[adnan]

( الحلقة رقم : 594)

{ الموضوع السابع عشر الفقرة 09 }

( أحكــام الحضانة )

أخى المسلم

ونواصل معكم اليوم الموضوع الثالث عشر من مواضيع دين و حكمة

الحمد لله رب العالمين

و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .

قال تعالى :

{ الْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ

وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ

لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا

وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ }

[ البقرة 233 ]

روى أحمد وأبو داود والبيهقى والحاكم

عن عبد الله بن عمرو :

( أنَّ امرأةً قالت يا رسولَ اللهِ إنَّ ابني هذا كان بطني لهُ وعاءً

وثديي لهُ سِقَاءً وحجري لهُ حواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني

وأراد أن ينتزعَهُ مِنِّي

فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنت أحقُّ بهِ ما لم تَنْكحي )

وعن يحيى بن سعيد قال :

سمعت القاسم بن محمد يقول :

[ كانت عندَ عمرَ بنِ الخطابِ امرأةٌ من الأنصارِ ، فولدت له عاصمَ بنَ عمرَ ،

ثم إنه فارقَها فجاء عمرُ قباءَ ، فوجد ابنَه عاصمًا يلعبُ بفناءِ المسجدِ ،

فأخذ بعضدِه فوضَعه بينَ يدَيه على الدابةِ ، فأدركته جدةُ الغلامِ

فنازعته إيَّاه حتى أتَيا أبا بكرٍ الصديقَ ،

فقال عمرُ : ابني ،

وقالت المرأةُ : ابني ،

فقال أبو بكرٍ : خلِّ بينَها وبينَه

قال : فما راجعه عمرُ الكلامَ ]

وفى بعض الروايات

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :

[ هي أعطفُ وألطفُ وأرحمُ وأحنى وأرأفُ وهي أحقُّ بولدِها ما لم تتزوَّجْ ]

أخى المسلم

حديثنا اليوم عن :

هل يجوز انتقال الحاضنة بالمحضون ؟

فلنبدأ على بركة الله

انتقال الحاضنة بالمحضون

إذا كانت الحاضنة غير الأم كالجدة والأخت

فليس لها أن تنتقل بالولد ذكرا أو أنثى من البلد الذى يقيم فيه الأب

حتى يمكن رؤيته ورعايته ورقابته إلا أن يأذن لها فى ذلك .

فإذا كانت الحاضنة هى الأم وجب عليها أيضا أن تقيم فى مكان إقامة الأب

إذا كانت لا تزال زوجة له أو كانت معتدة من طلاقه

لأن بقاءها حينئذ من مقتضيات الزوجية أو الإعتداد

فإذا انتهت عدتها وأصبحت أجنبية عن الزوج

جاز لها الإنتقال بالصغير من غير إذن الأب

إذا كانت تنتقل إلى بلدها الأصلي الذى تم زواجها فيه

سواء أكانت قرية أم مدينة وسواء أكانت قريبة أم بعيدة

لأن فى إقامتها مع الصغير فى بلدها وبين أهلها مصلحة لها ولصغيرها

وزواج الأب بها فى هذا المكان يدل على رضاه بالإقامة فيه

فإذا أرادت الإنتقال من بلد الأب إلى بلد آخر ليس بلدها ولم يتزوجها فيه

أو إلى بلد ليس بلدها وان كان قد تزوجها فيه

أو إلى بلدها الذى لم يتزوجها فيه

لا يجوز لها الإنتقال بالصغير إلا بإذنه فى هذه الأحوال .

وذلك لفقدان الإعتبارات التى بيناها فى الحالة الأولى .

ويستثنى من ذلك أن يكون البلد الذى تنتقل إليه فى مدينة قريبة

من بلد الأب بحيث يستطيع ان يرى ابنه ويعود فى نهاره

فلو كانت تنتقل إلى قرية لم يجز لها الإنتقال إليها ولو كانت قريبة

لما فى ذلك من ضياع الولد فيها

حيث لا تتيسر فيها وسائل الحياة الموجودة فى المدينة

إلا إن يكون الأب نفسه يقيم فى قرية أيضا فإنه يجوز لها الإنتقال حينئذ .

فإن كان البلد الذى تريد الإقامة فيه بعيداً لم يجز لها الإنتقال إليه

ولو كان من المدن لما فى ذلك من أضرار الأب لبعد ابنه عنه

وإضرار بالولد لفقده رعاية أبيه ورقابته

وليس للحاضنة أن تمنع الأب من رؤية ولده بل يجب عليها أن تمكنه من ذلك

وليس للأب أيضا أن يمنع الأم من رؤية ولدها

إذا انتهت مدة حضانتها بل يجب عليهما أن يتعاونا فى ذلك

وأن يقصرا اختلافاتهما على أشخاصهما

وإلا يتخذا من الولد وسيله للكيد والنكاية

قال تعالى :

{ لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ }

[ البقرة 233 ]

أخى المسلم

ما معنى التبرع بالحضانة ؟

هذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة

انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات

حكمة وعظة اليوم

لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره.

و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته

هشام عباس محمود