و بينهم قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق
و قدم من أحب من أوليائه على عبيده ، و رفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات

قال الخطابى
هو المنزل للأشياء منازلها ، يقدم ما يشاء منها ، و يؤخر ما يشاء
قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق
و قدم من أحب من أوليائه على غيرهم من عبيده
و رفع الخلق بعضهم فوق بعض درجات
و قدر من شاء بالتوفيق إلى مقامات السابقين ، و أخر من شاء عن مراتبهم و ثبطهم عنها
و أخر الشئ عن حين توقعه لعلمه بما فى عواقبه من الحكمة
لا مقدم لما أخر
و لا مؤخر لما قدم
و أن الجمع بين هذين الأسمين الشريفين أحسن من التفرقة
و أن الله سبحانه و تعالى قد قدم البعض بالشرف باعطاء العلم و الطاعة و التوفيق
و جعل البعض مخذولا مؤخرا عن هذه الدرجات
و رفع محمداً صلى الله عليه و سلم الى أعلى الدرجات
و جعل أبا لهب فى أسفل الدُرِكات
و بقدر علم الأنسان يستطيع أن يتعرف على حكمة الله

فى الخلق و التصوير و التقديم و التاخير
و لذا كان العلم هو الرائد للعقل دائما فى المعارف كلها
فمن أوتى العلم فقد أوتى الحكمة ، و فى الحكمة الخير كله
و أولو الألباب هم أصحاب العقول التى يتناهى إليها الفهم بواسطة العلم

و التدبر الأمثل فى آيات الله القرآنية و اياته الكونية
أخى المسلم

أن هذين الأسمين المقدسين يرشدان كل من يريد الأخرة و يرجو رحمة ربه

إلى وجوب التسليم بقضائه و قدره و الرضا بكل مايصيبه من نصب و وصب
فى هذه الدنيا إيماناً منه بأن الله عز و جل إذا أخره فى شئ قدمه فى شئ أخر
فاذا حرمه من نعمة من عليه بنعمة حرم منها غيره ، ليتحقق العدل بين الناس جميعا
و ليتوفر كل واحد على خدمة الاخر و ابتغاء شئ يناله منه

فيكون بعضهم خدما لبعض بالضروره فما من مخفوض فى جهة
الا و هو مرفوع فى جهة اخرى
اخى المسلم
و مادام الله هو المقدم و المؤخر فلنتوجه اليه بقلوبنا فنحسن التوكل عليه

و نسلم الأمر إليه و نقف عند حدنا بالأدب معه متمسكين بحبله المتين سائرين إليه
على صراطه المستقيم أخذين فى أعتبارنا دائما أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا
و أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا
و أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا
و من عرف أن المقدم و المؤخر هو الله تعالى لم يكن له أمان ، بسبب كثرة الطاعات ،

و لا يئاس بسبب كثرة المعاصى و السيئات
فرب أنسان كان فى الظاهر من المطرودين ثم ظهر أنه كان من المقربين و بالعكس


قيل و الله أعلى و أعلم و أجًلّ
===============
كان ببغداد رجل صالح أذن خمس عشرة سنة
ثم صعد المنارة أى المئذنة فوقع بصره على نصرانية فعشقها
ثم دخل عليها فأبت الا أن يشرب الخمر و يأكل الخنزير
فلما سكر عدا خلفها فأنزلقت رجله و سقط من السطح و مات
نعوذ بالله من سواء الخاتمة و تقديم المعصية و تأخير الطاعة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-21-2010, 01:35 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

أخى المسلم
نكتفى بهذا القدر من الشرح البسيط المبسط
و نسأل الله تعالى من فضله العظيم
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الدعـــــــاء
أخى المسلم
إذا ضاق عليك الأمر أو تقطعت بك السبل
فتقول ما كان يقوله النبى صلى الله عليه و سلم
اللهم أغفر لى ما قدمت و ما أخرت ، و ما أسررت ، و ما أعلنت
و ما أنت أعلم به منى
أنت المقدم و أنت المؤخر و أنت على كل شئ قدير
و جميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات



و صلى اللهم على سيدنا محمد حبيب القلوب و على آله و صحبه و سلم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صيغة من صيغ الصلاة على رسول الله


إن أنت لازمت الصلاة على الذى صـلى عليه الله فى الآيات

و جـعلتها وردا عليك مـؤكدا لاحــت عليك دلائل الخــيرات
اللهم صلَّ على محمد عدد النبات و الحصى
و صلِّ على محمد عدد المياه العذبة
و صلِّ على محمد عدد المياه الملحة
و صلِّ على محمد عدد نعمتك على جميع خلقك
و صلِّ على محمد عدد نقمتك و عذابك على من كفر بمحمد صلى الله عليه و سلم
و صلِّ على محمد ما دامت الدنيا والأخرة
وصلِّ على محمد ما دامت الخلائق فى الجنة
و صلِّ على محمد ما دامت الخلائق فى النار
و صلِّ على محمد على قدر ما تحبه و ترضاه
و صلِّ على محمد على قدر ما يحبك و يرضاك
و صلِّ على محمد أبد الأبدين و أنزله المنزل المقرب عندك
و أعطه اللهم الوسيلة و الفضيلة و الشفاعة و الدرجة الرفيعة

و المقام المحمود الذى وعدته سبحانك إنك لا تخلف الميعاد
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم


وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-21-2010, 01:35 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

اجابة الســــؤال و المعرفـــة
نستكمل العبودية فى الاسلام
للامام الجليل / أحمد بن تيمية يرحمه الله تعالى
أخى المسلم
أن هؤلاء المشركون الضالون يسوون بين الله و خلقهو الخليل
قال سبحانه و تعالى
{ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ *
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ... }
الشعراء76
و يتمسكون بالمتشابه من كلام المشايخ كما فعلت النصارى مثال ذلك الفناء :
فان الفناء ثلاثة انواع
نوع للكاملين من الأنبياء و الأولياء
و نوع للقاصرين من الاولياء و الصالحين
و نوع للمنافقين الملحدين المشبهين

فأما الأول

فهو الفناء عما سوى الله بحيث لا يحب الا الله و لا يعبد الا الله و لايتوكل إلا عليه
و لا يطلب غيره و هو المعنى الذى يجب أن يقصد بقول الشيخ أبى يزيد
أريد أن لا أريد الا ما يريد أى المراد المحبوب المرضى و هو المراد بالارادة الدينية
و كمال العبد أن لا يريد و لا يحب و لايرضى الا ما أراده الله و رضيه و أحبه
و هو ما أمر به أمر إيجاب أو إستحباب ،

و لا يحب الا ما يحبه الله كالملائكة و الأنبياء و الصالحين
و هذا معنى قولهم فى قوله تعالى

{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
الشعراء89
قالوا هو السليم مما سوى الله أو مما سوى عبادة الله أو مما سوى إرادة الله

أو مما سوى محبة الله فالمعنى واحد
و هذا المعنى أن سمى فناء أو لم يسم هو أول الإسلام و أخره و باطن الدين و ظاهره

أما المعنى الثانى
هو الغنى عن شهود السوى و لهذا يحصل لكثير من السالكين ،

فأنهم لفرط أنجذاب قلوبهم إلى ذكر الله وعبادته و محبته و ضعف قلوبهم
عن أن تشهد غير ما تعبد و ترى غير ما تقصد
لايخطر بقلوبهم غير الله بل و لا يشعرون به
قال تعالى

{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ
لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
القصص10
قالوا فارغا من كل شئ الا من ذكر موسى و هذا كثير يعرض لمن دهمه أمر من الأمور
إما حب و إما خوف و إما رجاء يبقى قلبه منصرفا عن كل شئ الا عما قد أحبه

أو خافه أو طلبه بحيث يكون عند إستغراقه فى ذلك لا يشعر بغيره
فاذا قوى على صاحب الفناء هذا فانه يغيب بموجوده عن وجوده

و بمشهوده عن شهوده و بمذكوره عن ذكره و بمعروفه عن معرفته
حتى يفنى من لم يكن و هى المخلوقات المعبده فمن سواه و يبقى من لم يزل
و هو الرب سبحانه و تعالى
و المراد فناؤها فى شهود العبد و ذكره و فناؤه عن ان يدركها او يشهدها
و إذا قوى هذا و ضعف المحب حتى أضطرب فى تمييزه فقد يظن أنه هو محبوبه
قيل
أن رجلا القى نفسه فى اليم فألقى محبة نفسه خلفه
فقال
أنا وقعت فما أوقعك خلفى
فقال
غبت بك عنى حتى ظننت إنك إنى
و هذا الموضع زل فيه أقوام و ظنوا أنه اتحاد و أن المحب يتحد بالمحبوب

حتى لايكون بينهما فرق فى نفس وجودهما وهذا خطأ
فان الخالق لا يتحد به شئ أصلا بل لا يتحد شئ بشئ الا إذا أستحالا أو فسدا

أو حصل من أتحادهما أمر ثالث
لا هو هذا و لا هذا كما إذا أتحد الماء و اللبن و الماء و الخمر و نحو ذلك
و لكن يتحد المراد و المحبوب و المكروه و يتفقان فى نوع الارادة و الكراهية
فيحب هذا ما يحب هذا و يبغض هذا ما يبغض هذا و يرضى ما يرضى

و يسخط ما يسخط و يكره ما يكره و يوالى من يوالى و يعادى من يعادى
و هذا الفناء كله فيه نقص
و أكابر الأولياء كأبى بكر وعمر رضى الله عنهما

و السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار
لم يقعوا فى هذا الفناء فضلا عمن فوقهم من الانبياء
و إنما وقع شئ من هذا من بعد الصحابة
و كذلك ما كان من هذا النمط مما فيه غيبة العقل و التمييز لما يرد على القلب

من أحوال الإيمان فان الصحابة رضى الله عنهم كانوا أكمل و أقوى و أثبت
فى الاحوال الإيمانيه من أن تغيب عقولهم أو يحصل له غشاء أو ضعف أو سكر أو فناء
أو وله أو جنون و إنما كان مبادئ هذه الأمور فى التابعين من عباد البصره
فأنه كان فيهم من يغشى عليه إذا سمع القران و منهم من يموت مثل
أبى جهير الضرير و زرارة بن أبُىّ أو فى قاضى البصرة
أن الكمل تكون عقولهم ليس فيها سوى محبة الله و إرادته و عبادته

و عندهم من سعة العلم و التمييز ما يشهدون به الأمور على ما هى عليه
بل يشهدون المخلوقات قائمه بأمر الله مدبرة بمشيئته مسبحة له قانتة له
فيكون لهم فيها تبصرة و ذكرى و يكون ما يشهدونه من ذلك مؤيدا

و ممدا لما فى قلوبهم من اخلاص الدين و تجريد التوحيد و العبادة له وحده لا شريك له
و هذه الحقيقة التى دعا اليها القران و قام بها أهل تحقيق الإيمان و الكُمَلّ من أهل العرفان

و نبينا صلى الله عليه و سلم أمام هؤلاء و أكملهم
و لهذا لما عرج به إلى السماوات وعاين ما هناك من الآيات و أوحى إليه

ما أوحى من أنواع المناجاة و أصبح فيهم و هو لم يتغير حاله و لاظهر عليه ذلك
بخلاف ما كان يظهر على موسى عليه السلام من التغشى صلى الله عليهم أجمعين

أما النوع الثالث

مما قد يسمى فناء فهو أن يشهد أن لا موجود الا الله و أن وجود الخالق
هو وجود المخلوقات فلا فرق بين الرب و العبد
فهذا فناء أهل الضلال و الإلحاد الواقعين فى الحلول و الإتحاد
و المشايخ المستقيمون إذا قال أحدهم
ما أرى غير الله ، أو غيره لا أنظر إلى غير الله أو نحو ذلك فمرادهم بذلك

ما أرى ربا غيره و لاخالقا و لا مدبرا غيره و لا إله غيره
و لا أنظر إلى غيره محبة له أو خوفا منه أو رجاء له
فان العين تنظر إلى ما يتعلق به القلب
فمن أحب شيئا أو رجاه أو خافه إلتفت إليه
فاذا لم يكن فى قلبه محبة له و لارجاء له و لاخوف منه و لا بغض له و لاغير ذلك

من تعلق القلب له لم يقصد القلب أن يلتفت إليه و لا أن ينظر إليه
و لا أن يراه و إن رآه إتفاقا رؤية مجرده كان كمن رآى حائطا و نحوه مما ليس

فى قلبه تعلق به و المشايخ الصالحون رضى الله عنهم يذكرون شيئا
من تجريد التوحيد و تحقيق إخلاص الدين كله
بحيث لا يكون العبد ملتفتا إلى غير الله و لا ناظر إلى ما سواه ،

لا حبا له و لا خوفا منه و لا رجاء له
بل يكون القلب فارغا من المخلوقات خاليا منها لا ينظر إليها الا بنور الله
فبالحق يسمع و بالحق يبصر و بالحق يبطش و بالحق يمشى
فيحب منها ما يحبه الله و يبغض منها ما يبغضه الله و يوالى منها ما وآلاه الله

و يعادى منها ما عاداه الله و يخاف الله فيها و لا يخافها فى الله
فهذا هو القلب السليم الحنيف الموحد المسلم المؤمن العارف الموحد

بمعرفة الأنبياء و المرسلين و تحقيقهم و توحيدهم
أخى المسلم اعتذر لطول التعريف


و نكتفى بهذا القدر من العبودية فى الإسلام
و نستكمل فى الحلقه القادمة إن شاء الله

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-21-2010, 01:36 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

نستعرض بعض من كتاب
تاج العروس الحاوى / لتهذيب النفوس
أعلم أخى المسلم
من عال هم الدنيا و ترك هم الأخرة
كان كمن جاءه أسد يفترسه ثم قرصه برغوث فأشتغل به عن الأسد
فان من غفل عن الله تعالى أشتغل بالحقير و من لم يغفل عنه لم يشغل إلا به
فأحسن أحوالك أن تفوتك الدنيا لتحصيل الاخرة يا طالما فاتتك الأخرة لتحصيل الدنيا
ما أقبح الخوف بالجندى ما أقبح اللحن بالنحوى
وما أقبح طلب الدنيا لمن يظهر الزهد فيها
ليس الرجل من يريك لفظة إنما الرجل من يربيك لحظة

قال الشيخ إبى العباس المرسى

إذا كانت السلحفاة تربى أفراخها بالنظر
كذلك الشيخ يربى مريده بالنظر لان السلحفاة تبيض فى البر و تتوجه الى جانب النهر

و تنظر الى بيضها فيربيهم الله لها بنظرها إليهم
إياك أن تخرج من هذه الدار و ما ذقت حلاوة حبه
ليس حلاوة حبه فى المآكل و المشارب لأنه يشاركك فيها الكافر و الدابة
بل شارك الملائكة فى حلاوة الذكر و الجمع على الله تعالى لأن الأرواح لا تحتمل رشاش النفوس
فاذا أنغمست فى جيفة الدنيا لا تصلح للمحاضرة
لأن حضرة الله تعالى لا يدخلها المتلطخون بنجاسة المعصية
فطهر قلبك من العيب يفتح لك باب الغيب و تب إلى الله و أرجع إليه بالإنابة و الذكر
و من أدام قرع الباب يفتح له ولولا الملاطفة ما قلنا لك ذلك

قالت رابعه العدوية
متى أغلق هذا الباب حتى يفتح و لكن يا هذا باب يوصلك إلى قربه
و إياك و ذهول القلب عن وحدانية الله تعالى
فان أول درجات الذاكرين إستحضار و حدانيته تعالى و ما ذكره الذاكرون

و ما فتح عليهم الا بإستحضارهم ذلك
و ما طردوا إلا بذكرهم مع غلبة الذهول عليهم
و أن اردت يجب أن تستعين على ذلك بقمع الشهوتين البطن و الفرج
و لا يضادك فى الله الا نفسك و ما أكثر توددك للخلق و ما أقل توددك للحق
لو فتح لك باب التودد مع الله لرايت العجائب

ركعتان فى جوف الليل تودد
عيادتك للمرضى تودد
صلاتك على الجنائز تودد
الصدقه على المساكين تودد
إعانتك لأخيك المسلم تودد
إماطتك الأذى عن الطريق تودد
ولكن السيف المطروح يحتاج إلى ساعد


قال الشيخ ابى الحسن الشاذلى أنه قال
كل نفسك و زنها بالصلاة فأن أنتهت عن الحظوظ فأعلم أنك سعدت و إلا فأبك على نفسك
إذا جررت رجلك إلى الصلاة جراً فهل رايت جبيباً لا يريد لقاء حبيبه

قال تعالى

{ إنَّ الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }
فمن أراد أن يعرف حقيقته عند الله و ينظر حاله مع الله فلينظر إلى صلاته
إما بالسكون و الخشوع و إما بالغفلة و العجلة
فان لم تكن بالوصفين فأحث رآسك فان من جالس صاحب المسك عبق عليه من ريحه
فان الصلاة مجالسة الله تعالى
فاذا جالسته و لم يحصل لك منه شئ دل ذلك على مرض فيك و هو إما كبر أوعجب أوعدم أدب
قال تعالى
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }

فلا ينبغى لمن صلى أن يسرع الخروج
بل يذكر الله تعالى و يستغفره من تقصيره فيها
فرب صلاة لا تصلح للقبول فأن أستغفرت الله بعدها قبلت
كان النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم إذا صلى أستغفر الله ثلاث مرات
أن أعظم الذنوب الشك فى الله و الشك فى الرزق شك فى الرازق


أخى المسلم نكتفى بهذا القدر البسيط
و نستكمل المقالة القادمة إن شاء الله تعالى

و أسال الله العلى العظيم أن يمنحنى من العمر لأتمم ما بدأت به
فى الحلقة القادمة إذا كان فى العمر بقية
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أسألك ياربى أن ترحمنى و تغفر لى تقصيرى فهذه قدرتى التى خلقتنى عليها

و فى النهايه أذكركم و نفسى
خبرا عنى المنجم أنى كافر بالذى قضته الكواكب
عالم أن ما يكون و ما كان قضاء الله من المهيمن واجب
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات