صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-15-2013, 09:12 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي خطبتى الجمعة 167 بعنوان : النظافة من الإيمان


الحمد لله المحمود بكل لسان ، واسع الفضل و الإحسان ،
أحمده سبحانه و أشكره حمداً و شكراً تنال به مواهب الرضوان .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله
المبعوث للثقلين الإنس و الجان ،
بلغ الرسالة و أوضح المحجة حتى علا منار الحق و أستبان .
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي التقى و الإيمان ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز و جل ،
فالسعيد من تدبر أمره ، و أخذ حذره و أستعد ليوم لا تنفع فيه عبرة .
أيها المسلمون ،
الإسلام دين الفطرة ، تصلح له و تصلح به كل الأزمنة و كل الأمكنة .
فهو دين العقيدة و الشريعة ، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف عند عصرٍ
بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، و تفتي في كل شأن ، و تقضي في كل أمر .
دينٌ يجمع البشاشة في حياء ، و حسن الخلق في ابتسامة ،
دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية ، و حظوظ نفسية ، و طبائع إنسانية .
لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور و فرح ، و لباس و زينة ،
محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها و نقاءها ،
و بالسرور غايته بعيداً عن الخنا و الحرام ، و الظلم و العدوان ،
و الغل و إيغال الصدور .
و متطلبات الفطرة هذه جاءت في دين الإسلام
مصاحبة و مرتبطة و ملازمة للعناية بإصلاح المعتقد و سلامة الباطن :
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ }
[ المدثر:1-5 ] .
فتطهير العقيدة و تنقيتها من شوائب الشرك و البدع و المعاصي
مقرونة بتطهير الظاهر في بدن الإنسان و ثوبه و بقعته ليجمع المسلم بين النظافتين ،
و يحافظ على الطهارتين .
فحين يجمّل الدين بواطنهم بالهداية إلى لصراط المستقيم ،
فإنه يجمّل ظواهرهم في أحسن تقويم .
إذا كان ذلك كذلك ـ أيها الإخوة ـ
فإن الأخذ بالزينة ، و القصد إلى التجمل ، و العناية بالمظهر،
و الحرص على التنظف و التطهر من أصول الإصلاح الدينية و المدنية
التي جاء بها ديننا و تميّز بها أتباعه .
إن حب الزينة و التزين من أقوى غرائز البشر الدافعة لهم إلى إظهار سنن الله في الخليقة .
و لقد امتن الله على بني آدم كلهم بلبس الزينة
حين قال عز شأنه :
{ يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ
وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ }
[ الأعراف: 26 ] .
و في خبر نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
( خمس من الفطرة :
الإستحداد ، و الختان ، و قص الشارب ، و نتف الإبط ، و تقليم الأظافر ) ،
إنها الفطرة و سنن المرسلين ؛ أتفقت عليه الشرائع و دعت إليها الديانات .
و ترك ذلك و إهماله مزرٍ بالجسم ، و تشبه بالوحوش و السباع ،
بل تشبه بالكفار المبتعدين عن صحيح الفطرة و هدي المرسلين .
و من أجل هذا أيها الإخوة
فإن الإسلام حريص على أخذ أبنائه بنظافة الحس مع نظافة النفس ،
و صفاء القلب مع نقاء البدن ، و سلامة الصدر مع سلامة الجسد ،
فالله يحب المطهرين و يحب المتطهرين .
أيها الإخوة ،
المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا
حيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم .
إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوش في جزائر البحار ،
و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ،
كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء .
و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ،
و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى
نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية .
و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة
انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ،
و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ،

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-15-2013, 09:13 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة
إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ،
و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ،
و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل .
و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ .
إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم
في أبدانهم و بيوتهم و طرقهم و مدنهم .
و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون وجوههم شطر
نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ،
يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى
{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً }
[ البقرة : 138 ] .
أيها الإخوة :
و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة في توجيهات الإسلام ،
و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان .
و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ،
و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ،
مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة
كالجنازة و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك .
إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ،
وضؤها ينظف الظاهر ؛
( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات
أيبقى من درنه شيء ) .
و غسل الجمعة واجب على كل محتلم أى بالغ الرشد .
( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه
و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له
ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) .
بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس
و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ،
فقد جاء في الخبر مرفوعاً :
( طهروا الأجساد طهركم الله
فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك
لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال :
اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً ) .
رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما .
و في خبر آخر عند أبي داود :
( ما من مسلم يبيت طاهراً : فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ
فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه ) .
و أمة محمد عليه الصلاة و السلام تعرف يوم القيامة بين الأمم
بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء .
و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ،
و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب .
و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره
فقال عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام :
( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ ) .
و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط ،
و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها .
و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى
و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما .
و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون للطاعة و ذكر الله و الصلاة ،
و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ،
و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟
و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟
و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر
و قلة الذوق و إيذاء الجليس و سرور الشيطان .
و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ،
و نبيكم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يحب الطيب و يكثر من التطيب .
و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ،
و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه .
و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه .
و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-15-2013, 09:14 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

و قال عليه الصلاة و السلام :
( إن له دسماً ).
و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛
{ وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }
[ الحج : 26 ] .
{ فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ }
[ النور : 36 ] .
( و إماطة الأذى عن الطريق صدقة ) .
أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد .
عن الأحوص الجشمي قال :
رآني النبي صلى الله عليه و سلم و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ
فقال الصادق الأمين عليه صلوات ربى و سلامه :
( هل لك من مال ؟
قلت : نعم ،
قال : و من أي المال ؟
قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء،
قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛
فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده ) .
و كما قال عليه الصلاة و السلام :
( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛
فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛
فقال عليه الصلاة و السلام :
إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس ) .
و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ،
فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله :
و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ،
قال : و قد كان رسول الله عليه الصلاة و السلام أنظف الناس و أطيب الناس ،
و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة .
فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل
فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق .
بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة
و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ،
و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات
و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ،
و هذا جهل و خروج عن الجادة .
إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب .
أيها الإخوة ،
و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر
رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس
و طهارة النفس و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً .
نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة
و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس .
فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها .
من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ،
و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري .
و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد
كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة و لكنها فطرة الله
التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها .
و بعد أيها الإخوة ،
فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر جزء من عنايته بقوة المسلم .
إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ، و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ،
فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ، و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ،
و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها و أصلب في كيانها
من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ
وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }
[ الأعراف :31 ] .
بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم
و نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم
و بهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ،
و أقول قولي هَذا ، و أستَغفر الله لي و لَكم و لجميع المسلمين
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-15-2013, 09:15 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

الحمد لله المتفرد بالعزة و الجلال ، و المتنزه عن الأنداد و الأمثال ،
أحمده و أشكره فهو جميل يحب الجمال ،
و أشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله جاء بالشريعة السمحة ،
و رفع عنا ربه ببعثته الآصار و الأغلال ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحب و آل
و التابعين و من تبعهم بإحسان في الأقوال و الأفعال .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أيها المسلمون ،
إن الأناقة من غير سرف ، و التجمل في غير تكلف من آداب الإسلام و توجيهاته .
إنه الإسلام الذي ينشد لبنيه علوّ المنزلة و جمال الهيئة .
ليكونوا في الناس كالشامة البيضاء .
غير أنه ليس من الإسلام الركض إلى أسباب الزينة بغير عنان ،
و ملأ اليد منها بغير ميزان .
إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و ملأ اليد منها بغير ميزان ،
إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و لذائد النفس
و يتجاوز بالإنفاق المعتاد من أمثاله قل نصيبه من البذل في وجوه الخير
ذلك أن النفوس المبتلاة بحب الزينة المفرطة و لذائذ الأجسام لا تقف عند حد ،
و كلما أدركت منزلة تشوّفت إلى ما فوقها ؛
كما جاء في الخبر الصحيح عنه صلى الله عليه و سلم :
( إن هذا المال حلوٌ من أخذه بحقه و وضعه في حقه فنعم المعونة ،
و إن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل و لا يشبع ).
و سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
[ ما ألبس من الثياب ؟
قال : ما لا يزدريك فيه السفهاء ، و لا يعيبك به الحكماء ] .
إذا كان الأمر كذلك ـ أيها الإخوة ـ
فليس من زينة الرجال بل من الممنوع المحرم لبس الحرير ، و التختم بالذهب ،
و إسبال الثياب ؛ فما أسفل من الكعبين ففي النار .
و ليس من المقبول بل من الممنوع تبرج النساء بزينة كاسيات عاريات مائلات مميلات ،
و في الجملة فإن السلف كانوا يكرهون الشهرة من الثياب العالي منها و المنخفض .
و ثوب الشهرة العالي ما قصد به الاختيال و التعالي و الفخر و المباهاة ،
و المنخفض القصد إلى الرديء و المبتذل مع القدرة على ما هو خير منه
امتناعاً عما أباح الله بزعم التزهد و التعبد ، و دين الله الوسط ،
و الرفيع من اللباس ممدوح إذا كان تجملاً و إظهاراً للنعمة .
و بعد أيها الإخوة ،
فحري بكم أن تحثوا من بين أيديكم و من تحت مسؤليتكم من الخدم و السائقين و العمال ،
تحثوهم على النظافة و التجمل و أن تعينوهم على ذلك
و بخاصة إذا قدموا إلى المساجد و أماكن العبادة ‘
ففي هذا الثناء في الدنيا و الأجر الكبير في الآخرة .
و إنه لشاهد على الأدب الرفيع و الذوق السليم و الإحساس الرقيق و التصرف المهذب .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله و الزموا هدي دينكم
و أسلكوا مسلك العدل و الوسط في جميع أموركم
و نظفوا أنفسكم و من حولكم و ما حولكم و في كل حياتكم .
هذا و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية
محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،
فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ،
و أيّه بكم أيها المؤمنون ،
فقال جلَّ من قائل عليما :
{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56]
اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك
نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .

و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم
اللهم آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم
و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم
أنتهت
و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات