صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2015, 09:39 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,946
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : التوحيد وعلاقته بالحج


خُطَبّ الحرمين الشريفين
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي - يحفظه الله
خطبتى الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان :
التوحيد وعلاقته بالحج

والتي تحدَّث فيها عن التوحيد وأهميته وفضله، وأنه دعوة الرُّسُل،

والذي من أجله خلقَ الله الخلقَ وأوجدَهم في هذه الدنيا،

وذلك في ضوء آياتٍ من القرآن الكريم وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -،

كما بيَّن في آخر خُطبته العلاقة التي تربِطُ بين الحجِّ والتوحيد في المناسِك كلِّها.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفِرُه،

ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،

من يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه،

صلَّى الله عليه، وعلى آله وأزواجه وذريَّاته وصحابتِه الكرام،

والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .


فأُوصيكم ونفسي - عباد الله - بتقوى الله في الغيب والشهادة؛

فإن المُتقين هم أولياءُ الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزَنون، وهم أكرمُ الخلق على الله،

{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }

[ الحجرات: 13 ]
أمة الإسلام :
إن أعظمَ ما يُستفتَحُ به المقال، وتُسطَّر فيه الأقلام،

وتفنَى فيه الأعمارُ هو تحقيقُ التوحيد الخالِص لله، الذي بيدِه مقاليدُ السماوات والأرض.

يرفعُ من يشاءُ بفضلِه، ويخفِضُ من يشاءُ بعدلِه، يُعزُّ من يشاء، ويُذلُّ من يشاء،

{ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ }

[ الزخرف: 84 ]
أحاطَ بكل شيءٍ علمًا وقُدرة، فما من دابَّةٍ في الأرض، ولا طائرٍ يطيرُ بجناحَيه،

وما تسقُط من ورقة، وما يلِجُ من شيءٍ في الأرض وما يخرُج منها،

وما ينزلُ من شيءٍ من السماء وما يعرُجُ فيها، ولا حبَّةٍ في ظُلمات البرِّ والبحر،

ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا وسِعَه علمُ الله، وأحاطَت به قُدرةُ الله وسُلطانُه،

{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ }

[ الأنعام: 102 ].

ذلكمُ الله أعظمُ من كل شيءٍ، وأكبرُ من كل شيءٍ، ما خلقَ خلقَه ليستكثِر بهم من قِلَّة،

ولا ليتعزَّز بهم من ذِلَّة؛ بل خلقَهم وأوجدَهم ليعبُدوه وحدَه - سبحانه -، ويُوحِّدوه،

ويُسلِموا إليه وجوهَهم ومقاصِدَهم وأعمالَهم،

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

[ الذاريات: 56 ]
أمة الإسلام :
أكبرُ المقاصِد، وأهمُّ المطالِب، وقضيَّةُ القضايا، ولُبُّ دعوة الرُّسل:

تحقيقُ التوحيد لله تعالى وإفرادُه بالربوبية والألوهية، إنها قضيَّةُ الكون والحياة،

وسرُّ القرآن وأساسُه. ما قامَت السماوات والأرض، ولا نُصِبَت الموازين،

ولا خُلِقَت الجنةُ والنار، ولا أُرسِلَت الرُّسُل، وبُعِثَت الأنبياءُ وأُنزِلَت الكتب،

ولا أُقيمَ علَمُ الجهاد إلا من أجل التوحيد وتحقيقه، وتقريره في النفوس والقلوب .

التوحيد أعظمُ الحقوق .. التوحيدُ حقُّ الله الأعظمُ على العبيد، وصراطُه الأقوم ..

وأولُ دعوة الرُّسُل .. ومُفتَتحُ خطاب الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام – لأقوامهم :

{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }

[ الأعراف: 59 ]
وكل دعوات الرُّسُل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مبنيَّةٌ بإحكامٍ،

ومُشيَّدةٌ بإتقانٍ على هذا الأساس العظيم،

{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }

[ النحل: 36 ]

وأعظمُ الرُّسُل، وسيِّدُ الأنبياء، وإمامُ الدعوة - صلى الله عليه وآله وسلم –

مكثَ يدعُو إلى التوحيد ولوازمِه وتكاليفِه، ويُحذِّرُ من الشرك وأنواعه ووسائلِه

ثلاثًا وعشرين سنةً في مكة والمدينة، ما فترَ - عليه الصلاة والسلام -،

ولا توانَى، ولا استكانَ، وهو يُقرِّر التوحيدَ ومسائلَه بأساليب مُتنوِّعة في كل خُطبه

ومواعِظه ومجالسِه - صلى الله عليه وآله وسلم .

ولم يبدأ - عليه الصلاة والسلام - بشيءٍ في دعوته في مكة إلا بالتوحيد وكلمته الكُبرى:

"لا إله إلا الله"، صدحَ بها في شِعاب مكة ووديانها، وأعلنَها في محافِل قومه ونوادِيهم،

وعرضَها على وفود الحَجيج والقبائل، داعيًا إياهم إلى عبادة الله وحدَه لا شريكَ له،

وتوحيده قصدًا وعملاً، ومُخاطِبًا بها الملأَ من قُريش، فكان جوابُهم:

{ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }

[ ص: 5 ].
أيها المسلمون:

في "المسند" و"الصحيحين": أن النبي - صلى الله عليه وسلم

بعثَ مُعاذَ بن جبلٍ - رضي الله عنه - إلى اليمن، وأوصاه بوصيَّةٍ عظيمةٍ،

يجبُ أن تكون نِبراسَ الدعاةِ والمُصلِحين،

أوصاه بأن يجعلَ التوحيدَ أولَ الدعوة وأساسَها وروحَها وعمادَها،

فقال له - عليه الصلاة والسلام -:

( إنك ستأتي قومًا أهلَ كتاب، فليكُن أولَ ما تدعُوهم إليه: توحيد الله )

وفي روايةٍ:

( فإذا جئتَهم فادعُهم إلى أن يشهَدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله )

وثبتَ عند أحمد وأبي داود، عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:

( من كان آخرَ كلامه : لا إله إلا الله، دخلَ الجنة )

إن التوحيدَ بدايةُ الإسلام وختامُه، وأولُ الدعوة وآخرُها،

والقرآنُ كلُّه من أوله إلى آخره إنما هو دعوةٌ إلى التوحيد وتحقيقِه،

وتربيةٌ للعقول والقلوب على حقائِق التوحيد ومعانِيه، وأمرٌ بلوازِمِه ومُقتضياتِه؛

من أحكامٍ، وتشريعٍ، وأخلاقٍ، وآدابٍ، ومروءاتٍ،

وبيانٌ لجزاء أهل التوحيد وإكرام الله لهم .

كما أن في القرآن العظيم التحذيرَ الشديدَ من الشرك وصوره

{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ

وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }


[ المائدة: 72 ].
فالقرآنُ العظيمُ الذي هو عهدُ الله الأخير للبشرية كلُّه حديثٌ عن التوحيد

وحقوقه وواجباته ونواقِضِه .

فلا عجبَ إذًا - يا مُسلمون - ولا غرْوَ أن يكون هو التوحيدُ هو سرَّ القرآن ولُبَّ الإيمان،

كما قرَّر ذلك كلَّه شيخُ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم - رحمة الله عليهما -.

معاشر المسلمين :
إن حقيقةَ التوحيد الذي دعَت إليه الرُّسلُ - عليهم الصلاة والسلام –

هو: إفرادُ الله تعالى بكل ألوان العبادة، والتوجُّه إليه - سبحانه - وحده بالقصد والعمل،

ومعرفتُه - سبحانه - بأسمائِه وصفاته وأفعاله، فتنجذِبُ إليه - سبحانه

الأرواحُ والقلوب، وتقطعُ التعلُّق بمن سِواه كائنًا من كان،

وتتحرَّرُ النفوسُ من عبودية الشهوات ورِقِّ الشبهات، وأسر المطامِع والأهواء،

وتتخلَّصُ القلوبُ من الخُضوع للمخلوقين والعمل لأجلهم رجاءً وخوفًا وطمعًا،

وتُوقِنُ الأفئدةُ إيقانًا لا شكَّ فيه أنه لا رازِق إلا الله، ولا مُدبِّر ولا مُصرِّف للكون غيرُ الله،

ولا مُعينَ ولا ناصرَ ولا مانِعَ ولا مُعطِيَ ولا رافعَ ولا خافِضَ ولا مُحيِي ولا مُميتَ،

إلا الله وحده لا شريك له .

إن القلبَ إذا امتلأَ بحقائِق الإيمان وتوحيده ومعرفة الله وإجلاله، صفا وأشرقَ واستنارَ،

وعلمَ حقيقةَ الدنيا، وحقيقةَ وجوده في هذه الحياة. فيعيشُ في سعادةٍ وانشِراح صدرٍ،

ولذَّةٍ ونعيمٍ، ويُصبِحُ ويُمسِي ولا همَّ له إلا ربُّه - سبحانه -.

فإذا سألَ فإنه لا يسألُ إلا الله وحده، وإذا استغاثَ فبالله وحده،

وإذا توكَّل واستعانَ فعلى الله وبالله وحده، لا يرجُو إلا الله وحدَه،

ولا يخافُ إلا من الله وحدَه، ولا يُعطي ولا يمنَع، ولا يغضبُ ولا يرضَى،

ولا يُوالِي ولا يُعادِي إلا لله ومن أجلِ الله - سبحانه وتعالى -.

إن التوحيدَ - يا مُسلمون - تسليمٌ واستسلامٌ لله تعالى،

وخلعٌ وقطعٌ لكل شهوةٍ تُخالِفُ الأمر، أو شُبهةٍ تُعارِضُ الخبر،

أو اعتراضٍ على شرعٍ أو قدَر، ولا يزالُ التوحيدُ الصادقُ يُطهِّرُ القلوبَ

ويُصفِّيها من أمراضِها وآفاتها، ويتدرَّجُ بها في مقامات الكمال،

حتى تُصبِح بيضاءَ نقيَّةٍ كالسّراج المُزهِر، لا تضُرُّها فتنةٌ ما دامَت السماوات والأرض .

يا مسلمون .. يا عباد الله :

إن التوحيدَ والعقيدةَ الصحيحةَ سفينةُ النجاة، من ركِبَها نجا من ظُلمات الشرك،

وأهوال الوثنيَّة، وسلِم من تخبُّطات الإلحاد، وآلام البُعد عن الله،

وشقاء النفوس التي لم ترضَ بالله ربًّا وإلهًا ومُدبِّرًا حكيمًا.

وفي خطاب مُؤمن آل فرعون عبرةٌ وأيّ عبرة! حين نادَى قومَه فقال:

{ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41)

تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ

وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42)

لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ

وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43)

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }


[ غافر: 41- 44 ].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،

أقولُ ما تسمعون فإن كان حقًّا فمن الله وحدَه وله الفضلُ والمنَة،

وإن كان غيرَ ذلك فإني أستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ،

فاستغفِروه؛ إنه هو الغفور الرحيم .

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات