صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2016, 02:33 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : الأمن الاجتماعي وكيفية تحقيقه


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام

مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
الأمن الاجتماعي وكيفية تحقيقه


والتي تحدَّث فيها عن الأمن الاجتماعيِّ الذي تسعَى لتحقيقِه كلُّ الأمم والدول؛

لما يشهَدُه العالم من موجاتٍ ثوريَّة واضطراباتٍ عنيفةٍ في الفكر والسياسة،

والحروب والفتن، كما بيَّن أن الإسلام وضعَ أُسس هذا الأمن واعتنَى بتحقيقه،

وكيف طبَّق ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه - رضي الله عنهم –

ومن بعدَهم، ثم وجَّه النصائِح بوجوب تحمُّل جميع شرائِح المُجتمع

مسؤوليَّة الأمن الاجتماعي وتحقيقه.

إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه،

ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضلَّ له،

ومن يُضلِل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه،

والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

فاتقوا الله - عباد الله -، واعلَموا أن التقوَى أساسُ كلِّ خيرٍ ومنبَعُ كل فضيلةٍ،

والله تعالى لا ينظرُ إلى صورِكم ولا أموالِكم، ولكن ينظُر إلى قلوبِكم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ

وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }


[ الحديد: 28 ].

فأصلِحوا قلوبَكم بالتقوى تصلُح لكم أعمالُكم .

أيها المسلمون :

تُعاني البشريَّةُ من موجاتٍ عنيفةٍ من الصِّراعات الفكريَّة والثقافيَّة،

والثورات المحمُومة، والحروبِ النفسيَّة والعسكريَّة،

التي نتَجَ عنها ألوانٌ من الخوفِ والجُوعِ وسَفكِ الدماءِ،

ونقصٍ من الأموال والأنفُس والثمرات.

وتُؤثِّرُ هذه الصِّراعات المُختلفة على كثيرٍ من الناسِ في عقائِدهم وتصوُّراتهم وأخلاقِهم،

مما كان سببًا في اختلالاتٍ ظاهرةٍ في الأمن الاجتماعيِّ،

الذي أصبحَ تحقيقُه في المُجتمع والحفاظُ عليه يُشكِّلُ الهاجِسَ الأكبرَ

في حياةِ الأفرادِ والمُجتمعات اليوم، وتسعَى كلُّ الممالِكِ والأُمم إلى إرسائِه؛

ليعيشَ المُجتمعُ حياةَ الهُدوءِ والاستِقرار والعمل المُنتِج البنَّاء،

وليأمَنَ الفردُ على نفسِه وأُسرتِه ومعيشتِه.

إن الأمنَ الاجتماعيَّ غايةٌ من أجلِّ الغاياتِ الشرعيَّة، ومقصَدٌ عظيمٌ من مقاصِد الدين،

وهو منَّةٌ إلهيَّةٌ كُبرى يضرِبُ الله به الأمثال

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ }

[ النحل: 112 ].

وهو فريضةٌ ربَّانيَّة، وضرورةٌ من ضرُورات العُمران البشريِّ والاستِخلافِ

والنُّهوضِ الحضاريِّ، ولذلك قرَنَ الله بين نعمةِ العيشِ ونعمةِ الأمن،

وامتنَّ بهما على عبادِه، وجعلَهما من أهمِّ أسبابِ التمكينِ من عبادةِ الله،

{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }

[ قريش: 3، 4 ].

أمة الإسلام :

إن شُعور كل فردٍ في الأمة بالطُّمأنينة والسَّكينة في غُدوِّه ورَواحِه،

وسفَره وإقامتِه، وتمكُّنه من عبادة ربِّه،

وهناءَه بالاستِقرار النفسيِّ والأُسريِّ والمعيشيِّ، فلا خوفٌ ولا فزَع،

ولا تفرُّقٌ ولا تناحُرٌ، من أعظمِ نعمِ الله وأجلِّ كرائِمِه

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ }

[ العنكبوت: 67 ]

وقد جعلَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الشُّعورَ بالأمن في المُجتمع

أحد مُقوِّمات السعادة والقنَاعة؛

حيث قال - عليه الصلاة والسلام -:

( من أصبحَ منكم آمنًا في سِربِه، مُعافًى في بدنِه،

عنده قُوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها )


أخرجه الترمذي وابن ماجه.

وهذا كلُّه - يا عباد الله - أثرٌ من آثارِ شُيُوع الأمن الاجتماعيِّ،

فينعكِسُ ذلك إيجابًا على الأمة، وتظهرُ بمظهَر العزَّة والقوَّة،

بسبب تلاحُم أفرادِها وترابُطهم، وتعايُشهم فيما بينهم بالحبِّ والمودَّة،

والتناصُح والتباذُل، والتعاوُن والسَّتر، والصَّفح والعدل والإنصاف والعفو عن المُسيء.

إن أمنَ المُجتمع ضرورةٌ حياتيَّةٌ للعيش الهنِيء الرَّغيد، والسعادة والسُّلوك الحسَن،

والتقدُّم والرُّقيِّ، فلذلك توالَت النصوصُ من القرآن والسنَّة في التأكيدِ

على الأمن الاجتماعيِّ والحرصِ عليه؛ لينعمَ المُجتمعُ بأسرِه بالهُدوءِ والاستِقرار،

ويتمكَّنُ من إقامة شرعِ الله، وتسخيرِ الأرض وعُمرانها في تحقيقِ الخير والصلاحِ .

ولن يحصُل لهم ذلك - يا عباد الله - إلا بالتعاوُن على البرِّ والتقوى،

والحذَر من التعاوُن على الإثمِ والعُدوان،

وهو أساسٌ عظيمٌ من أُسس بناءِ الأمنِ الاجتماعيِّ،

{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }

[ المائدة: 2 ].

أمة الإسلام :

إن من أجلِّ ما يُبنى عليه أمنُ المُجتمع: أن يقوم على قاعدةٍ راسِخةٍ

ثابتةٍ من الأُخوَّة الإيمانيَّة، التي تُؤسِّسُ العلاقات بين أفراد المُجتمع تأسيسًا قويًّا ثابتًا.

فتشيعُ بينهم أواصِرُ المحبَّة والإيثار والتناصُر والتعاوُن، وحبِّ الخير بعضِهم لبعضٍ،

وتنتشِرُ بينهم صُورُ الإحسان والبرِّ للوالدَين والأرحام والجيرانِ،

والتكافُل الاجتماعيِّ، ورعاية الأيتام والأرامل والمساكين،

والسعي في تفريجِ كُربات وحوائِج الناسِ، وقضاءِ دُيونهم، وإنظارِ مُعسِرهم،

والسَّتر على مُخطِئهم، وغير ذلك من صُور الإحسانِ والأُخوَّة الإيمانية،

التي هي من أعظم مُقوِّمات المُجتمع الآمِن.

كما قال - سبحانه -:

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }

[ الحجرات: 10 ]

وقال - سبحانه -:

{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }

[ التوبة: 71 ].

وقال - عليه الصلاة والسلام -:

( أفضلُ المُسلمين إسلامًا: من سلِم المُسلمون من لسانِه ويدِه )

أخرجه الطبراني بسندٍ حسن.

وقال - عليه الصلاة والسلام -:

( المؤمنُ من أمِنَه الناسُ على دمائِهم وأموالِهم )

أخرجه أحمد والترمذي.

وقال - عليه الصلاة والسلام -:

( أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم، وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرورٌ تُدخِلُه على مُسلمٍ،

أو تكشِفُ عن كُربَة، أو تقضِي عنه دَينًا، أو تطرُدُ عنه جُوعًا )


أخرجه الطبرانيُّ بسندٍ حسنٍ.

إن الأُخوَّة الإيمانيَّة الصادقة من أهم أُسس فشُوِّ الأمن الاجتماعيِّ،

فيشعُرُ كلُّ مُسلمٍ أنه في مُجتمعٍ أفرادُه برَرةٌ رُحماء، مُتعاطِفون مُتحابُّون،

هيِّنون ليِّنون، مُشفِقون مُتباذِلُون، يُكرِمون المُحسِن ويُعينُونَه،

ويستُرون على المُخطِئ ويرحَمونَه، ولا يُقابِلونَه بالتشهير والتعنيفِ والإقصاء،

ولا يُعينُون عليه الشيطان، فهو ما زال أخًا لهم.

فينشأُ من ذلك كلِّه مُجتمعٌ آمنٌ، مُستقرٌّ مُتماسِكٌ قويٌّ،

كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - في وصفِ هذا المُجتمع الآمِن:

( مثَلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمثَل الجسَد )

أخرجه أحمد ومسلم.

وهذا الشُّعور - يا عباد الله - بالاستِقرار والأمن والمُعاملة الحسَنَة

لا يختصُّ بالمُسلمين فقط؛ بل هو حقٌّ مكفُولٌ لكلِّ من يعيشُ بينهم من أهل الأديان

الأخرى؛ كاليهود والنصارى، والمُعاهَدين والمُستأمَنين.

فقد ضمِن لهم الإسلامُ الأمنَ والعيشَ والاستقرارَ،

وأن يُعامَلوا بالعدل والإنصافِ والرحمةِ والإحسان،

كما قال - سبحانه -:

{ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ

أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }


[ الممتحنة: 8 ].

وقد كان لابن عُمر - رضي الله عنهما - جارٌ يهوديٌّ،

فكان أولَ ما يبدأُ بالإطعام والهدايا يبدأُ به، وكان يُوصِي به دائمًا.

وهذه صورةٌ مُشرِقةٌ ناصِعةٌ من محاسِن الإسلام،

وحِرصِه على شُيُوع الأمن الاجتماعيِّ لكل أفرادِه ولمن يعيشُ تحت كنَفِه.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات