صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-17-2016, 02:27 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,718
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : مكانة العلماء


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتى الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - يحفظه الله

خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
مكانة العلماء


والتي تحدَّث فيها عن أهل العلم ومكانتهم وقدرهم،
وتعظيمهم في نصوص الكتاب والسنَّة،
مُبيِّنًا ما يجبُ على كل مُسلمٍ تجاههم من الاحترام والتوقير والرجوع إلى أقوالهم،
مع بيان أنهم بشرٌ يُصيبُون ويُخطِئون وأن من يحكم على صوابِهم
وخطأهم هم أمثالُهم ونُظراؤُهم وليس كل أحدٍ، وأوردَ العديدَ من الآثار
وأقوال أهل العلم الدالَّة على فضلهم وحُرمة الوقيعة فيهم .

الحمدُ لله، الحمدُ لله ذلَّت لعزَّته الرِّقابُ وخضَعَت، وعنَت لجبروته الوجوهُ وخشَعَت،
لا إله إلا هو عمَّت رحمتُه كلَّ شيءٍ ووسِعَت، أحمدُه - سبحانه – وأشكرُه
توالَت علينا نعماؤُه وكثُرَت،
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادةً تُنجِي قائلَها في يومٍ تذهلُ فيه كلُّ مُرضِعةٍ عما أرضعَت،
وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه جاهدَ في الله حقَّ جهاده
حتى علَت راياتُ الملَّة وارتفَعَت،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى عِترتِه الطيبين الطاهرين
إلى النسَب الشريف انتسَبَت،
وعلى أصحابه الغُرِّ الميامين صُدورُهم بهذا الدين انشرَحَت،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا ما توالَت الأيامُ والليالي وتعاقبَت .


فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -،
فرِزقُكم لن يأخُذَه غيرُكم فاطمئنُّوا، وعملُكم لن يقوم به غيرُكم فاشتغلُوا به وجِدُّوا،
وربُّكم مُطَّلعٌ عليكم فمنه فاستَحيُوا، والموتُ آتٍ لا ريبَ فيه فله استعِدُّوا،
وكونوا - وفَّقكم الله - ممن أبصَرَ ففهِم، وفهِمَ فعلِمَ، وعلِمَ فعمِلَ.

العبادةُ تُزكِّي السرائر، وتحفظُها من العلَل البواطِن والظواهِر،
وليس العبادةُ بكثرة الصيام والصلاة، إنما العبادةُ بالاستقامة على أمر الله،
والورع عما حرَّم الله، والصبرُ عن محارِم الله أيسرُ من الصبر على عذابِ الله.
ومن اتَّعظَ بخُطوبِ الأيام أغنَتْه عن خُطب الأنام،

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

[ التغابن: 16 ].

معاشر المسلمين :

كمائِنُ القلوب تُظهِرُها المِحَن، والمُؤمنُ أسيرُ الحق: الإخلاصُ مطيَّتُه، والصدقُ محجَّتُه،
وعلى هذا الطريق الأقوَم يقِفُ أعلامٌ ورؤُوس يثبُتُون في الشدائِد والمُلِمَّات،
ويعتصِمون بالحقِّ عند الأزمَات،
ويُبصِرون ويصبِرون ويُبصِّرون عند الفتن والابتِلاءات.
إنهم علماءُ الشرع المُطهَّر، رفع الله قدرَهم، وأعلى مقامَهم .

قائِمون بالحقِّ، مُتمسِّكون بالهُدى، ثابِتون على الجادَّة،
مقرونةٌ طاعتُهم مع وُلاة الأمور بطاعة الله ورسولِه:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }

[ النساء: 59 ].

عظَّم الله شأنَهم، واستشهَدَهم على توحيدِه أعظمِ مُستشهَد:

{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

[ آل عمران: 18 ].

هم المرجِعُ عند السؤال، وإليهم الردُّ عند الاستِشكال:

{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
[ النحل: 43 ]

{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
[ الزمر: 9 ]

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
[ المجادلة: 11 ].

إليهم المفزَعُ في النوازِلِ والفتن والمُدلهِمَّات والمُظلِمات، وهم الملاذُ في الأزمات:

{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }

[ النساء: 83 ].

مجالِسُهم مجالِسُ فضلٍ وخيرٍ، تُفيدُ العلومَ والحِكَم، وتحفظُ من الغفلة،
استنبَطوا أصولَ الأحكام، وضبَطُوا قواعدَ الحلال والحرام،
حاجةُ الناسِ إليهم أعظمُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب.

يقول الإمام أحمد - رحمه الله -:
[ الناسُ أحوَجُ إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب؛
لأن الطعام والشراب يُحتاجُ إليه مرتين أو ثلاثًا، أما العلمُ فيُحتاجُ إليه في كل وقتٍ ]


بحُسن تعليمهم يتخرَّجُ المُتخرِّجون، وبجميل مواعِظِهم يرجِعُ المُقصِّرون.
في حكمة مسالِكِهم تتجلَّى صلابةُ الإيمان، وثباتُ الموقف في الخُطوب والنوازِل،
هم سُرُجُ العباد، ومنارُ البلاد. هم أولياءُ الرحمن، وغيظُ الشيطان.

يقول الإمام الشافعيُّ - رحمه الله -:
[ إذا لم يكُن العلماءُ أولياءُ الله، فلا أعرفُ لله وليًّا ]

بضاعتُهم باقيةٌ بعد موتهم، وأجرُهم جارٍ لهم بعد رحيلِهم،
ولهم أجورُ من تبِعَهم وسارَ على طريقِهم، مجالسُهم تحُفُّها الملائكة،
وحلقاتُهم تغشاها الرحمة، ومُجتمعُهم تتنزَّلُ عليهم السَّكينة،
ويذكرُهم الرحمنُ فيمن عنده.
من أطاعَهم رشَد، ومن عصاهم غوَى وضلَّ. العلمُ علمُهم، والقولُ قولُهم، والرأيُ رأيُهم.
لا يعرفُ الفتنَ إذا أقبلَت، ولا يقِفُ أمامَها إذا تعاقبَت إلا أهلُ العلم الراسِخون الربانيُّون،
يُبيِّنون الحقَّ، ويرُدُّون الشُّبُهات. بهم تحيا قلوبُ أهل الحق، وتموتُ قلوبُ أهل الزَّيغ.

تأمَّلوا هذا الترتيبَ والترتُّب في هذه الآيات الكريمات، يقول - عزَّ شأنُه -:

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
[ فاطر: 28 ]
ثم قال:

{ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }
[ البينة: 8 ]
وقال قبلَها:

{ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ }
[ البينة: 7 ].
هم القومُ لا يشقَى بهم جليسُهم، ولا تغُرُّهم كثرةُ الجُموع والأتباع،
ولا يُغرِيهم بليغُ المديح والثناء.

أيها الإخوة في الله:

العلمُ ترِكَةُ الأنبياء، ورِثَه الصحابةُ - رضوانُ الله عليهم -،
ثم ورِثَه من بعد التابِعون، وهكذا جيلاً بعد جيل، إلى أن يشاءُ الله قبضَه.

ولهذا يقول عبدُ الرحمن بن مهديُّ - رحمه الله -:
[ كان الرجلُ من أهل العلم إذا لقِيَ من هو فوقَه في العلم فهو يوم غنيمة،
سألَه وتعلَّم منه، وإذا لقِيَ من هو دونَه علَّمه وتواضَعَ له،
وإذا لقِيَ من هو مثلُه في العلم ذاكرَه ودارسَه ]


وإن من الجفاءِ أن يموتَ العالِم ولم يُؤخَذ عنه العلمُ ولم يُورَث.

أيها المسلمون:

إن من علامات توفيقِ الله: حبَّ أهل العلم، وذكرَهم بالجميل، ودفعَ قالَة السوء عنهم،
وتوقيرَهم من غير ادِّعاء عصمَتهم، أو عدم الردِّ عليهم عند أخطائِهم.
حبٌّ من غير تعصُّبٍ ولا تعسُّف، ولا يصُدَّنَّك حبُّهم أن ترى الحقَّ عند من خالفَهم؛
فحبُّهم من أجل ما خصَّهم به مولاهم من علمٍ وصلاحٍ وتقوى،
وبما منحَهم ربُّهم من فضلٍ واستقامةٍ، أما الحقُّ فخُذه أنَّى وجدتَّه.

وفي الخبر الصحيح:

( ليس منَّا من لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحَم صغيرَنا، ويعرِف لعالِمِنا حقَّه )
أخرجه أحمد والطبراني وغيرُهما، وإسنادُه حسن، وصحَّحه الألباني.

ويقول أبو الدرداء - رضي الله عنه -:
[ من فقه الرجلِ ممشَاه ومخرَجُه ومدخلُه مع أهل العلم ]

ويقول ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -:
[ مكثتُ سنتين أريدُ أن أسألَ عُمر عن حديثٍ ما منعَني إلا هيبَتُه ]

ويقول طاوسُ بن كيسان - رحمه الله -:
[ من السُّنَّة: أن يُوقَّر أربعة: العالِم، وذو الشَّيبة، والسُّلطان، والوالِد،
هذا من سُنَّة نبيِّكم محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات