صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

رسائل اليوم رسائل بيت عطاء الخير اليومية

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-29-2022, 06:22 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,922
افتراضي الرحيل


من الأخت / الملكة نور
الرحيل


ســألتُ الـدارَ تُخبرنـي *** عن الأحبـاب ما فعلـــوا

فقالت لي: أنـاخ القــوم *** أيـاماً وقــد رحـــلوا

فقلـلتُ فأين أطلُبــهم *** وأيُ منـــازلٍ نزلــوا

فقـالت بالقبــور وقـد *** لقــو والله مـا فعلــوا

--------------

بدت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم... ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم...

تبحث عنها تجدها في مصلاها.. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء..

هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل...

كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي..

أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عُرفتُ به.. ومن أكثر من شيء عُرفَ به..

لا أؤدّي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي..

بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً متنوعةً لمدة ثلاث ساعات

متواصلة.. ها هو الأذان يرتفع من المسجد المجاور..

عدت إلى فراشي..

تناديني من مصلاها.. نعم ماذا تريدين يا نورة؟

قالت لي بنبرة حادة: لا تنامي قبل أن تُصلي الفجر..

أوه.. بقى ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الأذان الأول...

بنبرتها الحنونة –هكذا حي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط

طريحة الفراش... نادتني.. تعالي أي هناء بجانبي.. لا أستطيع إطلاقاً رد

طلبها.. تشعر بصفائها وصدقها.. لا شك طائعاً ستلبي..

ماذا تريدين...

اجلسي..

ها قد جلست ماذا لديك..

بصوت عذب رخيم:

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)..

سكتت برهة.. ثم سألتني..

ألم تؤمني بالموت؟

بلى مؤمنة..

ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة..

بلى.. ولكن الله غفور رحيم.. والعمر طويل..

يا أختي.. ألا تخافين من الموت وبغتته..

انظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة.. وفلانة.. وفلانة.

الموت لا يعرف العمر.. وليس مقياساً له..

أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها المُظلم..

إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت.. كيف أنام الآن..

كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا هذه الإجازة..

فجأةً... تحشرج صوتها واهتز قلبي..

لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً.. إلى مكان آخر.. ربما يا هناء..

الأعمار بيد الله.. وانفجرت بالبكاء..

تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً أن المرض ربما

لن يمهلها طويلاً.. ولكن من أخبرها بذلك.. أم أنها تتوقع هذا الشيء..

ما لك تفكرين؟ جاءني صوتها القوي هذه المرة..؟

هل تعتقدين أني أقول هذا لأنني مريضة؟

كلا.. ربما أكون أطول عمراً من الأصحاء..

وأنت إلى متى ستعيشين.. ربما عشرون سنة.. ربما أربعون..

ثم ماذا.. لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..

لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا أما إلى جنة أو إلى نار..

ألم تسمعي قوله الله:

(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة فَقَدْ فَازَ)؟

تصبحين على خبر..

هرولتُ مسرعةً وصوتها يطرق أذني.. هداك الله..

لا تنسي الصلاة..

الثامنة صباحاً..

أسمعُ طرقاً على الباب.. هذا ليس موعد استيقاظي.. بكاء..

وأصوات.. يا إلهي ماذا جرى..؟

لقد تردت حالة نورة.. وذهب بها أبي إلى المستشفى..

إنا لله وإنا إليه راجعون..

لا سفر هذه السنة.. مكتوب عليّ إلقاء هذه السنة في بيتنا بعد انتظار طويل..

عند الساعة الواحدة ظهراً.. هاتفنا أبي من المستشفى..

تستطيعون زيارتها الآن هيا بسرعة..

أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير..

عباءتي في يدي..

أين السائق.. ركبنا على عجل.. أين الطريق الذي كنت أذهب

لأتمشى مع السائق فيه يبدو قصيراً.. ماله اليوم طويل.. وطويل جداً..

أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي التفت يمنة ويسرةً..

زحام أصبح قاتلاً ومملاً..

أمي بجواري تدعو لها.ز أنها بنت صالحة ومطيعة..

لم أرها تضيع وقتها أبداً..

دلفنا من الباب الخارجي للمستشفى..

هذا مريض يتأوه.. وهذا مصاب بحادث سيارة. وثالث عيناه غائرتان..

لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة..

منظر عجيب لم أره من قبل...

صعدنا درجات السلم بسرعة..

إنها في غرفة العناية المركزة.. وسآخذكم إليها.. ثم واصلتِ الممرضة إنها

بنت طيبة وطمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها..

ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد..

هذه هي غرفة العناية المركزة..

وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني

أختي نورة تنظر إلي وأمي واقفة بجوارها..


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات